عدي بن حاتم

عدي بن حاتم الطائي (ت. 68 هـ/688م)، ابن أجود وأكرم العرب قاطبة، تولى رئاسة قومه قبيلة طيء بعد وفاة أبيه. وكانت القبيلة قد هاجرت مع القبائل العربية بعد إنهيار سد مأرب نحو أرض الجبلين ( أجا و سلمى ) وهي منطقة حائل حالياً.

كان عدي بن حاتم وقبيلته يدينون بالمسيحية حين ظهور الإسلام، فأرسل لهم الرسول محمد علي بن أبي طالب لغزوهم وكان عدي حينها مسافراً نحو بلاد الشام، فتم الغزو وخرّبت ديارهم وأخذوا نسائهم أسرى، وكان من بين الأسيرات سفانة بنت حاتم الطائي أخت عدي، فدار بينها وبين الرسول محمد حواراً أوضحت فيه أنها سيدة في قومها وأنها ابنة حاتم الطائي ففك اسرها.

كان عدي بن حاتم من ألدّ أعداء الإسلام، لأنه هدد زعامته لقبيلته طيء، إلا أنه وبعد إسلام أخته سفانة، وبعدما وصله أن الرسول محمد يتمنى إسلامه ليتعاون معه، وفد على الرسول محمد في سنة 7 هـ - 628 م ، وكانت وفادته لإستكشاف أمر هذا الرسول الجديد ولم يكن في نيته أن يسلم، ولما وصل المدينة قابل محمد في مسجده ولاحظ أنه لا يدعى بالملك أو الزعيم، فعرف أن محمد لا يسعى للملك أو الزعامة. فأخذه محمد إلى بيته وهناك حادثه في أمر الإسلام وكان مما قال له :

" لعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجة المسلمين وفقرهم ، فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم ، حتى لا يوجد من يأخذه ، ولعله يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من قلة المسلمين وكثرة عدوهم ، فوالله لتوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف إلا الله ، ولعله يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم ، فهم ضعاف ، وايم الله لتوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، وإن كنوز كسرى قد صارت إليهم".

وأسلم عدي بعدها، وعاش حتى سنة 68 هـ/688م، وشارك في حرب الصحابة، بعد مقتل عثمان بن عفان، وكان إلى جانب علي بن أبي طالب.