اضطرابات نيكا

(تم التحويل من انتفاضة نيكا)

اضطرابات نيكا بالإنجليزية Nika riots ، باليونانية Στάση του Νίκα ، حدثت على مدار أسبوع سنة 532 في القسطنطينية، حاضرة العالم آنذاك. وكانت أعتى موجة عنف تشهده القسطنطينية حتى ذلك الوقت. واحترق أو دُمر بسببها أكثر من نصف المدينة وقـُتل فيها عشرات الآلاف. وقامت بسبب حزبي الخضر والزرق في القسطنطينية في عهد الإمبراطور جستنيان الأول ، وقد نجح بالفعل في القضاء عليها وتعتبر من أكثر الثورات إراقة للدماء وتخريبا للبلاد.

نصب تذكاري لساحة الألعاب في إسطنبول
خريطة للقصر وساحة الألعاب


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخلفية التاريخية

وسميت ثورة نيكا بهذا الإسم في ظروف وصلت فيها الثورة إلى قمتها كانت الجماهير تهتف Nika وتعني النصر وكانت بذلك ثورة نيكا. وكانت ثورة نيكا أكبر فتنة قامت في عهد جستنيان ، وكادت أن تقضي على حياته. وكان سببها أن الخضر والزرق- وهم الحزبان اللذان انقسم إليهما أهل القسطنطينية حسب الثياب التي كان يلبسها راكبو خيول السباق المحببون- قد بلغت الخصومة بينهم حد العنف ، حتى أصبحت شوارع العاصمة غير مأمونة ، وحتى أضطر الأغنياء إلى أن يرتدوا ملابس الفقراء المساكين لينجوا بذلك من طعنات الخناجر في الليل.

الثورة ضد الحكومة

قضت الحكومة آخر الأمر على الطائفتين المتنازعتين ، وقبضت على عدد كبير من زعمائهما ، فما كان من هذين الحزبين إلا أن ضما صفوفهما وقاما بفتنة مسلحة ضد الحكومة ، وأكبر الظن أن بعض الشيوخ قد اشتركوا في هذه الفتنة أو حاول رعاع المدن أن يقلبوها ثورة عارمة ، فهجموا على السجون ، وأطلقوا سراح المسجونين ، وقتلوا عدداً من رجال الشرطة والموظفين ، وأشعلت النار في المباني ، وحرقت كنيسة أياصوفيا وأجزاء من قصر الإمبراطور ، وهتفت الجماهير قائلة "Nika" أي النصر- وبذلك أطلق هذا الاسم على تلك الفتنة. وأفقد هذا النصر العظيم وعيه، فطالب إبعاد اثنين من أعضاء مجلس جستنيان ، لم يكن يحبهما، ولعل سبب ذلك انهما كانا من ظلمة الحكام، ووافق الإمبراطور على هذا الطلب ، فازداد العصاة جرأة وأقنعوا هيباشيوس Hypatius، أحد الشيوخ ، بأن يقبل التاج، فقبله على الرغم من معارضته زوجته وتوسلها إليه ألا يقبله، وخرج بين هتاف الجماهير ليجلس على مقعد الإمبراطور في الألعاب التي كانت قائمة على قدم وساق في الميدان الكبير.

تيودورا والقضاء على الثورة

اختبأ جستنيان أثناء تلك الإضطرابات في القصر ، وأخذ يدبر أمر الهرب ، ولكن الإمبراطورة ثيودورا أقنعته بالعدول عن هذه الفكرة ، وأشارت عليه بالمقاومة. وتعهد بليساريوس قائد الجيش أن يقوم بهذا العمل ، واختار من بين جنوده عدداً من القوط ، وسار على رأسهم إلى ميدان الألعاب ، وقتل ثلاثين ألفاً من العامة ، وقبض على هيباشيوس ، وأمر بقتله في السجن. وأعاد جستنيان الموظفين المفصولين إلى عملهما ، وعفا عن المتآمرين من أعضاء مجلس الشيوخ ، ورد إلى أبناء هيباشيوس ما صودر من أملاكهم. وظل جستنيان بعد هذه الفتنة آمناً على نفسه وملكه خلال الثلاثين عاماً التالية.

أنظر أيضا

وصلات خارجية

المصادر

ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.