المقنع الكندي

المقنع الكندي (و.600 - ت.689) وهو شاعر يمني أموي، اسمه الأصلي محمد بن عميرة بن أبي شمر، من قبيلة كندة اليمنية شاعر عربي من شعراء العصر الأموي، توفي حوالي سنة 70 هـ (689 م). قيل إنه سمي بالمقنّع لقناع يلبسه خشية الحسد لجمال وجهه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود بن عبد الله بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن كِنْدَة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.[1]

من أهل حضرموت في اليمن وُلد بـوادي دوعن، قيل أنه لُقِبَ بالمقنع لأنَّه كان أجملَ وأحسن النَّاس وجهًا وأمدَّهم قامةً وأكملهم خلقًا، وكان إذا سفر اللثام عن وجهه أصابته العين ويمرض ويلحقه عنت؛ فكان لا يمشي إلا مقنعاً ساتراً وجهه متَلثماً خوفاً من العين، وقيل أيضاً لأنه فارس رئيس مغطى بالسلاح كما قال الجاحظ وقال التبريزي في تفسيره للقبه أن المقنع هو اللابس لسلاحه، عاصر عبد الملك بن مروان وامتدحه، كان له محل كبير وشرف ومروءة وكان المقنع يُعرف بمكانته ومنزلته الرفيعة داخل عشيرته. يمتاز شعره برصانة الأسلوب وانتقاء الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعرب عن تمكنه في صناعة الشعر وسمو مكانه بين شعراء العربية، كان سمح اليد بماله حتى نفد ما خلفه أبوه من مال؛ فاستعلى عليه بنو عمه بمالهم وجاههم وردوه حين خطب ابنتهم، وعيروه بتضييعه ماله وفقره ودينه فرَدّ على بني قومه حينما عاتبوه على كثرة أنفاقه والاستدانة في سبيلهم بقصيدة "دين الكريم" توفي المقنع سنة 689م.[2]

لا تعرف سنة مولده بالضبط ولكنه عاصر الدولة الأموية، أحبَّ ابنة عمِّه وخطبها إلى أبيها وإخوتها، فرفضوا تزويجه إيَّاها بحجة فقره ودَينه، لأنَّه كان لا يردُّ سائلاً، فقد كان كريمًا جوَّادًا سمح اليد، جيِّد السر والسَّريرة. كان جدّ المقنع عمير زعيم كندة، وبعد موته نشأ خلاف بين والد المقنع وهو ظفر، وعمه عمرو بن أبي شمر على الزعامة، لكنّه كان لا يصل إليها ويقصر عنها، وقد كان هذا الخلاف سبباً في الخلاف بين المقنع الكندي وأبناء عمّه في ما بعد وقد يكون هذا سبب رفض أبناء عمّه تزويجه أختهم.


شهادات عنه

قال عنه الهيثم بن عدي:

كان عمير جده سيد كندة، وكان عمه عمرو بن أبي شمر ينازع أباه الرياسة ويساجله فيها، فيقصر عنه. نشأ محمد بن عمير المقنع، فكان متخرقاً في عطاياه، سمح اليد بماله، لا يرد سائلاً عن شيء حتى أتلف كل ما خلفه أبوه من مال، فاستعلاه بنو عمه عمرو بن أبي شمر بأموالهم وجاههم.

بنو عمه لم يزوجوه أختهم لفقره ودينه وهوي بنت عمه عمرو فخطبها إلى إخوتها، فردوه وعيروه بتخرقه وفقره وما عليه من الدين.

نشأ المقنع في وسط هذا وعرف بالإنفاق وحب العطاء فانفق ما تركه له والده حتى أصبح مديناً، وجاءت إحدى قصائده "الدالية" معبرة عن حاله بعد استدانته من أبناء عمه، وتعد هذه القصيدة من أطول القصائد التي كتبها، واشهرها، وفي هذه القصيدة قام بالرد على أقاربه بعدما عاتبوه على كثرة إنفاقه والاستدانة منهم، فهو الكريم الذي لا يرد سائل.

قال عنه الأصفهاني في أغانيه:

إنّه كان أجمل الناس وجها، وكان إذا سفر اللثام عن وجهه أصابته العين، فيمرض ويجلس طريح الفراش لا يغادره مدة من الزمن؛ ولهذا كان يغطي وجهه دائما بقناع خوفا وحيطة.


من أشعاره

إلقاء وشرح معاني قصيدة يُعاتبني في الدين قومي للمقنع الكندي

وأشهر قصائده[3]:

يعاتبني في الدًّين قومي وإنّما ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
أسدّ به ما قد أخلّوا وضيّعوا ثغور حقوقٍ ما أطاقوا لها سدّا
وفي جفنةٍ مايغلقُ البابُ دونها مكللةُ لحماً مدفقةٌ ثردا
وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلفٌ جدّا
فإن أكلوا لحمي وفرتُ لحومهم وإن هدموا مجدي بنيتُ لهم مجدا
وإن ضيعوا غيبي حفضتُ غيوبهم وإن هم هووا غيي هويتُ لهم رشدا
وإن زجروا طيراً بنحسٍ تمر بي زجرتُ لهم طيراً تمر بهم سعدا
ولا أحملُ الحقد القديم عليهمُ وليس رئيس القوم من يحملُ الحقدا
لهم جُلُ مالي إن تتابع لي غنى وإن قل مالي لم أُكلفهم رفدا
وإني لعبدُ الضيفِ مادامَ نازلاً ولا شيمةُ لي غير هذي تشبهُ العبدا

وقال أيضاً:


إِنِّي أُحَرِّضُ أَهْلَ الْبُخْلِ كُلَّهُمُ لَوْ كَانَ يَنْفَعُ أَهْلَ الْبُخْلِ تَحْرِيضِي {{{2}}}
مَا قَلَّ مَالِيَ إِلاَّ زَادَنِي كَرَمًا حَتَّى يَكُونَ بِرِزْقِ اللَّهِ تَعْوِيضِي {{{2}}}
وَالْمَالُ يَرْفَعُ مَنْ لَوْلاَ دَرَاهِمُهُ أَمْسَى يُقَلِّبُ فِينَا طَرْفَ مَخْفُوضِ {{{2}}}
لَنْ تَخْرُجَ البِيضُ عَفْوًا مِنْ أَكُفِّهِم إِلاَّ عَلَى وَجَعٍ مِنْهُمْ وَتَمْرِيضِ {{{2}}}
كَأَنَّهَا مِنْ جُلُودِ الْبَاخِلِينَ بِهَا عِنْدَ النَّوَائِبِ تُحْذَى بِالْمَقَارِيضِ {{{2}}}

مصادر