التشنجات Convulsions تقلصات لا إرادية لمجموعة من العضلات، تُصحب غالبًا بفقدان الوعي. وتنشأ التشنجات في الدماغ ويمكن أن تشير إلى وجود تلف في الأنسجة الدماغية، ويحدث أحيانا نتيجة لإصابة ما، أو التهابات أو أورام. ويمكن أن تحدث التشنجات أيضًا في العديد من الأمراض. فخلال مرحلة الطفولة تُصحَب الحمى غالبًا مع ما يسمى بالتشنجات الحميّة. كما تحدث تشنجات متعددة مجهولة السبب في مرض الصرع.

تشنج
تصنيفات ومصادر خارجية
ICD-9 780.3
MeSH D012640

والاختلاجات إما توترية وهي تشنجات تنجم عن تقلص متواقت مستمر في مجموعة عضلات، وإما رمعية clonic يتناوب فيها التقلص والارتخاء.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الآلية الإمراضية

رأى هولينج جاكسون في أواخر القرن التاسع عشر أن الاختلاج انفراغ فجائي شديد غير منتظم في عصبونات neurons قشر الدماغ ولم تغير المعطيات الفيزيولوجية الحديثة هذا الرأي إلى اليوم. وهذا الانفراغ هو انفراغ كهربائي عالي الجهد (الفولتاج) لمجموعة عصبونات قشرية معتلة يحدث إذا توافرت لها شروط ملائمة في قشر الدماغ. تبدأ هذه الشروط بوجود آفة بؤرية قد تكون بنيوية، مرئية أو غامضة. وقد استأثرت الآفات البنيوية المرئية بمعظم البحوث، وتشمل الدُباق gliosis والتليف والندبات الدماغية والسحائية، وأمراضاً دماغية أخرى، كالنزف والاحتشاء والأورام والتنكس degeneration.

ومن هذه الآفات ما يبدأ في الحياة داخل الرحم بسبب إصابة الأم ببعض الأخماج ولا سيما الحمّوية (الفيروسية) منها، كالحصبة الألمانية مثلاً، أو بسبب تعرضها لبعض التسممات ولا سيما الدوائية منها.

تسبب بعض الآفات الدماغية القشرية في وقت من الأوقات اختلاجاً وذلك عندما تنقطع اشتباكاتها مع العصبونات القشرية الأخرى، فتصبح مفرطة الحساسية ببقائها بحالة لاستقطاب جزئي مزمن،ولازدياد نفوذية أغشيتها الهيولية مما يجعلها مستعدة للاستثارة بالتغيرات الفيزيائية والكيمياوية الحيوية.

ويشارك في إثارة الاختلاج زيادة التحسس للأستيل كولين المنبه ونقص حمض الجامابوتريك (الغابا) المثبط للنقل بسبب تخرب بعض جمل هذه العصبونات المثبطة.

ينتشر الاختلاج في عصبونات السبيل القشري النخاعي والسبيل الشبكي النخاعي، ويبدأ باختلاج توتري ثم يبدأ تثبُّط من الدماغ البيني diencephalon إلى القشر فيقطع على نحو متناوب الانفراغ البؤري والمتعمم فيغيره من الانفراغ المستمر إلى نفضات متقطعة هي الاختلاج الرمعي، ثم يخف تواتر هذه النفضات تدريجياً حتى تتوقف توقفاً كاملاً. ويمكن تسجيل هذا الانفراغ الكهربائي على الورق في تخطيط كهربائية الدماغ.


الأمراض المحدثة للاختلاج

هناك أمراض تسبب الاختلاج في الأطفال خاصة، لأن دماغ الطفل لم يستكمل نضجه بعد، فهو أكثر حساسية من دماغ الكهل للاضطرابات الفيزيائية والكيماوية الحيوية.

فاختلاجات الحرارة خاصة بالأطفال كما أن نقص الأكسجين ونقص الكلسمية (كلس الدم) وعوز البيريدوكسين ونقص الصوديوم تكاد تقتصر عليهم أيضاً.

تُعلن أمراض الدماغ الأولية عن نفسها عادة بالاختلاجات، كما في التهابات الدماغ المختلفة، وفي التهاب الدماغ المصلَّب تحت الحاد ومرض جاكوب كرتزفيلد (وهو اعتلال دماغي فيروسي نادر ومميت عادة، يصيب الأفراد في منتصف أعمارهم ويحدث تنكساً جزئياً في الجملتين الهرمية وخارج الهرمية) وأمراض الاختزان الشحمي كذلك. ويميل التهاب السحايا الجرثومي إلى إحداث الاختلاج ولا سيما في الأطفال، وينجم الاختلاج أيضاً عن اعتلال الدماغ بنقص الأكسجة بسبب توقف القلب أو الاختناق أو القصور التنفسي أو التسمم بأول أكسيد الكربون. وتحدث اليوريمية في القصور الكلوي ، وفي الارتعاج eclampsia تقلصات ونفضات عضلية رمعية واختلاجات متعممة.

ويُحدث نقص الكلسمية بالعوز أو بقصور جارات الدرق تكززاً واختلاجات، كما أن نقص سكر الدم يؤدي إلى الاختلاج سواء حدث بجرعة زائدة من الأنسولين أو بإصابة جزر لنجرهنز في المعثكلة (البنكرياس) بورم.

وتؤدي متلازمة الانقطاع عن الكحول أو المخدرات أو البربيتورات أو غيرها من المركبات إلى الاختلاج بزوال تثبيطها للدماغ.

ويعد البكروتوكسين و الميترازول أشد الأدوية إحداثاً للاختلاج، كما أن الزرنيخ والرصاص من أكثر السموم المعدنية إحداثاً له.

يستوجب تشخيص الاختلاج قصة مرضية مفصلة وفحصاً سريرياً دقيقاً وتخطيطاً لكهربائية الدماغ، وقد يتطلب تصويراً دماغياً كالتصوير الطبقي المُحَسَّب cat scan، والتصوير بالرنين المغنطيسي MRI. كما يتطلب معايرة لسكر الدم والكلسية واليوريمية والصوديوم والبوتاسيوم.

أما المعالجة فتكون بحسب السبب. وأفضل الأدوية العرضية للاختلاج البربيتورات والفنتوئين والكاراباميزين.[1].

الاعراض

وتختلف التشنجات من حيث النَّوعية والدرجة ؛ فقد يصبح الجسم كله ضعيفًا في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يمكن أن ينثني الجسم ويدور وتتقلّص عضلات الوجه والساقين والذراعين. وفي بعض أنواع الصرع قد يتقلص أحد الأطراف، أو جزء منه ويجب أن يوضع الشخص الذي يعاني من تشنجات على جانبه، لمنع الاختناق إذا حدث قيء. وإذا لم تكن الأسنان مطبقة جيدًا، يوضع منديل أو شيء طري بينها لمنع حدوث أذىً للسان. ويتوقف علاج التَّشنُّجات على السبب الذي أدَّى إليها.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "الاختلاج". الموسوعة العربية. 2007.