سيد جلال (و. 1 يناير 1899- ت. 24 يناير 1987)، هو رجل صناعة وبرلماني مصري، وكان له دوراً أساسياً في إلغاء البغاء في مصر عام 1949.

سيد جلال.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

وُلد سيد جلال في نهاية القرن التاسع عشر تحديدا في الأول من يناير عام 1899 في منفلوط بمحافظة أسيوط لأب يعمل في حراسة الحقول وأم توفت بعد ولادته ببضعة شهور. ثم توفي أبوه وهو في الخامسة من عمره فكفله خاله وأدخله الكُتَّاب وحفظ سيد جلال القرآن الكريم كاملا وهو في السابعة من عمره ولم يدخل المدرسة ولم ينل أي قسط من التعليم. عندما بلغ الخامسة عشر من عمره انتقل إلى القاهرة بحثاً عن الرزق وأقام عند أحد أقاربه في بولاق أبو العلا.[1]

عمل سيد جلال في بدايته في مخبز فقد كان يحمل الخبز على دراجة ويوزعه على المحلات والمطاعم، (ومن الشائع أيضا أنه عمل حوذيّا أي عربجيّا). عندما أتم عشرين عاماً سافر إلى بورسعيد ليعمل ساعيا في شركة يونانية للنقل البحري، والساعي يُحضر المشروبات الساخنة والباردة لكل موظفي الشركة فهو يتعامل مع الجميع ونتيجة اختلاطه بالأجانب في هذه الشركة، ونظراً لذكائه الحاد فقد تعلم وأتقن شفهيا عدة لغات وه: الإيطالية والفرنسية واليونانية.

ونظرًا لإخلاصه في عمله فقد أحبه أصحاب الشركة اليونانيين وساعدوه على الترقي وعلى عقد عدة صفقات مع الأجانب في الاستيراد والتصدير، ثم عمل في شراء وبيع الأراضي الزراعية، وهو من أوائل من بدأوا في استصلاح الأراضي في مصر، وكان يقول: إن استصلاح الأراضى هو الإضافة الحقيقية لرقعة مصر الزراعية أما العمل في الأرض المزروعة فهو تحصيل حاصل.

وفي حقبة الأربعينات احترق أحد مصانع سيد جلال في شبرا الخيمة فأصدر قراراً بدفع جميع الأجور والحوافز والمكافآت للعمال طوال الوقت، وقد كتب الصحفي مصطفى أمين في عموده الشهير فكرة يقول: مصانع سيد جلال لا تمسها النار عرفاناً بحرصه على مصائر عماله.

أنشأ سيد جلال مستشفى مجانية بها جميع التخصصات، وهي مستشفى باب الشعرية (تابعة الآن لجامعة الأزهر).

كان الشيخ محمد متولي الشعراوي هو أعز أصدقاء سيد جلال، وكان دائما يناديه: عمي سيد جلال، وكانا يلتقيان بشكل شبه يومي في شقة الشيخ الشعراوي بجوار مسجد الحسين.

أُطلق على سيد جلال لقب شيخ البرلمانيين لأنه ظل عضوا في البرلمان لمدة أربعين عاماً لأن أهالي دائرته الانتخابية في باب الشعرية يحبونه لدرجة العشق، وكان مستقلا لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب.


دوره في إلغاء البغاء في مصر

كان سيد جلال متضجراً ومستاءً من السماح ببيوت الدعارة في مصر بلد الأزهر الشريف، وكان شارع كلوت بك الشهير ببيوت الدعارة تابعا لدائرته، لذلك قرر أن يتصدى لهذه القضية. قدم سيد جلال عدة طلبات إحاطة في البرلمان لإلغاء البغاء رسميا، وكان الوزير الوفدي جلال باشا فهيم وزير الشئون الاجتماعية في ذلك الوقت (عام 1949) هو المنوط له بالتوقيع على قرار إلغاء البغاء.[2]

طلب سيد جلال من الوزير أن يحضر افتتاح مشروع خيري كبير أقامه سيد جلال في باب الشعرية، وأحضر سيد جلال حنطورا فخما لنقل السيد الوزير واتفق مع سائق الحنطور على أن يمر على شارع كلوت بك، وبالفعل بعد تخطيه شارع الملكة نازلي (شارع رمسيس حاليا) دخل شارع كلوت بك، ورأت المومسات الباشا، وظنن أنه زبون جديد فتشاجرن عليه حتى سقط طربوشه وتمزقت ملابسه، وبعد عدة أيام استجاب لسيد جلال وأصدر قراراً رسميا بإلغاء البغاء.

تشريعات وقوانين

في فبراير عام 1966 قدم النائب سيد جلال في مجلس الأمة استجواباً لأحد كبار الوزراء وتساءل لماذا لم يدفع هذا الوزير ثمن أثاث منزله الفاخر الذي اشتراه من محلات بونتريمولي التابعة للقطاع العام؟ (أرقى منتجات الأثاث المستوردة كان أصحابها يهود وجرى تأميمها، ومازالت موجودة حتى الآن في شارع طلعت حرب في وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير). فكان الرد هو القبض على البرلماني سيد جلال وهو في السابعة والستين من عمره وإيداعه السجن الحربي لمدة أربعة عشر يوما!.

والنائب سيد جلال هو الذي سعى لإصدار قانون من أين لك هذا؟ وقانون منع الأجانب من تملك الأراضى الزراعية وأراضي البناء، وقانون محاكمة الوزراء.


المصادر

  1. ^ "الحاج سيد جلال.. ينبوع الخير". مصرس. 2013-06-09. Retrieved 2018-09-20.
  2. ^ ""كلوت بك" أشهر شوارع الدعارة فى الأربعينيات.. بيوت الرذيلة كانت "برخصة" وألغاها النائب سيد جلال بحيلة على وزير الشئون الاجتماعية.. والأهالى: أصوات الأنس كانت تُسْمَع من "غمرة"..و"المشبوهة" آخر راحلة عن المنطقة". جريدة اليوم السابع. 2017-04-17. Retrieved 2018-09-20.