رضا جولاق اوغلو

رضا جولاق أوغلو (1 يوليو 1952) شاعر وناقد وباحث فولكلوري ومترجم . تركماني من العراق وهو من أشهر شعراء التركمان في العراق يقوم بترجمة قصائد من الشعر التركي إلى اللغة العربية كما انه يترجم لشعراء عرب إلى اللغة التركية إضافة الى ترجمته لشعراء عالميين الى اللغة العربية من لغة وسيطة وهي التركية .

رضا جولاق اوغلو
رضا جولاق اوغلو.png
الشاعر رضا جولاق اوغلو
وُلـِديوليو 1 1952 (1952-07-01) (العمر 71 سنة)
التعليمجامعة الموصل
المهنةشاعر، وكاتب قصص قصيرة، ومترجم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة الذاتية

 
صورة قديمة للشاعر رضا جولاق اوغلو

من مواليد تلعفر 1952 أكمل الابتدائية في قرية القبة ( قراقوينلي ) القريبة من مدينة الموصل وانهى دراسته المتوسطة والاعدادية في تلعفر تخرج من جامعة الموصل –كلية الاداب – قسم التاريخ في عام 1976 بعد انهائه الخدمة العسكرية تعيّن مدرساً على ملاك تربية محافظة نينوى وفي عام 1980 قدم لدراسة الدكتوراة في اسطنبول ولكن قيام الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) حال دون ذلك اذ تم استدعاؤه لخدمة الاحتياط وخلالها تم اعتقاله من قبل قوات الامن والحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات لاسباب سياسية وبعد خروجه من السجن تم فصله من الوظيفة لعدم توفر السلامة الوطنية فيه بنظر الحزب الحاكم ( حزب البعث) انذاك وسيق لخدمة الاحتياط مرة اخرى وبعد انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية بقي خارج الوظيفة فاضطر إلى فتح محل للكماليات لتأمين معيشة العائلة وبعد سقوط النظام عاد إلى الوظيفة ثم احيل إلى التقاعد نهاية عام 2019.


حياته الادبية

بدأ بكتابة الشعر في سن مبكرة منتصف الستينات من القرن المنصرم عندما كانوا قاطنين في قرية القبة ( قراقوينلي ) . ثم استمر بكتابة الشعر سنوات قبل ان يتعرف على استاذه الذي يعتز به الشاعر التلعفري الكبير ( فلك اوغلو ) والذي بقي وفيا له حيث خلده بعدة قصائد ومقالات نقدية بحقه كما تعتبر مرثيته للشاعر الراحل فلك من درر الشعر التركماني المعاصر يعتبر رضا جولاق اوغلو ابرز شاعر تركماني في العراق وقد عبر صوته الحدود شاعر متمكن يجمع بين الحداثة والقديم فهو شاعر كلاسيكي في الشكل ومجدد في المضمون الشعري ويقتدي بالشاعر التركي الكبير ناظم حكمت حيث يتناول في قصائده الكثيرة المواضيع التي كتب فيها ناظم حكمت ولكن ليس على طريقة ناظم حكمت في الشكل الشعري بل بقصائد موزونة ومقفاة في صور شعرية جميلة والشاعر رضا جولاق اوغلو بالرغم من ابتعاده عن عالم الشعر لسنوات طويلة بسبب دخوله السجن وسوقه إلى خدمة الاحتياط بعد خروجه من السجن يضاف اليها فترة بقاءه خارج الوظيفة وانشغاله في تأمين قوت العائلة لعشر سنوات يعتبر من اغزر شعراء التركمان في النتاج الشعري حيث تبلغ دواوينه الشعرية فقط ( 19) بالاضافة الى مسرحيته الشعرية (( حكاية )) ولا تنحصر اهتماماته الادبية في مجال الشعر فقط اذ له اهتمامات فولكلورية ولغوية فهو مرجع لغوي في اللهجة التلعفرية لطلبة الدراسات اللغوية والمهتمين بلهجة تلعفر ويقول الباحث التركماني الشهير البروفسور صبحي ساعتجي ان من يبحث عن هوية تلعفر عليه الاطلاع على كتاب رضا جولاق اوغلو ( الفولكلور التلعفري ) وللشاعر رضا جولاق اوغلو ( مجموعة قصصية ) وهو أول قاص تركماني كتب قصصاً قصيرة باسلوبٍ ساخر ولم يترك حقلا ادبيا الا كتب فيه واجاد حيث انفرد بكتابة الخوريات ذات المقاطع الهجائية العشرة و ( الخوريات –رباعية شعرية ذات مقاطع هجائية سبعة يشتهر بها تركمان العراق وخاصة تركمان كركوك- ) . وحتى لم يتخلف عن كتابة الشعر الشعبي بلهجة تلعفر وله ديوان في هذا النوع من الشعر والشاعر رضا جولاق اوغلو مدرسة شعرية متكاملة حيث تتلمذ على يديه أكثر شعراء تلعفر الاحياء منهم وبعض الاموات وله اسلوبه الخاص والبسيط في تعليم تلاميذة طريقة كتابة الشعر وضبط الوزن والقافية .

مؤلفاته المطبوعة

  • من اجل الحياة ( ديوان شعر )
  • أنا لست بالذي يموت ( ديوان شعر )
  • نشيد السلام ( ديوان شعر )
  • نحو غد سعيد ( ديوان شعر )
  • خضر الياس ( ملحمة شعرية )
  • الفولكلور التلعفري ( دراسة فولكلورية )
  • مقالات متنوعة – نثر
  • قصائد من اجل مدينتي تلعفر ( ديوان شعر )
  • قصائد للجميع في طبعتين ( طبعة بغداد بالحروف العربية - وطبعة اسطنبول بالحروف اللاتينية )
  • مختارات من الشعر التركي المعاصر - الجزء الاول - مترجمة الى اللغة العربية

مؤلفاته غير المطبوعة

  • فتاة احلامي ( ديوان شعر )
  • أنا والعالم ( ديون شعر )
  • إلية العنزة ( شعر شعبي )
  • شهداء طريق الحق ( ديوان شعر )
  • الصوت اللا محدود ( ملحمة شعرية )
  • قصصي القصيرة ( مجموعة قصصية )
  • ذكرياتي ( مذكرات )
  • شعراء تلعفر
  • رباعيات
  • حكاية حب ( مسرحية شعرية )
  • دفتر الشعر ( ديوان شعر )
  • السيمفونية الحزينة ( ديوان شعر )
  • قصائد عن المنفى ( ديوان شعر )
  • مدينة ما وراء الجبال ( ديوان شعر )
  • أغنيات المحطة الاخيرة ( ديوان شعر )
  • مختارات من الشعر العالمي ( ترجمة عن التركية )
  • أصوات ترتفع من القفص ( ديوان شعر )

مختارات من قصائده المترجمة الى العربية :-

طريق النضال (1)

***

لِساعاتٍ معلقاً بقيتُ ويدايا مقيّدتان الى الوراء

عجزَ السوط الدامي عن انتزاع اعترافاتي ...

توسدّت حذائي في زنزانتي المعتمة ...

نائماً بدون غطاء أرتجف من البرد ,,,

لم اذق طعم الرغيف الجاف رغم الجوع الشديد

***

نادراً ما كنتُ  اُزارُ في ايام المواجهات

كان غذائي وعشائي دوما ال ( كانة ) * الباردة

وكنت انتعل الحذاء الذي كنتُ أحوكه بيدي

وكان لسان حالي ان بعض الشر اهون

كم من الصفائح السود احمّرَتْ على جلدي الناضج

***

لن اقولَ للكلب سّيدي وان كان اصبعي في فمه

ولن اتسلق َ جبلاً مستجدياً العونَ من الجبان ....

اصعد المشنقة بإباء ولا أطأطىُ رأسي للأراذل 

اضع حذائي تاجا على رأس الجلاد  ....

***

لستُ كمن يطير ليلاً كالخفاش الجبان ...

ولا كمن يختار القفص الكمين كالحجل الخائن ...

لن اتراجع عن الحق وإنْ وضعوا الاُنشطونةَ في عنقي 

انً هدفي السامي هو من يضمنُ ليَ الخلودْ ,,,,

***  

هناك احساس بالألم في كل بقعة من جلدي المنتفخ

كثيرةٌ هي اسرار المبدأ التي يكتمها قلبي الصامد ...

في تقويم عمري اجزاء متعددة لمسلسل طويل  

مسيرة حياتي هي ذكريات في طريق النضال ,,,,

*- كانة -: كلمة هندية معناها الطعام المطبوخ الذي يقدم للسجناء .

***  

طريق النضال (2)

البؤساء والتعساء لا يهابون الموت ... 

أنا في عداد الموتى منذ أنْ وُلِدْتُّ

سياط الجلادين لا يثنيني عن مقارعة الظلم

وجدت طريقاً قويماً للسعادة الابدية ...

***

طريقنا التي سلكناها ملآى بالتنانين والعقبات ...

عظماء ٌ الذين يسلكون هذه الطريق

خالدون هم الشهداء والموت للجبناء ...

ادركنا هذه الحقيقة منذ الخطوة الاؤلى 

***

بما أنَّ الظلم يعشعش في كل مكان ...

يتوجَّب النضال لكل من يمتلك روح الشهامة

المناضلون لا يأبهون للمآسي والآلام ...

كم عانيتُ الجوع والعطش مكبَّلاً بالاغلال 

***

لأنَّ عصرنا هذا يفتقر لمباديء العدل والمساواة ...

سوف تتناغم أناشيدي مع صوت الثورة الهادر

ما لي والناس أنا من إختار هذا الطريق ...

قدِمْتُ كاشفا صدري للعلعات الرصاص 

***

ألعبودية والتمرد لا يجتمعان في ذات الروح ...

لا بُدَّ أنْ يفترقانِ في يومٍ ما !!!

فلتنثر شعرها اختي ولتنتحب أُمّي ...

آثرتُ التضحية والفداء في هذا السبيل .

المسافر

حاملاً حقيبتي سوف أرحل من هنا في يومٍ ما !

في قلبي اكليلُ من الاحزان ....

والعبرات الساخنة تنحدر من المآقي

من سوف يقول لي سفراً ميموناً وفي حفظ الله ؟!!!

فلا أُمٌّ تبكي من ورائي ولا أُختٌ تودّع 

***

رُبّما نسيتُ شيئاً ورائي أو لَديَّ وصيّة ما !

كلما اسيرُ خطوة ألتفتُ الى الوراء

ستنقطع اخباري ولرُبّما يُشاع نبأ وفاتي !

وحتى أعزَّ أصدقائي سوف ينسونني بعد فترة

***

من يدري في أي الفنادق سأضع رأسي على الوسادة !!!

ستغدو عبراتي مداداً لاناملي التي تُسَطِّر ذكريات الغربة 

وسوف أتأملُّ من النافذة السفن التي ترسو على الرصيف

ترتسمُ امام ناظري صور الماضي الحزين صباح مساء 

***

لِمنْ أنادي من يصغي اليَّ في غرفتي الموحشة ؟!!!!!

ليست أُمي من توقدني صباحا بل الطيور ....!

للاسوار الاربعة من حولي اشتكي همومي واوجاعي !

اذا ما حاولت نسيان همومي تجدّدتِ الأحزانُ والمآسي .

***

قصائد ترجمها من التركية الى اللغة العربية لشعراء اتراك وشعراء عالميين

                     بالعرق والدم 

***

شعر: ناظم حكمت

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

البنّاؤون يغنّون

ولكن البناء ليس سهلاً كالغناء

هذا أمرٌ شاقّ نوعاً ما !!!

قلوب البنائين مفعمة بالحيوية والنشاط

كما هي حال متنزّه الاطفال

ولكن ارض العمل ليست كالمتنزّه في أيام العطل

فأرض العمل غبار واتربة ...

طين وثلوج

ربما تلتوي رجلاك في ارض العمل

وتُدْمى يداك !!!

فليس الشاي حلواً في ارض العمل دائماً ...

وليس ساخناً دائماً

وليس الخبز طرياً دائماً كالقطن

ولا الكل ُّ ابطال

ولا الاصدقاء اوفياء دائماً

فالعمل ليس سهلاً كالغناء

فهذا امرٌ صعبٌ بعض الشيّ

صعبٌ ولكن!!!

البناء يرتفع ويرتفع .....

وُضعتِ المزهريّات على النوافذ ...

في طبقاتها السفلى 

والطيور تنقل الشمس بأجنحتها ...

على الشرفات الاؤلى !!!

هناك خفقة قلب في كل شعاع حديدي

في كلِّ طابوقة

في كلِّ لَبُنة 

يرتفع البناء... ويرتفع شيئاً فشيئاً ....

بالعرقِ والدّمِّ !!!!  

***                                     (  زنجيٌّ انا )

*** 

شعر:لانكستون هوكس

ترجمة: رضا جولاق اوغلو

زنجي انا ...

اسود كالليل

اسود كمجاهل افريقيا ...

كنت مملوكا دائما

كنت اكنس سلالم القصور في روما القديمة

والان اعمل صباغا للاحذية في واشنطن

كنت كادحا دائما

انا الذي بنى اهرامات مصر

انا وضعت حجر الاساس لناطحات السحاب

كنت مغنيا دائما

نشرت اغنياتي من افريقيا الى ميسوري

تلك الاغاني التي تتردد نغماتها الحزينة

في كل مكان ...

عبر ايقاعات الموسيقى الافريقية

كنت الضحية دوما ...

في الكونغو انهالوا علي بالسياط

والان وبدون محاكمة ...

اموت من التعذيب في تكساس

زنجي انا ...

اسود كالليل

اسود كمجاهل افريقيا ...

***


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قصيدة سفر

***

  للشاعرة الايرانية فروغ فروهزاد

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

طوال الليل كان احدهم يتحدث مع قلبي

كم انت ذاهلة من رؤيته

وفي الصباح سيرحل ... يرحل مع النجوم

حاولي ان تنسيه 

إنني جذلى بعطرك الراحل عن الدنيا

ولا ادري ماذا يخفي ليً الغد المخادع

كغبار ذهبي

كانت نظراتك تنسكب بهدوء

على اهدابي الناعمة 

وبملامسة يديك جسدي يتحول الى جمرة نار

وظفائري تتبعثر من انفاسك

حيث انا حيرى من العشق

ان من يحب بصدق

يشفق لمن يغرم به

فليرحل ونظراتي من ورائه تتعقبه

قلت فليرحل وحبي يحميه  

اهِ وقد تلاشيت عن الانظار الآن ...

والغروب يمُد ظلاله على طول الطريق 

واله الحزن الدامس

يضع قدمه شيئا فشيئا

على معبد ناظري الكئيب

يكتب على كل جدار

كل آياته السود... 

***

الجزائر

***

شعر : خوان غلمان

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

يا سادة الغضب والرعب والانتقام

يا سادة ثمالة العشق ...

الذين ينتظرون بأمل كلّ الآفاق 

يا سادة كل شيء حيَّ وميَّت

كيف هرعوا الى جبهات القتال بمبادرة جميلة ...

بعد انْ اسندوا اكتافهم الى اكتاف الشعب  

كيف تخلّصوا من نوازع الشك وثقل العناء

لم يأبهوا لهزائم الماضي وتأهبوا لهزائم  الغد 

كيف سألوا تلك الاسئلة ببسالة

وكيف وُلدوا من جديدٍ ... من جديد

يا اجمل الناس ... يا سادة الرعب والغضب والانتقام

افراداً وجماعاتاً ...

ايّتُها القرى الصامتة كالأمل بين الافاق ...

والوحيدة والمعطاءة كالنساء

الليالي الطويلة تقسوا هنا وتسببُ الالام 

هنا تطلق الاحكام وتتكشّفُ بواطن الاشرار

من اجل الحياة تُفتح الشقوق والثغرات في الارداف 

يا اجمل الناس في هذه الليالي الطويلة الَوحِشة

الليالي التي تُزيِّنها عبق النساء الخصبات  

قَطِّعّوا كل تلك الآلام اشلاءاً في ( الجزائر )

إمحوا كل تلك الكتابات التي امتزج...

فيها الحبّ بالاحقاد الدفينة  

رفاتاً متهرّئة ً تخفي الجزائر تحت ثراها 

ولكن لا بد في يومً ما ستتّحِدْ تلك الرفات 

سوف تتّحِدْ مع رفات النساء والحيطان

ما بين الغضب الاخير والقرقعات الاخيرة للرصاص

والفزع النهائي للنعش الافريقي  .        

***

( قصة نجمة )

***

للشاعر الكردي عبد الله كوران

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

في محيط بحر فريد ازرق ...

مساءاً من جهة الغرب في السماء

تتلألأُ نجمة لامعة وجميلة ....  

ترنو الى العالم الجميل كلَّ مساء

وتحت ظلِّ نورها تنعم بالحياة ...

غانية ذات عينين عسليتين ...

وببريقها المتموج تبتسم بثغرٍ ورديٍّ

ومن خلال ضفائر منسدلة لامرأة جميلة كالوردة ...

لا ترتوي اية عين من النظر اليها

وأنا ايضا ولهان بصدق لتلك النجمة ...  

وانا ايضا مغرم بجمالها الخلاب هذه الليلة

أتأملها بحيرَةٍ وأنا اقابلها جالساً على ربوة

نظراتي المخمورة تنغمرُ بالرواء من ابتساماتها

يدلهِّم الجو وتسدل سائر النجوم ...

حُجُبها شيئاً شيئاً على صفحة السماء

ولكن تلك النجمة فقط ترسل ُ نظراتها الى الاسفل !!!!

وبكُلِّ صلافة تبتعدُ بعيداً بعيداً

كأنها قطرةٍ بلوريّةٍ تمتصُّها سفوح الجبال ...

آهٍ... وا حسرتاه تموت النجوم عندما تغيب

هذه هي النجمة وتلك حكايتها الكئيبة ...

أما توقظ ُ الهمومَ في كلِّ القلوب ؟ !! 

***

اغنية اللقاء الاخير

***

شعر : آنا آخماتوفا

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

كأنَّ يداً ثلجّيةً كانت تضغط على قلبي  

ولكنني كنت كمن ْ يعدو في حلم  

نزعت قفاز يدي اليمنى ...

والبسته في يدي اليسرى

***

رغم أن درجات السُلّمْ كانت ثلاثاً  فقط ...

ولكنها بدَتْ لي كأنّها لن تنتهي  

همسَ الخريف من بين شجيرات الاسفندان ...  

قائلاً لي ... لِنمُتْ معاً !!!!!!!  

***

متأسفُ أنا لكوني قد خُدعتُ

خدعني قدَري البائس التافه  

قلتُ له أنا مثلك.. أنا ايضاً مثلك ...

أموتُ ... سأموتُ معك يا حبيبي 

***

كانت هذه أغنية اللقاء الاخير

الفتتُ لانظرَ مرة أخرى الى البيت المظلم  

كان هناك لمَعان نور خافت لشموع توهج بلا مبالاة ...

في نافذة غرفة النوم

***

اغنية أُمّهات الشُهداء

***

شعر: بابلو نيرودا

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

لا...اؤلئك لم يموتوا .... 

إنّهم وقوفٌ منتصبين كفتائل من نار ...

بين ازيز الرصاص ,,,,,

اختلطت اجسادهم النحاسية ... 

اختلطت تلك الاماني العزيزة ...

اختلطت كستائر ريح ٍ مدرعة ...

كسد منيع ...

كصدور وجوه ٍ غاضبة ...

كصدور السماء غير المرئية ...

مع عشب المروج ....

أيتها الأمهات إنهم ... انهم واقفين منتصبي القامات 

إنهم في حقول القمح ...

إنهم منتصبين شوامخ ...

كشمس الظهيرة ....

يتفرجون على العالم من القمم الشماء

إنهم كضربات الناقوس ...

إنهم اصوات هائجة تصرخ بين اجساد القتلى

اصوات تزهرُ بالنصرْ,,,,, 

***

أيتها ألأخوات التي كلحت وجوههن َّ...

بفقد فلذاّت اكبادهنَّ ,,,,

إطمئنِنَّ أن ابناءكنَّ اضحوَا ْجذوراً ...

جذوراً ... سوى جذور .... 

تحت الصخور المنقوشة بالدماء 

لم تختلط ْ فتات عظامهم بالتراب ...

افواههم لا زالت تنفثُ البارود الجاف     

ولا زالوا يهتّزون كمحيط ٍ من حديد 

قبضاتهم تصرخ نحن لمْ نَمُت ْ ....

قبضاتهم صاعدة بشموخ  

من جموع هؤلاء الصرعى ...

ستولد حياة جديدة لا تُقهَرْ   

وسوف تتحِّدْ في جسدٍ واحدْ ,,,,

ألأمهات ... البيارق ... الاطفال

سوف تؤلِّف ْ جسدا حياً ... كما الحياة

بعيون الموتى ...وجهٌ ما سوف يحرس الظلام ...

وسيفه مفعم بأماني الدنيا 

إحتفظوا بأزياء حدادكنَّ 

لملمْنَّ دموعكُنَّ لحين تحوِّلِها الى فلزات ... 

بها نصفع ليلاً نهاراً...

بها نمضغ ليلاً نهاراً ...

بها نبصق ليلاً نهاراً ...

الى أنْ نُحطِّم ْ ابواب الحقد والكراهيّة 

***

كنتُ أعرفُ أبناءكنَّ ....

لمْ أنسى مآسيكنَّ ...

كما أنني فخورٌ بإستشهادهم ...

كذلك أنا لو كانوا احياءا ,,,, 

ابتساماتهم هي التي تنير الورش المظلمة 

اصوات اقدامهم تطرق مسامعي في الميترو في كل يوم

في اشجار البرتقال في البحر المتوسط ...

في شِباك الصيد في الجنوب ...

في العمارات ...

في حبر المطابع ... 

بقوة وبحرارة رأيتُ قلوبهم تحترق  

***

أنا أيضاً مثلكُنَّ ايتُها الأمهات ... 

أنا ألآخر قلبي يملأه الحداد والموت ...

قلبي كالغابة التي نبتت ونمت من تلك الدماء

المسفوحة ... تلك التي قتلت ابتساماتكنَّ 

وحشة الايام القاسية …  

وحنق النهضة الضبابية ...

وجدت طريقها الى قلبي 

***

دعوا ألعواء غير المنقطع للضباع المتعطشة ...

وضجيج اصوات حيوانات افريقيا  ... 

ودعوا الغيظ والانين والتسامح ...

دعوا كل تلك جانباً …  

أيتها الامهات التي عبرنَ دائرة الموت والقلق  

هيا انظرنَّ الى اليوم العظيم الذي سيولد من جديد 

اعلمنَّ ... أنه من هذه الارض ...

سوف يبتسم لكنَّ امواتكنَّ ...

مهتزّةً قبَضَاتَهُم العالية من حقول القمح ,,,,,,,,,,   

***

الوداع قبل الفراق

***

شعر: اوغيستينو نيتو

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

اماه !!!

انهم قتلوا فلذات كبدك 

ثم علموك الصبر والتحمل

اماه !!! 

سنوات عمرك تشبه بعضها البعض الآخر

كشواهد القبور ....

انهم غرسوا فيك تحمل الالم

حين علموك أن ترفعي يدك الى السماء

ولكن اقدار ابناءك سارت في منحىً آخر

فنفذ صبرك ...

وانفلقت بذرة الألم ,,,

ومنها تبرعمت شجرة الغضب ,

فكانت نهاية الأمل المعلق الى السماء

الأمل نحن ...ونحن فقط

نحن اولاء عبيد الأمس ...  

الأجراء  العراة ...

في مزارع البن والكاكاو 

جياع نحن دوما 

عطاشى دوما ,,, نحن محرومون من النور

جهلة ... عميان

وكل الذي نتعلمه في المدرسة 

هي اوامر اسيادنا فقط

كنا نخشى السير على الارض

التي ينبض تحتها قلوب الاجداد  

وكنا نحبك كمن يسرق خُفيةً ً

اموال الآخرين ....

وكنا نخشى ان نخاطبك بصيغة الام

أماه !!!

وطني !!!

لقد تغير نا الآن

نحن من انقذ رقابنا من نير العبودية 

ولا عودة ابداً عن هذا الطريق  

نحن لا نخشى الحياة

وهذا معناه اننا لا نهاب الموت 

نحن امل انغولا ...

وكفاحنا سوف تمنحك السعادة .

***

      نهارك سعيد يا اسطنبول

***

شعر : رسول حمزاتوف

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

تغيب ُ الشمس ويزول النهار ...

تتراقص الالوان في أمواه البوسفور

وتركيا الفقيرة تنادي لصلاة العصر ...

من المنائر الفخمة  التي تعانق  السماء  

***

لماذا تلك المدينة الغريبة شُغليَ الشاغلْ ؟!

لا زلتُ أرى تلك السفينة الماخرة ...

كالهلال الذي يُتَوِّج علم اولئك المقرّبين ْ ...

هناك هلال مُنْشَطِرٌ يسبح في السماء . 

***

نهارك سعيد يا مدينة السلاطين ...

جامع السليمانية .... ودولة فقيرة ...

ايادي المتسوّلين تمتد الى المارّة ...

أمام الدكاكين الفضيّة ... 

نهاركم سعيد ايُّها الذين يقضون اوقاتهم ....

في الحانات باحتساء القهوة ولعب الورق 

من يدري الى من سيؤول مصير القمار ...

ولا تنسوا بأن تركيا في أزمةٍ وضيق .

***  

نهاركم سعيد ايُّها الحفاة المُرهقين  

انتم ايُّها الاطفال الذين يصبغون احذية الاجانب ...

بينما أقرانكم من الاطفال ...

يُردّدون ألأناشيد تحت ضلال الاشجار في الجبال .

***  

نهاركم سعيد ايَّتها ألرُكَبْ المرتكزه على التراب ...

الايادي الهزيلة التي تتضّرَع الى السماء ...  

مئات السنين اقمتم الصلاة ....

لماذا ترككم الرَّب على هذه الحال ؟!...  

***    

عُدْتُ الى الوراء.... الى داغستان ....

انا ادرى بمسالكها ووعورتها ....

مباني من الثلج على قمم جبالنا ....

يُسمع خرير الانهار في الوديان العميقة . 

***

عندما غطّى الضباب قمم جبالكم ...  

رأيتُ انفاسَ سُعالي .... 

ولدى انسياب قطرات الماء من صخوركم ... 

أحس وكأن دموعي تنهمر ...  

***                                      

سفينة ما محمّلةً بهموم ٍ ثقيلة تشُّق عباب البحر....

متجهةً نحو اليونان ...

وأنا أقرأ أغنية  حزينة تبعث الندم ....

وأسمعُ أنيناً ...ذلك الوطن ... ذلك الوطن !!!!!!!!!!! 

***

القلب النقي

***

شعر : جوزيف آتيللا

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

لا أُمَّ لي ... ولا أبْ !

لا وطن لي ... ولا ربْ !

لا مهدَ لي... ولا كفنْ !

لا حبيبة لي ...لا عشقْ ...لا بيتَ لي... ولا مال !

***

منذ أيّامٍ ثلاثة وأنا اتضوّرُ جوعاً  

لم اتذوّقْ مضغةً من طعام ....

عشرون سنة من عُمري في نضوب ...

وكذا طاقتي , قوتي وكل ما أملك 

***

من سيسلبني كلُ تلك ... لا أحد !!!!

سوف يطلبها مني الشيطان ,,,

سوف يأخذ هذا القلب النقي ... هذه الروح الزكية

( انّه سارقْ...لماذا لا يُقْتَلْ ) ؟!!!

***

سيأتي اليوم الذي يعتقلونني فيه ...

سيدفنونني في الارض المباركة المعتمة

سوف تنمو على تراب قبري ...

الاعشاب التي تمتص غذاءها من قلبي ,,,,

***


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

من يوميات سجين

***

شعر: هو شي منه

ترجمة رضا جولاق اوغلو

الصباح  

***

تصطع الشمس في كل ِ صباح

بعد ان تصعد فوق الجدران

ولكن الابواب لا تزالُ موصدة

وفي الداخل .. في الزنزانة ... يخيّمْ  ظلامُ  دامس    

ولكننا نعلم شروق الشمس في الخارج ...

نور القمر  

هنا في السجن لا ورود ولا نبيذ

هل من سعادة للانسان في ليالي السجن

استند الى الشباك واتأمل ضوء القمر

وكذلك ينظر القمر الى الشاعر من خلال القضبان 

ناي السجين

يبكي الناي حزينا في السجن ...

والهموم تهيّجْ وتزيد مرارة النغمات

هناك بعيدا ما وراء الانهار والممرات

تصعد امرأة وحيدة فوق برج ...

لتنظر بحزن لا متناهي الى جميع الجهات

الاغلال

عجائب وغرائب كثيرا ما تحدث في هذا العالم 

يتدافع السجناء متسابقين لوضع الاغلال في اقدامهم

فاذا ما اغلقت الاغلال يهنؤون بنوم عميق ...

والاّ أنىّ لسجينٍ ان ينام في هذا الصخب والزحام  

تعلُّم الشطرنج

كلا الطرفين على نفس القوة والتوازن

ولكن النصر حليف احد الطرفين في النهاية

تقدم انسحب مع توخٌي الحذر والدقة في تحريك بيادقك

عندها فقط لعلّك تحظى بلقب قائد عظيم ... 

***

( إمرأة في قفص )

***

للشاعرة الافغانية نادية آنجمان

ترجمة : رضا جولاق اوغلو

***

محصورةٌ  أنا في قفصٍ في احدى الزوايا

رهينة الحزن والكآبة

مهيضة الجناحين ...لا قدرة لها على الطيران

لانّني إمرأة أفغانية ....

عليَّ أن اصرخ !!!!

منفيّةٌ أنا لا وجود لي في أيِّ مكان

ماتت الهمسات الشعريّة في روحي

لا تبحثوا في داخلي معنىً للسُرور

ماتت كلٌّ مسرّاتي

اذا كنتم تبحثون عن النجوم في عينيّ َ

إنها أضحت ألآن اسطورة لا وجود لها

***

وصلات خارجية

|}