عبد العزيز الأول المريني

أبو فارس عبد العزيز الأول
السلطان المريني
العهد1366 – 1372
سبقهMuhammad II ibn Faris
تبعهMuhammad III ibn Abd al-Aziz
وُلِد1349
توفي1372
الأنجالMuhammad III ibn Abd al-Aziz
Dynastyالمريني
الديانةالإسلام

أبو فارس المستنصر عبد العزيز بن علي (1449 - 1372) كان سلطاناً مرينياً حتى وفاته في 1372. وقد ارتقى سدة الحكم في زمن اضمحلال سلطة المرينيين، ولكنه تمكن من عكس التردي. بعد وفاته عادت المملكة للفوضى.

حاله

ذكر المؤرخ إسماعيل ابن الأحمر في كتابه روضة النسرين وصفًا لحال السلطان، فقال: «كان عفيفًا متمسكًا بالدين، محبًا للخير وأهله، لم يُعرف عنه وقوع في فاحشة قط، ولم يشرب الخمر أبدًا، وكان من صالحي الملوك».

بيعة السلطان عبد العزيز الأول

أُصيب عبد العزيز بن أبي الحسن في صغره بمرض النحول، فكان ذلك سببًا في عدول السلطان أبي سالم إبراهيم عن إيفاده مع سائر الأبناء إلى الأندلس، فأقام بالمغرب. ولمّا شبَّ وتعافى من علته، واستقام بدنه، تغيّر حاله. وعقب مقتل الوزير عمر بن عبد الله للسلطان أبي زيان محمد بن أبي عبد الرحمن، استُدعي عبد العزيز بن أبي الحسن، وكان حينئذٍ مقيمًا في بعض دور القصبة بفاس تحت التحفّظ. فأُحضر إلى القصر، وبويع سلطانًا، وبايعه سائر بني مرين، وأعيان الدولة، والعامة، فازدحم الناس على تقبيل يده، وأعطوه الصفقة بالطاعة، وكان ذلك يوم الأحد 22 ذي الحجة سنة 767هـ.

مقتل الوزير عمر بن عبد الله

استبدَّ الوزير عمر بن عبد الله بأمر السلطان عبد العزيز، كما كان شأنه مع من سبقه من السلاطين. ويذكر المؤرخ الناصري في هذا الصدد: «… ثم إن الوزير عمر جرى معه على عادته من الاستبداد، ومنع السلطان من التصرف في شؤون الملك، فأنف السلطان عبد العزيز من ذلك وتأفف منه، ودارت بينهما وقائع، إلى أن عزم السلطان على الفتك به. فأعدَّ له جماعة من الخصيان في زوايا داره، ثم استدعاه ووبّخه، فثار به أولئك الخصيان وضربوه بالسيوف حتى قتلوه. فصاح الوزير صيحة سُمعت خارج الدار، فوثبت بطانته إلى الأبواب، فكسروها واقتحموا الدار، فإذا صاحبهم مضرج بدمائه قد قُضي عليه، فولّوا هاربين. ثم تتبّع السلطان عبد العزيز أتباع الوزير بالاعتقال والقتل حتى أتى عليهم، واستبد بملكه، وأدار أموره على ما ينبغي، والله تعالى أعلم».

نهوض السلطان عبد العزيز إلى مراكش

بعد استقرار الأمر للسلطان عبد العزيز في فاس، عزم على القضاء على الوزير عامر بن محمد الهنتاني، وعلى سلطانه أبي الفضل بن أبي سالم. وكان عامر قد خشي أن يناله ما نال الوزير عمر بن عبد الله، فصعد إلى الجبل واعتصم به، ثم بايع السلطان عبد العزيز، ودعاه إلى القضاء على أبي الفضل والاستيلاء على مراكش. فاستجاب السلطان، وخرج من فاس سنة 769هـ، فانهزم أبو الفضل عند تادلا، وأُسر وسُلِّم إلى السلطان، فأمر بقتله في رمضان سنة 769هـ / 1368م.

مقتل الوزير عامر بن محمد الهنتاني

ارتيب السلطان عبد العزيز في أمر عامر بن محمد الهنتاني، فاختبر طاعته، فتأكدت لديه الشكوك. فعهد بولاية مراكش إلى علي بن محمد بن أجانا، وأمره بتتبع عامر والتضييق عليه، غير أن الوالي انهزم أمامه. وعلى إثر ذلك خرج السلطان عبد العزيز بنفسه لقتاله، وبعد حصار دام عامًا كاملًا، أُلقي القبض على عامر بن محمد وهو يحاول الفرار من ظهر الجبل إلى صحراء السوس، فاستولى السلطان على الجبل ومعاقله في رمضان سنة 771هـ. وبعد عودة السلطان إلى فاس وقضائه عيد الفطر، أُحضر عامر بن محمد ومعه سلطانه تاشفين من بني عبد الحق، الذي كان عامر قد أعدَّه لمنازعة سلطان فاس. فحُوكما محاكمة سريعة؛ فجلد عامر وضُرب بالعصي حتى مات، وأما تاشفين فطُعن بالرماح وقُتل.

استرجاع الجزيرة الخضراء

تمكّن بنو مرين وبنو الأحمر من إبرام معاهدتين مع أراگون ضد قشتالة، وكان لهاتين المعاهدتين أثر بالغ في إرساء تعاون عسكري، ولا سيما أن قشتالة كانت تعاني آنذاك اضطرابات داخلية. واتفق السلطان عبد العزيز مع السلطان الغني بالله على تجهيز حملة برية من غرناطة لاستعادة الجزيرة الخضراء، على أن يتولى المرينيون الحصار البحري، وإمداد الحملة بالأموال والمؤن. وفي 25 ذي الحجة سنة 770هـ / 1369م، خرج النصارى من الجزيرة الخضراء، فاستعادها المسلمون بعد أن كانت في أيديهم منذ عهد السلطان أبي الحسن.

نهوض السلطان عبد العزيز إلى تلمسان

يروي الناصري في الاستقصا خبر خروج السلطان عبد العزيز إلى تلمسان واستيلائه عليها، فيقول: «كان أبو حمو بن يوسف الزياني قد ساءت علاقته بعرب سويد، وقبض على بعض رؤسائهم محمد بن عريف، فاستغاثوا بالسلطان عبد العزيز. وكانت الرسائل المؤذية لا تزال ترد إليه من أبي حمو، فصادف ذلك قبولًا، فعزم على النهوض إلى تلمسان، وبعث الحاشرين إلى الجهات المراكشية، فوافاه الناس على طبقاتهم، واجتمعوا عنده أيام منى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. فأفاض العطاء، ولما قضى نسك عيد الأضحى عرض الجند ونهض، فاحتل بتازا. فلما بلغ الخبر أبا حمو جمع الجموع، ثم اختلفت كلمتهم، وتفرق عنه العرب، ففرَّ هو وأشياعه إلى القفر. ودخل السلطان عبد العزيز تلمسان يوم عاشوراء سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة دخولًا مشهودًا، واستولى عليها، وولّى وزيره أبا بكر بن غازي بن الكاس على العساكر، فطارد أبا حمو حتى شُتت جمعه، ونهبت أمواله، واستقر الملك للسلطان عبد العزيز بالمغرب الأوسط…».

لجوء ابن الخطيب إلى المغرب

بعد أن استعاد السلطان الغني بالله ملكه في الأندلس، ودخل غرناطة سنة 763هـ / 1361م، استدعى وزيره ابن الخطيب. غير أن اشتداد الخصومة بينه وبين خصومه في البلاط الغرناطي جعله يشعر بتنامي الوشايات ضده، فخشي على نفسه، فاتصل سرًّا بسلطان المغرب أبي فارس عبد العزيز بن أبي الحسن المريني، الذي تعهّد له بالحماية والرعاية. فاستأذن الغني بالله في تفقد الثغور، وسار في نفر من فرسانه ومعه ابنه علي، حتى بلغ جبل طارق، حيث نُقل إلى سبتة في جمادى الآخرة سنة 773هـ، ثم توجه إلى تلمسان، فاستقبله السلطان عبد العزيز استقبالًا كريمًا، وأكرمه غاية الإكرام. وفي الشهر نفسه أرسل سلطان المغرب سفيره إلى غرناطة، فاستقدم أسرة ابن الخطيب مكرّمة. غير أن خصومه انتهزوا لجوءه إلى المغرب، فاتهموه لدى الغني بالله، وصدر الحكم عليه، فصادق السلطان عليه.

رغبة السلطان في ملك الأندلس

لاحظ ابن الخطيب قوة المغرب في عهد السلطان عبد العزيز، واحتدام العداء بين فاس وغرناطة، فحرّض السلطان على السعي لضم غرناطة إلى ملكه، طمعًا في القضاء على خصومه وتأمين مقامه بالمغرب. ويذكر ابن خلدون في ذلك: «ثم اشتدت العداوة بينه وبين ابن الأحمر، فرغّب السلطان عبد العزيز في ملك الأندلس، وتواعدوا على ذلك عند رجوعه من تلمسان، فبلغ الخبر ابن الأحمر، فأرسل إلى السلطان عبد العزيز بهدية عظيمة لم يُسمع بمثلها، يطلب تسليم وزيره ابن الخطيب، فأبى السلطان ذلك».

وفاة السلطان عبد العزيز

بعد أن استكمل السلطان عبد العزيز الأول فتوحه واستحكم ملكه، اشتد به المرض، فعاد إليه داء النحول الذي أصابه في صغره. فكتم علته عن الناس خشية تفرق جنده، ثم عسكر خارج تلمسان عازمًا على الرجوع إلى المغرب، غير أنه توفي رحمه الله بظاهر تلمسان ليلة الخميس 22 ربيع الثاني سنة 774هـ. ونُقل جثمانه إلى فاس، ودُفن بجامع قصره، وكانت مدة حكمه ست سنين وأربعة أشهر.

من نظم السلطان عبد العزيز

ذكر ابن الأحمر في كتابه نثير الجمان مذيلا بيتي والده السلطان أبي الحسن اللذين هما قوله:

أرضي الله في سر و جهر
وأحمي العرض من دنس ارتياب
و أعطي الوفر من مالي اختيارا
و أضرب بالسيوف طلي الرقاب

فقال هو وأحسن

و أرغب خالقي في العفو عني
و أطلب حلمه يوم الحساب
و أرجو عونه في عز نصر
على الأعداء محروس الجناب
و عبدك واقف بالباب فارحم
عبيدا خائفا ألم العقاب

المراجع

  • روضة النسرين في دولة بني مرين لإسماعيل ابن الأحمر ص (33) مطبوعات القصر الملكي.
  • النفحة النسرينية واللمحة المرينية لإسماعيل ابن الأحمر.
  • نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - المقري التلمساني ج 5 ص (104 ، 105).
  • الاستقصا للمؤرخ الناصري الجزء الرابع ص (52 ،57 ،59 ،60) دار الكتاب الدار البيضاء.
  • تاريخ المغرب الإسلامى والأندلس في العصر المرينى للدكتور محمد عيسى الحريري الفصل الثالث ص (169,168,167).

الهامش

المصادر

  • Abun-Nasr, Jamil M. (1987-08-20). A History of the Maghrib in the Islamic Period. Cambridge University Press. p. 113. ISBN 978-0-521-33767-0. Retrieved 2013-05-13.
  • Fage, John Donnelly; Oliver, Roland Anthony (1975). The Cambridge History of Africa. Cambridge University Press. p. 365. ISBN 978-0-521-20981-6. Retrieved 2013-05-13.
  • Hasan, Masudul (1998). History of Islam: Classical period, 1206–1900 C.E. Islamic Publications. Retrieved 2013-05-13.
  • Park, Thomas K.; Boum, Aomar (2006-01-16). Historical Dictionary of Morocco. Scarecrow Press. ISBN 978-0-8108-6511-2. Retrieved 2013-05-13.
  • Parker, Richard Bordeaux (1981). A Practical Guide to Islamic Monuments in Morocco. Baraka Press. p. 93. Retrieved 2013-05-13.

قالب:Marinid dynasty topics