وكالة أبحاث وتطوير الفضاء الوطنية (نيجريا)

شعار وكالة أبحاث وتطوير الفضاء الوطنية

تدخل نيجيريا عالم الفضاء والأقمار الصناعية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر الجاري 2003، حيث ينطلق أول قمر صناعي لدولة أفريقية جنوب الصحراء. أول قمر نيجيري يتم إطلاقه من بلدية "بليتيسك" بروسيا، وبمحطة تحكم أرضية في مدينة أبوجا العاصمة النيجيرية، ويشتغل بطاقم فني مكون من 15 شابا نيجيريا تتراوح أعمارهم ما بين 25-35.

القمر النيجيري الجديد يحمل اسم "نيجاسات1"، وله مركز تحكم عن بُعد مزود بمحطة أرضية تبلغ 30 مترًا مربعًا، وتغطي ببثها حوالي 600 كيلومتر مربع.

وقعت السلطات النيجيرية على الأحرف الأولى من مشروع القمر الصناعي الميكرو في السابع من نوفمبر عام 2000 مع شركة كوسماس الروسية الشهيرة في عالم الأقمار الصناعية والتي أطلقت ما يقرب من 600 قمر صناعي على جميع مدارات الأرض.

وتتضمن المرحلة الأولى من مشروع إطلاق القمر (نيجاسات1) برنامج الاستشعار عن بُعد الذي تتم مراقبته من المحطة الأرضية، ومن ثم تليه مرحلة أخرى تهدف إلى تسهيل خدمات الاتصالات بأنواعها، وقد تكلف المشروع 20 مليون دولار أمريكي، وقد حصلت ست دول على حق إعادة الإنتاج والبث حتى الآن.

وتعول السلطات النيجيرية على هذا المشروع في جلب مزيد من العملات الأجنبية للبلد، وتفيد تقديرات وزارة التكنولوجيا والبحث العلمي أن الإيرادات المتوقعة من مشروع القمر النيجيري نيجاسات 1 تبلغ 200 مليون دولار أمريكي سنويا؛ وذلك من خلال الاشتراكات والاستغلال التجاري للقنوات الفضائية، ومن المحتمل أن يكون القمر محل تنافس كبير بين الدول خاصة الأفريقية منها، كما يتوقع أيضًا أن يوفر هذا المشروع فرص عمل لأكثر من 250 نيجيريًّا.

ويعد مشروع قمر "نيجاسات1" خطوة أولى ضمن سلسلة من المشروعات الطموحة المماثلة؛ إذ تنوي الحكومة النيجيرية امتلاك أكثر من قمر صناعي ولأغراض متعددة، حسب ما أفادت به السلطات الفيدرالية، فهناك مشروع آخر للقمر النيجيري من نوع "جيميني" والذي يحمل اسم "نيجاسات2" وهو أكثر قوة وبتكلفة أعلى، ويستهدف منه تعزيز القدرات الاتصالية واستخداماتها المختلفة، وسيتم تمويله من قبل الحكومة النيجيرية مناصفة مع شركة سرية البريطانية لتكنولوجيا الفضاء، ومن المحتمل أن يتم الإعلان عن تفاصيل المشروع قريبا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نيجاسات: الأغراض والاستخدامات

ورغم أن "نيجاسات1" من نوع الميكرو-ستالايت فإن المعلومات المتاحة من السلطات الفيدرالية النيجيرية تشير إلى أن الأهداف الرئيسة وراء المشروع تتجه نحو الاستفادة القصوى من القمر لتعزيز القدرات الاقتصادية للدولة بدرجة أولى، حيث تتحدد المهام الأساسية للقمر النيجيري "نيجاسات1" في استكشاف أنواع المعادن المختلفة التي تزخر بها الأراضي النيجيرية مثل النفط الخام، والغاز الطبيعي، وحجر الكلس، واليورانيوم، والذهب، حيث تواجهها مشكلة عدم وجود معلومات صحيحة ودقيقة عن كمية وجودة كل من تلك المعادن.

القمر أيضًا مكلف بمهمة المراقبة والإشراف لخط أنابيب النفط الذي يتعرض لهجوم من عصابات التخريب، الشيء الذي يمثل تهديدًا خطيرًا لصناعة النفط عصبة الاقتصاد القومي في البلاد. ومن المتوقع أن يسهم القمر في مجال مراقبة البيئة والإشراف على المشروعات الهادفة للحفاظ عليها لملاحقة ظاهرة التصحر والتآكل للمناطق الساحلية وكذلك تلوث البترول. كما تعقد آمال كبيرة في أن تشمل خدمات القمر عملية ضبط العصابات الإجرامية وقطاع الطرق من نشطاء التهريب بأنواعه، إضافة إلى ما يقدمه من تسهيلات وإمكانات هائلة في مجال الاتصالات والمعلومات بشكل أقل تكلفة.


البرنامج الفضائي النيجيري

الرئيس النيجيري يؤكد أن القمر الجديد سيستفيد من كل تكنولوجيات الفضاء المتاحة

بدأ البرنامج الفضائي النيجيري يشهد خطوات إيجابية ملموسة منذ العام 2001 بتعاقد مع شركة سرية البريطانية لتكنولوجيا الفضاء، والذي عهد إليها بموجبه القيام بتصميم وصنع وإطلاق قمر صناعي مصغر على المدار المنخفض للمراقبة، وقد شارك فيه عدد من العلماء النيجيريين.

وفي محاولة لاستيعاب التقنية الحديثة في مجال الفضاء بإدارة وعقول وطنية نيجيرية ابتعثت السلطات النيجيرية 15 عالمًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليمثلوا النواة الأولى من الطاقم الفني لبرنامج القمر الجديد لمهمة التدريب والاحتراف على مستوى عال، وإضافة لذلك تم إنشاء مركز لتطوير وتنمية تكنولوجيا الفضاء في مدينة أبوجا العاصمة بتكلفة بلغت 3.7 ملايين دولار أمريكي.

ولضمان توفير الدعم الكافي لتمويل مشروع الفضاء والقمر النيجيري زودت الحكومة الفيدرالية مخصص وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا إلى 27 مليون دولار أمريكي عام 2002، وهو أعلى مخصص تحصل عليه الوزارة منذ إنشائها.

فكرة القمر النيجيري وتطورها

ترجع فكرة القمر الصناعي النيجيري إلى فترة السبعينيات التي طرحت فيها لأول مرة دخول نيجيريا لعالم الفضاء، إلا أن الظروف والأوضاع الداخلية حالت دون وضع الفكرة موضع اعتبار وجدية من السلطات السياسية في ذلك الوقت.

وفي عام 1996 بعد إنشاء المركز القومي النيجيري للاستشعار عن بُعد طرحت الفكرة من جديد ضمن المقترحات الأولية التي تشغل أولوية أجندة اهتمام المركز، غير أن المشاكل السياسية التي عصفت بالبلاد خلال فترة الحكومات العسكرية المتعاقبة كان لها تأثير سلبي على المشروع.

وكانت الدفعة القوية التي شهدها المشروع عام 1999 بعد عملية التحول الديمقراطي وعودة الحكومة المدنية إلى البلاد، حيث شكلت إدارة الرئيس أوباسانجو الهيئة القومية لأبحاث الفضاء برئاسة البرفيسور "روبرت بوروفيس"، وقد بذلت الهيئة مساعي كثيرة مع الأطراف الأجنبية الأخرى مثل الصين وغيرها، ووقعت اتفاقية تعاقد مع إحدى الشركات الصينية المشهورة في مجال الفضاء عام 2000.

وقد اشتركت نيجيريا بالمجموعة الخاصة لمراقبة الأقمار الصناعية (DMC) بهدف اعتمادها للقيام بصنع وإطلاق قمر صناعي نيجيري مع مشروع القمر الصناعي التركي "بيل سات1" والقمر الصناعي البريطاني (توب سات)، والذي كان من المقرر إطلاق الصاروخ الذي يحمل تلك الأقمار الثلاثة في شهر يوليو 2003 للحاق بالقمر الجزائري "ألسات 1" على نفس المدار، الذي تم صنعه وإطلاقه من قبل المجموعة في نوفمبر عام 2002 إلا أنه لظروف فنية تم تأجيل الإطلاق.

الهامش

وصلات خارجية

قالب:Space research in Africa


إسلام أون لاين: نيجيريا.. تحتل موقعا في الفضاء       تصريح