محمود بن أحمد الزنجاني ( 573 ـ 656 هـ/1177-1258م) هو الإمام اللغوي الفقيه المفسر القاضي شهاب الدين أبو الثناء، ويكنّى بأبي المناقب محمود بن أحمد بن محمود بن بختيار الزنجاني، نسبه إلى زَنْجَان، وهي بلد كبير مشهور من نواحي جنوبي شرق جبال القفقاس، قرب أذربيجان، وقد فتحها الصحابي الجليل البراء بن عازب عنوة في أثناء ولايته على الرَّي، بعدما فتح كلاً من أبهر وقزوين.

تزوج من حفيدة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وانتقل إلى بغداد واستوطنها، وعمل مدرساً في المدرسة النظامية سنة 625هـ، وفي المدرسة المستنصرية سنة 633هـ. وتولَّى نظر الوقف العام، وقضاء القضاة في بغداد وعزل. وجرت له في حياته فتن ومحن، كان من نتيجتها أن جُرِّد من ماله، وسجن أكثر من مرة.

استشهد في بغداد بسيف التتار، فيمن قتله التتار صبراً مع الخليفة المستعصم، آخر الخلفاء العباسيين.

اشتغل الزنجاني منذ صغره في طلب العلم، ولاسيما الفقه، حتى صار فقيهاً ومفتياً، وبرع في الفقه الشافعي، ثم بعلم اختلاف الفقهاء، وذاع صيته. كما اشتهر بعلم أصول الفقه.

ولم يقتصر علمه على الفقه وأصوله، بل اشتغل بعلم الحديث، وإن لم يكن كاشتغاله بالفقه وأصوله، حتى حدث عن الإمام الناصر لدين الله، وهو من مشاهير المحدثين في زمانه. كما اشتغل بعلم التفسير فصنَّف في ذلك تفسيراً.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كتبه

من كتبه: «السحر الحلال في غرائب المقال» في فقه الشافعي.

«ترويج الأرواح في تهذيب الصحاح» وهو اختصار لكتاب «الصحاح» للجوهري، ووقع حجمه موقع الخمس من «الصحاح» بتجريد لغته من النحو والتصريف الخارجين عن فنه، وإسقاط مالا حاجة إليه من الأمثال والشواهد، ثم قام فأوجزه إيجازاً ثانياً حتى وقع حجمه موقع العشر.

على الرغم من الفتن التي لاقاها الزنجاني في حياته، والتي عكرت عليه علاقته مع الوسط السياسي أحياناً فإنه كان مقرباً من الخلفاء عامة، فقد تقلَّد المناصب العليا في الدولة، كما أرسلته دار الخلافة رسولاً إلى شيراز مرات عدَّة.

ولم يتوقف علو منزلته على الوسط السياسي، فقد عظم شأنه عند العلماء حتى شهدوا له بالإمامة، فقال الذهبي: وكان من بحور العلم، له تصانيف.

وقال ابن النجار: برع في المذهب ـ يعني الشافعي ـ والخلاف والأصول.

عماد الدين رشيد


للاستزادة