عزازيل (رواية يوسف زيدان)

عزازيل هي رواية صادرة عن دار الشروق سنة 2008، من تأليف الدكتور يوسف زيدان الخبير في المخطوطات والفلسفة.وتدور الرواية حول المسيحية في القرن الميلادي الخامس بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا ، وتناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية.

عزازيل
Azaziel.jpg
المؤلفيوسف زيدان
البلدمصر
اللغةعربية
الناشردار الشروق للنشر
الإصدار2009

فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية وهي النسخة العربية من جوائز بوكر البريطانية للأدب.

وزيدان هو واحد من ستة روائيين اختيروا ضمن القائمة النهائية للجائزة التي تمنح للسنة الثانية وقيمتها 50 ألف دولار.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاتب الرواية

يوسف زيدان باحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية. عمل مستشاراً لعدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل: منظمة اليونسكو، منظمة الإسكوا، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات. ويعمل منذ عام 2001 مديرا مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية.وقد ساهم وأشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المخطوط المشتت بين أرجاء العالم المختلفة.


التسمية

كلمة عزازيل تعني الشيطان بحسب اللغات القديمة.

وبحسب ما جاء في الموسوعة الشعرية من كتاب " الباقلاني" لأبي البركات الأنباري (1119-1181م) فإن إبليس وقبل أن يرتكب المعصية كان ملَكاً من الملائكة واسمه عزازيل ولم يكن من الملائكة ملَكٌ أشد منه اجتهاداً ولا أكثر منه علماً.


موضوع الرواية

تتحدث الرواية عن ترجمة لمجموعة لفائف خيالية مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا. كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة مترجم وهمي معاصر وقام بنقلها من اللغة السريانية إلي العربية.

وتتألف الرواية من 380 صفحة فيها 31 فصلاً (رقاً) ولكل رق عنوان والرق الأخير هو (قانون الإيمان المسيحي) وهي عبارة عن سيرة ذاتية خيالية للراهب المسيحي المصري هيبا ،والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي بين القرنين الرابع والخامس للميلاد ( زمن انشقاق كنيستي أنطاكيا والإسكندرية وعقد مجمع أفسس الذي ناقش انشقاق نسطور أسقف القسطنطينية وحرمانه)و التي تلتها إنقسامات هائلة بين الكنائس الكبري وذلك علي خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح.

كتب الراهب هيبا رقوقة مدفوعا بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له:" أكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب،اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله…." وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا:" نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك".

وتتناول كتب الراهب هيبا ما حدث له منذ خرج من أخميم في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب و اللاهوت. و هناك تعرض لإغواء أمرأة سكندرية وثنية (أوكتافيا) أحبته ثم طردته لما عرفت أنه راهب مسيحي. ثم خروجة هاربا من الأسكندرية بعد ثلاث سنوات بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية. ثم خروجه إلي فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس نسطور الذي أحبه كثيرا وأرسله إلي دير هادئ بالقرب من أنطاكية. وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة، ويصاحب ذلك وقوعة في الحب مع امرأة تدعي (مارتا)، و ينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلي أين.

الرواية تمتاز بلغتها العربية الفصيحة وتناولها فترة زمنية غير مطروقة في الأدب العربي برغم أهميتها، كما أنها تتسم بالدقة التاريخية فيما يتعلق بالأحداث والأماكن والشخوص (ما عدا الراهب هيبا والمرأتين مرتا وأوكتافيا).

الجدل حول الرواية

أثارت جدلا واسعا؛ نظرا لأنها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية. وقوبلت بعاصفة من التصريحات الغاضبة من بعض رجال الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، حيث اتهم القمص "عبد المسيح بسيط" -أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكلية الإكليريكية- الرواية بأنها تنتصر لمن تسميهم الكنيسة بالهراطقة، وتوجه هجوما شديدا للكنيسة ورمزها القديس مرقص. واتهم المؤلف في تصريحات صحفية" بمحاولة إيحاء القارئ بأن القصة التي «ألفها» ـ عزازيل ـ قصة حقيقية، وجدت مكتوبة في لفائف جلدية أثرية مكتوبة باللغة السريانية، أو الآرمية، وهي لغة المسيح.

وقال بسيط "الكاتب بنى روايته على أساس أحداث واقعية وتواريخ معروفة، وقد وضع لها ثلاثة أهداف، هي: الانتصار لمن سمتهم الكنيسة بالهراطقة، وتوجيه هجوم للكنيسة. [1]

وقد أصدر الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس في مصر بيانا اتهم فيه مؤلف الرواية بالاساءة إلى المسيحية، مشيرا إلى أنه أخذ فيها منحى المؤلف "دان براون" في روايته شفرة دافنشي [2]

وبدأ بعض المحامين الأقباط في التفكير في تحريك دعاوى ضد الرواية لمنع ترويجها ومصادرتها، ومن بينهم المحامي نجيب جبرائيل -رئيس مركز حقوق الكلمة- الذي اعتبر الرواية مسيئة، تطعن في العقيدة المسيحية، حيث تقول ببشرية المسيح وليس بألوهيته، معتمدة في ذلك على آراء "نسطور" المطرود والمحروم من الكنيسة الذي فصل بين الطبيعتين البشرية واللاهوتية للمسيح.

ويشير جبرائيل إلى أن زيدان عبر في تلك الرواية عن آرائه بهجومه الشديد واللاذع على الكنيسة القبطية، واعتبر جبرائيل الرواية حافلة بالكثير من الانتهاكات للعقيدة المسيحية، ونالت من الثوابت العقيدية، وأضاف أنه سوف يقوم بصفته -المستشار القانوني للبابا- برفع دعوى عاجلة لمنع تداول الرواية.

و علي جانب أخر، قال روبير الفارس الروائي القبطي ورئيس القسم الثقافي بجريدة وطني لـ"العربية.نت" إن الرواية ناقشت جزءا من التاريخ، والتاريخ ليس مقدسا، والذى يصنع التاريخ هو الانسان بخيره وشره، فالمسيحية بالذات تقول إنه ليس هناك أحد من البشر مقدس سوى المسيح فقط، ولا يستطيع أحد أن يأتي ليقول إن القديسين " المذكورين في الرواية لم يرتكبوا أخطاء."


وجهة نظر المؤلف

وكان الدكتور يوسف زيدان قد اكد أن روايته «عزازيل» لا ينبغي النظر إليها من زاوية غير زواية الإبداع الأدبي، وأبدي زيدان أسفه من هجوم الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، علي الرواية وتشبيهها بـ «شفرة دافنشي» واتهامه بعدم الحياد وخلط الحقائق بخياله الروائي.

وشدد زيدان في تصريحات خاصة سبق ان نشرتها له جريدة المصري اليوم المصرية علي أن كل الوقائع والشخصيات الواردة في الرواية باستثناء «الراهب هيبا والمرأتين مرتا وأوكتافيا» هي وقائع فعلية وشخصيات حقيقية، وقال : «كان التحدي الإبداعي في الرواية هو كيف أحرك الأحداث دون أن أخالف أي واقعة فعلية أو شخصية تاريخية»، لافتاً إلي أن هيبا الرهاوي «بطل الرواية» ليس هو الراهب هيبا الذي عاش في آواخر القرن الخامس الميلادي، كما يعتقد الأنبا بيشوي قائلاً : «بطل الرواية ولد في القرن الرابع، وتوقفت الأحداث عام 431م، وهي نفس سنة انعقاد مجمع أفسس الذي شهد الانشطار الكبير بين الكنائس الأرثوذكسية.

وأكد زيدان أن البابا كيرلس عمود الدين، بابا الإسكندرية الرابع والعشرين، ظهر في الرواية بحسب ما يوافق شخصيته التاريخية الفعلية، داعياً المشككين في ذلك قراءة رسالته المشهورة «اناتيما» أو اللعنات التي صبها علي رأس الأسقف نسطور، منتقداً ما يسميه الأقباط تاريخ الكنيسة، مؤكداً أنه يعتبره جزءاً من تاريخ مصر الذي لا يمكن فصله عن باقي أجزاء تراثنا المشترك.

وقال: «الرواية دعوة للاهتمام بالإنسان المختفي بين الصراعات المذهبية، وتؤكد أن العنف لا يرتبط بالضرورة بدين أو مذهب معين، وإنما يرتبط بأشخاص محددين توهموا أنهم من حقهم قتل الآخرين باسم الحق الإلهي»،وأضاف: أرفض مقارنة روايتي بشفرة دافنشي لأن الأخيرة كتبت بأوهام غير ثابته، وهدف مؤلفها الانتشار العالمي وتحويلها لفيلم سينمائي علي عكس الأولي فهي رواية فلسفية تأسست علي معرفة عميقة بالتراث.

وقلل زيدان من إمكانية تحويل الرواية إلي عمل سينمائي لاحتياجها إلي ميزانية ضخمة جداً إضافة إلي أن الجمهور العربي لم يتعود بعد علي الرؤية الفلسفية الموجودة بالرواية.

جوائز

فازت الرواية بجائزة البوكر العربيه لأفضل رواية عربيه لعام 2009. كما نالت الرواية إستحسانا كبيرا من قبل النقاد والقراء العرب و شهدت أسواق الكتب بمصر إقبالا شديدا علي نسخ الرواية.

انظر أيضا

المصادر

وصلات خارجية

http://www.4shared.com/file/58417393/5b5ec5c3/_____.html?s=1 

لقراءة الرواية تحتاج إلى برنامج أدوبي أكروبات