المؤثرات السلبية للتلفزيون في الأسرة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أثر التلفزيون على الإنسان

تم اكتشاف التقنية التلفزية سنة 1913، وتم التسويق لها في الستينات، وفي أقل من 50 سنة أصبح المرناة (التلفزيون )التجهيز المنزلي الأكثر رواجا. وبفضل السواتل (الأقمار الصناعية ) والهوائيات أصبح ذلك الصندوق العجيب محط أنظار كافة أفراد الأسرة والناقل الأمين للبرامج الترفيهية والبرامج التجارية والمقابلات الرياضية والمعطيات الحضارية والثقافية والسلوكيات البشرية والأخبار العالمية والوسيط التجاري والسلاح الاعلامي التي يوشك أن تهتز له أركان أقوى الجيوش. مجرد حاكوم صغير الحجم، وفي متناول الصغير والكبير تضع العالم بين يديك. بكل حرية وبكل تفتح تضع الحاكوم في أيدي أبناءنا وأزواجنا وزوجاتنا فهل هناك أية خطورة؟

الأسرة والطفل والتلفزيون

جاء في دراسة نشرتها الجمعية الكندية للطب النفسي والاجتماعي للأطفال ما يلي: تمتلك الوسائل السمعية البصرية تأثيرا بليغا على النمو النفسي والذهني والاجتماعي للأطفال. و توصي بضرورة عناية الطبيب عند حديثه للأولياء للحاجة إلى تأطير الأطفال، وتقنين مدة تعرضهم إلى مفعول هذه الوسائل السمعية التواصلية عن مذياع أو مرناة ( تلفزيون ) أو شابكة (أنترنت ). و أكد البحث أن للبرامج التلفزية فوائد إيجابية جمة ولها في نفس الوقت مخاطر كبيرة. ويرتبط تحديد قابلية الاستفادة والضرر بحتمية الرجوع إلى متطلبات كل مرحلة عمرية، وضرورة تصنيف البرامج وتبويبها حسب الموضوع وأثره في نشر قيم العنف أو الجنس غير المناسب أو التعابير الصوتية القبيحة. كما يتحتم دراسة الآثار العميقة لهذه البرامج على الصحة والسمنة والكآبة والتعليم. وجاء في نفس الدراسة أن الطفل الكندي يشاهد التلفزيون بمعدل 23 ساعة في الأسبوع، وأن عدد البرامج المخصصة للتلفزة ينافس عدد الساعات المخصصة للدروس. هذا الإدمان على مشاهدة التلفاز يهدد مع امتداد العمر بأن تصبح حقيقة ما نشاهده في المرناة (التلفزيون )أشد رسوخا في ذات الإنسان وذهنه من الواقع المحبط به. مع ما قد يترتب على ذلك من انزلاق من الواقع إلى عالم الجنس.

فوائد معرفية أكيدة ومخاطر تهدد بالنقمة

يستقطب التلفزيون إنتباه الطفل ويتسرب إلى الوقت المخصص للعب مم يمس بمصالح الطفل العضوية وصحته البدنية وسلامة أجهزته العضلية والنفسية والدموية وسائر الأجهزة والوظائف الحيوية. ويتفاقم الأثر السلبي، وتزداد الخطورة عندما تكون شخصية الطفل حساسة وغير ناضجة وذات قابلية للتأثر بالصورة والتفاعل مع الأحداث ولها استعداد للخلط بين الواقع والخيال، خاصة بفعل غياب الوالدين أو انشغالهم المطلق بشؤونهم عن واجب الإحاطة والتأطير.

التلفزيون والتعليم

بإمكان المرناة أن يلعب دورا تربويا وتعليميا إذا كانت برامجه مجهزة لذلك. فبعض البرامج الوثائقية تدفع المشاهد إلى زيارة المكتبة أو حديقة الحيوان، كما أن حذق اللغات والحساب والخط والرسم يمكن أن تدعمه البرامج الموجهة. من الواضح للعموم أن بعض البرامج الموجهة التي يقع بثها للأطفال تعتبر رافدا تربويا متميزا، وبإمكانها أن تتحول إلى أدوات تعليمية ممتازة. ومع هذا نؤكد على الوقت المخصص لمشاهدة المرناة يجب احتسابه على جدول توزيع أوقات الطفل، ويوشك أن يحدث خللا في توازنه.

التلفزيون والعنف

كمية العنف المعروضة في المرناة (التلفزيون ) في مختلف أنحاء العالم ترتفع بشكل مطرد، يشاهد الأطفال في بعض القنوات من 5000 إلى 2000 مشهد عنف كل سنة بما في ذلك القتل والاغتصاب. أكثر من 1000 دراسة موزعة في العالم على العلاقةالجدلية بين العنف الممارس يوميا في المحيط المدرسي والمجتمع والعنف التي تبثه البرامج التلفزية خاصة للذكور. الفئات المعرضة أكثر من غيرها هي الأطفال من أبناء الأقليات من المهاجرين والنازحين. والأطفال الذين يشكون من اضطرابات انفعالية وعاطفية. والأطفال الذين يشكون من صعوبات دراسية أو تكييفية، والأطفال الذين يتعرضون إلى ممارسة العنف من طرف أولياءهم، والأطفال الذين ينتمون إلى أسر في وضعيات مأساوية.

التلفزيون والتغذية الإشهارية

إن الوقت الذي تستهتلكه البرامج التلفزية يخصم من الوقت المخصص للعب والغذاء والتواصل والصداقات. لذلك نبين أن الأطفال المدمنون عليه يتجنبون مواعيد الإفطار، و يفضلون قضم البسكويت وغيرها من المأكولات الخفيفة وتراهم يميلون إلى السمنة. بالإضافة إلى أن الإشهار في أوقات الذروة يشجع على بروز عادات غذائية غير مناسبة صحيا، ويرتبط تأثير الإشهار بسن الطفل وقدرته على المقارنة والتمييز والحوار مع المحيط. ويستحسن تدخل المحيط التربوي لنشر العادات الغذائية المتوازنة المتكاملة والمناسبة.

التلفزيون والجنس

يحتل لتلفزيون موقع الصدارة في ميدان التربية الجنسية للأطفال، حيث يشاهد المراهقون المواضبون على متابعة بعض القنوات حوالي 14000 مشهد جنسي في السنة. و أكد بعض علماء الاجتماع أن التلفزيون يعرض المراهقين إلى متابعة مشاهد جنسية مخصصة للكبار. هذه المشاهد المثيرة تبيح محاكاة ممارسات جنسية محضورة بدعوى أنها أعمال يقوم بها عامة النجوم... وأصبحت الممارسات الجنسية خارج رابطة الزواج في بعض البلدان أكثر انتشارا من الممارسات الجنسية بين الأزواج الشرعيين.

التلفزيون والتدخين والسلوكات الكحولية

حتى مع منع الاشهار على التدخين والمواد الكحولية يبقى للبرامج التلفزية وبعض الأفلام دور مؤثر يساهم في حقن تصورات تقرن بين الرجولة والفحولة والسلوكات الكحولية والتدخين.

التلفزيون والصحة العامة

التفاعل مع التلفزيون، يعتمد حاسة السمع وحاسة البصر ويهمل الثلاثة المتبقية من الحواس الخمس. مع كل ما يترتب عن ذلك من خسران معرفي. أما بخصوص العضلات فإن الطفل المواضب على متابعة التلفزيون، أقل من 5% من سائر العضلات بالمقارنة مع اللعب مع الأطفال. ويعطى الوضع الجسمي والانفعالي الذي يتبناه الطفل مدة ساعات مطولة فرصة إضافية للسمنة وخمول الأعضاء ونقص في الحركة النفسية والدموية... ويساهم الإدمان على التلفزيون في تقلص الطاقات الخيالية والابداعية ويحدد من آفاق الحلم البناء الذي غالبا ما تحسن إثارته المطالعة المركزة. ويساعد التلفاز على اكتشاف بعض العاهات السمعية والبصرية ويشارك في تفاقمها.

دلالة الصورة بالنسبة للطفل

يعتبر التلفزيون من أخطر وسائل الإعلام تأثيراًبالنسبة للطفل، فمن خلاله يقوم الطفل بمحاولة تطبيق كل ما يشاهده على التلفزيون فيحاول أن يجسده على أرض الواقع، وكذلك ايضا يمكن للطفل أن يستفيد من خلاله لعل من أبرز مميزاته تلك التجربة التي قام بها اليونيسكو في الهند من خلال تعليم الطفل من خلاله. ويمكن لنا أن نستعين بنظرية التعلم من خلال الملاحظة ، أي انه يقوم الطفل بتطبيق مايراه على التلفزيون، ويمكن للأسرة من هنا أن تعمل كحارس للبوابة أي أن تقوم بوصف كل اللقطات والمشاهد، ومحاولة توضيحها للطفل ،وأن يبيّن له الواقع من الخيال وبذلك سيتجنب القليل من مخاطر المرناة (التلفزيون ).


انظر أيضا

تلفاز

المرجع

منارة الساحل/الدكتور شمس الدين عصيدة - الجمهورية التونسية - سوسة. المرجع

منتدى الكساد / محمد أبوراس / كلية الفنون والاعلام طرابلس/ليبيا 2008
الكلمات الدالة: