دور إيران في الغزو الأمريكي لأفغانستان

وفي أكتوبر 2001 شنت أمريكا حربا على أفغانستان، ولكن سرعان ما أدركت امريكا أنها وقعت في مستنقع دموي، ولم تجد بابا للخروج غير نفس باب الدخول إلا وهو باب طهران التي فتحت لها باب افغانستان فبعد اتفاق بين أمريكا وإيران عبر طرف ثالث يحتمل ان تكون سويسرا، تم فتح المجال الجوي الايراني أمام الطائرات الأمريكية بقاعدة إنجرليك التركية بأمر من وزير الدفاع الايراني، آنذاك، علي شامخاني، وتأمين عملية إنزال القوات الأمريكية على الحدود الإيرانية الأفغانية، والتعامل بما يلزم مع أي مصاب من الجنود الأمريكية على الحدود، وهذا ما صرح به وزير الإستخبارات الإيراني " علي يونسي " بالمدرسة الفيضية الدينية في قم، وبالفعل أخذوا الأمريكان بنصيحة د. محسن رضائي الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام عندما صرح "إن الأمريكان قد يحتاجون إلى الإيرانيين لمساعدتهم على التخلص من الوحل الأفغاني".

وبنفس حماسة نداء خامنئي لحزب وحدت الشيعي بأفغانستان عندما قال لهم " يا حزب الوحدة يا شيعة أفغانستان جهادكم يبدأ بعد خروج الروس"، كذلك صرح وزير خارجيتها السابق "علي أكبر ولايتي" عندما قال إننا لن نسمح أن تكون هناك دولة سنية في أفغانستان.

وفور تنصيب "حامد كرزاي" على أفغانستان دعمت إيران حكومة "كرزاى" بـ 500 مليون دولار، وعندما تكرر ذلك الموقف مرة أخرى ووقوع امريكا في الوحل العراقي في 2003م، تم تسليم العراق لإيران أيضاً بعد ما تابع إيران لسياسة الحياد الايجابي، وبرغم أن ما قدمته تركيا للولايات المتحدة اثناء الغزو العراقي أكثر بكثير مما قدمته إيران، ولكن تركيا لا تمتلك أوراق بداخل العراق على عكس إيران التي تسيطر على شيعة العراق وأغلب رجال سياستها، كما أن أكبر شبكات التجسس لصالح الإستخبارات الإيرانية مزروعة بالعراق وأذربيجان.

وفي العام التالي وبتحديد في يونيو 2004 أقيم مؤتمر حلف الناتو بإسطنبول وأطلق قادة دول حلف شمال الاطلنطي ما يعرف بـ "مبادرة إسطنبول للتعاون مع الشرق الأوسط الكبير" وبذلك تم وضع مسار تزعم إيران للدول والمناطق ذات الأغلبية الشيعية، وكيفية إعادة الخلافة للعثماني أردوغان على الدول السنية، ومن هنا تتعامل أمريكا مع دولتين فقط في المنطقة، وكلاهما حليف لها وكلاهما متبني صفة التنديد والوعيد ضد إسرائيل والهتاف للممانعة و المقاومة، وأصبح كلا من إيران وتركيا يسابق الزمن لجمع أكبر أوراق رابحة لكي يستطيع الجلوس على طاولة المفاوضات وتقسيم الغنائم مع الكبار.

فطهران الآن تحمل أكثر ورقتين يؤرقان إسرائيل من الشمال أو الجنوب إلا وهم حزب الله وحركة حماس، كما أنها تفرض نفوذها بقوة على العراق بمساعدة حكومة "المالكي" والتحدث بإسم النظام البعثي السوري والتاثير في المعارضة بالخليج وعلى ائتلاف 14 فبراير وسرايا الأشطر في البحرين.

أما العثماني "أردغان" الأقل ذكاء فبعد خسارتة لأهم ورقة بسقوط جماعة الإخوان من حكم مصر، لم يعد لديه سوا حزب العدالة والتنمية المغربي، وحركة النهضة بتونس، وبعض الخيوط الضعيفة بالملف السوري أو فلسطين أقل قيمة بكثير من أوراق إيران، بجانب أن كلا من إيران وتركيا لا يكف عن محاولة زعزعة استقرار الخليج العربي ومصر وبذلك يتسنى للولايات المتحدة تسليم سايكس بيكو النسخة الثانية متوهمة أنها عالجت أخطاء سايكس-پيكو الأولى بعد استلامها لراية قيادة السياسة الدولية من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن حقيقة الأمر أن اخطاء أمريكا في سايكس بيكو الثانية أشد كارثية من الأولى، وربما يفقدها ذلك راية قيادة السياسة الدولية لتعود لأصحابها مجدداً.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


المصادر

  • فادي عيد (2014-06-10). "نهاية يكتبها الفرعون". صوت روسيا.