طريق الحرير الرقمي

طريق الحرير الرقمي (إنگليزية: Digital Silk Road)، هو أحد مشروعات مبادرة سير واحد، طريق واحد التي أطلقتها جمهورية الصين الشعبية في 2013. طريق الحرير الرقمي، هو طريق سريع افتراضي رقمي لربط البلدان تكنولوجياً، ومن المقرر أن يمتد من پاكستان إلى أوروپا مروراً بأفريقيا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

في العصر الراهن، أصبح الاقتصاد الرقمي محركاً مهماً للنمو الاقتصادي العالمي. وفي إطار البناء المشترك السير والطريق، وضعت تكنولوجيا المعلومات طريقاً سريعاً افتراضياً لتنمية البلدان المعنية، هو طريق الحرير الرقمي الذي يشجع على ربط البلدان في جميع أنحاء العالم باستمرار، ويوفر قوة دافعة لا تنضب للتنمية المستدامة في العالم. يهدف طريق الحرير الرقمي إلى إنشاء فضاء إلكتروني أكثر انفتاحاً وسلاماً وأماناً وابتكاراً، من أجل بناء طريق الحرير عبر الإنترنت، بما يسهل النمو العالمي ودفع الرخاء المشترك.[1]

جاء طريق الحرير الرقمي على أساس تعميق التعاون الدولي في الاقتصاد الرقمي، حيث تقوم الدول المشاركة بتشييد البنية التحتية للاتصالات، وتعزيز تبادل المعلومات، وتوثيق التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات، ودفع الخدمات الاقتصادية والتجارية عبر الإنترنت، وتشجيع التبادلات الإنسانية بين البلدان والمناطق على امتداد بلدان السير والطريق.

أشار عضو الأكاديمية الصينية للهندسة سون جيو لين، إلى أن طريق الابتكار العلمي والتكنولوجي يحتاج إلى أن تتجاوز البلدان المعنية على طول السير الطريق، الحدود الوطنية والاختلافات الثقافية، والقيود الأخرى، بما يتيح بناء طريق الحرير الرقمي وتعزيز فرص وصول الحكمة الصينية إلى العالم.

الجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة، أنشأت الصين والدول والمناطق على طول السير والطريق، وخاصة دول الشرق الأوسط، حدائق التعاون الصناعية ومراكز البيانات بشكل مشترك. بالإضافة إلى ذلك، دخل التعاون التقني والتكنولوجي بين الجانبين مرحلة جديدة، وبدأ إنشاء مراكز ثنائية لنقل التكنولوجيا، كما تم إنشاء آلية لتبادلات التكنولوجيا والتعاون فيها، ويسعي الجانبان إلى تعميق التعاون في مختلف المجالات مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما يعزز الابتكار التكنولوجي وتحديد المعايير وتنمية الصناعات بصورة فعالة.

ذكر رئيس مركز التعاون الدولي التابع للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين هوانگ يونگ، أن بناء طريق الحرير الرقمي ليس مجالاً جديداً للصين لتشجيع جولة جديدة من الانفتاح على المستوى الأرفع والتنمية المدفوعة بالابتكار فحسب، بل أيضاً توفير محرك جديد لبناء الحزام والطريق. متابعاً أن الصين تمتلك الإرادة والقدرة على المساهمة في التحول الرقمي العالمي عن طريق تقديم حكمة الصين وحلولها وأفكارها.


تاريخ المشروع

في النسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للإنترنت عام 2019، أطلقت الإدارات المعنية من الصين والسعودية وتركيا والإمارات مبادرة التعاون الدولي للاقتصاد الرقمي على طول الحزام والطريق، مما يمثل فتح صفحة جديدة في التعاون الاقتصادي الرقمي في إطار مبادرة الحزام والطريق.

في فبراير 2019، وقعت شركة الاتصالات البحرينية وشركة هواوي الصينية مذكرة تفاهم بشأن التغطية الكاملة لخدمة الجيل الخامس (5G). وقال محمد آل خشيل، الرئيس التنفيذي آنذاك لشركة الاتصالات البحرينة: "قررنا أخذ زمام المبادرة في نشر تكنولوجيا الاتصالات هذه، مما يجعل البحرين واحدة من أوائل الدول في العالم التي تنشر شبكة الجيل الخامس".

وهذا يعني أنه في المستقبل، لا توفر خدمة الجيل الخامس للهاتف المحمول والخدمة الثابتة اللاسلكية من شركة الاتصالات البحرينية، ألعاب الواقع الافتراضي وتجربة الڤيديو ثلاثي الأبعاد عالية الوضوح التي تصل إلى 8K للمستخدمين فحسب، بل تقدم أيضا منصة لتحقيق تطبيقات المنزل الذكية والذكاء الاصطناعي وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك، في بداية أبريل 2019، أوضح التقرير الخاص بتجربة اختبار نظام بـِيْ‌دو الصيني للملاحة الساتلية، في المنطقة العربية، والذي أصدره الجانبان الصيني والعربي بصورة مشتركة، أن هناك 8 سواتل بـِيْ‌دو في الفضاء فوق الدول العربية، مع دقة تحديد المواقع تصل لأفضل من 10 متر، الأمر الذي يعني القدرة على تقديم خدمة ملاحة عالية الجودة للبلدان العربية، كما يوفر فوائد ملموسة للشعوب المحلية في مجالات الزراعة والنقل، والحد من مخاطر الكوارث والسلامة العامة.

بدأت فكرة إنشاء هذا الطريق في يوليو 2015، لدى انعقاد ورشة عمل الصين-الاتحاد الأوروپي للتعاون الرقمي" في بروكسل. وكان التصور آنذاك أن يتكون المشروع من "كابلات ضوئية" وشبكات للهاتف المحمول، فضلاً عن تطوير التجارة الإلكترونية بين الصين والدول الأعضاء في المبادرة. وقد أعلن الرئيس الصيني شي جن‌پنگ عن البداية الفعلية لهذا المشروع في مطلع عام 2018، وأكد أن المشروع سوف يساعد الدول الأخرى على تطوير بنيتها التحتية الرقمية، وتعزيز الأمن السيبراني.

برنامج السير والطريق الرقمي

في عام 2016، تم تأسيس برنامج السير والطريق الرقمي Digital Belt and Road Program، الذي دشّنه علماء صينيون بالتعاون مع خبراء من 19 دولةً و7 منظمات دولية. يتمثّل هدف البرنامج في تحسين عمليات الرصد البيئيّ، وتعزيز مشاركة البيانات، ودعم صنع السياسات، وذلك باستخدام البيانات الضخمة الناتجة عن عمليات رصد كوكب الأرض. وتستثمر الأكاديمية الصينية للعلوم أكثر من 200 مليون يوان (ما يعادل 32 مليون دولار أمريكيّ) على مدار الأعوام الخمسة القادمة لدعم برنامج السير والطريق الرقمي.[2]

سيرصد البرنامج أنواعًا مختلفة من النظم البيئية وتطوّرها، بما في ذلك الأراضي العشبية، والغابات، والأنهار الجليدية، والمناطق الحضرية، والأراضي الزراعية، والمناطق الساحلية. وستتم مشاركة المعلومات البيئية والاجتماعية والاقتصادية من خلال منصة للبيانات الأرضية الضخمة، من المقرر إطلاقها في الفترة ما بين عامي 2016 و2026. ستتيح هذه البوابة – التي ستعمل بنظام "الوصول المفتوح" – للباحثين وصنّاع السياسات والجمهور تتبُّع التغيّرات، وحركات التنمية، والاتجاهات السائدة. كما سيتحقق البرنامج من المقاييس والمؤشرات من أجل توفير البيانات والمعلومات لأهداف التنمية المستدامة لمنظمة الأمم المتحدة لعام 2030.

أهداف المشروع

أوضح تشن تشاو شيونگ نائب وزير الصناعة والتكنولوجيا الصيني أن الهدف من هذا المشروع خلق "مجتمع ذي مصير مشترك في الفضاء السيبراني". وتعتبر مدينة شيان، إحدى العواصم القديمة للصين، وإحدى المدن الرئيسية التي تمد الجيش الصيني بالخبراء الفنيين، هي مركز هذا الطريق، حيث تسعى بكين لتحويل المدينة إلى إحدى مراكز التكنولوجيا المتقدمة، أو كما يطلقون عليها "وادي السيليكون في غرب الصين". وتمتلك شركة هواوي الصينية، واحداً من أكبر منشآتها البحثية هناك. ويستهدف هذا المشروع فتح أسواق جديدة للتجارة الإلكترونية أمام المنتجات الصينية، لاسيما أن هناك فرصاً كبيرة لنمو التجارة الإلكترونية في الدول المشاركة في "مبادرة السير والطريق". فوفقاً لتقرير الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2016، فإن مستخدمي الإنترنت يمثلون 20% فقط من سكان هذه الدول حتى الآن، ومن ثم فإن الاستثمارات الصينية في تلك الدول، وتوسعها في إنشاء المشروعات القائمة على التكنولوجيا سوف تزيد من عدد مستخدمي الإنترنت هناك بشكل سريع وكبير، ولا سيما بين فئة الشباب، ومن ثم ما سيساعد على إيجاد سوق رائجة للتسويق الإلكتروني هناك. ومن جهة ثانية، فإن شركات الاتصالات الصينية، خاصة شركة هواوي وزد تي إيه سوف تلعب دوراً محورياً في بناء شبكات الاتصالات والمعلومات في تلك الدول. ويأتي في هذا الإطار الاتفاق الذي وقعته هواوي مع الحكومة الپاكستانية في 2017، والذي يقضي بإنشاء كابل من الألياف الضوئية يربط پاكستان وجيبوتي وكينيا، تحت مسمى "كابل إكسپرس پاكستان-شرق أفريقيا"، وقد يمتد الخط شمالاً إلى مصر وجنوباً إلى جنوب أفريقيا، بطول إجمالي يقدر بحوالي 13.000 كم. كما تدرس بكين بناء كابل ألياف ضوئية يربط بين فنلندا وروسيا والنرويج عن طريق القطب الشمالي.[3]

كابل پاكستان-شرق أفريقيا-أوروپا

في نهاية يناير 2021، بدأت الصين في المرحلة الأخيرة من تجهيز كابل الألياف الضوئية العابر للحدود في پاكستان، والذي سيتم عن طريقه بناء طريق الحرير الرقمي. سيتم ربط كابل الألياف الضوئية بكابل بحري في بحر العرب لخدمة الدول المشارة في مبادرة سير واحد، طريق واحد الصينية ودول أوروپا.[4] ويعتبر المراقبون هذا بمثابة خطوة استراتيجية للتغلب على اتحادات الاتصالات الدولية التي تسيطر عليه الشركات الغربية والهندية.

تأثرت العديد من مشروعات "سير واحد، طريق واحد" سلبًأ بسبب جائحة كورونا وأزمات القروض في وقعت بها الدول الشريكة في المبادرة، ومن تلك المشاريع مشرع السكة الحديد الذي سيتم اقامته في باكستان بتكلفة 6.8 مليار دولار أمريكي. وكان النهوض بالمشاريع الرقمية وتطوير البنية التحتية للإتصالات جزء من رد بكين.

مجموعة هنگ تونگ، أحد من أهم صناع الألياف البصرية والكابلات الكهربائية في الصين، ترأس اتحاد شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية الأفريقية، والپاكستينة وشركات هونگ كونگ، لتركيب كابل پاكستان-شرق أفريقيا-أوروپا (PEACE) الذي سيمر في المحيط الهندي والبحر المتوسط.

سيبدأ مد الكبل البحري في المياه الپاكستانية في مارس بعد موافقة الحكومة في يناير 2021، على قيام سايبرنت، شركة محلية لتقديم خدمات الإنترنت، على بناء محطة بحر العرب الأرضية في كراتشي، وذلك حسب ما أوردته جريدة نيكيّي أسيا.

تم الانتهاء من مد الكبل بالفعل في منطقة البحر المتوسط، من مصر إلى فرنسا، ويتوقع أن يبدء تشغيل الكبل البالغ طوله 15.000 كم في وقت لاحق من هذا العام.

سيوفر كبل سير واحد، طريق واحد (پيس) أقصر طريق مباشر للإنترنت بين البلدان المشاركة، وسيقلص الوقت الذي يستغرقه نقل بيانات الإنترنت إلى حد كبير.

في الوقت نفسه، فإن تنظيم الاتصالات الخاصة، الجهاز الخاص بالإتصالات في لجيش الپاكستاني، على وشك مد كابل الألياف الضوئية بين راولبندي ومواني مدينتي كرااتشي وگوادر.

هذا المشروع البالغ قيمته 240 مليون دولار أمريكي هو شراكة بين شركة هواوي للتقنيات وقامت الحكومة بالموافقة عليه في 21 يناير 2021، وسوف يتصل أيضًا أيضًا بكابل سير واحد، طريق واحد في بحر العرب.

بدأ العمل في الجزء الشمالي البالغ مساحته 850 كم منذ عام 2018، ويصل سلك الألياف الضوئية شين‌جيانگ في جنوب غرب الصين براولبندي، حيث يقع مقر الجيش الپاكستاني. سيوفر الكابل البالغ تكلفته 37 مليون دولار أمريكي إتصال آمن بين الصين وباكستان، والتا قاما بتقوية علاقتهم الاقتصادية والاستراتيجية في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الذي يعتبر جزء من تحالف حزام واحد طريق واحد الرئيس.

سيزود المشروع گوادر باتصال عن طريق سلك الألياف ضوئية لأول مرة. قامت الصين ببناء الميناء البحري العميق وستتولى إدارته أيضًا، ويعتقد المراقبون أن ساهمت بنية الاتصالات المحدودة في گوادر في فشلها في الإنطلاق كمركز عبور إقليمي.

في الشهور الأخيرة عززت سلطة الرواق الاقتصادي الصيني الپاكستاني -- الجهاز المتجاوز لحدود الولاية الوطنية الذي يراقب مشروعات مباردة حزام واحد طريق واحد في پاكستان -- جهودها لتحسين الإتصال في گوادر من خلال تجديدات ضخمة للطرق والسكك الحديدية.

وفقًأ لمعروف علي شهاني، كبير موظفي عمليات شركة سايبر نت، فأنه سيتم مد أسلاك الأياف الضوئية على طول تلك الطرق الجديدة بجانب طرق المواصلات الوطنية الكبيرة، ربط الميناء بالركيزة الأساسية الوطنية للألياف البصرية في باكستان.

وتبحث پاكستان أيضاً عن وسيلة إتصال بديلة للإنترنت عن طريق الصين. أما في الوقت الحالي، فتتغذى حركة الإنترنت المتصلة في أوروپا من خلال الكابلات الأرضية التي تعبر خلال أراضي منغوليا وروسيا وقزخستان.

في 2017، قال اللواء، أمير عظيم باجوا، الذي كان المدير العام منظمة تعاون شانغهاي أنذاك، لجنة تكنولوجيا المعلومات البرلمانية أنه تم توجيه جزء كبير من حركة الإنترنت في باكستان عبر الهند، مما زاد من المخاوف المتعلقة بتعرض البيانات الحساسة للإختراق. وحسب ما ورد في تقارير محلية، تسبب ذلك في طلب باجوا الحصول على موافقة على إنشاء شبكة بديلة لتقديم الخدمات لگوادر بعيدًا عن الهند.

ويتحدث شاهاني عن كيف أن الصين قامت بتقديم القروض الميسرة والمعدات والخدمات الهندسية قائلًا " كان مطلوب استثمار ضخم، ولكن لم تكن باكستان تملك المال المطلوب لهذا الغرض".

يتم تغذية پاكستان الآن عن طريق سبعة كابلات بحرية، أربعة منهم يأتون من الهند، وذلك حسب ما جاء في تيليجيوگرافي وهي شركة أبحاث في سوق الاتصالات السلكية واللاسلكية مقرها واشنطن. قامت العديد من الإتحادات تتضمن شركات في الهند ومصر وباكستان بتطوير كابلات الإتصال.

يتوقع أن يقلل كابل حزام وطريق واحد، تعرض باكستان لانقطاع الإنترنت الناتج عن الكابلات البحرية المتضررة وذلك من خلال طريق إضافي لإتصال الإنترنت.

قال إيك فريمان، مؤلف كتاب سير واحد طريق واحد: وصول القوة الصينية للعالم، لجريدة نيكيّي أن مبادرة حزام وطريق واحد ستقلل التركيز على الهياكل الأساسية الثقيلة التقليدية، وستجعل التركيز منصب على التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والخدمات الرقمية.

ويقول أن بكين تسعى للهيمنة على البنية التحتية المادينة للإتصالات العالمية، وخاصة الإنترنت" ويضيف "وهذا من شأنه أن يعطيها ميزة في تدويل قطاعها التكنولوجي، وإبرام صفقات ذات صلة بالتكنولوجيا في المستقبل مع البلدان الشريكة."

صرح جوشا كورلانتزيك، زميل مخضرم لجنوب شرق آسيا في مجلس العلاقات الخارجية ومقره واشنطن "هي فرصة للشركات الصيني للوصول لأسواق أجنبية بعينها في الوقت الذي يتزايد فيه التضييق عليهم في مجال بناء البنية التحتية مثل كابلات الألأياف الضوئية وتكنولوجيا 5جي في أمريكا الشمالية وعدة أجزاء من أوروبا".

ويقول كورلانتزيك أن الجائحة وأ.مات القروض ساهمت في تغيير التركيز على مشروعات البنية التحتية التقليدية. ويضيف "أن طريق الحرير الرقمي، بالإضافة إلى هذا المشروع، هو فرصة للصين لتستمر في إثبات أن مبادرة حزام وطيق واحد هي مبادرة ضخمة".

وبالنسبة للصين فأن بناء طريق سريع وآمن لحركة الإنترنت إلى أوروپا من خلال كابل مخصص يديره الصينيون ويشرفون عليه هو بمثابة شئ حيوي.


نقد

في حديث عن المخاطر المحتملة لطريق الحرير الرقمي على الدول المشاركة، تم التطرق للنقاط التالية:

1- المراقبة: قد تصبح المراقبة هي القضية الرئيسية، حيث يمكن لبكين مراقبة حركة المرور على الإنترنت أو حتى قطع الروابط مع مناطق أخرى، إذا رغبت في ذلك، إذ وضعت الشركات الصينية ما مجموعه 36.964 ميلاً من كابلات الألياف الضوئية تحت سطح البحر في أكثر من 95 مشروعًا، ويتم ترحيل %98 من الاتصالات العالمية من خلال هذه الكابلات. وتقع الكابلات في المياه الدولية، ولا تزال عرضة للخطر ولا يمكن مراقبة خرق الأمن في البلدان المتخلفة. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام التنقل في الساتل النهائي لنظام الملاحة الساتلية من قبل العديد من التطبيقات التجارية الواسعة النطاق ويتم دمج ميزاته في العلامات التجارية الشهيرة للهواتف الذكية، حيث ترغب معظم البلدان في ترقية أمان بيانات الإنترنت الخاصة بها. ويمكن أن تساعد أي بيانات ومعلومات متراكمة من المستخدمين في توفير نظرة ثاقبة لاكتساب حصص كبيرة في السوق، على الأقل. ومع ذلك، خلال الوباء المستمر، يمكن نشر الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التشخيص بشكل أفضل في الشرق الأوسط مع طريق الحرير الرقمي. تجدر الإشارة إلى أنه وفقًا لبحث أجرته وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، يمكن أن تصبح الصين واحدة من أهم مراكز الاتصالات الدولية عبر الكابل البحري في غضون عقد أو عقدين. [5]

2- التأثير والنفوذ: إن الاستخدام الواسع النطاق للتكنولوجيا الرقمية الصينية يمكن أن يمنح بكين المزيد من التأثير والنفوذ. بعد أن كان لها حضور اقتصادي فقط في الشرق الأوسط، لم تشارك الصين أبدًا في أي جانب أمني، ولكن مع هذه الشبكة الشاملة لكابلات الألياف الضوئية على الأرض، ووصلات الإنترنت تحت البحر والقمر الاصطناعي النهائي لنظام الملاحة الساتلية في الفضاء، أدخلت بكين مفهوم القوة. مع هذه الشبكة الرقمية المتعددة الأبعاد، تمتلك الصين المزيد من الخيارات، وهي أيضًا ملزمة للدول الشريكة في الممر الرقمي لمبادرة الحزام والطريق الصينية ضمن منطقة نفوذها الحصرية. على الأقل، سيكون هناك المزيد من الفرص الدبلوماسية وسيكون للصين المزيد من المكانة والنفوذ في المنظمات الدولية. وأوضح برنامج تلفزيوني صيني حديثًا مدى انتشار ومفهوم القمر الاصطناعي النهائي لنظام الملاحة الساتلية، نظام الملاحة يشبه المفتاح الذهبي لمنزلك الذي يجب أن يبقى في يديك فقط، وليس الآخرين.

3- التبعية بالاعتماد على الصين في الملاحة عبر الإنترنت والسواتل، ستدير العديد من البلدان عملياتها من خلال طريق الحرير الرقمي، ويمكن أن تشمل الاستخدامات المدنية والعسكرية. في الوقت الحالي، تشارك معظم البلدان التي تغطيها أنظمة القمر الاصطناعي النهائي لنظام الملاحة الساتلية في ممر رقمي لمبادرة الحزام والطريق الصينية، ولكن تم تقديم العديد من الخدمات ذات الصلة مثل مراقبة حركة الموانئ والتخفيف من حدة الكوارث إلى ما يقرب من 120 دولة على مستوى العالم. وفقًا لتقرير صادر عن لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين في عام 2019، فإن أي خدمات ضمن طريق الحرير الفضائي يمكن أن تعمق الاعتماد على الصين في الخدمات الفضائية على حساب النفوذ الأمريكي.

4- العلاقات بالولايات المتحدة: نظرًا لأن معظم ميزات الساتل النهائي لنظام الملاحة الساتلية متداخلة في طبيعتها، فإن الممر الرقمي لديه القدرة على تعقيد الأمور أكثر بين واشنطن وبكين. هناك مخاوف من أن المشروع القائم على تكنولوجيا الفضاء قد تكون له آثار على المصالح الأمريكية في المجالات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية. وفقًا لتقرير مجلس العلاقات الخارجية في عام 2018، من الممكن أن تقوم شركات التكنولوجيا الصينية بإدراج آليات خلفية يمكن أن تزيد من عمليات الاستخبارات والدعاية لبكين في البلدان الشريكة في مبادرة الحزام والطريق. يمكن أيضًا تتبع مستخدمي النظام بمجرد استخدام التكنولوجيا على نطاق واسع.

5- استخدامات عسكرية من المؤكد أن هناك بعض الاستخدامات العسكرية لنظام الأقمار الصناعية، وقد قال المحلل العسكري المقيم في بكين تشو تشينمينغ: مع نظام الملاحة والموقع الخاص بنا الذي يتمتع بدقة عالية، يمكن للصواريخ والطائرات دون طيار وغيرها من المركبات الصينية الاعتماد على التكنولوجيا الخاصة بنا دون أن تقلق بشأن فقدان الإشارة، وهذا يمكن أن يساعد جيشنا على تحسين تنسيق نشر القوة والدعم اللوجستي. ومن أجل خلق توازن وتحييد الوضع، يجب زيادة الإنفاق في القطاع الرقمي ويمكن تحسين دقة جي بي إس بشكل أكبر. قد تساعد القيود المفروضة على شراء التكنولوجيا على تقليل الاعتماد الكبير على سلاسل التوريد من الصين. في الواقع، قدمت صناعة أشباه الموصلات الأميركية اقتراحًا بقيمة 37 مليار دولار لإبقاء الولايات المتحدة متقدمة على الصين في إنتاج رقائق أشباه الموصلات، والتي تعتبر جوهرية في تكنولوجيا الدفاع والذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس. وفقًا لتقرير طموحات الصين في التنافس على الحدود النهائية، لمواجهة العمليات العسكرية للصين في المجال الفضائي، ستحافظ قيادة الفضاء الأميركية على الردع المناسب بالتدريب والتمارين والسياسات الجديدة إلى جانب المشاركة النشطة في المؤسسات الدولية لإدارة الفضاء لضمان قيادتها العالمية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "مقالة خاصة: طريق الحرير الرقمي: بناء جسر لتقاسم نتائج التنمية بين الصين والشرق الأوسط". وكالة أنباء شين‌خوا. 2019-09-24. Retrieved 2021-01-31.
  2. ^ "نحو إنشاء طريق الحرير الرقميّ". مجلة نيتشر. 2019-11-13. Retrieved 2021-01-31.
  3. ^ "مشروع الحزام والطريق.. كيف تربط الصين اقتصادها بالعالم الخارجي" (PDF). تقرير المستقبل. 2018-01-13. Retrieved 2021-01-31.
  4. ^ "China builds Digital Silk Road in Pakistan to Africa and Europe". asia.nikkei.com. 2021-01-29. Retrieved 2021-01-31.
  5. ^ "طريق الحرير الرقمي.. مخاطر ومكافآت إلى الشرق الأوسط". جريدة القبس. 2020-07-07. Retrieved 2021-01-31.