سيكولوجية الطلاق

سوسيولوجية الطلاق، مقال يتناول الآثار المترتبة على الطلاق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نبذة عن الطلاق

هل يؤثر الطلاق نفسيًا و اجتماعيًا على الأفراد أم لا؟ ما أسبابه وما الآثار المترتبة عليه؟ تعتبر الأسرة أساس المجتمع وركيزته الأولى وأي خلل في هذا الأساس المتين تظهر نتائجه على المجتمع فيتضرر ككل، لذلك تلخصت أهمية دراسة ظاهرة الطلاق من منظور اجتماعي لتفادي أي مشكلات وتبعات قد تحدث من هذه الظاهرة الاجتماعية لذلك تحتم على علماء علم الاجتماع النظر في هذه المشكلة والبحث عن أسبابها ووضع الحلول المناسبة لها.

الطلاق مشكلة لازمت جميع الشعوب في العالم في كل فترة زمنية وفي كل مكان، و يؤدي الطلاق إلى إنهيار الأسرة بالكامل فيتأذى الأطفال الصغار قبل الكبار لذلك الطلاق يعتبر ظاهرة اجتماعية-نفسية ، وقد ارتفعت نسبة الطلاق في الآونة الأخيرة وبشكل كبير في جميع المجتمعات الصغيرة والكبيرة المحافظة وغير المحافظة وغيرها وذلك لعدة أسباب سيتم ذكرها لاحقًا وهذا يشكل تهديدًا للبناء الأسري في المجتمع ، وتزيد نسبة الطلاق في البلدان المتفتحة التي لا تنظر إلى المرأة المطلقة بنظرة خجل بخلاف البلدان التي تنبذ وتستحقر المرأة المطلقة مما يجعلها تعيد النظر في شأن الطلاق وقد تتحمل فوق طاقتها وعلى حساب نفسها حتى لا تصبح مطلقة.


أسباب الطلاق

للطلاق أسباب كثيرة ولا يمكن حصرها على مسبب واحد أو على أحد الأطراف المتضررين وقد تظهر مسببات جديدة بسبب تغير الزمن والعادات والأعراف ويعود إختلافها بإختلاف الظروف البيئية والنفسية والإجتماعية والزمنية ومن أهم هذه الأسباب:

  • السبب الأول : ضعف الحالة الإقتصادية وتبدأ من بداية الزوج عندما لا يستطيع توفير المسكن المناسب وعدم الوفاء بمستلزمات الأسرة ، وقد تكون بعد فترة من الزواج بحيث يغرق العائل على الأسرة في الديون ولا يستطيع دفع التكاليف المهمة.
  • السبب الثاني : عدم التأني والتسرع في الموافقة على شريك الحياة فقد تختار المرأة الرجل لماله دون النظر للعوامل الاخرى ومن ثم تكتشف هذه العيوب بعد الزواج ، وقد يتزوج الرجل من المرأة لمكانتها وعلمها وجمالها فقد يشعر بالدونية ويفسر كل فعل تفعله بأنها تقلل من قيمته.
  • السبب الثالث : تعدد الزوجات قد لا ترضى جميع النساء بزواج زوجها من زوجة أخرى عليها فقد يكون للمرأة تخيير الرجل بينها وبين الزوجة الجديدة.
  • السبب الرابع: عدم القدرة على الإنجاب وغالبًا يحدث الطلاق إذا كانت المرأة هي السبب في عدم الإنجاب حيث غالبًا ما تتنازل المرأة إن كان العيب من الرجل.
  • السبب الخامس : إنجاب المرأة للإناث فقط دون الذكور حيث أن الرجل يريد ذكر ليحمل اسمه في المستقبل فإن لم يجد ما يبحث عنه عندها يطلقها ويذهب للزواج من غيرها للحصول على ذكر كما يتمنى ، مع العلم بأن علماء الجينات أثبتوا بأن تحديد جنس الطفل كان ذكرًا أم أنثى يتم عن طريق كروموسوم الأب.
  • السبب السادس: التغيرات الاجتماعية ، إن حدوث التطور والتفتح السريع في المجتمعات يؤدي وبشكل مباشر إلى حالات الطلاق بحيث يرغب طرف بمواكبة هذا التطور والتفتح والطرف الآخر يرفض وبشدة.
  • السبب السابع : مع التقدمات التي تشهدها كل البلدان والتي في صالح ومن حق المرأة مثل الحق في التعليم والعمل اصبح الطلاق مرتبط بشكل مباشر أيضا بهذة الظاهرة.
  • السبب الثامن : تعاطي المخدرات وقد يكون أحد أكثر أسباب الطلاق إذا لا يرضى أحد الطرفين بأن يكون شريكة في الحياة متعاطي ودائمًا ما يكونون المتعاطين مؤذين جسديًا ونفسيًا.
  • السبب التاسع : مرض أحد الزوجين قبل الزواج لن يكون عائق وسيكون الزوجين على علم بمرض أحد الأطراف أما بعد الزواج قد يكون الشخص المصاب متستر على مرضه ولا ينكشف للطرف الآخر إلا بعد الزواج ،وقد يكون كلا الزوجين في أتم الصحة حتى بعد الزواج ولكن حصلت إنتكاسة لأحدهم ومرض وقد يكون مبرر للطلاق.

وغيرها الكثير من الأسباب التي تقع على عاتق كل من الرجل والمرأة في العلاقة على حد سواء.

الآثار المترتبة على الطلاق

على الرغم من فهم المجتمع للطلاق بأنه عداوة بين الزوجين وقد يكون ، ولكن ليس من الأسباب الرئيسية وقد تكون العداوة بين أهل الزوج وأهل الزوجة وقد تكون العداوة بين القبيلتين وكلها عوامل تؤثر على العلاقة بين الزوجين وتصبح متوترة وقد يحصل الطلاق بسببها ، ويؤدي الطلاق إلى مشكلات تؤثر سلبًا على الصغير والكبير في الأسرة فيجب فهم الآثار المتعلقة بالطلاق حتى تنخفض هذه النسبة ولتوعية الأشخاص بالمترتب على الطلاق حتى لا تصل إلى مشكلات إجتماعية ونفسية يصعب علاجها ومن أهم هذه الآثار هي:

1- عند حدوث الطلاق يؤثر ذلك من منظور نفسي على المرأة وبشكل أكبر لأن المجتمعات الذكورية دائمًا ما تضع اللوم على المرأة عند حصول الطلاق ، أما من منظور إجتماعي فالمجتمعات المنغلقة تنظر للمرأة المطلقة بنظرة شفقة وإشمئزاز كونه أصبح إسمها مطلقة في المجتمع وقد يقلل من فرص حصولها على زواج آخر ويتم التقليل من شأنها إجتماعيًا بصفتها مطلقة.

2- عند الطلاق لابد من حصول التفكك الأسري كون الطفل أو المراهق أو حتى الأشخاص البالغين لم يعودوا يعيشون تحت سقف واحد مع كلا الوالدين والقليل ممن يوفّق في التربية الصحيحة.

3- تشتت الأبناء وقد ينتج عنه الكثير من التبعات مثل السلوك المنحرف وتعاطي المخدرات والمشكلات النفسية اللتي قد تؤدي لهلاك الطفل أو المراهق في نشئته لعلمه بأن لا أحد يتابعه ولا أحد يهتم له ولن يحاسبه أحد.

4- تأثر نفسية الأطفال أو المراهقين بسبب عدم الإستقرار مع كلا والديه تحت سقف واحد ما يعود سلبًا على حالتهم الإجتماعية والنفسية من إنطواء وإكتئاب .

ملخص وحلول مقترحة

الطلاق قد لا يكون مشكلة كبيرة أو الخيار السيء في بعض الأحيان بل العكس قد يكون أفضل حل للزوجين والأبناء لإنهاء مشكلات قد تكون ناتجة عن الزواج نفسه ولكن يجب تحديد ما إذا كان الطلاق الحل الأمثل من قبل أشخاص ثقة وذو خبرة ويجب أن يتعهد الزوجين بالمحافظة ومتابعة وتربية الأبناء بأكمل وجه حيث كما ذكرنا أن التفكك يؤدي إلى مشاكل إجتماعية و أخرى نفسية ، هناك بعض الحلول التي تفيد وبنسبة كبيرة وقد تكون بداية الحل والمعرفة لمشاكل الطلاق التي قد تحصل لتجنبها وتفاديها ومنها طرق يجب إتباعها ما قبل الزواج والأخرى خلال الزواج وهي:

١-يجب أن يُترك المخطوبان قبل الزواج وعقد النكاح فترة كافية للتعرف على بعض والتأكد من موافقة الأفكار للطرفين.

٢-أما بعد الزواج عند حصول بعض المشكلات يجب التوجه للمرشدين الإجتماعيين والمرشدين النفسيين لعلاج المشكلة وجعل الطلاق الحل الأخير للمشكلة.

3- حسن المعاشرة وأن لا يتسلط أحدهما على الآخر والمراعاة من قبل الطرفين.

4- احترام وجهات النظر والآراء من قبل الطرفين.

وقد تنبأ علماء الاجتماع بأنه في المستقبل وبناءًا على معدلات الطلاق المتزايدة في الوقت الحالي مما سيؤدي إلى ارتفاع معدل الجرائم والإنحراف ؛ بأن الأسر في المستقبل ستزداد وذلك نتيجة وعي وإدراك أفراد المجتمع بأن الأسر في تناقص حاد ويجب الحد من ذلك وسيقدم كلا الطرفين من الزوج والزوجة على تنازلات في سبيل الحفاظ على المجتمعات وسوف يعودون الى القيم التقليدية في العصور الفكتورية التي تقوم على الرابط القوي بين أفرادها والحب بينهم.


إحصائيات نسب الطلاق

السعودية

هذه إحصائية لمعدلات الطلاق في المملكة العربية السعودية ومن الملاحظ بأنها ارتفعت على مر السنوات ورجّح الخبراء بأن أحد الأسباب هو زيادة وعي المرأة السعودية بحقوقها:

نسب الطلاق في السعودية
السنة النسبة
١٤٣١هـ ٢١.٥٪
١٤٣٣هـ ٢٠.٩٪؜
١٤٣٥هـ ٢٦.٦٪؜
١٤٣٧هـ ٢٨.٣٪؜
١٤٣٩هـ ٣٥٪؜
١٤٤٠هـ ٤١.٧٪؜

انظر أيضاً

المراجع


مها عبدالعزيز عسيري