الوهن النفسي

الوهن النفسي psychasthenia ، حالة نفسية بدنية يعانيها الفرد، وتبدو في إحساسه المستمر بالإرهاق والتعب والضعف ونقص الحيوية لأدنى عمل يقوم به مهما كان بسيطاً على الرغم من أخذه كفايته من الراحة.[1]

الوهن النفسي
Psychasthenia

تصنيفات ومصادر خارجية
ICD-10 F48.8
ICD-9 300.89

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ

هذا الاضطراب في الإحساس هو اضطراب غير محدد المعالم، أطلقه جورج ميلر بيرد George Miller Beard عام 1879 للدلالة على عدد كبير من الأعراض النفسية والجسمية التي تنم على الضعف والإرهاق العصبي، وفسره على أنه تفريغ لطاقة الخلايا العصبية إثر استهلاك شحنتها المختزنة. في حين أدرج سيگموند فرويدSigmund Freud (مؤسس نظرية التحليل النفسي) هذا الاضطراب في عداد الأعصبة الفعلية actual neuroses ـ شأنها في ذلك شأن عُصاب القلق anxiety neurosis ـ التي لا تنجم عن صراع نفسي؛ لأنها تتولد مباشرة من الطاقة النفسية للفرد. ويرى في هذا الاضطراب أنه قائم على أساس عصبي فيزيولوجي. لكن هذه الرؤية ثبت بطلانها؛ لأن هناك العديد من العوامل النفسية تتحكم في آلية هذا الاضطراب، حيث يقول علماء النفس في هذا: «ليس هناك من الأدلة المادية الكافية ما يحملنا على اعتقاد أن لدينا أيضاً مقداراً من الطاقة النفسية يمكن أن يدخر، ويستنفد، ثم يملأ من جديد، ولا نعرف متى يدركها الوهن النفسي أو الإعياء أو الإجهاد العصبي ـ النفسي. فحتى لو كان الجسد مرتاحاً؛ فإن النفس في تعبها وإجهادها تبدو في صورة أخرى لا كما يألفها أيّ منا لحظات الراحة».


أعراض الوهن النفسي

تشمل أعراض الوهن النفسي مجموعة من الأعراض المرضية التي يمكن إجمالها في الآتي:

  • اضطراب في الحساسية: كصداع متصل أو متقطع وحساسية مفرطة وإحساسات متوهمة لا أساس عضوياً لها.
  • اضطرابات حسية: كزيادة في حساسية الشخص وطنين في الأذنين.
  • اضطرابات حشوية ذات منشأ نفسي: كارتخاء الأمعاء وتقلصات المعدة ومغص معوي واضطرابات في إفرازات المعدة والأمعاء والكبد، إضافة إلى الإمساك.
  • اضطرابات في التنفس والربو الكاذب.
  • اضطرابات عصبية ــ نفسية متنوعة: مثل الأرق والتهيج العصبي والاكتئاب، وضعف أو خور في العزيمة وسرعة التعب، وصعوبة البدء في عمل ما وتشتت الانتباه وضعف التركيز، فضلاً عن الشعور بالضيق والتبرم والشكوى الدائمة، وعدم الرغبة في القيام بأيّ عمل من الأعمال مع توقع الانهيار في كل وقت، والحساسية المفرطة للضوء وللأصوات إلى درجة أن دقات المنبه في الحجرة تؤرق، واضطرابات في الأوعية الدموية وهبوط أو ارتفاع مفاجىء في ضغط الدم وضعف جنسي عام.

كما تصاحب تلك الأعراض مجموعة من الأعراض الثانوية، وتبلغ هذه الأعراض ذروتها في المواقف ولاسيما في مواسم العمل وجني الثمار والحصاد التي تتطلب من الفرد إنجاز الأعمال الموكلة إليه، لذلك يتذرع بهذه الأعراض المرضية الواهية التي ليس لها أساس مرضي للتنصل من المسؤوليات والواجبات.

أشكال الوهن النفسي

يرى العديد من العلماء أن هناك نوعين من اضطراب الوهن النفسي هما:

  • النوع الأول: تتمثل الشكوى في زيادة التعب بعد أدنى مجهود عقلي يقوم به الفرد، يصاحبه انخفاض في الأداء الوظيفي أو القدرة في التعامل مع مطالب الحياة اليومية، وتتجلى أعراض هذا النوع في صعوبة التركيز في الأعمال التي يقوم بها الفرد، والشعور بأن دماغه لا يحمل أيّ فكرة من الأفكار (الخواء الذهني).
  • النوع الثاني: إحساس بالضعف البدني والإجهاد المستمر بعد القيام بأدنى جهد، حيث يصاحبه أحاسيس بالآلام العضلية وتوترها وعدم القدرة على الاسترخاء على توافر كل الشروط الضرورية لذلك.

أسباب الوهن النفسي

تتمثل الأسباب العامة للوهن النفسي في:

  • الصراع النفسي ذي التاريخ الطويل والعمل المجهد مما يسبب الإنهاك والضعف والإحباط المتكرر.
  • النمو المضطرب للشخصية وعدم ضبط النفس وضعف الثقة بالنفس.
  • المشكلات الأسرية والتنشئة الأسرية غير السوية (القسوة، الحماية الزائدة، التدليل… إلخ) والأمراض التي تصيب الجسم.
  • الضغوط الناشئة من عوامل حضارية وثقافية وعدم القدرة على مواجهتها.

علاج الوهن النفسي

من أولويات التعامل مع حالة الوهن النفسي العلاج الطبي الدوائي، فإذا ثبت بالتشخيص الدقيق أن الفرد فعلاً يعاني ضعفاً بدنياً، فإن الطبيب عندئذ يقدم المهدئات والمنومات وبعض المقويات مع اهتمام بالراحة التامة والنوم الهادىء البعيد عن مصادر الضوضاء. وتفيد تمرينات الاسترخاء العضلي والتخيلي والعلاج بالماء والحمامات دوراً طيباً في التخفيف من الأعراض الجانبية للوهن النفسي كآلام العضلات والمفاصل. أما إذا ثبت أن الفرد الذي يعاني اضطراب الوهن النفسي ليس له أساس عضوي؛ فإن العلاج النفسي هو الخيار الثاني في التعامل مع هذه الحالة، مثل العلاج النفسي التحليلي وتعرّف الصراعات والمشكلات النفسية التي يعانيها الفرد على المستوى الشعوري واللاشعوري ومساعدته على تنمية شخصيته بطريقة تعيد ثقته بنفسه وقدراته. كما يمكن أن يستخدم العلاج الاجتماعي والأسري، وذلك لتعديل اتجاهات الفرد الواهن نحو ذاته والآخرين، فضلاً عن تحسين الظروف الاجتماعية المحيطة به.


الهوامش والمصادر

  1. ^ رياض العاسمي. "النفسي (الوهن ـ)". الموسوعة العربية.

للإستزادة

  • Jaspers, Karl (1990). General Psychopathology (7th edition ed.). Manchester: Manchester University Press. ISBN 0-7190-0236-2. {{cite book}}: |edition= has extra text (help)
  • Janet, Pierre (1903). Les Obsessions et la Psychasthénie. Paris: Alcan.
  • Ellenberger, Henri (1970). The Discovery of the Unconscious. Basic Books. ISBN 0-465-01672-3.
  • رياض العاسمي، علم النفس المرضي (مطابع الإدارة السياسية، دمشق 2002).
  • سيگموند فرويد، ثلاث مقالات في النظرية الجنسية، ترجمة سامي علي (دار المعارف، القاهرة 1963).
  • فرج عبد القادر طه، المجمل في علم النفس والشخصية (الدار الفنية، القاهرة 1988).