صلاح عثمان

صلاح محمود عثمان محمد (20 أكتوبر 1963م) مفكر وأكاديمي مصري.

صلاح عثمان

صلاح محمود عثمان محمد (من مواليد سنة 1963، الإسكندرية) أكاديمي مصري وأحد أبرز أساتذة المنطق وفلسفة العلم في مصر والعالم العربي. يشغل حاليًا، ومنذ أكثر من عشر سنوات، منصب رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة المنوفية، وله إسهامات مؤثرة في نشر الثقافة العلمية وأسس التفكير المنطقي الناقد من خلال دراساته المتنوعة والمكثفة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالات المنطق وفلسفة العلم وتاريخ الفكر العربي – الإسلامي. شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية والمحلية، كما ناقش وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه بالجامعات المصرية والعربية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته ودراسته

[وُلد الأستاذ الدكتور صلاح عثمان بمدينة الإسكندرية يوم الأحد الموافق 20 أكتوبر سنة 1963 م، الموافق الثاني من جمادي الآخرة سنة 1383 هـ ، لأسرة تنتمي إلى قرية العمورمركز المراغة – محافظة سوهاج بجنوب مصر. أنهى مرحلة التعليم الابتدائي سنة 1975 بمدرسة «سانت كاترين» للغات بالإسكندرية، ثم مرحلة التعليم الاعدادي سنة 1978 بمدرسة «الجمعية الخيرية الإسلامية». وفي سنة 1981 أتم دراسته قبل الجامعية بمدرسة «الأنفوشي الثانوية بنين» بالإسكندرية. التحق بعدها بجامعة الإسكندرية، كلية الآداب، قسم الفلسفة، وحصل منها على درجة الليسانس سنة 1985 بتقدير «جيد جدًا»، حيث كان الأول على دفعته، ثم حصل على درجة الماجستير في الآداب من ذات الجامعة سنة 1993 بتقدير «ممتاز» عن أطروحة عنوانها: «العقل والجدل عند هربرت ماركيوز». وفي سنة 1996 حصل على درجة الدكتوراه من كلية الآداب، جامعة المنوفية، بتقدير «مرتبة الشرف الأولى» عن أطروحته المعنونة «مشكلة الاتصال واللاتناهي في الفلسفة والفيزياء والرياضيات»، حيث أشرف علي أطروحته الأستاذ الدكتور/ محمد محمد قاسم (رحمه الله)، أستاذ فلسفة العلم بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وناقشه فيها الأستاذ الدكتور/ محمد مهران رشوان، والأستاذ الدكتور/ على عبد المعطي محمد، الأستاذان بجامعتي القاهرة والإسكندرية (رحمهما الله).


عمله الجامعي

عُين معيدًا بقسم الفلسفة بكلية الآداب، جامعة المنوفية، في الخامس والعشرين من يونيو سنة 1989، ثم مدرسًا مساعدًا في السادس من نوفمبر سنة 1993، ثم مدرسًا في السابع عشر من نوفمبر سنة 1996، ثم أستاذًا مساعدًا في السادس والعشرين من يناير سنة 2003، ثم أستاذًا في الرابع والعشرين من مارس سنة 2008. وهو يشغل وظيفة رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب – جامعة المنوفية منذ التاسع والعشرين من يونيو سنة 2008 وحتى الآن.

مؤلفاته

تتنوع المؤلفات المنشورة للأستاذ الدكتور صلاح عثمان ما بين كتب وترجمات ودراسات وبحوث تقتحم مجالات نوعية مختلفة في إطار فلسفة العلم، ومنها:

الكتب

  • فلسفة العلم من الألف إلى الياء، معجم شامل لمصطلحات وأعلام فلسفة العلم، تأليف ستاتس بسيلوس، ترجمة وتقديم وتعليق، المركز القومي للترجمة، وزارة الثقافة، القاهرة، 2017.
  • الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي، تأليف مشترك مع الدكتور فلورنتن سمارانداكه, أستاذ ورئيس قسم الرياضيات والعلوم بجامعة نيومكسيكو الأمريكية 2007 (باللغة الانجليزية).
 
Neutrosophy in Arabic Philosophy
  • الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي، تأليف مشترك مع الدكتور فلورنتن سمارانداكه, أستاذ ورئيس قسم الرياضيات والعلوم بجامعة نيومكسيكو الأمريكية, ترجمة وتعليق, منشأة المعارف، الإسكندرية، 2007.
 
الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي
  • الواقعية اللونية: قراءة في ماهية اللون وسبل الوعي به، منشأة المعارف, الإسكندرية، 2006.
 
الواقعية اللونية
  • طبيعة الحدود المكانية بين الجغرافيا والفلسفة: بحث في سيمانطيقا اللغة الجغرافية، الملتقى المصري للإبداع والتنمية، الإسكندرية، 2005.
 
طبيعة الحدود المكانية بين الجغرافيا والفلسفة
  • نحو فلسفة للكيمياء، منشأة المعارف، الإسكندرية، 2004.
 
نحو فلسفة للكيمياء
  • وهم العالم الخارجي بين اللغة والإدراك، منشأة المعارف، الإسكندرية، 2004.
 
وهم العالم الخارجي بين اللغة والإدراك
  • المنطق متعدد القيم بين درجات الصدق وحدود المعرفة، منشأة المعارف، الإسكندرية، 2002.
 
المنطق متعدد القيم بين درجات الصدق وحدود المعرفة
  • الداروينية والإنسان: نظرية التطور من العلم إلى العولمة، منشأة المعارف، الإسكندرية، 2001.
 
الداروينية والإنسان
  • النموذج العلمي بين الخيال والواقع: بحث في منطق التفكير العلمي، منشأة المعارف، الإسكندرية، 2000.
 
النموذج العلمي بين الخيال والواقع
  • الاتصال واللاتناهي بين العلم والفلسفة، منشأة المعارف، الإسكندرية، 1998.
 
الاتصال واللاتناهي بين العلم والفلسفة


الدراسات والبحوث

  • قراءة معاصرة لمنطق القياس الفقهي الأسلامي: قياس الغائب على الشاهد (بالإنجليزية).
  • العلم والفلسفة والدين كمقولات لنهضة العقل العربي (بالإنجليزية)، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد (66)، يوليو 2006، ص ص 73 – 93.
  • مقتطفات نيوتروسوفية، مجموعة المختارات الدولية الخامسة للبارادوكسيزم، رومانيا، 2006.
  • جوتلوب فريجه: في المعنى والإشارة (قراءة وترجمة وتعليق)، مجلة المخاطبات, تونس, العدد 20, أكتوبر 2016, ص ص 17 - 46 & مجلة سياقات اللغة والدراسات البينية، العلوم الطبيعية للنشر الدولي، الولايات المتحدة، المجلد الأول، العدد الأول، 30 ديسمبر 2016، ص ص 277 - 298
  • في قلب مصر: قراءة في كتاب جون برادلي، مجلة مدارات، تونس، العدد 23، صيف 2015، ص ص 22 – 32.
  • رؤية منطقية معاصرة تأسيسًا على نظرية القياس الفقهي الإسلامي، وحدة البحث حول الثقافة والتواصل واللغات والآداب والفنون، ألسانيا،الجزائر، 2015.
  • فهم الإسلام في اليابان بين الماضي والحاضر، مجلة دراسات شرقية، مركز الدراسات المتعددة الموضوعات للأديان (سيسمور) بجامعة دوشيشا باليابان، بالتعاون مع مركز دراسات يابانية وشرقية بجامعة القاهرة، العدد السادس، يوليو 2012، ص ص 173 – 189.
  • النماذج والاستدلال التمثيلي في العلم، مجلة المخاطبات، تونس، العدد 3، يوليو 2012، ص ص 9 – 59.
  • جدل الثبات والحركة في مفارقات زينون: رؤية رياضية معاصرة، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد الثامن والخمسون، يوليو 2004، ص ص 99 – 139.
  • العلم والفلسفة والدين كمقولات لنهضة العقل العربي، مركز الخدمة للاستشارات البحثية، شعبة الترجمة، كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد الخامس عشر، مارس 2003، ص ص 1 – 27 .
  • سيمانطيقا المؤشرات اللفظية والكلام غير المباشر، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد (46)، يوليو 2001، ص ص 127 – 166.
  • شجرة الكون وقضايا مناقضة الواقع عند ستورس مكال، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد (39)، أكتوبر 1999 م، ص ص 83 – 128.


مراجعات لأعماله

  • أحمد زهاء الدين عبيدات (جامعة فرجينيا – الولايات المتحدة): تزاوجُ المنطلق المجرَّد مع الطبيعة وديمومةُ توالد الخيال الفعال عند الدكتور صلاح عثمان، مجلة المخاطبات، تونس، العدد (10)، أبريل 2014، ص ص 176 – 187.[1]
  • أمل وافي: الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي (كتاب للدكتور صلاح عثمان)، مجلة روزاليوسف، الأحد 24 أغسطس 2014.[2]
  • رائد جبار كاظم: الفلسفة النيوتروسوفية: نظرية جديدة في التفكير، صحيفة المثقف، تصدر عن مؤسسة المثقف العربي، سيدني، أستراليا، العدد (3997)، 15 أغسطس 2017.[3]
  • عبد الغني عجاج: صلاح عثمان .. الفيلسوف الإنسان، في كتاب شخصيات عبرت أفق خيالي، دار صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات، القاهرة، 2017، ص ص 171 – 173.


أفكاره من خلال مؤلفاته

الاتصال واللاتناهي (1998)

هو أول كتاب له، وهو نسخة منقحة من أطروحته للدكتوراه التي عالج فيها نظرية الاتصال واللاتناهي الرياضية وما تثيره من إشكالات ذات أبعاد فلسفة وفيزيائية، كطبيعة الزمان والمكان والحركة، ومشكلة السببية، فضلاً عن الدور المحوري لهذه النظرية في الأزمات الكبرى للرياضيات عبر تاريخها، تلك التي بدأت باكتشاف الفيثاغوريين للأعداد الصماء أو اللامُنطقة، وإخضاعهم الحساب للهندسـة، ثـم بلغت ذروتها فـي القرن التاسـع عشر باكتشاف الهندسـات اللاإقليدية من جهة، ونظرية المجموعـات الكانتورية من جهة أخرى. يعالج الكتاب أيضًا مشكلة فلسفية أثيرة، هي مشكلة الكليات والجزئيات، وارتباطاتها الميتافيزيقية بمشكلات الظاهر والحقيقة، والإدراك الحسي، والتركيب العقلي للعالم، فضلاً عن الجانب اللغوي المعني بتحليل الحدود العامة والجزئية وفحص دلالاتها الوجودية. وعلى الإجمال يتبني الدكتور صلاح عثمان في هذا الكتاب عددًا من المواقف الفلسفية، أهمها دفاعه عن مبدأ السببية والطابع الموضوعي المطلق للمتصل الكوني، القائم بذاته خلف نسبية الحركات في الزمان والمكان، والنزعة الواقعية بمعناها الأفلاطوني، تلك التي تسلم بوجود الكائنات الرياضية المجردة في عالمها الخاص والمفارق، واستقلالها عن العقل الإنساني الذي تقتصر إنجازاته على كشفها، وهو ما يستتبع التعويل على القفزات الحدسية المباشرة – المسبوقة بإمدادات الحواس، والمتبوعة باستدلالات العقل – كوسيلة أساسية للكشف العلمي وغيره من إبداعات العقل البشري.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شجرة الكون وقضايا مناقضة الواقع (1999)

لم يكن العلم يومًا غريبًا عن الفلسفة، بل لقد أدت العلاقة الجدلية المستمرة بينهما إلى مزيد من المصداقية والقبول لبعض النماذج التفسيرية، سواء منها ما كان في الأصل نموذجًا فلسفيًا ثم وجد دعمًا علميًا – كنموذج الذرات والفـراغ عند «ديمرقــريطس» وتبنى النظرية الذرية الحديثة لإطاره العام – أو ما كان منها نموذجًا علميًا تم تداوله فلسفيًا – كنموذج النقاط المادية المتجاذبة عند »نيوتن« وتبنى معظم فلاسفة الحقبة الحديثة له. وفي هذا المقال يهتم الدكتور صلاح عثمان بمناقشة نموذج شجرة الكون لفيلسوف العلم الكندي المعاصر «ستورس مكال»، وأوجه الاختلاف بينه وبين النماذج التفسيرية المماثلة القائمة على فكرة متصل الزمان – مكان، ويُركز على ما يقترحه النموذج من حلٍ لواحدةٍ من أصعب مشكلات العلم والمنطق والفلسفة، ألا وهى مشكلة تحديد شروط الصدق للقضايا المنطقية الشرطية المناقضة للواقع؛ أعني تلك التي لا تُعبر عن حوادث وقعت بالفعل، بل كان من المفترض أن تقع، وبالتالي يصعب تحديد قيمة صدق (صادقة أو كاذبة) لها. هذا النوع من القضايا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتصور القانون العلمي، وتحفل به المقاربات التاريخية والخطط المستقبلية للأفراد والحكومات، لذا تعددت محاولات معالجته من قبل الفلاسفة، وهو ما تجلى مثلاً في النظرية الاستدلالية للقضايا الشرطية التي اقترحها «نيلسون جودمان», ونظرية العقول واعتقاداتها للفيلسوف الإنجليزي «فرانك رامزي», ونظرية العوالم الممكنة للفيلسوفين الأمريكيين المعاصـرين «روبرت ستالنيكر»، و«ديفيد لويس»، وأخيرًا نظرية النموذج الشجري لـ «ستورس مكال». وينتهي المقال إلى نتيجة مؤداها نجاح النموذج في معالجة المشكلة، وإن كان ذلك مرهونًا بالتأكيد على موضوعية قيم الصدق والاحتمال التي تحوزها القضايا الشرطية في مقابل الذات المُدركة، تلك التي تنتقل عبر غُرف انتظار متعددة تقترب رويدًا رويدًا من الحقيقة.


النموذج العلمي (2000)

يُركز هذا الكتاب على دور النماذج الفكرية والمادية في اكتساب وتشكيل كافة أنماط المعارف الإنسانية، بداية من المعرفة العادية التي يسعى بها عامة الناس إلى فهم ما يدور حولهم من أمور الحياة، ومرورًا بالمعارف الفلسفية والدينية والفنية التي تحكم توجهات الإنسان العقلانية والوجدانية، ووصولاً إلى المعرفة العلمية الرامية إلى فهم ظواهر الكون وترويضها وفقًا لقوانين حاكمة. ويطرح المؤلف فرضًا أساسيًا مؤداه أن ما يتلفظ به العلماء من كلمات مثل «الفرض» و«القانون» و«النظرية» ما هي إلا أسماء مترادفة لشيء واحد يصب في خانة «النموذج»، وإذا كان ثمة فرق بين ما نعنيه بهذه الكلمات، فهو في الحقيقة فرقٌ في الدرجة لا في النوع، أو هو فرق بين نموذج أولي في مرحلة الفرض، وبين ذات النموذج في مرحلة القانون أو النظرية، وعلى هذا فمن الأجدر بنا ألا نتحدث عن فرض أو قانون أو نظرية، وإنما عن «نموذج علمي» يمر بمراحل متعددة حتى يتم تأكيده وقبوله، وهو في الوقت ذاته عُرضة لأن يحل محله نموذج آخر إذا اتسعت دائرة البحث لتشمل وقائع أخرى لا يحتويها النموذج أو يعجز عن تفسيرها.


الداروينية والإنسان (2001)

ينطلق الدكتور صلاح عثمان في هذا الكتاب من فرضٍ رئيس مؤداه أن ظاهرة العولمة، بما تمثله من نزعات للتفوق والربح والسيطرة وبسط النفوذ من قبل الغرب، لاسيما الغرب الأمريكي، ما هي إلا امتداد لأفكار وممارسات برزت بقوة بعد أن نشر «دراوين» كتابه «أصل الأنواع»، وعُرفت باسم حركة «الداروينية الاجتماعية»، في إشارة إلى نظرية التطور البيولوجي للكائنات الحية كما صاغها «داروين» استنادًا إلى مبادئ الصراع من أجل البقاء، والانتخاب الطبيعي، والبقاء للأصلح، مطبقة على تطور المجتمعات الإنسانية بكل جوانبها الثقافية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية. والرسالة التي يحملها الكتاب بصفة عامة هي أن بوسعنا – إن أردنا – أن نروض العلم، وأن نجعل منه أداة لرقينا، نُحكم قبضتنا عليها فنمتلكها ولا تمتلكنا، وذلك شريطة أن نروض أنفسنا أولاً، وأن نكبح جماح شيطان النفس الإنسانية، ذلك الممسك بتلابيب أي كشف علمي، فيعمد إلى توجيهه حيث أراد.


سيمانطيقا المؤشرات اللفظية والكلام غير المباشر (2001)

تُعالج هذه الدراسة إحدى روافد مشكلة المعنى، أو بالأحرى إحدى مشكلاتها الفرعية التي ألقت بظلالها على مناقشات الفلاسفة، لا لطبيعة المعنى فحسب، ولكن أيضًا لشروط صدق أية جملة في اللغات الطبيعية، وما يتبع ذلك من إشكالات تتعلق باستخدام اللغة في كافة مواقفنا الحياتية تقريبًا. تلك هي مشكلة المؤشرات اللفظية ذات الدلالة المباشرة، وكيف يمكن أن تؤدى إلى تعيينٍ صحيح للمعنى حين تُنقل عن ألسنة الغير لتتحــول إلــى منطوقات غير مباشرة. والهدف الرئيس من الدراسة هو تبيان مدى مساهمة القواعد النحوية للغة في معالجة مشكلتيّ المعنى والصدق، لاسيما فيما يتعلق بتلك الجمل أو المنطوقات الإخبارية التي تحوي حدودًا مشيرة (ألفاظ الإشارة الخالصة، وهي حدود لغوية تكفي بمفردها لتحديد المشار إليه دون أية مساعدة حركية؛ وأدوات الإشارة غير مكتملة التحديد، وهي حدود لغوية تكون مصحوبة عادة بحركة أو إيماءة تكميلية لتعيين المشار إليه بدقة). وتنتهي الدراسة بالتأكيد على أن دراسة النحو من شأنها أن تلقى المزيد من الضوء على العديد من المسائل الفلسفية، وهو ما أكده «رسل» عام 1903 حيـن أعلن «أن النحـو يقربنا من المنطق الصحيح بأكثر مما يعترف به الفلاسفة عادة».


المنطق متعدد القيم (2002)

يُعد هذا الكتاب أول كتاب باللغة العربية عن الأنساق المنطقية متعددة القيم، وفيه يُناقش الدكتور صلاح عثمان مراحل وآليات تطور المنطق الرمزي المعاصر متعدد القيم بأنساقه المختلفة، مركزًا على مشكلة الغموض المعرفي للإنسان بأبعادها اللغوية والإبستمولوجية والأنطولوجية، والتي تتجلى – على سبيل المثال – فيما تحفل به الدراسات الفلسفية والمنطقية والعلمية من مفارقات تمثل تحديًا قويًا لثنائية «الصدق – الكذب» الكلاسيكية، وكذلك في اكتشاف «هيزنبرج» لمبدأ اللايقين، وتأكيده وعلماء الكمّ على ضرورة التفسيرات الإحصائية في المجال دون الذري، الأمر الذي يؤكد عدم فعالية قانون الثالث المرفوع في التعامل مع معطيات الواقع الفعلي، واستحالة مشروع إقامة لغة مثالية أو اصطناعية أو كاملة منطقيًا تتجاوز عيوب ونقائص اللغة العادية التي نفكر ونتعامل بها. وينتهي الكتاب إلى نتيجة مؤداها أن ما واجه المنطق الكلاسيكي – ثنائي القيم – من مشكلات أدت إلى تطويره، لاسيما مشكلة الغموض، لابد وأن يواجه بالمثل المنطق متعدد القيم، ذلك أن الغموض ظاهرة إبستمولوجية في المحل الأول، مردها إلى الذات العارفة وقصور إمكاناتها الإدراكية والقياسية، لا إلى الوجود ذاته. وأننا حتى لو سمحنا لأية قضية منطقية بقيمة صدق ثالثة، أو بأكثر من قيمة تتوسط بين الصدق التام والكذب التام، فسوف تظل القضية – كتمثيل لغوي لإحدى وقائع العالم – صادقة أو كاذبة، سواء أدركنا ذلك أو لم ندركه، وذلك تأكيد لنزعة أفلاطون الواقعية القائلة بوجود أزلي وثابت للحقائق في عالم المثل، تحول دون معرفتنا الظنية بظلالها في عالم الحس المتغير. ويعني ذلك بعبارة أخرى – على تعبير المؤلف – أن الشك في قانون الثالث المرفوع هو إسقاط من الذات على الموضوع، مبعثه عدم اكتمال العملية المعرفية ومحدوديتها، وأن ظهور الأنساق المنطقية ذات القيم المتعددة ما هو إلا حلقة من حلقات العلاقة الجدلية اللامنتهية بين الإنسان والطبيعة، أو بين ما هو مُدرك وما هو موجود بالفعل.


العلم والفلسفة والدين كمقولات لنهضة العقل العربي (2003)

ليس الهدف من هذا المقال هو تعداد الإنجازات العربية في الفروع المختلفة والمتباينة للعلم وفلسفته, فذلك ما تبارت الأقلام في وصفه وتبيانه منذ أن أفلت شمس الحضارة الإسلامية, بل وما تصدى لتحليله العديد من مؤرخي الغرب المحدثين على اختلاف مشاربهم الفكرية وتنوع أهدافهم البحثية! إنما يهدف المقال بالدرجة الأولى إلى إلقاء نظرة موضوعية على العوامل التي أدت إلى انطلاق المشروع الحضاري العربي وازدهاره في القرون الوسطى, وتحديد عناصر الأصالة »المحلية« – والمغيّبة غالبًا من قبل مؤرخي العلم والفلاسفة اللاحقين بتأثيرٍ من محليتهم الخاصة – فيما أنتجه العقل العربي من علوم وفلسفات, ومن ثم تعيين الموضع الدقيق لحضارتنا عبر مسيرة التطور الحضاري للإنسان بصفة عامة. وفي بؤرة هذه الأهداف يقع التساؤل المحوري الذي يسعى المقال للإجابة عنه, والذي يمكن صياغته على النحو التالي: هل من الممكن في ضوء محليتنا الراهنة – وما يحيط بها من متغيرات دولية بالغة التأثير – قيام مشروع حضاري عربي معاصر يناظر المشروع الحضاري الضخم لأسلافنا؟


جدل الثبات والحركة في مفارقات زينون (2004)

لا شك أن مفارقات زينون في الحركة قد تم تناولها – تحليلاً ونقدًا – في كثيرٍ من أدبيات العلم والفلسفة قديمًا وحديثًا, حتى لقد ساد الظن بأن ملف المفارقات قد أغُلق تمامًا, لاسيما بعد أن نجح الحساب التحليلي في التعامل منطقيًا مع صعوبات الأعداد اللامتناهية, لكن الفرض الأساسي لهذا البحث يزعم عكس ذلك؛ بمعنى أن الملف مازال مفتوحًا وبقوة – خصوصًا على المستوى الرياضي الفيزيائي – وأن إغلاقه النهائي قد لا يتم في المستقبل القريب. من جهة أخرى، إذا كانت فكرة وجود العالم ذاته – مصدر مشكلاتنا الفلسفية – لا معنى لها إلا في إطار نسقٍ من التصورات التي تُصاغ بالضرورة في لغة، ومن ثم يُصبح العالم كيانًا كوّنته أساليبنا اللغوية في وصفه، فإن ما يواجهنا دومًا هو السؤال الكانطي المُعضل: إذا كانت اللغة ليست مرآة عاكسة للواقع الفعلي – أو للشيء في ذاته – وإنما للواقع كما تدركه الذات وتؤسلبه، ألا يعني ذلك أن وجودنا ذاته ووجود العالم مجرد فكرة تقطع الصلة بين العوالم الممكنة والعالم الفعلي؟


نحو فلسفة للكيمياء (2004)

يتفرد هذا الكتاب أيضًا بكونه أول كتاب باللغة العربية يقتحم مجال البحث الكيميائي من منظور فلسفي، هادفًا إلى إضفاء مزيد من المرونة الفلسفية على رؤية الكيميائيين لعالمهم المرئي، وإلى إفساح الطريق أمامهم لاستكشاف الجوانب اللامرئية لموضوعات بحثهم، فضلاً عن توجيه أنظار المشتغلين بالفلسفة إلى هذا العلم الذي باتت تحيط بنا نتائجه وإنجازاته، وتؤثر علينا مردوداته التقنية في كل لحظة من لحظات حياتنا. ويطرح الكتاب عددًا من التساؤلات الهامة والأصيلة، ويجيب عنها تفصيلاً عبر صفحاته وفصوله، ولعل أهمها: ما الذي يمكن أن تقدمه الفلسفة للكيمياء – أو الكيمياء للفلسفة – بصفة عامة؟ كيف نستكشف الإقليم الفاصل بينهما، ونستشرف من ثم العامل المشترك الذي يجمعهما بغض النظر عن الدور المستقل لكل منهما في تحصيل المعرفة؟ وإذا كانت الكيمياء علمًا تجريبيًا بالدرجة الأولى، فماذا إذن عن اللغة الرمزية لهذا العلم؟ هل لهذه اللغة أسس تجريبية واضحة، أم أن لها بالأحرى مستويات سيمانطيقية وقواعد تراكيبية تستلزم معالجة لغوية ومنطقية لا يمكن إنجازها إلا بتدخل الفلسفة؟ ثم ماذا عن الجانب الأنطولوجي للعناصر والجزيئات والمركبات ..، وغيرها مما تشتغل به الكيمياء؟ هل يمكننا القول أن لها وجودًا واقعيًا يضارع وجود الأشياء الجاسئة من حولنا – بالمعني الساذج للواقعية – أم أنها لا تعدو أن تكون مجرد ألفاظ أو كيانات صورية تؤدي دورًا إبستمولوجيًا لا غنى عنه للمعرفة الكيميائية؟ كذلك هل للكيمياء سمات خاصة تميزها كعلم مستقل قائم بذاته، أم أنها بتشعباتها لا تخرج عن كونها نسقًا فرعيًا للفيزياء يرتد إليها بشكل مباشر؟ وبعبارة أخري، هل ثمة مناهج وقوانين ونظريات خاصة بالكيمياء، أم أنها مجرد تجميع لوقائع نسترشد في التعامل معها بالنموذج الفيزيائي؟ وكيف نعين إذن حدود العلاقة بين الكيمياء والعلوم الأخرى؟ أخيرًا، ما هي الأوجه التطورية للكيمياء المعاصرة، وهل يمكننا النظر إلى الكيمياء كإنجاز تاريخي ثقافي خاص، له أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية المميزة؟ وما هي الحدود الأخلاقية للمشروع الكيميائي، وإلى أي مدي يرتبط البحث الكيميائي بالبعد الجمالي لموضوعاته؛ هل ثمة تجربة فنية جمالية تكتنف عالم الكيمياء حين يرسم معادلاته الرمزية، أو حين يبني نماذجه الجزيئية، أو حتى حين يرقب نتائج تفاعلاته في المعمل؟


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وهم العالم الخارجي (2004)

يُواصل الدكتور صلاح عثمان في هذا الكتاب معالجته للطابع النسبي للمعرفة، وتأكيده عليه من خلال علاقة اللغة بكل من الفكر والواقع الفعلي؛ فالفكر مبدأ الوجود، واللغة وعاء الفكر ومحتواه؛ وإذا كنا نفكر بالكلمات، وبها أيضًا نبني معرفتنا عن العالم، فإن كل نقص أو قصور في اللغة يقتطع بالضرورة جزءًا من وضوح الفكر ودلالته، كما أن أي غموض يعتري الفكر هو بطبيعته غموض في اللغة وباللغة؛ وما دامت تصوراتنا عن العالم تُصاغ بالبداهة في لغة، وما دامت أية لغة إنسانية – طبيعية كانت أو اصطناعية – لم تبلغ بعد مرحلة الكمال المنطقي بحيث تخلو من أية أوجه للنقص والقصور، فالنتيجة اللازمة عن ذلك هي غموض معرفتنا ذاتها، أو بالأحرى الطابع اللايقيني لها، وهو ما أطلق عليه المؤلف اسم «وهم العالم الخارجي». ولا يعني الوهم هنا أن معرفتنا بالعالم مجرد مجموعة من الأغاليط والأخطاء، وإلا ما أحرز الإنسان أي تقدم يُذكر في حواره الجدلي الدائم مع الطبيعة، إنما يعني الوهم أن كل معرفة يتم تحصيلها في أي فرع من فروع الفكر لا تخرج عن كونها ظنًا يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ، وما كان منها صوابًا في أية لحظة تطورية هو بمنظور اللحظة التالية أقل صوابًا وأضيق نطاقًا في صدقه مما كنا نظن، أو فلنقل وهمًا نخلع عليه من اليقين المحتمل ما يُسّوغ لنا إصدار أحكامنا النسبية على حوادث الطبيعة ووقائعها، بحيث تبدو معرفتنا في النهاية وكأنها بناء ضخم من غُرف الانتظار التي تقترب بنا من الحقيقة لحظة بعد أخرى. ذلك هو المعنى الذي يرمي إليه الكتاب بفصوله الثلاثة، وإن اختلفت موضوعاته لتجمع بين اللغة والمنطق، والتصور الأنطولوجي للعالم، وطبيعة الاحتمال الرياضي، فضلاً عن مشكلة الإدراك الحسي وجدلية الذات والموضوع.


طبيعة الحدود المكانية بين الجغرافيا والفلسفة (2005)

يُعالج هذا الكتاب موضوعًا فريدًا وجديدًا بالنسبة للبحث الفلسفي، ألا وهو علاقة الجغرافيا بالفلسفة. ورغم غرابة الربط بين علم يبحث في تضاريس الأرض: أنماطها وحدودها ومقوماتها الطبيعية، فضلاً عن مواردها وعلاقتها بقاطنيها، وبين الفلسفة كنشاط عقلي يبحث – إن صحّ التعبير – في تضاريس الفكر: ميادينه واستدلالاته وأحكامه وقدرته على بناء النماذج التفسيرية لكافة الظواهر، إلا أن الكتاب يؤكد شرعية هذا الربط وضرورته، لاسيما حين نتذكر أن الفلسفة أم العلوم جميعًا، بما في ذلك الجغرافيا، وحين ننظر كذلك إلى محتوى الدراسة الجغرافية ومدى اقترابه من إحدى ركائز الفكر الفلسفي عبر تاريخه؛ أعني دراسة ووصف المكان. ومن هذا المنطلق يسعى الكتاب إلى فهم البنية الأنطولوجية والإبستمولوجية للمكان الجغرافي، وذلك بالتركيز على مشكلة قد لا يُلقي لها الجغرافيون بالاً – لصعوبة حلها بالطبع، ولما تنطوي عليه من أبعاد محيرة – وإن كانت تواجههم في أية لحظة يتعاملون فيها نع الواقع عينيًا، أو يسعون لتعقيله نظريًا. تلك هي مشكلة الحدود أو التخوم الفاصلة بين الكيانات الجغرافية المختلفة. ومن خلال هذه المشكلة يطرح الكتاب ويجيب عن تساؤلات هامة ومحورية من قبيل: ما هي الحدود بدقة؟ هل هي كيانات فعلية أم وهمية؟ أين تبدأ وأين تنتهي؟ ما هي البنية الأنطولوجية الحقيقية لها؟ وهل تحتويها نظرتنا المعرفية ومفرداتنا اللغوية؟ كيف يفصل الحد بين مكانين أو دولتين مع علمنا بأنه ذو بعد واحد فقط هو الطول، وإلى أيهما ينتمي؟ لماذا تثير الحدود كل هذه الصراعات السياسية والاقتصادية والثقافية التي يحفل بها تاريخنا؟ ما مصدر الألغاز المنطقية التي تنطوي عليها؟ هل هي مجرد إسقاطات عقلية غامضة على الواقع أم هي بالأحرى انقطاعات فيزيائية غير محددة؟ وأخيرًا، هل تثبت الحدود بثبات المكان نظريًا أم تخضع للتغير وفقًا لحركة التطور الجيولوجي لسطح الأرض؟


الواقعية اللونية (2007)

للمشكلة الفلسفية – على حد تعبير رسل – طبيعة خاصة تتفرد بها ؛ فهي تبدأ بشيء بسيط للغاية بحيث لا يستحق الذكر , وتنتهي بشيء غريب للغاية بحيث لا يصدقه أحد !. ولا تخرج الألوان وفقًا لكتاب الواقعية اللونية عن هذا الوصف حين تخضع للبحث الفلسفي؛ فنحن نعرف جميعًا كيف نميز الألوان, وكيف نتفاعل معها شعوريًا, وكيف نوظفها في المواقف الحياتية المختلفة؛ لكن ما أن يُطرح السؤال عن ماهية اللون, أو بنيته الأنطولوجية, أو شروط إدراكه, حتى نجد أنفسنا أمام موضوع يغلفه الغموض الكثيف, موضوع كان وما زال يثير شغفـًا معرفيًا لدى العالم والفيلسوف على حدٍ سواء. إن اللون بالنسبة للفيزيائي هو ذلك الطول الموجي القابل للتحديد , وبالنسبة للفسيولوجي هو قيم الإثارة لخلايا الإحساس بشبكية العين , وبالنسبة للرسام هو ذلك الجوهر المتألق على لوحة الرسم , وبالنسبة للإنسان العادي هو ذلك الرداء الذي ترتديه المادة , والذي تمتنع رؤيتها بدونه . أما بالنسبة للفيلسوف فثمة نظريات عدة ذات مبررات ومنطلقات مختلفة ؛ تنتقل بنا من كونه خاصية موضوعية وجوهرية للأجسام , إلى كونه خاصية استعدادية لدى المادة أو الكائن الحي , إلى كونه خاصية علاقية تربط البيئة بمن يقطنها , إلى كونه خاصية افتراضية أو مجرد وهم... ، فهل ثمة نظرة توفيقية بين هذه الرؤى والنظريات المختلفة ؟ ذلك ما يسعى إليه المؤلف عبر رحلة مثيرة في عالم البحث الللوني , تؤكد أنه ما زال بإمكاننا تذوق متعة أخرى من متع هذا العالم الغامض والمراوغ .


الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي (2007)

لأننا نعيش في عالم يكتنفه الغموض من كل جانب؛ عالم تتسم معرفتنا لأحداثه ووقائعه بالتناقض واللاتحديد، وتُفصح قضايانا اللغوية الواصفة له عن الصدق تارة وعن الكذب تارة أخرى، فنحن في حاجة إلى فلسفة جديدة تعكس حقيقة رؤيتنا النسبية لهذا العالم وقصور معرفتنا به؛ ونحن في حاجة إلى نسقٍِ منطقي يُلائم معطياته غير المكتملة ويُشبع معالجاتنا لها، سواء على مستوى ممارسات الحياة اليومية أو على مستوى الممارسة العلمية بمختلف أشكالها. والفلسفة التي يقترحها هذا الكتاب هي «النيوتروسوفيا»؛ تلك النظرية التي قدمها الفيلسوف والرياضي الأمريكي «فلورنتن سمارانداكه» العام 1995 كتعميم للنزعة الجدلية، والتي تكشف بأسلوب جديد عن تناقضات الفكر وحركته الدائبة والمتصلة بين الصدق والكذب، وتُعيد لملكة السلب هيبتها المفقودة لدى العقل القانع بوهم الثبات المطلق. ومن هذه النظرية ينبثق المنطق النيوتروسوفي كتعميم لأنساق المنطق المعاصر متعدد القيم، لاسيما المنطق الحدسي الغائم. ورغم حداثة النظرية والنسق، وتعدد مجالات تطبيقهما في الفكر الغربي المعاصر، وبصفة خاصة مجالات العلم التقني، إلا أن ثمة استخدامات أخرى لهما لدى مفكري العرب والإسلام إبان مرحلة ازدهار الحضارة الإسلامية، وهو ما يكشف عنه الكتاب من خلال دراسة منطقية مقارنة، تميط اللثام عن أصالة وخصوبة الفكر العربي، فضلاً عن تحرره وتسامحه وجمعه بين الرأي والرأي الآخر، في وقت يوسم فيه من قبل الغرب بالانغلاقية، والتشدد، والتحجر، ورفض الآخر، وخصومة الحوار الجدلي. جاء الكتاب كثمرة للتعاون البحثي المشترك بين الدكتور صلاح عثمان والدكتور فلورنتن سمارانداكه، وقد نُشر باللغتين الإنجليزية والعربية بالولايات المتحدة الأمريكية ومصر.


رؤية منطقية معاصرة تأسيسًا على نظرية القياس الفقهي (2015)

تكشف هذه الدراسة عن أوجه التشابه والتلاقي بين منطق القياس الفقهي الإسلامي والمنطق المعاصر متعدد القيم، وكيف تجلت سمات هذا الأخير لدى فقهاء الإسلام في عصرهم الذهبي، سواء من حيث تعددية التفسير، أو سماحة التعايش السلمي بين الأفكار، أو ضرورة الحوار الجدلي بين الرأي والرأي الآخر، دون تعصب مذموم، أو تشدد يعكس جهلاً مطبقًا بحقيقة الدين ومرونة تعاليمه. يستعرض البحث أيضًا واقع الفكر المنطقي العربي المعاصر، وما يشوبه من تقليد أو جمود يستدعي بعث الطاقة الخلاقة للمنطق الفقهي في ضوء تجاوز المنطق المعاصر للمنطق الكلاسيكي ثنائي القيم، وتعقد مشكلات العالم المعاصر.


جوتلوب فريجه: في المعنى والإشارة (2016 & 2017)

كان «فريجه» – على حد تعبير «دامت» – من أوائل من أدركوا أن نظرية المعنى، أو فلسفة اللغة، هي جزءٌ اساسي من الفلسفة ترتكز عليه كافة الأجزاء الاخرى؛ فإلى جانب دراساته التأسيسية الرائدة في الرياضيات والمنطق، كان يُؤسس ايضًا لفلسفة اللغة ببعض المقالات التي فاقت في تاثيرها وشهرتها تاثير وشهرة معظم أعماله الرياضية الأخرى، دون إقلال من شان هذه الأخيرة وريادتها. وهذه الدراسة بمثابة قراءة تحليلية – نقدية لمقاله الأكثر أهمية في هذا الصدد «في المعنى والإشارة»، مشفوعة بترجمة إلى العربية للجزء الأكبر والاهم منه


فلسفة العلم من الألف إلى الياء (2017)

هذا الكتاب المُترجم بمثابة دليل مُرتَّب أبجديًا للمصطلحات الأساسية، وكذلك لأشهر الأعلام، في المجالات المختلفة لفلسفة العلم. ويتميز بكونه يُغطي أبرز المشكلات، والمواقف، والتصورات، والحجج التي كانت وما زالت مثار مناقشات واسعة بين الفلاسفة. الكتاب من تأليف فيلسوف العلم اليوناني «ستاتس بسيلوس»، والهدف الأساسي من ترجمته هو إلمام القارئ العربي بتطورات فلسفة العلم، وفهم إشكالياتها المعاصرة من خلال تتبع وتفسير جذورها التاريخية وارتباطاتها بالمسائل الفلسفية الأبعد. ومع أن الكتاب يفترض مسبقًا وجود خلفية معرفية بفلسفة العلم لدى القارئ، إلا أنه مفيد بالقدر ذاته لكل من الباحثين المبتدئين في فلسفة العلم، والمتخصصين ذوي الخبرات الواسعة، فضلاً عن عامة القُراء. ويحفل الكتاب بتفسيرات مُركزة، وتحليلات دقيقة، وأمثلة توضيحية، ومشكلات مفتوحة، وأخيرًا وليس آخرًا، حججًا ذات بينة، مما يجعله بمثابة وسيلة عملية وتصورية فعالة للولوج داخل هذا الفرع المعرفي المميز واستكشاف أغواره. وقد أضاف الدكتور صلاح عثمان إلى الترجمة العربية – بالاتفاق مع المؤلف – عددًا من المصطلحات والأعلام في مجالي المنطق وفلسفة وتاريخ العلم العربي.

نشاطه الأكاديمي وعضويته بالهيئات والجمعيات العلمية

 
(سيسمور) بجامعة دوشيشا اليابانية
 
الإسلام والعلم: من إبداع وجاذبية الماضي إلى متغيرات الحاضر

شارك الأستاذ الدكتور صلاح عثمان في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية، كما ألقى عددًا من المحاضرات العامة باللغتين العربية والإنجليزية، ولعل أبرز هذه المحاضرات هي تلك التي ألقاها بالإنجليزية في نوفمبر من سنة 2011 بمركز الدراسات البينية للأديان التوحيدية (سيسمور) بجامعة دوشيشا اليابانية، تحت عنوان: «الإسلام والعلم: من إبداع وجاذبية الماضي إلى متغيرات الحاضر». جاءت المحاضرة إثر دعوة تلقاها من جامعة دوشيشا بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، حيث كان الغرب متعطشًا لمعرفة المزيد عن الإسلام وثقافته وموقفه من الحضارة المعاصرة والعلم، وقد دافع الدكتور صلاح عثمان في محاضرته عن وسطية الدين الإسلامي الحنيف، ودعوته إلى الحوار العاكس لمرونة الشرع وثراء الفكر وتحرر العقل من أسر الثنائيات الجامدة, ليلج بقوة عالم الممكنات العقلية والواقعية بأبعادها اللامتناهية. كما دعا إلى بعث وإحياء برامج النهضة العربية الإسلامية بكافة عناصرها ومقولاتها, وأولها بالطبع انطلاق مشروع قومي ضخم لترجمة المؤلفات العلمية والفلسفية من كافة اللغات – وفي شتى المجالات – إلى العربية, في معية دعمٍ حقيقي لاستقلالية الجامعات ومراكز البحث من جهة, ودعم لمواردها من جهة أخرى, بحيث يتسنى لأعضائها حرية وإمكانية التصنيف والتحليل والانتقاء وتمييز الغث من السمين، وهو ما لا يتحقق إلا بإصلاحات إعلامية وتعليمية واقتصادية وسياسية تنبع من داخل الوطن العربي قبل أن تُفرض عليه من منظورات محلية أخرى؛ إصلاحات إعلامية وتعليمية تحفظ للعربي هويته الثقافية (اللغوية والدينية والأخلاقية والتاريخية) التي باتت تهددها غزوات فكرية متلاحقة لا مناص منها في عصر العولمة: عصر السماوات المفتوحة وتكنولوجيا المعلومات؛ وإصلاحات اقتصادية تنتشل الدول العربية من أزماتها اللاعقلانية ذات الخطى المتسارعة، والتي تغذيها قراءات مغلوطة لحاجاتها الملحة، ولمواطن القوة والضعف في برامجها الإنتاجية والاستهلاكية؛ وأخيرًا إصلاحات سياسية تعيد للمواطن العربي كرامته في وطنه فيحترمه العالم مثلما يحترم الآخرين. ومن خلال عمله كرئيس لقسم الفلسفة بجامعة المنوفية، ساهم الدكتور صلاح عثمان في تطوير لا ئحتي الليسانس والدراسات العليا، وتطوير البنية التحتية للقسم بالجهود الذاتية لأعضاء هيئة التدريس، وتدشين رؤية ورسالة القسم ومخرجاته التعليمية استنادًا إلى رؤية ورسالة الكلية والجامعة. كما ساهم في إثراء النشاط الثقافي والارتقاء بالوعي القومي تفعيلاً للدور الأصيل للفلسفة في مناقشة قضايا المجتمع والبيئة المحيطة محليًا ودوليًا، حيث اضطلع بإعداد وتنظيم العديد من الندوات التي حاضر فيها كوكبة من المفكرين وأساتذة الجامعات والأدباء والإعلاميين والمهتمين بالشأن العام. وقد تعددت عناوين هذه الندوات لتغطى كثرة من المحاور والقضايا، ومن بينها: «التجليات الروحية في الإسلام»، «نجيب محفوظ بين الأدب والفلسفة»، «التنوير عند زكي نجيب محمود»، «التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة»، «مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير: الآفاق والتحديات»، «المأزق الحضاري المعاصر للعالم الإسلامي ودور رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي في تأسيس نموذج حضاري إسلامي» (بالتعاون مع مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم، ومركز بحوث رسائل النور باسطنبول)، «التسامح الديني في اليابان» (بالتعاون مع جامعة دوشيشا اليابانية)، «أخلاقيات العمل العام ودورها في الارتقاء بالأداء الوظيفي» (بالتعاون مع هيئة النيابة الإدارية)، «نحو نظرية عربية – إسلامية في أخلاقيات البيولوجيا»، «نظرات في التصوف بين الأمس واليوم»، «الهندسة الوراثية: مبادئها وتقنياتها وأبعادها العلمية والفلسفية» (بالتعاون مع معهد بحوث الهندسة الوراثية بجامعة السادات)، «ثقافة الاعتقاد لدى الشعب الياباني في عالم متغير» (بالتعاون مع جامعة دوشيشا اليابانية)، «صورة مصر في الخارج بين الواقع والمأمول ودور الإعلام المصري» (بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات)، «الفلسفة والأدب: حدود الائتلاف والاختلاف»، «الجودة الشاملة: لماذا؟ .. وكيف؟» ... إلخ. من جهة أخرى، يتسع النشاط الأكاديمي للدكتور صلاح عثمان ليشمل عضويته في عدد من الهيئات والجمعيات المحلية والدولية، ومن بينها: عضوية اللجنة التوجيهية بمركز بحوث ودراسات الضمير بجامعة دوشيشا اليابانية، عضوية ملتقى دول البحر الأبيض المتوسط لفلسفة العلم، عضوية الهيئة الاستشارية لموقع فلاسفة العرب، عضوية جمعية البارادوكسيزم الدولية، وعضوية اللجنة العلمية وهيئة التحرير لمجلة المخاطبات الفلسفية.

الجوائز

منحته جامعة المنوفية سنة 2007 جائزة مصطفي بهجت عبد المتعال للمتميزين من أعضاء هيئة التدريس بجامعة المنوفية، كما تم ترشيحه للعديد من الجوائز المحلية والدولية، ومنها: جائزة خليفة التربوية في مجال التعليم العالي (الأستاذ الجامعي المتميز في البحث العلمي، الدورة السابعة 2013 - 2014) & جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالاتفاق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لأفضل كتاب مؤلف في الفنون والآداب والإنسانيات باللغة العربية (2015) & جائزة مؤسسة بن على العويس في مجال الدراسات الإنسانية والمستقبلية، ترشيح من جامعة المنوفية (الدورة الرابعة عشرة 20152016) & جائزة جامعة المنوفية للترجمة (2016).


مصادر الدراسة

مراجع

  1. ^ تزاوجُ المنطلق المجرَّد مع الطبيعة وديمومةُ توالد الخيال الفعال عند الدكتور صلاح عثمان
  2. ^ الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي (كتاب للدكتور صلاح عثمان)
  3. ^ الفلسفة النيوتروسوفية: نظرية جديدة في التفكير