عبد السلام جلود

عبد السلام جلود (15 ديسمبر 1941 -) رائد ركن . من الضباط الوحدويين الاحرار. شارك في ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 . عضو مجلس قيادة الثورة في ليبيا. رئيس الوزراء في الفترة من 16 يوليو 1972 إلى 2 مارس 1977.

عبد السلام جلود

اعتبر الرجل الثاني في ليبيا بعد العقيد معمر القذافي حتى ابتعاده عن العمل الرسمي بعد قضية لوكربي حيث ابتعد كلية عن كل ما يتعلق بالنظام منذ 5 مايو 1993 ولا يعرف على وجه التحديد الأسباب الحقيقة من وراء ذلك الانعزال. ويعيش حاليا في طرابلس. تولى العديد من المهام في الفترة من 1969 وحتى ابعاده في 1992.

  • نائب رئيس الوزاراء ووزير الداخلية والحكم المحلي 16 يناير 1970
  • وزير المالية -أكتوبر 1970
  • وزير الاقتصاد والصناعة والمالية - 13 اغسطس 1971
  • رئيس الوزراء - 16 يوليو 1972 حتى 1977.
  • عضو الأمانة العامّة لمؤتمر الشّعب العام (مجلس الرئاسة ).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخلاف بين جلود والقذافي

الخطر والقوة اللتان يشكلهما جلود، أنه يختلف عن باقي ما يسمي بـ"مجلس قيادة الثورة" بانتمائه لقبيلة المقارحة القوية، والتي تصطف في الصف المقابل لقبيلة القذاذفة في نظام الصفوف القبلي في ليبيا (صف القبلة/ صف البحر، أو صفي يوسف وشداد). كما انه أصر ونجح في الاحتفاظ بوضع الشريك الكامل وصفة الرجل الثاني في انقلاب سبتمبر، حين تمكن الديكتاتور القذافي في إبعاد وتهميش باقي شركائه الانقلابين بوسائل ودرجات عدة، مع محافظة بعضهم على أوضاع متميزة، كمصطفى الخروبي مثلا (جلود الناجي الوحيد منهم من تلاعب القذافي برتبهم العسكرية ترقية وإنزالا باحتفاظه برتبة رائد، كما انه الوحيد الحامل لدرجة ركن منهم). بل، وحسب المتردد، أن جلود كان يقول عندما يسمع وصفه بالرجل الثاني في النظام، بأنه يرد: "بل الرجل الأول مكرر".[1]

تلك الوضعية الجلودية المتميزة استمرت لحين اعتزال جلود ذاتيا وإراديا في الخامس من مايو 1993. والشائع، أن خلاف حاد نشب بين القذافي وجلود حول قرار القذافي بإرسال الحجيج الليبيين إلى القدس بدلا عن مكة والمدينة، بحجة الحظر الجوي الناتج عن قضية لوكربي، في حين كان هدف القذافي كسر الحصار بمغازلة إسرائيل.

قدرة جلود على تحدي القذافي ثابتة، وأمثلتها كثيرة، منها فشل القذافي، كما سلف في تهميشه، حيث حافظ على موقعه حتى بعد استبدال "الجمهورية" بـ"الجماهيرية" ، رغم إلغاء منصبه كرئيس الوزراء (يوليو 1972 إلى مارس 1977) باستمراره في مزاولته فعليا وفي مقر مهيب، بمسميات أخرى ومن وراء الستار. كما انه استمر في إدارة والتحكم في قطاعات الاقتصاد، النفط، النقابات، الطلاب، وبعض ساحات السياسة الخارجية مثل ساحة مشكلة الشرق الأوسط والجزائر وفرنسا والاتحاد السوفيتي، وملف تسلح الجيش، ليساهم في تأسيس وقيادة اللجان الثورية فيما بعد. مما عرقل وحال دون الديكتاتور القذافي والاستفراد المطلق بالسلطة، رغم مسرحيات "الثورة الشعبية في ابريل 1973" و" سلطة الشعب في مارس 1977" و"ميثاق الشرعية الثورية في مارس 1990"، وهذه الأخيرة نصت على استفراد الديكتاتور بصفة موجه ومرشد "الثورة". فجلود، كان المحرك الرئيسي لمفاوضات تأميم النفط، وجلاء القواعد وخطط التنمية 1973- 1985، إلا انه فشل في ثني القذافي عن مشروع "النهر الصناعي" لتكلفته الباهظة ووجود بدائل أنجع.

ظاهريا، اتسم تقاسم الأدوار بين القذافي وجلود بالسلاسة والتفاهم لفترة، ومن ابرز أدلة ذلك مساندة ومسايرة جلود للقذافي في كل خطواته الطائشة والإرهابية، كزعزعة بنيان الدولة وإرهاب الشعب والتحالف في إقصاء شركائهم الانقلابين، ومن ذلك مشاركته المباشرة في أحداث ابريل 1976، و1977 المأساوية التي تم فيها قمع الحركة الطلابية بدموية مفرطة. إلا انه منذ بداية الثمانيات، بدأت أخبار عدم التفاهم بين القرينين تطفو على السطح، كرفض جلود للإعدامات في ساحات الجامعات سنتي 1983 و1984، بتدخله لوقف عملية إعدام الشهيد رشيد كعبار، ولكن القذافي وعده ليخلفه. أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، يتصاعد ويطفو التقارع على الملأ، بحضور جلود لمؤتمر الشعب العام، في جهد لإزاحة أمين التعليم "احمد إبراهيم" من منصبه لسياساته وتصرفاته الهوجاء، والتي منها منع تعليم اللغة الإنجليزية وحرق الكتب والآلات الموسيقى الغربية و"تثويرالمناهج"، وليعلن أن السياسات –القذافية- المتبعة في مجالات الاقتصاد والاسكان ستنشر الفقر وستعيد الأكواخ. وفي مسلسل أخر، فرض نفسه على لقاءات القذافي التلفزيزنية المباشرة مع خبراء الاقتصاد، موضحا رفضه للسياسات النظام الاقتصادية، ومشككا في تسبيق الحسابات السياسية على الجدوى الاقتصادية في مشاريع في الداخل والخارج. مما أحرج الديكتاتور القذافي بشدة، فيضطره لإيقاف اللقاءات وبثها.

صراحة جلود كانت فاضحة وكارثية على القذافي، ومنها ما صرح به في مؤتمر صحافي بعد الغارة الأمريكية سنة 1986، بأن القذافي مختبئ في ملجأ تحت الأرض، مكذبا قول القذافي انه كان نائما واسرته في مقر إقامته أثناء الغارة. تمرد جلود الأشهر، كان في صيف سنة 1986، بمغادرته ليبيا في رحلة مفتوحة إلى سوريا ولبنان لما يقارب النصف عام، ليرجع بعد اشتراطات واتفاق على تقاسم السلطة، وبتراجعات ووعود من القذافي.

في أوقات العصب والشدة التي يتحول فيها القذافي الى دجاجة منكمشة كانت جرأة جلود المنقذ. ومن ذلك توليه إدارة العمليات الحربية لرد هجمات القوات المصرية المفاجئة في المواجهة الحدودية الليبية المصرية (يونيو 1977). وقيادته الميدانية الشخصية لعملية استعادة قطاع اوزو من مجموعات تشادية احتلته، بقيادة حسين حبري (أغسطس 1987، قبيل ذكرى الانقلاب بأيام). مما أنقذ القذافي وماء وجهه من تداعيات هزائمه النكراء، الناتجة عن نرجسية ورعونة وغطرسة، في سلسلة انتكاسات مخجلة تنكر فيها للجنود الشجعان ومرغ فيها شرف الجيش الليبي الباسل في الوحل.

المواجهة بين جلود والقذافي، تطورت إلى مواجهات مسلحة بين انصارهما في جامعة طرابلس ("الفاتح") في أواخر الثمانينات، حيث انقسمت الكليات واتحاداتها الطلابية، حيث واجه الجناح المنحاز لجلود ممثلي القذافي في التعليم الجامعي (احمد إبراهيم القذافي- أمين التعليم العالي، عبد الله عثمان القذافي-أمين اتحاد طلية ليبيا، وإبراهيم عبد السلام القذافي – منسق اللجان الثورية بالجامعات وأتباعهم)، مما دفع بجلود للتواجد في الجامعة أكثر من مرة لحسم الصراع لصالح مجموعته، معلنا في خطابات طلابية رفضه للفكر القبلي، حتى لو كان طرفه القذافي نفسه. ولعل من المناسب ذكر حملة الإشاعات ضد جلود بوصفه بالسكير ونعته بالفساد المالي، وترديد هتاف:"دوم معمر هو القائد.. ومن غيره خراف وزايد"، الذي كان يواجه به جلود، مما يجبره على توبيخ وزجر مردديه بحدة وشدة.

مذكراته

رفعت الأسد

في مذكراته "الملحمة-مذكرات عبد السلام جلود" قال عبد السلام جلود أنه وخلال حكم الرئيس السابق معمر القذافي قامت ليبيا بدفعت 200 مليون دولار ليخرج رفعت الأسد من سوريا. وقال "جلود" إنه زار سوريا إبان أزمة الثمانينات "والتقى في هذه الزيارة بالرئيس السابق حافظ الأسد، الذي كان غاضبا من شقشقه رفعت الأسد قائد "سرايا الدفاع" آنذاك، وطلب منه المساعدة في خروج رفعت من سوريا. وتحدث في مذكراته عن دور مالي لعبته ليبيا في حل الأزمة وخروج رفعت الأسد من سوريا، وبحسب "الجلود"فإنه عقد صفقة مع رفعت تقضي بخروجه من سوريا مقابل 200 مليون دولار أميركي، وذلك لتأمين عائلته البالغ عددها 48 فرداً. وأشار إلى أن ليبيا تبرعت بهذه المبلغ كمساعدة لسوريا من أجل حل هذه المشكلة التي عصفت بالبلاد وهددت بتدمير دمشق، حيث حمل هذا المبلغ أحمد رمضان حاكم المصرف المركزي الليبي إلى سوريا ومن ثم سلمه لسوريا. ووصف الجلود في مذكراته ماقام فيه بأنه كان "مهمة قومية صعبة ومعقدة في سوريا[2]".

مراجع

  1. ^ أدرار نفوسة (2010-11-11). "ادرار نفوسه (ابراهيم قراده) هل ينجو "جلود" بجلده؟!". صوت الطليعة - موقع الحركة الوطنية الليبية.
  2. ^ الهدهد

لقبه(جْلَود) بسكون الجيم وضم اللام والواو) كنايىة على صبغ الجلود.