يمثل قيام حلف شمر ورفع رايتها مرحلة تغير هامة في تاريخ جبال شمر ، فقد ولد هذا الحلف عندما تنازعت أسياد فروع قبيلة طيء على سيادة المنطقة نتيجة شح الموارد مقابل الكثرة ، بالإضافة إلى الانقسام حول رفض وجود بعض الوافدين المتحالفين من خارج القبيلة .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قيام الحلف:

كان يتزعم القيسيين أهل المقلدات من طيء ذلك الشيخ والقاضي المشهور عيسى بن أجود الطائي ، الذي رفع في صهوة جو راية إلزامية باسم شمر وهو اسم السلم العرفي الذي كان سائدا ، والذي يعود للزعيم والقاضي الطائي الشهير قيس بن شمر ، وفي ذلك دعوة للتحالف في عقد الحرب على من لا ينضم تحت لوائها


تكوين الحلف:

لقد انضم تحت لواء راية الحلف ثلاثة فرق ، كل فرقة تضم غالبية من طيء وأقلية متحالفة من خارجها ، فالأولى : فرقة القيسيين من طيء وأحلافهم ، وهذه لاحقا سميت عشيرة آل أسلم والثانية : فرقة بني ثعل من طيء وأحلافهم ، وقد سميت لاحقا عشيرة زوبع ، وكانت الثالثة : فرقة بني الغوث من طيء وأحلافهم القحطانيين ،ولاحقا سميت عشيرة عبدة أو شمر القحطانية ، فهولاء هم مكون قبائل شمر وكانت عزوتهم غلبا .

انتصارات الحلف :

وقد انتصر هذا التحاف انتصارات عظيمة منها كسيرته لحلف بني صخر وكسيرة حلف بني سنبس وكسيرة حلف بني لام وقد تم رحيلهم جميعا من المنطقة ، وانتصر مرارا على تحالفات بني وائل وهو يصد غزواتهم عن ديار القبيلة ، وتأكيدا لسيادة هذا التحالف (شمر) فقدأصبحت المنطقة تسمى جبال شمر بدلا من مسماها القديم وهو جبال طيء.

تفكك وانقسام الحلف:

لقد انشق وتفكك هذا (الحلف) جراء فتنة آل أسلم الكبرى حيث حصل انقسام كبير في المواقف تبلورت في جناحين متحالفين ومتعارضين تماما ، وهما جناح حلف الصايح مناصر للدعوة ، وجناح حلف آل جربا رافض لها ومعلن الحرب عليها ، وقد التقى الجمعان الأول بدعم ومؤازرة جيش الدعوة الجديدة ضد الآخر ، وكان ذلك في حوالي عام (1205هـ) وحينها انتصر الأول ، وهزم الحلف المناصر لراية هذا الحلف (شمر) بزعامة آل جربا .

سقوط حلف شمر الأولى في نجد:

بهزيمة أنصار هذه الراية فقد سقطت مشيخة عموم قبيلة شمر نجد وهي مشيخة آل بقار وتم رحيل غالبية شيوخ عشائر شمر إلى العراق ، وقامت بدلا منها مشيخة حضرية مناصرة للدعوة الدينية ، تمارس سلطتها بتفويض من إمام الدعوة في الدرعية ، ثم في الرياض ، ذلك عندما تحولت إلى إمارة تفويضية من الإمام أيضا ، وكلتاهما ضد المشيخة العرفيةالقبلية . وهكذا فقد سقطت أو ماتت قبيلة شمر ككيان له مشيخته وتكوينه الفعلي ووحدته ، وبفي وجودها في نجد فقط اسميا ، أي عبارة عن لفيف مفكك من الناس الذين فقط ينتسبون إلى قبيلة شمر ويشتركون في تراث واحد .

قيام حلف شمر الثانية في العراق:

نظرا لهجرة ما يقارب ثلثي القبيلة ، بما فيهم تقريبا غالبية شيوخها ، وذلك من موطنها الأصلي جبال شمر في شمالي إقليم نجد إلى العراق فقد توحدت هذه القبيلة ، في تحالف جديد ولو بصيغة مختلفة تحت مشيخة آل جربا في العراق ، ويطلق عليها البعض شمر العراق ، ذلك مع وجود ارتباط عشائري بين الشمرين

بالمناسبة يقول أحد شعراء شمر: الأبيات التالية :

يا الـربع خـوذوهــا بكـلـمـة قـصـيره

بـلا مــزايـــد دون مـقــيــاس وعْيار

فــي شـمـر الأولـى بـنـجـد الـجـزيره

شيوخ آل بعَيِّر ما أحـدٍ فوقهـم صـار

بأيام ابن بـقــار ما شــيخ غــيره

مـن قبـل قصـر الشيـخ بالـدار ينهـار

أمام دعوة كــاســرين الـجــبــيره

علـى شيـوخ العـرف فيهـا الزمـن دار

تــبــدلــت فــي كـل شره وخيره

وتحولـت والـرأس خلـف الذنـب صـار

والأولـــة في نـجــد لا قت مـصـيره

وقامت على الجربان بأكناف سنجار

في نجد ابن بقار شـاعــم سـعـيـره

ومن بعده الجربا استلـم جـذوة النار

شـيـخ الـشـيـوخ اللي يجر الجـريـره

بـالـرافـدين الـشـمـرية لها الكار

مصادر ومراجع :