شحاذون ونبلاء

روايته »شحاذون ونبلاء

الناشر: دار جويل لوسفيلد 1999

الصفحات:213 صفحة

شحاذون ونبلاء.png

روايته »شحاذون ونبلاء«للكاتب ألبير قصيري رؤية فكرية تأملية، تضع القارئ في مواجهة مع القيم والأعراف المفروضة من قبل المجتمع. وتدور حياة وأحداث العمل في قاع مدينة القاهرة، وحبكة العمل الظاهرة تتمحور حل جريمة قتل بائعة هوى شابة وتحقيقات الشرطة اللاحقة، وإن كان العمود الفقري للرواية مبني على التفاعلات بين الشخصيات الرئيسية ومعظمهم من المتسكعين الذين يعيشون في ظروف تتناقض بصورة حادة مع المجتمع الحديث.

جوهر أستاذ التاريخ استقال من الجامعة احتجاجا على تزوير التاريخ في المناهج الدراسية، واختار حياة التسكع والبطالة ليكون فقيرا ولكن حرا. وفي حياته الجديدة تلك يرتكب جريمة مجانية فهو يقتل بائعة الهوى أرنبة لاعتقاده أن الأساور التي في معصمها من الذهب، واكتشافه أنها مزيفة لا يعنيه كثيرا بعكس بطل رواية »الجريمة والعقاب« لدوستويفسكي.

ونسي جوهر منذ زمن بعيد معنى أبسط سبل الراحة والرفاهية. وكان يكره أن يحيط نفسه بالأشياء، لانها تخفي جراثيم الأسى وهي الأسوأ على الإطلاق، لان أسى اللاوعي يولد بصورة حتمية المعاناة التي لا نهاية لها داخل الانسان. ويصبح ليله نهارا ونهاره ليلا من دون أية متطلبات حياتية، فلا مانع عنده أن ينام فوق حاشية من الورق المقوي يمكن أن تكون مبللة بمياه غسيل الموتى.

ويلعب جوهر دور الأب بصورة ما في علاقته مع الآخرين، الذين يوفرون له الاحتياجات الأساسية في الحياة، مخاطرين بحياتهم لأجله، ولأجل صحبته والحوار معه. وهو بصورة ما نجم فيما بينهم ويسلي نفسه يوميا من خلال مراقبته لتفاهة الإنسان وأفعاله.

ومن محبي جوهر المخلصين الكردي، وهو موظف يحتقر وظيفته براتبها الضئيل، إلا أنه يحافظ على عمله من خلال تغذية كراهيته لزملائه في العمل. والكردي شاب عاشق لبائعة هوى تحتضر. وتدفعه حاجته ليكون محط الاهتمام والأنظار وخلق دراما من حوله، للاعتراف بجريمة لم يرتكبها. أما الشاعر يغن فهو الذي يزود جوهر بالحشيش، وهو فنان محتال لا يتردد في الوشاية عن الموردين. وهو يحتفظ بحبه لفتاة مراهقة لم يلتق بها أبدا سوى مرة واحدة خلال مروره بها في الطريق.

أما الضابط نور الدين فهو قصة بحد ذاته. يقوم في البداية بدور المحقق والبحث عن القاتل، وتحمل شخصيته تناقضات كثيرة فهو حريص على مكانته في المجتمع وفي ذات الوقت يعيش علاقة عاطفية سرية مع شاب تخلى عن دراسته الجامعية. يدهش نورالدين لاحقا من حيادية الشحاذين إزاء الحياة المرفهة والمال، ثم يفتتن بعالمهم السحري. أما الشاب سمير فيحتقر الضابط لاحقا لتخليه عن أسلوب حياته والنزول من مكانته ليعيش في قاع المدينة مع مجموعة المتسكعين

مصادر


https://www.albayan.ae/paths/books/2008-08-03-1.662731