الطيارون السوڤيت في مصر

المجموعة 73 مؤرخين
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

الطيارون السوڤيت كانوا جزءاً من المستشارون العسكريون السوڤيت في مصر.

اللواء الجوي السوفيتي الذي وصل الي مصر عام 1970 لم ينتظر طويلا قبل الاشتراك في معركه دمويه ، فطبقا لاقول الكولونيل ناستنكو (( في صباح 22 يونيو 1970 التقط الرادارات المصريه في جناكليس شمال غرب الدلتا مجموعه من طائرات السكاي هوك تجاه الاسماعيليه ، وتم التقاط طائرات ميراج معها في دور الحمايه وكانت الميراج تطير علي ارتفاع منخفض ، وعلي الفور اقلعت طائرات ميج 21 وتسلقت الي ارتفاع مناسب لجذب الميراج الاسرائيليه وبدأ اشتباك جوي ، وفي نفس الوقت كان تشكيل من طائرات ميج 21 يطير علي ارتفاع منخفض تجاه الاسماعيليه وعلي الفور استطاع ان يكون في ذيل الطائرات السكاي هوك الاسرائيليه. وفي اليوم التالي ارسل السرب السوفيتي قطع من احد الطائرات الاسرائيليه المحطمه علي الضفه الغربيه للقناه ، ووصل العديد من الضباط المصريين الكبار لتهنئه الطيارين السوفيت ))[1]

في 27 يونيو اسقطت الاطقم السوفيتيه لصواريخ سام اول طائرة اسرائيليه وفي 30 يونيو اسقط بعض المواقع السوفيته التي تحركت صوب القناه عدد من الطائرات الاسرائيليه التي سقط بعضها الاخر بواسطه المواقع المصريه وايضا مثل المصريين فقد عانت الاطقم السوفيتيه من خسائر في الارواح فقد تحرك حائط صواريخ سام تجاه القناه ، وفي احد تلك الاشتباكات الكبيرة التي حدثت والتي كان بها اعداد كبيرة من طائرات الفانتوم والميراج والهليكوبتر التي تمارس دور الاعاقه الالكترونيه وبعد عده مناوشات بدأ الاسرائيلين من 18 يوليو في تجنب وحدات الدفاع الجوي العامله بأطقم سوفيتي في 25 يوليو تم اعترض طائرة سكاي هوك بواسطه طائرتين ميج 21 سوفيتيه والطائرة الاسرائيليه كانت تحاول قصف مواقع مصريه علي ضفه القناه ، واشتبكت الطائرات السوفيتيه مع السكاي هوك واطلقت احداها صاروخا استطاع اصابه الطائرة السكاي هوك بصاروخ جو جو ، واجبرتها علي الهبوط في اقرب مطار هذا التصرف المندفع الجرئ والغير مصرح به من قبل الطيارين السوفيت بالطيران فوق سيناء ، اقنع الاسرائيلين بالغاء الهدنه الغير معلنه من القوات السوفيتيه ، وفي اجتماع لاحق بين كبار ضباط الاسرائيليين فقد تقرر فيه تلقين الطيارين السوفيت درسا بطريقه خاصه وتم وضع خطه سريه بأسم )Operation Branch العمليه برانش (

والتي تتضمن اربع طائرات فانتوم وتشكيلين ميراج ، كل تشكيل من اربع طائرات ، وكان الطيارين الاثني عشر من خيرة الطيارين الاسرائيليين ،والذين لديهم كلهم حوالي 59 انتصار وبدون اي خسائر ، وكانت المحصله اقوي اشتباك بين السوفيت وبين الاسرائيليين وسيتم ذكرة تفصيلا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العملية رمان 20

العمليه برانش بدأت في منتصف يوم 30 يوليو 1970 ، وبدأت بهجوم طائرتين فانتوم لمحطه رادار مصريه في الجهه الغربيه لقناه السويس ، وكان في حمايه الفانتوم طائرتين ميراج ، وكان الرادار في نطاق حمايه الطائرات السوفيتيه ، ولم يقابل الاسرائيليين اي مقاومه في الجو ، لذلك عادت الفانتوم الي مطاراتها بينما ظلت الميراج تتوغل في الاراضي المصريه ، بعد 12 دقيقه اقلعت 12 طائرة ميج 21 تحت قياده الكابتن كامينوف ، وتم مشاهده الطائرات الاسرائيليه في الساعه الثانيه و 20 دقيقه ظهرا ، وفجأه ظهرت اربع طائرات ميراج من خلف الطائرات السوفيتيه بدون اي سابق انذار ، ولم يرصد الطيارين السوفيت تلك الطائرات الميراج الجديده لكن رصدتها الرادارات الارضيه فاقلعت 12 طائرة ميج 21 اخري ، وهذا يعني ان الطائرات الميراج الثمانيه قابلها 20 طائرة ميج 21 بطيارين سوفيت ، وبعد ثوان ظهرت 4 طائرات فانتوم اسرائيليه في المعركه يقودها افياهو بن نون ، والذي قاد او سرب فانتوم اسرائيلي ولاحقا اصبح قائد القوات الجويه الاسرائيليه عام 1991 . ولم يكن الوضع الجديد بعد ظهور الفانتوم في صالح السوفيت فاقلعت اربع طائرات اخري ميج 21 والان اصبح في سماء المعركه 36 طائرة من اقوي طائرات العالم ، واول طائرة سقطت كانت سوفيتيه بواسطه مدفع طائرة ميراج والثانيه بواسطه صاروخ سباروا تم اطلاقه بواسطه بن نون ، وبعد ثوان سقطت اربع طائرات سوفيتيه وبدأ الطيارين السوفيت في التخلص من المعركه والهرب الواحده تلو الاخري ، وانتهت المعركه بتدمير اربع طائرات سوفيتيه ودمرت الخامسه اثناء الهبوط بدون اي خسائر للطائرات الاسرائيلي الطيار اشير سنير والطيار ابراهام شالمون وقائد الفانتوم بن نون هم الطيارين الاسرائيلين الذين اسقطوا الطائرات الاربع بينما استطاع يافتا سبكتور اصابه الطائرة الخامسه التي اصيبت وتحطمت اثناء الهبوط ، وقد تم اطلاق صواريخ سباروا وسايدوندر وشافير خلال هذا الاشتباك بينما سقطت واحده ميج فقط بالمدفع ، والطيارين السوفيت الذين ماتوا هم – كابتن – زهورلفيف و جيرنكو و زكولوف بينما استطاع طيار واحد القفز بالمظله في هذا اليوم الاسود في تاريخ التواجد السوفيتي في مصر.

في نفس الوقت احس الطيارين المصريين بالشماته في السوفيت الذين لم يكونوا بالنجاح الذين تصورونه في قتال الطائرات الاسرائيليه ، فالطيارين السوفيت سقطوا في كمين اسرائيلي محكم كما يتعرض له الطيارين المصريين منذ فتره طويله ولم يستطيعوا النفاذ منه ، ولم يستطع كبار الطيارين السوفيت اخذ العبرة بما يحدث لنظرائهم المصريين اللواء طيار مصطفي حافط والذي كان قائد سرب سوخوي 7 في بني سويف قبل تلك الحادثه والذي سلم القاعده للسوفيت لاستخدامها يتذكر الصعويات التي واجهت سربه في تلك القاعده سابقا قائلا ((اكبر مشكله كانت تقابلنا هي الجبال بين بني سويف والبحر الاحمر ،في فترة الكمائن الجويه الاسرائيليه في تلك الفترة ، لم يكن لدي مصر رادارات تكشف تلك الطائرات التي تطير علي ارتفاع منخفض تحت مستوي الكشف الراداري ، لذلك امرت ضباط التوجيه بعدم ارسال طائرات شرق تلك الجبال ، لكن الانتظار حتي ياتي لنا الاسرائيليين غرب تلك الجبال ، وقد وقعت الوحده السوفيتيه التي استلمت مطار بني سويف في خسائر بسبب ذلك الكمين الاسرائيلي )) وصلت حرب الاستنزاف الي منطقه القوة بين الطائرات المصريه والسوفيتيه والاسرائيليه وصواريخ سام ، وقبل وقف اطلاق النار في 7اغسطس 1971 اوليج تسوي كان في معركه مرة اخري ، حيث كان سربه منوط بمناطق جنوب القاهرة وحتي السد العالي في اسوان ، وفي احد دورياته العاديه شاهد اوليج طائرة ميراج اسرائيليه في ذيل طائرة ميج 17 مصريه هرع اوليج لنجده الطائرة المصريه وشاهده الطيار الاسرائيلي وانفصل متجه الي سيناء ونسي اوليج التعليمات بعدم عبور القناه واستمر في ملاحقه الميراج واطلق صاروخا علي الميراج لكن الطيار الاسرائيلي تفاداه ، اوليج تسوي شارك في اشتباكات اخري لكنه لم يسقط اي طائرة اسرائيليه، في مناسبه اخري اعترض اوليج طائرة استطلاع بدون طيار فوق الصحراء واسقطها ، وجمع المصريين حطام تلك الطائرة والتي كانت تحمل معدات سريه جدا وتم الحصول علي المعلومات التي بها وظلت سليمه بغض النظر عن اشتباك 30 يوليو الدامي للسوفيت ، فقد استطاعت الوحدات السوفيتيه دعم ومساعده القوات المصريه بشكل ملموس ، وتحمل الطرفين ( المصري- السوفيتي ) خسائر كبيرة . فخلال 17 شهر ما بين 1969و 1970 كانت هناك 50 اشتباك جوي فوق القناه ، ووفقا للمصادر المصريه والسوفيتيه فقد سقط لمصر 60 طائرة مقابل 30 طائرة اسرائيليه ، وعلي الاقل 21 طائرة من الـ 30 طائرة اسرائيليه قد تم اسقطاها بالدفاع الجوي ، والباقي بواسطه المقاتلات المصريه ، وقتل 7 او 8 طيارين سوفيت وفقا لنفس المصدر ومازال اوليج تسوي مقتنع بانه لو اتيح لهم الفرصه بمهاجمه الاسرائيلين في مواقعهم فأن القوات السوفيتيه كانت تملك القدره علي هزيمه سلاح الجوي الاسرائيلي كله (( طائراتنا لم تكن اسوأ من الطائرات الاسرائيليه ، والطيارين السوفيت لديهم جرأه وقدرات قتال اعلي من الاسرائيليين ، والدليل علي ذلك ان الاسرائيليين لم يكونوا ليشتبكوا معنا الا لو كانوا متفوقين عددا علينا علي الاقل بعشر طائرات ، لكن يجب الاعتراف بأن التكتيكات التي استخدموها كانت متقدمه جدا عنا ، وكل خسائرنا نجمت عن الاستهانه بقدراتهم التكتيكيه )) ادرك الكولونيل ناتسينكو ان الطيارين السوفيت قد تعلموا الكثير عن التكتيكات الاسرائيليه (( الاسرائيليين كانوا عدوا قويا ، ولديهم مدرسه تعليم طيران جميله ، ولديهم خبرة طيران جيده ، بعضهم قاتل في فيتنام ، وقاتلوا بمهاره واحيانا بعصبيه ، وكانوا يهربون من الاشتباكات عندما يكون عددهم قليل ، لكننا علي اي حال تخطينا ذلك )) وبينما حظي طياروا الميج 21 بكل الدعايه الاعلاميه ، فأن زملائهم والذين ساعدوا المصريين في تطوير تكتيكات الهجوم بطائرات سوخوي 7 لم يحظوا بنفس الدعايه او الاهتمام الاعلاني مثل كولونيل بافلوف والذي تمركز في قاعده بلبيس الجويه ، والذين شاركوا في اول غارات علي المواقع الاسرائيليه بأستخدام السوخوي 7 ، ومن اهم المشكلات التي واجهت الخبراء السوفيت في السوخوي 7 هو ضعف التعريف البصري للطائرات من الاطقم الارضيه ، حيث سقطت عدد من تلك الطائرات بواسطه الدفاعات الجويه المصريه التي لم تتعرف علي نوعيه الطائرات وهي عائده من مهماتها من سيناء .

وعمد الاسرائيليين الي مهاجمه السوخوي 7 وهي عائده من مهماتها أيضا وليس اثناء مهاجمتها لاهدافها ولم يعاني الطيارين المصريين الكبار من السوخوي 7 كما عاني الطيران الجدد منها ، ولكن بعد عده هجمات ناجحه علي المواقع الاسرائيليه في الفردان يوم 8 فبراير 1969 ، تم اعطاء مهام قنص حر للطيارين المؤهلين للطيران علي السوخوي 7 ، وبمساعده الخبراء السوفيت في التوجيه لاهدافهم في سيناء بعد ان تم تطوير اجهزة التوجيه الارضي بأجهزة الكترونيه جديده واجهزة تشويش خلف الرادارت الاسرائيليه خاصه بدأ من يوم 18 ابريل 1969 كما لعب الخبراء السوفيت دورا في تطوير الكاميرات البريطانيه لطائرات الاستطلاع من طراز سوخوي 7 (( هذا ليس حقيقي – ارجو مراجعه حوار الطيار ممدوح حشمت طيار الاستطلاع المصري في قسم فهرس البطولات في موقع المجموعه 73 مؤرخين حيث ذكر ان كل الجهود كانت مصريه لتركيب كاميرات بريطانيه علي الطائرات السوفيتيه ، ولم يعلم السوفيت عنها اي شيء. حيث تم تركيب معدات فنتن بريطانيه الصنع ووضعها في حاضن في باطن الطائرة وبعد ذلك تم وضعها علي الميج 21 ايضا. اصبح المصريين بعد هزيمه يونيو في امس الحاجه لاستطلاع المواقع الاسرائيليه في سيناء ، وخاصه المطارات التي تعمل منها اسرائيل ، ولذلك كانت الدفعه الثانيه من الطيارين المدربين السوفيت التي وصلت الي مصر في مارس 1971 كانت تشمل طيارين علي مستوي عال جدا ومعهم احدث نسخه من طائرات الميج 25 والذي ترأسهم الميجور جنرال بيافيسكي والذي يحمل 19 نصر جوي خلال الحرب العالميه الثانيه . صورة كانت مهمات تلك الطائرات المتقدمه جدا علي درجه عاليه من السريه عن اي مهمات اخري ، لانها ستتضمن عمليات استطلاع داخل اسرائيل ذاتها وليس سيناء فقط ، وكانت قوة الاستطلاع تتكون من طائرتين من نوع MIG MIG 25R وطائرتين – MIG 25 RB والنسخه RB لم تكن قد دخلت الخدمه في الاتحاد السوفيتي بعد ، بينما تكفل عدد من الفنيين والجنود لخدمه ست طيارين مخصصين لتلك الطائرات الاربع . تم وصول طائرات الميج 25 عن طريق طائرات انتينوف 12 تحمل العلامات المصريه ، وكانت من المفترض ان يكون وصولها سر لكن ظهر مقال في جريده الاهرام في 18 ديسمبر 1971 يعلن وصول طائرات سوفيتيه جديده مع صورة للميج 25 اثناء طيرانها ، وقد عبر رئيس اركان القوات الجويه السوفيتيه عن غضبه من تصرف المصريين وسال كبير الخبراء السوفيت عن سبب نشر تلك الصورة ورد كبير الخبراء بافيسكي بأن المصريين عرضوا صورة للميج 25 من طراز بي وهي صورة ترجع الي العرض الجوي في دوموديفو عام 1967 وان الطائرات التي في مصر هي نوع مختلف تماما . وبعد وصول الطائرات الي مصر تم وضعها ضمن السرب 63 المستقل ( سرب سوفيتي )وتمركزت في غرب القاهرة وحظي هذا السرب الخاص بخصوصيه خاصه رائعه ، خاصه وان تلك الطائرة وهؤلاء الطيارين كانوا من نخبه الطيارين السوفيت والذين يطيرون بأفضل الطائرات السوفيتيه ، وتدرب الطيارين علي مسارهم داخل اسرائيل بمسار بديل مشابه لما سيقوموا به ، واستخدموا ميدان معركه العلمين ومخلفات الحرب هناك للتصوير الاختباري ، وكان يتم تشغيل المحركات من داخل الدشم والانطلاق في ازواج حتي اذا سقطت احد الطائرات يستطيع الطيار الاخر ارشاد فريق الانقاذ عن مكان قفز الطيار مما يعزز نجاح المهمه وبالطبع كان الصمت اللاسلكي واجبا في مثل تلك الطلعات وكان يتم تنسيق بين اقلاع تلك الطائرات وطائرات مطار بني سويف الميج 21 للحمايه والتدخل للاشتباك اذا دعت الضرورة .

ونظرا للتقدم الاسرائيلي في التصنت اللاسلكي والتليفوني اثرا في التشويش علي الاتصالات بين تلك الطائرات ، وايضا لرصد الاتصالات المتبادله ومعرفه ان هناك طلعه استطلاع يتم التجهيز لها . وبحلول ابريل 1971 استطاع المهندسين الوصول بسرعه الطائرة الي ثلاث اضعاف سرعه الصوت في ثماني دقائق فقط مما اعطي الطيارين السوفيت الثقه في طائراتهم وبدأوا في الطيران فوق اسرائيل نفسها . وكان المتبع ان تقلع طائرتين ميج 25 في حمايه تشكيل ميح 21 ، وبعدها تكتسب الميج 25 سرعه وارتفاع عال فوق البحر المتوسط حتي تصل الي ارتفاع 25 كيلو متر وسرعه 2.5 ماخ فوق سيناء او اسرائيل طبقا للمهمه ، وكان هذا الارتفاع مستحيل الوصول اليه بواسطه اي طائرة اسرائيليه او امريكيه مقاتله في هذا الوقت . وقد لاحظ الطيارين السوفيت محاوله الاسرائيليين الوصول اليهم عبر صواريخ هوك والتي يصل ارتفاع عملها الي 12.2 كيلو متر فقط ، وتم رصد محاولات الفانتوم الاقتراب منهم بلا جدوي مما زادهم ثقه في انفسهم . وكان المصريين يتابعون ذلك علي شاشات الرادار بسعاده ، فقد رصدوا محاولات الطائرات الاسرائيليه الاقلاع خلف تلك الطائرات وفشلهم في الوصول اليها. اللواء فؤاد كمال يتذكر سعاده المصريين ورضائهم التام عما يحدث امامهم علي شاشات الرادار من محاولات الطائرات الاسرائيليه اللحاق بالميج 25 ، لكن الخطر الاكبر هو صواريخ الدفاع الجوي المصري التي لم تكن تعلم بوجود الميج 25 في الاجواء ، لكن لم تحدث حوادث تذكر وقد تم مكافأه الطيارين بايفسكي والكولونيل بيزافيك والكولونيل بورهوف بلقب بطل الاتحاد السوفيتي ، وكان يفترض علي بايفسكي ان يظل في مصر لمده شهرين للحصول علي صور الاستطلاع ، لكن تقارير المخابرات السوفيتيه افادت بوصول منظومه صواريخ نايك هركوليز الصاروخيه والتي تستطيع اسقاط طائرات فوق ارتفاع 20 كيلو متر مما ادي الي توقف طلعات الاستطلاع للطائرات ميج 25 وفي نهايه فترة خدمته في مصر سلم بيافسكي القياده الي نائبه الكولونيل شودين ، وعلي اي حال يمكن القول ان السرب 63 المستقل ظل في مصر لمده عام وعاد الي الاتحاد السوفيتي في ابريل 72 تاركا خلفه اربع طائرات ميج 25 تمركزت في اليمن لكي يطير عليهم طيارين سوفيت لاحقا وهو ما ليس واضحا اذا كان قد تم استخدامها من قبل المصريين او لا . ووفقا لاحد التقارير فأن الجنرال يدرونوف طار بنفسه في مهمتين للاستطلاع فوق اسرائيل بأستخدام تلك الطائرات لكنها كانت تأتي من خارج مصر ويتم اعاده تموينها بالوقود في مصر ، وكان يتم عمل تلك الطلعات علي ارتفاع 25 الي 30 كيلو متر فوق اسرائيل حيث تعود الطائرات الي قاعده مصريه غير التي اقلعت منها للتزود بالوقود ومنها الي اليمن حيث تمركزت وهناك طيارين اخرين قاموا بمهام استطلاع بناء علي اوامر مباشرة من موسكو يتم تسليمها في السفارة السوفيتيه في القاهرة تم اصدار الاوامر للخبراء السوفيت بمغادرة مصر في عام 1972 ، لكن في المرحله التاليه لدور الخبراء السوفيت في مصر قد بدأت في اكتوبر 1973 ، عندما وضح ان الحرب لا تسير في صالح العرب ، وبدأ السوفيت جسرا جويا مماثل للجسر الامريكي لاسرائيل ، وتمت كل طلعات الجسر الجوي ليلا وفي صمت لاسلكي تام ، وطارت الطائرات الي المنطقه وهي تحمل النجمه الحمراء رمز الاتحاد السوفياتي ، وشملت المئات من الاطنان من الاسلحه والذخائر وقطع غيار الطائرات ، وتم ارسال كبير مستشارين سوفيت سريعا الي مصر للمعاونه في القوات الجويه وماركو التدريب ، وتمركز افراد الخبراء في السفارة السوفيتيه تحت قياده الجنرال دفورنفيتش وشملت 220 رجل وشمل الدعم السوفيتي طائرات ميج 25 تطلبت 12 طائره انتينوف 22 و72 رحله لطائرات انتينوف 12 لنقل دخائر هذه الطائرات واسلحتها ، ووصلت اول شحنه يوم 13 اكتوبر 1973 ، وساعدتها السفن البحريه السوفيتيه عبر المساعدات الملاحيه للوصول الي مصر وللحمايه من اي هجوم جوي اسرائيلي . وهذه الطائرات الميج 25 الجديده تم سحبها من السرب 47 المخصص للاستطلاع والذي يشمل ايضا انواع قاذفه من تلك الطائرة التي كانت تتمركز في منطقه موسكو في البدايه ولان عدد من تلك الطائرات كان قد تم ارسالها الي بولندا قبل حرب اكتوبر المفاجأه ، فانه لم يكن هناك سوي 10 طائرات فقط في الاتحاد السوفيتي ، فتم ارسال اربع طائرات وسبع طيارين و220 فني وضابط وجندي لخدمه تلك الطائرات خلال الحرب تحت قياده الكولونيل شودين والذي كان له دور في الاستطلاع فوق سيناء قبل الحرب بعامين بالاضافه الي ذلك كان هناك ممثلين من وزارة الدفاع السوفيتيه ، ومكتب تصميم ميج ووزير الطيران السوفيتي ضمن المتجهين الي مصر لمتابعه عمل الطائرة الميج 25 خلال الحرب ، والتي تم طلائها بالعلامات المصريه والارقام المصريه ، لكن العلامات المصريه التي تم وضعها لم تكن تستخدم من قبل القوات الجويه المصريه في ذلك الوقت وتم تسليم ملابس مصريه للاطقم والطيارين بدون علامات رتب وتم مصادره اي شيء مصنوع في روسيا مثل الساعات والولاعات واعواد الثقاب وتم اعطاء السرب في مصر الرقم 15 ليكون السرب 15 سربا سوفيتيا ، والذي عرف في اسرائيل بأسم السرب الفا ، والذي كان مهمته هي استطلاع منطقه الحرب وداخل اسرائيل ، او القيام بعمليات قذف بعيده المدي ، وتحمل هذه الطائرة حوالي 8 قنابل زنه 500 كيلو جرام للواحده ، أو قنابل حراريه او قنابل شديده الانفجار والمخصصه لتلك الطائرة خصيصا وتلك القنابل يمكن اسقاطها من ارتفاع 22 كيلو متر بسرعه طيران 2.35 ماخ ، ويمكن للقنبله الانزلاق لمسافه 40 كيلو متر نحو الهدف وتخترق حتي عمق 30 متر قبل انفجارها . وقد تم تدريب الطيارين علي استخدام تلك القنابل وهي من طراز FAB-500 علي استخدام تلك القنابل في بيلاروسيا ( روسيا البيضاء ) . اما طلعات الاستطلاع فقد تم تجهيز الطائرات بكاميرات 70 ام و اي 70 ، وقد علم الاسرائيليين بوصول الميج 25 وسببت لهم قلق بالغ يوم 14 اكتوبر وهو اليوم التالي لوصول الميج 25 من روسيا ، شنت اسرائيل هجوم جوي كاسح ضد المطارات المصريه في الدلتا ، والنتيجه هي اكبر معركه جويه في تاريخ الطائرات النفاثه والتي يعتبرها المصريون نصرا لهم. وسبب نصر المصريين هو دشم الطائرات التي انشئها المصريين بعد النكسه وقت رئاسه شلبي الحناوي للقوات الجويه ، وتلك الدشم كانت اكثر فاعليه وكفاءه مما كان موجودا في الاتحاد السوفيتي فمعظهما تكون من كتله هائله من الخرسانه المسلحه بعضها كان فوق الارض والبعض الاخر تحت الارض مثل التي استخدمتها الميج 25 في قاعده غرب القاهرة ، وبناء علي ذلك اصبحت تلك الطائرات وذخائرها في حمايه تامه من اي هجوم معادي بالاضافه الي ذلك كانت انابيب ومستودعات الوقود ووسائل الاتصال والكهرباء محميه تحت الارض ، حيث كل دشمه لها وسيله توليد الكهرباء الخاصه بها ولها فتحات تهويه مستقله ، ولذلك لم تحاول اسرائيل مهاجمه قاعده غرب القاهرة ابدا ، رغم ذلك كان يوميا ما بين 30 و 36 انذار بأقتراب طائرات معاديه لكنها لم تصل للمطار . السرب الـ 15 تم تجميع طائراته داخل تلك الدشم في أمان من اي هجوم جوي ، وكان كان قائد قاعده غرب القاهرة هو اللواء بشاري (!!) وكان بالمطار سرب استطلاع مصري من طراز ميج 21 R ومن الواضح ان القوات الجويه المصريه كانت تواجه ضغطا من اسرائيل في اماكن اخري من الجبهه فلم يتم توفير اي حمايه لطائرات الميج 25 ولذلك ابتدع الطيارين السوفيت اسلوب جديد في الاقلاع خوفا من تعرضهم لهجوم جوي اثناء اقلاعهم واطلقوا علي هذا التكتيك اسم جاك ان ذا بوكس JACK IN THE BOX وكان يقوم علي اساس تجهيز الطائرة وتشغيلها للاقلاع داخل الدشمه ، ثم تتحرك الطائرة للاقلاع من داخل الدشمه عبر الممر سريعا حيث تتجمع جنوب المطار بمسافه كبيرة امنه (( هذا اسلوب الطيران المتبع من المصريين منذ عام 1968 ولا اعلم ما هو الجديد الذي اضافه السوفيت لانفسهم او لنا عبر هذا التكتيك الذي ظنوا انه جديد عليهم )) اول طلعه للميج 25 كانت بواسطه الطيار يوفاروف والكسندر سيفرين يوم 18 اكتوبر ، وقاموا بطلعه استطلاع بطول جبهه قناه السويس لمسافه 160 كيلو متر ولمده 35 دقيقه بسرعه 2.5 ماخ ، وتم ارسال الصور والفيديو الي موسكو رأسا (( !!!!!..؟لماذا لم يتم تحميضها في مصر …؟؟؟؟؟)) بواسطه طائرة انتينوف 12 . وبعد الثغرة الاسرائيليه في الجبهه المصريه اصبح الوضع بالنسبه للسرب 15 خطير وخاصه باقتراب القوات الاسرائيليه من القناه ووجود الكوماندوز المصريين فقط لوقفهم . فتم تزويد الطائرات بخزانات وقود اضافيه لاقلاعها الي قاعده فازيني في جورجيا والتي كانت تعبر اقرب قاعده جويه روسيه (( لم يذكر الكاتب او يتساءل علي الاقل عن مبرر هروب تلك الطائرات الي روسيا بينما كان يمكن ان تتوجه الي مطار مرسي مطروح او جناكليس في غرب الدلتا ؟؟!!!!)) وتم تلغيم الدشم لتفجيرها في حاله وصول الاسرائيليين للمطار قبل اقلاع الطائرات لتدميرها ، وخلال كل ليله ، كان يتم وضع سياج كهربائي حول وفوق الطائرة لحمايتها من اي هجوم اسرائيلي خوفا علي تلك الطائرات المتقدمه . (( لم يوضح الكاتب ان القوات الاسرائيليه كانت علي مسافه 200 كيلو متر من قاعده غرب القاهرة وان القوات الجويه المصريه لم تخلي قاعده ابو صوير مثلا والتي تعتبر اقرب قاعده للقوات الاسرائيليه والتي كانت علي مسافه 30 كيلو متر منها او مطار القطاميه والذي كان اقرب من 20 كيلو متر ، ولم يوضح الكاتب سبب الرعب الذي اصاب السوفيت وتلغيمهم للدشم لتدمير الطائرات )) السرب الـ 15 السوفيتي هو القوه الوحيده التي تم ارسالها للدخول في حرب 73 بين العرب واسرائيل ، والتي قامت خلالها بأربع طلعات استطلاع ، بدون ان تتعرض لاي خسائر . الكولونيل شودن عاد الي الاتحاد السوفيتي يوم 25 اكتوبر وتم استبداله بالكولونيل اوفرون، لكن ظل السرب 15 في مصر رغم توتر العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتي وقامت بعدد من الطلعات الاضافيه للاستطلاع . وكانت اخر الطلعات في 15 ديسمبر 1973 عندما قامت طائرت بأستطلاع المواقع الاسرائيليه غرب القناه ، في البدايه اقلعت الطائرات في الساعه الثانيه ظهرا بقياده سيرجي مالوي وفلاديمير ماشاكوف ، وتسلقوا الي ارتفاع 22 كيلو متر متخذين طريقهم للاستطلاع وسط صمت لاسلكي طبقا للتعليمات العاديه وبعد ثلثي الطريق سمع الطيارين رساله كوديه (( الي 745 انه 31 انه 31 )) وكانت تلك اشاره كوديه باقتراب طائرات معاديه ، وبالفعل كان زوج من طائرات الفانتوم يقترب من اليمين والي اسفل منهم ، وكان لدي الاسرائيلين فرصه ثوان معدوده فقط قبل ملاحظه الطائرة واطلاق صاروخ عليها ، وبالفعل تم اطلاق صاروخ سباروا علي طائرة ماشاكوف ، لكن الطيار السوفيتي كان ممتازا ويعرف ان السرعه الكبيرة التي تطير بها الطائرة تسمح لها بالهروب من الصاروخ ، فأنفصل عن زميله وانحرف قليلا وهو مستمر في خط سيره وبينما الكاميرات مازالت تعمل في التصوير (( لم يوضح الكاتب سبب قيام الاتحاد السوفيتي بعدم عرض الصور علي القياده المصريه وتحميض الصور في الاتحاد السوفيتي ثم ارسالها بعضها الي مصر مرة اخري لعرضها علي القياده المصريه لدقائق معدوده مع عدم التصريح لنا بنسخ الصور او الاحتفاظ بها )) وبعد ثوان اطلقت الفانتوم صاروخين سباروا اخرين من مسافه 12 كيلو متر ، وعلي ايه حال استمرت الميج 25 في طيرانهم بسرعه 2.5 ماخ وظلت امام الصاروخ ، وبعد دقيقه ، انتهت مهمه الطائرات بأنتهاء خط سير التصوير ، فقام ماشاكوف يدوران تجاه اليسار في مسار 70 درجه ودفع طائرته الي اسفل بسرعه كبيرة ، وشاهد الطيار عداد السرعه يصل الي اقصي حد ويتعداه فالسرعه الفعليه تعدت 3150 كيلو متر في الساعه وانفجر الصاروخ المطلق عليه من تلقاء نفسه علي مسافه كبيرة قبل ان يصل للطائرة ، وعادت الطائرات الفانتوم الي قواعدها تجر اذيال الخيبه . وكانت تلك الطلعه هي اخر طلعه للسرب الـ 15 السوفيتي في مصر وعاد الي الاتحاد السوفيتي في مايو 1974 عندما تم استبداله بفوج اخر . الكولونيل يورديوف ظل قائد الوحده الجديده وعاد معها الي الاتحاد السوفيتي في اغسطس 1974 ، ويعتبر هو اخر مستشار عسكري سوفيتي يغادر مصر. خلال عام 1974 وقع الاتحاد السوفيتي مع مصر اتفاقيه لمساعده مصر في تطهير قناه السويس من الالغام ومخلفات الحرب وتم استخدام سته طائرات كاموف KA 25 PL المضاده للغواصات في اعمال التطهير بعد تزويدها بالمعدات المناسبه ، وفي البدايه رفضت تركيا للطراد ليننجراد بالعبور من مضيق البوسفور للدخول للبحر المتوسط ومعه تلك الطائرات ، مما اضطره الي الابحار الي مضيق جبل طارق ومنه حول افريقيا حتي وصل الي السويس بصحبه الفرقاطه شكوري وناقله البترول شيكين وقرب السويس انضمت تلك القوة الي قوة الكاسحات من اسطول المحيط الهادئ السوفيتي والتي عملت بالتعاون مع الطائرات الهليكوبتر . وفي 19 اغسطس 1974 بدأت الطائرات الهليكوبتر عملها في رصد الالغام والمخلفات في قاع القناه ، وبحلول سبتمبر 1974 كانت تلك الطائرات السته قد قامت بـ 339 ساعه طيران في 188مهمه بحث ، حيث انتهي عملها وتم تكريمها بواسطه الحكومتين المصريه والسوفيتيه ووفقا للوثائق السوفيتيه التي اعلن عنها مؤخرا فأن 21 خبير وجندي سوفيتي قد ماتوا في مصر خلال القتال ومات عشرة اخرين خلال حوادث عاديه ، منهم 8 خلال عام 1962 وواحد قتل خلال حرب اليمن ، ومنهم 1 خلال حرب يونيو و 16 خلال الفترة من 67 الي 73 وواحد خلال عام 74. وحتي اغسطس 1972 فقد خدم في مصر 21 الف مستشار سوفيتي لكن يظل العدد الاجمالي من 1955 حتي 1974 مجهولا.


انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Michail Zhirokhov وترجمة: أحمد زايد (2013). "THE UNKNOWN HEROES - SOVIET PILOTS IN THE MIDDLE EAST, 1955-74". المجموعة 73 مؤرخين.