ديان دى پواتييه

(تم التحويل من ديان ده پواتييه)

ديان دى پواتييه Diane de Poitiers ‏(3 سبتمبر 149925 أبريل 1566) كانت نبيلة فرنسية وسيدة بلاط بارزة في بلاط الملكين فرانسوا الأول وابنه، هنري الثاني من فرنسا. تحولت إلى شريرة حين أصبحت العشيقة المفضلة للأخير. وفي ذلك الطور مارست نفوذاً وسلطة في البلاط الفرنسي، استمر حتى أصيب هنري اصابة قاتلة في حادث مسابقة، زيـّن فيها رمحه شريطها المفضل بدلاً من شريط زوجته.

Diane de Poitiers
The Grand Senechal(e) لنورماندي
كونتسة سان-ڤالييه
دوقة إيتامپ
دوقة ڤالنتانوا
DianedePoitiers.jpg
وُلِد(1499-09-03)3 سبتمبر 1499
شاتو سان-ڤالييه، سان-ڤالييه، دروم
توفي25 أبريل 1566(1566-04-25) (aged 66)
آنيه، أور ولوار
الدفن
الزوجLouis de Brézé, Seigneur d'Anet
الأنجالFrançoise de Brézé
Louise de Brézé
الأبJean de Poitiers, Seigneur de Saint Vallier
الأمJeanne de Batarnay

وقد خـُلـِّدت في الفن كموضوع للوحات بريشة فرانسو كلويه François Clouet ورسامين آخرين مجهولين.

كان "العاشق العجوز"، فرانسوا الأول، قد أنجب سبعة أطفال، كلهم من كلود، وكان الابن الأكبر فرانسيس مثل أبيه، وسيماً، جذاباً مرحاً. أما هنري المولود عام 1519 فكان هادئاً خجولاً، وأهمل قليلاً، ولم ينافس أخاه إلا في البأساء. فقد أمضيا أربع سنوات من الشدة والإذلال في أسبانيا تركت عليهما بصمات لا تمحى. ومات فرانسيس بعد إطلاق سراحه بست سنوات، أما هنري فقد غدا نزاعاً للصمت أكثر من ذي قبل، وانطوى على نفسه وأعرض عن المجون الذي انغمست فيه الحاشية، وكان له رفقاء، ولكنهم قلما رأوه مبتسماً، وقال الناس إنه قد غدا إسبانياً في إسبانيا.

ولم يترك له الخيار عندما تزوج من كاترين دي مديتشي، وهذا هو شأنها عندما تزوجت به. فقد مرت هي أيضاً بمحن، إذ مات والداها كلاهما متأثرين بمرض الزهري في خلال اثنين وعشرين يوماً من مولدها (1519)، وأخذت منذ ذلك الوقت حتى زواجها تنتقل من مكان إلى مكان، لا حول لها ولا قوة، ولا يرغب فيها أحد. وعندما أقصت فلورنسا حكامها من آل مديتشي (1527) احتفظت بكاترينا رهينة لضمان حسن سلوكهم، وعندما عاد هؤلاء المنفيون لحصار المدينة هددت بالإعدام إذا لم تصرفهم عنها. واستخدمها كليمنت السابع رهينة، ليكسب تأييد فرنسا لسياسته البابوية، وانطلقت طائعة إلى مرسيليا وهي فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، وتزوجت من غلام في الرابعة عشرة من عمره أيضاً، لم يكد يتحدث معها إبان الاحتفال بأكمله. وعندما وصلا إلى باريس قوبلت باستقبال فاتر لأنها جلبت معها عدداً كبيراً من الإيطاليين، وأصبحت في نظر الباريسيين "الفلورنسية"، وعلى الرغم من أنها حاولت جهدها أن تسحرهم، فإنهم لم يكنوا لها وداً قط، لا هم ولا زوجها. وظلت عشر سنوات عاقراً، على الرغم من الجهود العديدة، وارتاب الأطباء في أنها أصيبت بعدوى مرض وبيل، ورثته من أبويها. وعندما تبدد أمل كاترين دي مديتشي كما كانت تسمى في فرنسا، في لحصول على ذرية ذهبت تبكي إلى فرانسيس وعرضت عليه أن تقدم طلباً بالطلاق وتنزوي في دير، ورفض الملك في كرم منه هذه التضحية. وتفتحت أخيراً أبواب الأمومة، وجاء الأولاد واحداً إثر الآخر كل عام تقريباً. وبلغ عددهم على الإجمال عشرة، وهم بخاصة فرانسيس الثاني الذي قدر له أن يتزوج ماري ستيوارت واليزابث التي قدر لها أن تتزوج فيليب الثاني وشارل التاسع الذي شاءت الأقدار أن يصدر الأمر بمذبحة سان بارثولوميو وإدوارد الذي أصبح هنري الثالث بطل المأساة المعروفة ومرجريت دي فالوا التي قدر لها أن تتزوج هنري ملك نافار وتضطهده. وطوال كل تلك السنوات العقيمة أو الخصيبة باستثناء السنوات الأربع الأولى كان زوجها يمنح حبه لديان دي بواتيه في الوقت الذي كان ينجب فيه منها أولاداً.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياة كمحظية ملكية

 
اسكتش مجهول لديان دى بواتييه ترتدي French hood، عن أصل مرسوم سنة 1525.

وكانت ديان فريدة بين عشيقات الملوك اللاتي كان لهن دور رئيسي في التاريخ الفرنسي. ولم تكن جميلة. وعندما أحبها هنري، وهو في السابعة عشرة من عمره (1536) كانت في السابعة والثلاثين من عمرها، وبدأ الشيب يغزو شعرها، والتجاعيد تسجل سنوات عمرها على جبينها، وكانت مفاتنها الجسدية لا تعدو الطلاوة، والبشرة الناضرة بفضل غسلها بالماء البارد في جميع الفصول. ولم تكن عاهرة. وكانت فيما يبدو مخلصة لزوجها لويس دي بريزيه حتى وفاته وعلى الرغم من أنها انغمست مثل هنري، في علاقتين جانبيتين أو ثلاث، إبان علاقتها غير الشرعية بالملك، فإنها كانت مجرد حوادث تغتفر وألحان لطيفة في أغنية حبها. ولم تكن ممن يجنحون إلى الخيال، بل كانت عملية جداً، تصنع كل شيء في أوانه. ولم تستنكر فرنسا أخلاقها بل أنكرت عليها بذخها ولم تكن مثل عشيقات فرانسيس - رءوساً جميلة ولكنها جوفاء، يقفزن على أقدام مرحة إلى أن تفاجئهن الأمومة، فقد تلقت ديان تعليماً لا بأس به، وكانت تتمتع بإدراك سليم، وسلوك حسن، وبديهة حاضرة، وها نحن أولاء أمام عشيقة تسحر الألباب بذهنها.

وكانت تنحدر من أسرة كريمة ونشأت في بلاط آل بوربون في مولان الذي اشتهر بفن الحب. وشارك أبوها جان دي بواتييه، كونت دي سان فالييه، الدوق دي بوربون في خيانة الوطن بعد أن حاول الوقوف في سبيلها، فقبض عليه وحكم عليه بالإعدام (1523)، وحصل زوج ديان، وكان ذا حظوة لدا فرانسيس، على العفوا لأبيها . وكان لويس دي بريزيه حفيد شارل السابع من أنييس سوريل، وكان ذا مقدرة أو نفوذ لأنه أصبح قيم القصر الأمير ومحافظ نورماندي. وكان في السادسة والخمسين من عمره عندما أصبحت ديان البالغة من العمر ستة عشر عاماً زوجة له (1515). وعندما مات شيدت تخليداً لذكراه في روبين قبراً ضخماً عليه كتابة قطعت على نفسها فيها عهداً بالوفاء الدائم له ولم تتزوج قط مرة أخرى، ولم ترتد بعد ذلك إلا الثياب السوداء والبيضاء. والتقت بهنري عندما سلم في بايون، وهو بعد صبي في السابعة من عمره، كرهينة بدلاً من والده. وبكى الصبي المرتبك فحنت عليه ديان، وكانت وقتذاك في السابعة والعشرين، حنان الأم الرؤوم وواسته، إذ كانت أمه كلود قد ماتت منذ عامين، ولعل ذكرى تلك الأحضان الحنونة قد بعثت في ذاكرته من جديد، عندما التقى بها بعد أحد عشر عاماً. وعلى الرغم من أنه كان قد مضى على زواجه وقتذاك أربعة أعوام فإنه كان لا يزال بعيداً عن النضج العقلي، كما كان سوداوي المزاج شديد الحياء بصورة غير مألوفة. كان يريد أماً أكثر مما يريد زوجة، وهنا ظهرت ديان من جديد، هادئة، رقيقة مواسية. وأقبل عليها أولاً إقبال الابن، وظلت العلاقات بينهما، فيما يبدو، تهيمن عليها العفة حيناً. وأكسبته محبتها ونصحها الثقة بنفسه، فكيف، وهو تحت وصايتها، عن معاداة الناس وأعد نفسه ليكون ملكاً. ونسب إليهما الرأي العام أنهما رزقا بطفلة واحدة وهي ديان دي فرانسيس، التي أنشأتها مع ابنتيها من بريزيه. وتبنت أيضاً ابنة هنري التي أنجبها في سنة 1538 من وصيفة بدومونتية دفعت ثمن لحظة لقائها بالملك بأن أصبحت راهبة مدى الحياة. وهناك طفل آخر غير شرعي كان ثمرة قصة هنري الأخيرة مع ماري فليمنج، مربية ماري ستيوارت. وعلى الرغم من هذه التجارب فان إخلاصه كان يزيد يوماً بعد يوم لديان بواتييه. ونظم لها قصائد ممتازة حقاً وأمطرها بالمجوهرات والضياع. ولم يهمل كاترين تماماً، وكان يتناول معها عادة طعام العشاء ويقضي وعها الأمسيات؛ وقبلت، شكراً منها لما نالته من شذرات حبه، في حزن صامت، أن ترى امرأة أخرى ولية عهد فرنسا الحقيقية. ولابد أنها أحست بأنها أصيبت بجرح آخر عندما رأت أن ديان كانت تستحث هنري من حين لآخر على أن ينام مع زوجته(86).

 
لوحة شهيرة لديان ده پواتييه عارية، بريشة فرانسوا كلويه.

ولم يؤدِ ارتقاؤه العرش إلى خفض مكانة ديان. وكتب لها أذل الرسائل، يتوسل إليها أن تسمح له بأن يكون خادمها مدى الحياة. وقد جعلها ولهه بها غنية كالملكة تقريباً، وضمن لديان نسبة مئوية من كل المبالغ التي يتسلمها من بيع الوظائف، وكانت كل التعيينات فيها تقريباً في نطاق سلطانها. ومنحها جواهر التاج الذي كانت قد وضعته الدوقة ديتامب على رأسها، وعندما احتاجت الدوقة هددتها ديان باتهامها بالبروتستانتية، ولم ترض عنها إلا بعد أن قدمت لها هدية من العقار. وأذن لها هنري أن تحتفظ لنفسها بمبلغ 400.000 تالر، كان فرانسيس قد أوصى به لتأييد الأمراء البروتستانت في ألمانيا سراً(69). وبفضل هذه المنح أعادت ديان بناء قصر بريزيه الريفي القديم في آنيه، طبقاً لتصميم وضعه فيلبر ديلورم، وشيدت قصراً رحباً لم يصبح الدار الثانية للملك فحسب بل أصبح أيضاً متحفاً للفن ومنتدى جميلاً يلتقي فيه الشعراء والفنانون والدبلوماسيون والدوقات والقادة والكرادلة والمعشوقات والفلاسفة. وهنا كان المجلس الخاص للدولة يعقد في الواقع، وكانت ديان بمثابة رئيسة للوزراء، ذكية رصينة. وفي كل مكان - في آنيه وشينونسو وأمبواز واللوفر - كانت الأطباق والدروع المرسومة عليها الشعارات وأشغال الفن ومقاعد جوقة للترنيم تحمل الرمز الجريء لقصة الحب الملكية، فهناك حرفا د D موضوعان ظهر لظهر، بينهما شرطة تكون حرف H. وثمة أمر مثير للعاطفة وجميل في هذه الصداقة الفريدة، التي بنيت على الحب والمال، وإن دامت حتى الموت.

وفي أثناء كفاح الكنيسة ضد الهرطقة وضعت ديان كل ما تملك من نفوذ، لتأييد عقيدة المحافظين وسياسة القمع. وكانت لديها أسباب كثيرة تدعوها للتقوى: فقد كانت ابنتها متزوجة من ابن لفرانسيس هو الدوق دي جيز، وكان فرانسيس هو وشقيقه شارل، كاردينال اللورين، - وكلاهما من ذوي المكانة في آنيه - زعيمي الحزب الكاثوليكي في فرنسا. أما هنري فإن تقواه في الطفولة ازدادت شدة بالسنوات التي أمضاها في أسبانيا، وكانت خطاباته الغرامية تخلط بين الله وديان كمنافسين على قلبه، وأعانته الكنيسة، وأعطته 3.000.000 كراون ذهبي لإلغاء مرسوم والده الذي قيد فيه من سلطة المحاكم الكنسية(70).

ومع ذلك فإن البروتستانتية كان تشتد في فرنسا، وكان كالفن وآخرون غيره يرسلون مبعوثين أحرزوا نجاحاً رائعاً. وما أن حل عام 1559 حتى كانت عدة مُدن، كاين وبواتييه ولاروشيل ومدن كبيرة في بروفانس - يغلب عليها الهوجنوت، وقدر قس أن البروتستانت الفرنسيين كانوا ربع عدد السكان(71) تقريباً في ذلك العام. ويقول مؤرخ كاثوليكي: إن أصل المروق في روما - فساد رجال الكنيسة - لم يستأصل، بل إنه قوى بفضل الاتفاقية البابوية بين ليو العاشر وفرانسيس الأول(72). وكانت البروتستانتية في الطبقتين الوسطى والدنيا إلى حد ما، احتجاجاً ضد حكومة كاثوليكية كبحت جماح الاستقلال الذاتي للبلدية، وفرضت ضرائب لا تحتمل، وبددت الدخول، وأزهقت الأرواح في الحرب. وكان النبلاء الذين جردهم الملوك من سلطانهم السابق ينظرون بعين الحسد إلى الأمراء اللوثريين الذين انتصروا على شارل الخامس، وربما أمكن استعادة إقطاع مماثل في فرنسا بإعلان استياء العامة من الناس على نطاق واسع من مظالم الكنيسة والحكومة. والحق أن نبلاء بارزين مثل جاسبار دي كوليني وشقيقه الأصغر فرانسوا دنديلو والأمير لويس دي كونديه وشقيقه انطوان دي بوربون قد شاركوا بجهد فعال في تنظيم ثورة البروتستانت.

وتبنت البروتستانتية الغالية في لاهوتها آراء كالفن في كتابه "النظم"، فقد كان مؤلفه فرنسياً ولغته فرنسية واستهوى منطقه العقلية الفرنسية؛ وكاد لوثر أن ينسى في فرنسا عام 1550، والحق أن اسم هوجنوت بالذات ورد من زيورخ عن طريق جنيف إلى بروفانس، وفي مايو عام 1559 شعر البروتستانت بأنهم أصبحوا من القوة إلى حد يمكنهم من إرسال مندوبين إلى أول مجمع مقدس عام لهم عقد سراً في باريس. وما أن حل عام 1561 حتى كان هناك 2.000 كنيسة أخذت بأسباب الإصلاح الديني أو كالفينية في فرنسا(73).

وشرع هنري الثاني في سحق الهرطقة. ونظم المجلس النيابي لباريس، بناء على تعليماته، لجنة خاصة (1549) لقمع الخروج على الرأي، وأرسل من أدينوا إلى المحرقة، وأطلق على المحكمة الجديدة اسم "الغرفة المتأججة"، وقضى مرسوم شاتوبريان (1551) بأن طبع أو بيع أو حيازة كتب الهرطقة يعد جريمة عظمى، وأن الإصرار على الآراء البروتستانتية يعاقب عليها بالإعدام، ونص على أن يتسلم المبلغون ثلث أموال المحكوم عليهم. وكان عليهم أن يبلغوا المجلس النيابي عن أي قاض يعامل الهراطقة باللين، ولم يكن في وسع أي رجل أن يعين قاضياً إلا إذا كانت عقيدته المحافظة لا يرقى إليها شك. وفي خلال ثلاث سنوات أرسلت "الغرفة المتأججة" ستين بروتستانتياً إلى الموت حرقاً. وعرض هنري على البابا بولس الرابع إقامة محكمة للتفتيش في فرنسا طبقاً للنموذج الروماني الجديد، ولكن المجلس النيابي اعترض على السماح لسلطة أخرى بأن تحل محل سلطته؛ واقترح أحد أعضائه، آن دي بورج في جرأة أن تتوقف كل مطاردة للهرطقة حتى يستكمل مجلس ترنت تعريفاته للعقيدة المحافظة. فأمر هنري بالقبض عليه وأقسم أن يراه وهو يحرق، إلا أن القدر اختلس من الملك هذا المشهد.

وفي غضون ذلك كان قد أغرى بتجديد الحرب ضد الإمبراطور فإنه، لم يستطع قط أن يصفح عن سجن أبيه وشقيقه وسجنه هو نفسه أمداً طويلاً. وكان يكره شارل بقدر حبه لديان. وعندما أعلن الأمراء اللوثريون مقاومتهم الحاسمة للإمبراطور من أجل المسيح والإقطاع سعوا إلى التحالف مع هنري ودعوه للاستيلاء على اللورين، فوافق على هذا في معاهدة شامبور (1552). وقام بحملة سريعة أدارها بكفاءة واستولى بعد عناء قليل على تول ونانسي ومتز وفردون. وكان شارل أكثر استعداداً للتسليم بالنصر للبروتستانتية في ألمانيا منه للتسليم به لآل فالوا في فرنسا، فوقع معاهدة صلح ذليلة مع الأمراء في باسوا، وهرع لضرب الحصار على الفرنسيين في متز. وأقام فرانسيس، دوق دي جيز شهرته هناك على ما أبداه من مهارة وعناد في الدفاع. واستمر الحصار من 19 أكتوبر إلى 26 ديسمبر سنة 1552، ثم سحب شارل جنوده الذين خارت قواهم وهو شاحب الوجه، زائغ البصر أبيض اللحية كسيحاً وقال: "إني لأرى جيداً أن الحظ يشبه امرأة، تؤثر ملكاً فتياً على إمبراطور عجوز(74)"، وأردف قائلاً: "وقبل أن تمضي ثلاث سنوات سأتحول إلى رجل يربط حول وسطه شريطاً من حرير أي إلى راهب فرنسسكاني(75)".

وفي عام 1555 - 56 تنازل لابنه عن سلطته في الأراضي المنخفضة واسبانيا، ووقع مع فرنسا هدنة فوسيل، وغادر أسبانيا (17 سبتمبر سنة 1556)، وظن أنه أورث فيليب مملكة تنعم بالسلام، ولكن هنري أحس أن الموقف يدعو إلى هجوم آخر على إيطاليا. ولم يكن لفيليب أي شهرة كقائد. وكان متورطاً على غير ما توقع في حرب البابا بولس الرابع، وخيل لهنري أن أمامه فرصة ذهبية. فأرسل جيز ليستولي على ميلان ونابلي، وتأهب لملاقاة فيليب في ساحات القتال القديمة في شمال شرقي فرنسا، وأظهر فيليب أنه أهل لمقابلة الموقف واقترض مليون وكات من أنطون فوجر وأغرى ماري ملكة إنجلترا بالدخول في الحرب. وفي سان كينتان (10 أغسطس سنة 1557) قاد الدوق أمانويل فليبرت أمير سافوي جيوش فيليب الموحدة إلى نصر كاسح وأخذ كوليني، ومونمورنسي أسيرين وتأهب للزحف على باريس. وكانت المدينة في ذعر، وبدا الدفاع عنها مستحيلاً. واستدعى هنري جيز وجنده من إيطاليا، فعبر الدوق فرنسا وفاجأ كاليه بحركة سريعة عجيبة واستولى عليها (1558)، وكانت إنجلترا تحتفظ بها منذ عام 1348، وكان فيليب يكره الحرب ويتوق إلى العودة لأسبانيا، فاقتنع تواً بتوقيع معاهدة كاتو - كامبريزي - (2 أبريل سنة 1559) وبمقتضاها وافق هنري على أن يبقى شمال الألب، ووافق فيليب على أن يدعه يحتفظ باللورين وبكاليه - على الرغم من دموع ماري. وفجأة أصبح الملكان صديقين. وقدم هنري ابنته اليزابث لتكون زوجة لفيليب، وتعهد بزواج شقيقته مرجريت أف بري من أمانويل فيلبرت الذي استعاد وقتذاك سافوي، ونظم مهرجان ضخم حفل بالمبارزات والمآدب وليالي الزفاف.


وفاة هنري وسقوطها

 
پورتريه ديان دى پواتييه كـ"ديانا ربة الصيد" معروضة في مخدع فرانسوا الأول في شاتو شنونسو.

وهكذا بينما ظل فيليب الحذر في الفلاندرز تجمع الأعيان من الفرنسيين والفلمنكيين والأسبان حول القصر الملكي ليتورنل في باريس، وعلقت قوائم في شارع سان أنطوان الذي يضم مظلات وشرفات مزينة بزخارف بهية، وانطلق الجميع يمرحون كما لو كانوا يسمعون ناقوس زفاف. وفي 22 يونيه استقبل الدوق ألفا، باعتباره وكيلاً لفيليب اليزابث باعتبارها ملكة لأسبانيا، وأصر هنري وهو وقتذاك في الأربعين من عمره على دخول المباراة. وفي مثل هذه المبارزات كان النصر يقضى به لراكب الفرس الذي يحطم ثلاث حراب على درع خصمه، دون أن يرمى عن الفرس. وقام هنري بهذا العمل أمام الدوق دي جيز والدوق دي سافوي اللذين عرفا كيف يقومان بدورهما الصحيح في المسرحية، بيد أن خصماً ثالثاً هو مونتجومري سمح في حمق للبقية الباقية الحادة من السلاح بالمرور تحت القناع الحديدي للملك بعد أن حطم حربة على درع الملك، فاخترقت عين الملك ووصلت إلى المخ. وظل يرقد تسعة أيام فاقد الوعي، وفي اليوم التاسع من يوليو احتفل بزواج فيليبرت ومرجريت، وفي اليوم العاشر من يوليو مات الملك وانسحبت ديان إلى آنيه، وعاشت بعد ذلك سبع سنوات، وارتدت كاترين دي مديتشي التي كانت ضمآى لحبه؛ ثياب الحداد بقية حياتها.


 
شعار ديان دى بواتييه، ثلاث أهلة متشابكة.

توفيت ديان في عمر السادسة والستين. وحسب وصيتها، ولإيجاد مقراً نهائياً لها، فقد أكملت ابنتها مصلى جنائزي بالقرب من القلعة. أثناء الثورة الفرنسية، فـُتـِح قبرها وألقِيت عظامها في مقبرة جماعية.

في 1866 نشر جورج گيفري Georges Guiffrey مراسلاتها.

When French experts dug up the remains of Diane de Poitiers in 2009, they found high levels of gold in her hair. It is suggested that the "الذهب القابل للشرب" she regularly took — believed to preserve youth — may have ultimately killed her.[1][2]

في الخيال والأفلام

 
A simple crescent emblem of Diane de Poitiers on a cannon of Henri II.

Diane de Poitiers has appeared in many novels and films.

الروايات:

الهامش

  1. ^ "Henry II’s mistress returned to righful resting place", May 31, 2010, The Sunday Times
  2. ^ "Fatal Alchemy", 2009 video from BMJ

الكتب

وصلات خارجية