التجريدة البريطانية على الحبشة 1868

التجريدة البريطانية على الحبشة 1868، كانت تجريدة عقابية شنتها القوات المسلحة البريطانية على الإمبراطورية الإثيوپية. قام الإمبراطور تيودورس الثاني من إثيوپيا، ويعرف أيضا بإسم "تيودور"، بسجن العديد من المبشرين والممثلين للحكومة البريطانية في محاولة للفت إنتباه بريطانيا، التي تجاهلت طلبه المساعدات العسكرية. عانت التجريدة التأديبية من مشكلة عبور القوات العسكرية، كبيرة الحجم، لمئات الأميال عبر الطرق الجبلية الوعرة وافتقادها لنظام طرق محدد. تم التغلب على العقبات الهائلة التي واجهت العمل من قبل قائد الحملة، الجنرال روبرت ناپيير، الذي استولى على العاصمة الحبشية، وأنقذ جميع الرهائن.[بحاجة لمصدر]

التجريدة البريطانية على الحبشة
British Expedition to Abyssinia
Magdala burning.jpg
حرق حصن مجدلة
التاريخ4 ديسمبر 1867 – 13 مايو 1868 (1867-12-04 – 1868-05-13)[1]
الموقع
النتيجة انتصار القوات البريطانية
المتحاربون

Flag of المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا المملكة المتحدة

  • Tigray
Flag of الإمبراطورية الإثيوپية الإمبراطورية الإثيوپية
القادة والزعماء

روبرت ناپيير

يوحنس الرابع
تيودورس الثاني 
القوى
≈4.000
الضحايا والخسائر
  • 2 قتلى
  • 18 جريح [2]
  • 700 قتيل
  • 1.400 جريح[2]

وصف هارولد ج. هذا التحرك، "أنه واحد من أكثر الأحداث المكلفة في التاريخ".[3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

 
كرتون رسم جون تنيل في مجلة پنش (10 أغسطس 1867)، يصور بريتانيا (رمز الإمبراطورية) تنتزع مفاتيح معتقل المبشرين من الإمبراطور تواضروس.

بحلول أكتوبر 1862، أصبح وضع الإمبراطور توضروس كحاكم للحبشة مزعزعاً، وقامت ضده الثورات في أنحاء البلاد، عدا منطقة صغيرة تمتد من بحيرة تانا في الشرق إلى حصنه في مگدلا. وكان توضروس منهمكاً في حملات عسكرية مستمرة ضد قائمة طويلة من المتمردين. وفي محاولة أخيرة للاحتفاظ بحكمه، كتب تيودروس إلى القوى العظمى طالباً مساعدتهم العسكرية. كما يروي دونالد كرَمي، "والآن جاءت المحاولة الأكيدة، في نقطة فارقة في مستقبل الامبراطور. فنجاحه يعني استقرار الوضع الداخلي؛ والهزيمة ستطيح بآخر دعامة لنظامه. وقد اقترح ارسال سفارات هدفها النهائي الحصول على تحالف عسكري واتفاقيات للتقدم التقني."[4]

أرسل تيودوروس رسائل إلى روسيا، پروسيا، النمسا، فرنسا، وبريطانيا.[5] ردت الحكومة الفرنسية بمطالب نيابة عن البعثة الإرسالية (التبشيرية) اللازارية في الحماسين، على أطراف أملاك تواضروس؛ وكانت الدولة الوحيدة التي عُرف أنها ردت على رسائله.[6] إلا أن أول أوروپي التقاه بعد تجاهل رسائله، صادف أن يكون هنري سترن، المبشر البريطاني. وقد ذكر سترن ضعة أصل الامبراطور في كتاب قد نشره؛ وبالرغم من أن الاشارة لم يكن القصد منها هو الاهانة ("تاريخ الرجل الحافل بالأحداث والرومانسية، منذ كان طفلا فقيراً، في دير مبني من الخوص، وكيف أصبح فاتحاً لعديد من الأقاليم وسيد ملكٍ شاسع عظيم"[7]) ثبت أن ذلك النشر كان خطأ فادحاً. ففي ذلك الوقت كان توضروس يصر على أنه سليل الأسرة السليمانية، وأعرب توضروس عن غضبه في صور شتى، بما فيهم ضرب خدم سترن حتى الموت، كما أن سترن ومعه روزنتال، قد "قيـِّدا بالسلاسل، وتعرضا لضرب مبرح، وعوملا بفظاظة، وجـُلِد الأخير في عدة مناسبات."[8]

ناشدت رسالة توضروس إلى الملكة ڤيكتوريا التضامن المسيحي في مواجهة التوسع الإسلامي الذي يحدث في جميع أنحاء المنطقة، لكن هذا لم يلق سوى القليل من التعاطف. لم تكن مصالح الإمبراطورية البريطانية في شمال شرق أفريقيا موجهة نحو "حملة صليبية" مسيحية ضد الإسلام، لكن بدلاً من ذلك، سعى البريطانيون للتعاون سياسيًا واستراتيجيًا وتجاريًا مع الدولة العثمانية ومصر والسودان. لم يكن هذا لحماية الطريق المؤدي إلى الهند فحسب، بل كان أيضًا لضمان استمرار الدولة العثمانية في العمل كحاجز ضد خطط روسيا للتوسع في آسيا الوسطى. علاوة على ذلك، نتيجة الحرب الأهلية الأمريكية، انخفضت شحنات القطن من الولايات الكونفدرالية الأمريكية إلى صناعة النسيج البريطانية، مما جعل البريطانيين يعتمدون بشكل متزايد على القطن المصري السوداني. من وجهة نظر هذه المصالح، لم تنظر وزارة الخارجية البريطانية بشكل إيجابي لدعم توضروس. احتفظ بالرسالة لكن لم يتم الرد عليها.[9]


الرهائن

كان أول أوروپي يعبر طريق توضروس بعد عدم الاستجابة هو هنري ستيرن، وهو مبشر بريطاني. ذكر ستيرن أيضًا الأصول المتواضعة للإمبراطور في كتاب نشره؛ على الرغم من أن المرجع لم يكن القصد منه أن يكون إهانة ("التاريخ الحافل بالأحداث والرومانسية للرجل، الذي أصبح، من صبي فقير في دير مبني من القصب ... فاتحًا لمقاطعات عدة، وملكًا لمقاطعة تمتد سيادتها بمساحات شاسعة [10])) ثبت أن هذا كان خطأ خطيراً. في ذلك الوقت كان توضروس يصر على نسبه إلى الأسرة السليمانية، وأعرب توضروس عن غضبه بعدة طرق، بما في ذلك ضرب خدام ستيرن حتى الموت، وكذلك، "تقييد ستيرن ومساعدته السيد روزنتال، ومعاملتهم بقسوة، وضُرب الأخير في عدة مناسبات".[11]

وتدخل القنصل البريطاني تشارلز دنكان كامرون، مع أبونا سلامة ومجموعة من المبشرين المقيمين في جافات، لاطلاق سراح المبشرين المحبوسين، ولوهلة بدا كما لو أن جهودهم قد تكللت بالنجاح؛ لكن في 2 يناير 1864 تم احتجاز كامرون ومجموعته، وتم اعتقالهم. بعدها بوقت قصير، أمر تيودوروس بالقبض على معظم الاوروبيين في المعسكر الملكي.[12]

أرسلت الحكومة البريطانية هرمز رسام، وهو مسيحي آشوري، لعقد مباحثات لحل الأزمة، ولكن "الأمن في تگره، وتردد الملك، والارتباك المتواصل حول تعليمات المبعوث" أخرت وصول رسام لمعسكر تـِوضروس حتى 1866.[13] في البداية، بدا كما لو أن رسام قد نجح في اطلاق سراح الرهائن: فقد أبدى الامبراطور تقديراً كبيراً لرسام، وجل له مقراً في قراطة، وهي قرية على الساحل الجنوبي الشرقي لـبحيرة تانا، وأرسل إليه العديد من الهدايا وجعل كامرون وسترن والرهائن الآخرين يذهبون لمقره. إلا أنه عند ذلك الوقت، وصل تشارلز بيك إلى مصوع، وسلـّم رسائل من أهالي الرهائن إلى تواضروس مطالبين إياه باطلاق سراح ذويهم. على الأقل، أدت أفعال بيك إلى إثارة الريبة لدى توضروس.[14] وقد كتب رسام في يومياته عن الحدث بشكل أكثر مباشرة: "بدأ التغير في سلوك الملك تجاهي مباشرة والأشياء المؤسفة التي تلت ذلك لأعضاء البعثة التبشيرية وللرهائن كبار السن، من ذلك اليوم."[15] وفي نفس الوقت، فإن سلوك الامبراطور توضروس تزايد تخبطه، فقد تراوحت تصرفاته من الصداقة تجاه رسام، إلى اتهامات دافعها جنون الشك، وعنف مفاجئ على أياً من كان أمامه في وقت ما. وفي النهاية، قام بحبس رسام نفسه، أرسل أحد المبشرين بالخبر وبطلباته النهائية في يونيو 1866. وأخيراً حرك الامبراطور كل الرهائن الاوروبيين إلى حصنه في مگدلة، وواصل المباحثات مع البريطانيين حتى أعلنت الملكة ڤكتوريا قرار ارسال تجريدة عسكرية لانقاذ الرهائن في 21 أغسطس 1867.

الحملة

التخطيط

 
مسار التجريدة في الحبشة

من وجهة نظر ألان مورهيد، "لم تكن هناك في العصور الحديثة حملة إستعمارية مثل التجريدة البريطانية على الحبشة، عام 1868. فقد جرت من البداية إلى النهاية في أناقة امبراطورية وولائم للدولة على الطراز الڤيكتوري، اكتملت بخطابات مملة في النهاية. وبالرغم من ذلك، فقد كانت انجازاً مخيفاً؛ فلمئات السنين لم تتعرض الحبشة لغزو، فالطبيعة الوحشية للتضاريس كافية وحدها بإفشال أي غزو."[16]

أنيطت المهمة بـجيش بومباي بالمهمة، وكـُلـِّف الجنرال سير روبرت ناپيير بقيادة قوة التجريدة. جمعت المخابرات بعناية معلومات عن الحبشة، بينما حـُسِب حجم الجيش المطلوب، كما قـُدِّرت احتياجاته قبل أن يبدأ الجهد الهائل لملاقاة الحبش. "وبالتالي، على سبيل المثال، أرسل 44 فيل مدرب من الهند لحمل المدافع الثقيلة أثناء المسيرة، بينما أوفدت لجان التعاقد من البحر المتوسط والشرق الأدنى لشراء بغال وجمال لحمل المعدات الأخف وزناً. كما تم مد سكك حديدية، بقاطراتها وسكتها بطول 32 كم، عبر السهل الساحلي، وعند مكان الإبرار بنيت أرصفة ضخمة، وفنارات ومستودعات."[17] أخذت التجريدة معها ثالرات ماريا تريزا للدفع للمشتريات المحلية.

كانت القوات تتألف من 13.000 جندي بريطاني وهندي، 26.000 تابع معسكر، وأكثر من 40.000 حيوان، من ضمنهم الفيلة. أبحرت القوات من بومباي على متن 280 مركب بخاري وشراعي. حرس المهندسين المتقدم قام بالإبرار في زيلع على البحر الأحمر، على بعد حوالي 30 كم جنوب مصوع، وبدأت في إنشاء ميناء في منتصف أكتوبر 1867، وبنهاية الشهر الأول اكتمل مد خط سكك حديدية بطول 640 متر، واكتمل الخط الثاني في أول أسبوع من ديسمبر وكان خط السكك الحديدية يصل لداخل البلاد. في الوقت نفسه، الحرس المتقدم، بقيادة سير وليام لوكير ميرويذر، دفع به إلى الضفة الجافة لنهر كومايلي على ممر سورو، حيث مرة أخرى كان إنشغل المهندسون بمد طريق إلى سنافه للأفيال، عربات المدافع، والعربات.[18]

من صنعفى، أرسل ميروذر رسالتين من الجنرال ناپيير: الأولى إلى الامبراطور توضروس، يطالبه بالإفراج عن الرهائن (التي اعترضها رسام وتخلص منها، خشية أن يثير هذا غضب توضروس ضد السجناء)؛ والأخرى للشعب الإثيوپي، معلناً أنه جاء هنا فقط لتحرير الأسرى وأن لديه نوايا معادية فقط تجاه من يسعون لمعارضته.[19] وصل ناپيير إلى زيلع في 2 يناير 1868، وقام بوضع اللمسات الأخيرة على خطته للتقدم قبل أن يغادرها في 25 يناير إلى صنعفى.

التقدم

استغرقت القوات البريطانية 3 أشهر لتجتاز أكثر من 400 كم من المناطق الجبلية حتى تصل حصن الامبراطور في مجدلة. في أنتالو، تفاوض ناپيير مع راس كاساي (الذي أصبح فيما بعد الامبراطور يوحنس الرابع)، وفاز بدعمه، الذي كانت القوات البريطانية تحتاجه بشدة في مسيرتهم نحو مجدلة؛ بدون مساعدة، أو على الأقل وسط عدم إكتراث، السكان المحليين، يجب أن تصل التجريدة البريطانية لهدفها الأساسي داخل المرتفعات الإثيوپية. في 17 مارس، وصل الجيش بحيرة أشانجي، عبد بعد 100 كم من هدفه، وهناك، لتخفيف المزيد من حمولته، تركت القوات نصف حصصها من المؤن.[20]

عند هذه النقطة، كانت قوة الامبراطور توضروس قد تلاشت بالفعل. في بداية 1865 كان يسيطر على أكثر بقليل من بجمدر، وادلة، ودلناتة (حيث كانت قلعة مجدلة). إستمات ليبقي على حجم جيشه - الذي أشار له سڤن روبنسون أنه كان فقط "أداته للسلطة"- لكن في منتصف 1867 بسبب الانشقاقات إنخفض حجم جيشه إلى 10.000 رجل.[21] يبدي هارولد ماركوس ملاحظاته قائلاً، "كان إجمالي التكلفة حوالي 9.000.000 التي خصصها ناپيير لهزيمة الرجل الذي يحشد بضعة آلاف فقط من القوات ومنذ وقت طويل لم يعد قائد إثيوپيا في أي شي عدا اللقب."[22]

 
القوات البريطانية تقف للتصوير أمام ثكنة للحرس الحبشي التي استولوا عليها فوق بوابة كوكت-بير في حصن مجدلة
 
حصن مگدلا يحترق بعد هزيمة البريطانيين للإمبراطور توضروس.

تحركات توضروس

في الوقت نفسه تحرك البريطانيون جنوباً إلى مگدلة، تقدم توضروس من الغرب، تجاه نهر باشيلو، بمدافع (تضمنت prize creation، سڤاستوپول العملاق) الذي حث المبشرين الأوروپيين والحرفيين الأجانب على بناؤه في گفات. كان الامبراطور ينوي الوصول إلى مگدلة قبل البريطانيين، وبالرغم من أن المسافة التي يتوجب عليه قطعها كانت أقصر، وأنه بدأ رحلته قبل أن يترك ناپيير زيلع بعشرة أيام إلا أن نجاحه لم يكن مؤكداً، ووصل فقط إلى حصنه قبل خصومه بعشرة أيام فقد. يعلق روبنسون قائلاً أنه كان توضروس، وليس التجريدة البريطانية، التي مرت عبر الأراضي المعادية، لجنود توضروس

تحركت تحت تهديدات قوات گوبـِزه الأكثر عدداً، واضطرت للدفاع عن نفسها ضد عداء الفلاحين. كانت مشكلات توضروس في تموين جيشه ونقل المدفعية أكبر بكثير من مشكلات ناپيير، كان توضروس لا يثق حتى في الأربعة آلاف جندي ممن لا يزالوا يتبعونه. وعندما تسنح لهم الفرصة، سيتخلون عنه كما فعل الكثيرون بالفعل.[23]

قدم توضروس دليلاً جديداً على إفتقاره للمهارات الدبلوماسية في 17 فبراير، بعدما قبل خضوع سكان دلناتة، سألهم ماذا ينتظرون للظهور مع جيشه. عندما أجابوه بأنهم منُعوا من قبل متمردي الأورومو والگوبزه، "قال لهم أنهم سيئين كالآخرين، وأمر قواته بنهبهم. ... بناء على ذلك، عندما أمر الملك [توضروس] بشن المزيد من الهجمات عليهم، حاربوا جميعهم بشجاعة، وبالتحالف مع سكان داوونت، قتل عدد كبير من جنوده وتم الإستيلاء على أسلحته وبغاله." لم يقم فقط توضروس بعزل نفسه لأيام عديدة في أراضي معادية بدون أن يكون على مرمى البصر من آخر معاقل قوته، وفد يجويو، الذي أتى ليعرض عليه الولاء، وعند سماعه عن وحشية توضروس، إستدار عائداً على الفور.[24]

وصول البريطانيين

في 9 أبريل، وصلت عناصر قيادية من القوات البريطانية إلى باشيلو، "وفي الصباح التالي، جمعة الآلام، عبرت القوات التيار حفاة، وتوقفوا ليملأوا زجاجاتهم بالمياه على الطريق."[25]

في مساء جمعة الآلام، وقعت معركة حاسمة خارج مجدلة، وكانت محبطة للآمال. فقد قام البريطانيون بهجوم كبير، فقضوا على القوات المدافعة خلال ساعتين في اليوم التالي. كانت ضحايا البريطانيين إثنين من القتلى و18 جريح، بينما قتل من الإثيوپيين 700 وأصيب 1.400 شخص.[26] على خلال اليومين التاليين، قام توضروس بإطلاق سراح المعتقلين الأوروپيين، ويوم الإثنين انتحر الامبراطور قبل أن يؤسر. "عندما فضل توضروس أن يقتل نفسه بدلاً من الأسر، حرم البريطانيين من الرضا النهائي، واضعاً الأساس لبعثه من جديد كرمز للاستقلال الإثيوپي المتحدي للأجانب."[27]

ومع ذلك، أمر توضروس بشن هجوم، وقام آلاف الجنود، وكثير منهم مسلحون بالحراب فقط، بمهاجمة المواقع البريطانية. انتشر البريطانيون بسرعة لمواجهة charging mass، وأطلقوا نيرانًا مدمرة في صفوفهم، بما في ذلك صواريخ من اللواء البحري ونيران مدفعية جبلية، فضلاً عن نيران البنادق. فيما يتعلق بإطلاق الصاروخ، قال الكابتن هوزيير: "أظهرت العديد من الكتل المتفحمة والكوم المشوهة مدى فظاعة الدمار، وكم كان الموت فظيعًا".[9] أثناء القتال، تغلبت وحدة حراسة متقدمة على بعض أطقم المدفعية الإثيوپية واستولت على قطع مدفعية. بعد معركة فوضوية استمرت 90 دقيقة، تراجع الإثيوپيون المهزومون إلى مجدلة.

إجمالاً، قُتل ما يقرب من 700 إلى 800 من المحاربين الإثيوپيين وجُرح 1200 إلى 1500، معظمهم بإصابات خطيرة، بينما لم يكن هناك سوى عشرين ضحية على الجانب البريطاني، وأصيب اثنان بجروح قاتلة، وتسعة إصابات خطيرة، وتسعة إصابات طفيفة. على هذا النحو، كانت معركة أروجيه أكثر دموية وأثرية بكثير من حصار اليوم التالي للحصن أعلى التل في مجدلة.

حصار مجدلة

بعد صد الهجوم الإثيوپي، تحركت القوة البريطانية إلى مجدلة في اليوم التالي. عندما اقترب البريطانيون، أطلق توضروس سراح اثنين من الرهائن بشروط. أصر ناپيير على إطلاق سراح جميع الرهائن والاستسلام غير المشروط. رفض توضروس الاستسلام دون قيد أو شرط، لكنه أطلق سراح الرهائن الأوروبيين خلال اليومين التاليين، بينما بُترت أيدي وأرجل الرهائن الأصليين قبل إلقاءهم على حافة الهاوية المحيطة بالهضبة.[28]

واصل البريطانيون تقدمهم في 13 أبريل، وفرضوا حصارًا على قلعة مجدلة. بدأ الهجوم البريطاني بقصف بقذائف الهاون والصواريخ والمدفعية. ثم فتحت وحدات المشاة النار لتوفير غطاء للمهندسين الملكيين حيث قاموا بتفجير بوابات القلعة في الساعة 4 مساءً.[29] ثم تدفق المشاة البريطانيون وفتحوا النار، وتقدموا بحراب ثابتة، مما أجبر المدافعين على التراجع إلى البوابة الثانية. ثم تقدم البريطانيون واستولوا على البوابة الثانية، حيث وجدوا توضروس ميتًا في الداخل. انتحر توضروس بمسدس كان هدية من الملكة پيكتوريا، بدلاً من مواجهة الأسر. عندما أُعلن عن وفاته، توقفت مقاومة المدافعين. يقول أحد المعلقين المعاصرين "عندما فضل توضروس الانتحار على الأسر، حرم البريطانيين من هذا الرضا النهائي ووضع الأساس لقيامته كرمز لاستقلال الإثيوپي المتحدي".[30]

وصف الملازم ستوم، أحد شهود العيان، اكتشاف جثة توضروس:

صعدنا درجًا صخريًا ضيقًا، تقدمنا سريعًا نحو البوابة الثانية، مررنا من خلالها دون أن نواجه مقاومة. على بعد حوالي مائة خطوة، كان الجسد نصف العاري للإمبراطور نفسه، الذي انتحر برصاصة مسدس. كانت ابتسامة غريبة على الوجه الشاب الجذاب بشكل ملحوظ، وقد أدهشني بشكل خاص أنفه المعقوف العريض والمرسوم بدقة.

وقد أُحرق جسد توضروس ودفن رماد رفاته داخل كنيسة محلية على يد الكهنة. الكنيسة نفسها كان يحرسها جنود من الفوج 33 البريطاني، الذين نهبوها من قبل، وأخذوا مختلف المشغولات والصلبان الذهبية والفضية والنحاسية،[31] وكذلك أشغال زركشة مخرمة وتوابيت نادرة.

كانت الخسائر في معركة مجدلة صغيرة نسبيًا: قتل قصف المدفعية البريطانية حوالي عشرين من المحاربين والمدنيين الإثيوپيين وجرح حوالي 120، في حين قتل 45 إثيوپيًا آخر بنيران البنادق أثناء هجوم المشاة. إجمالاً، تضمنت خسائر القوات البريطانية فقط عشرة إصابات خطيرة وخمسة إصابات طفيفة.[9] هذه الوفيات أقل بشكل ملحوظ من مذبحة اليوم السابق في أروجيه والتي أثبتت أنها المشاركة الحاسمة للحملة.

وقبل أن يغادر البريطانيون الحبشة، سمح السير روبرت لقواته أن تنهب مگدلة وتحرقها، بما في ذلك الكنائس، كإجراء تأديبي. ونهبت القوات البريطانية العديد من الأغراض التاريخية والدينية، التي حملوها معهم إلى بريطانيا،[32] يمكن رؤية الكثير منها الآن في المكتبة البريطانية[33] والمتحف البريطاني. لنقل الغنائم كان يلزم خمسة عشر فيلًا وما يقرب من 200 بغلاً.[34][35][36][37][38] كما أمر ناپيير بتدمير مدفعية توضروس.[39]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ما بعدها

 
القوات البريطانية تبدأ مسيرة عودتهم إلى زولا.


كانت مجدلّة تقع في السابق في أراضي قبائل الگالا المسلمة (أورومو)، الذين أخذوها منذ فترة طويلة من شعب أمهرة؛ لكن توضروس استعادها منهم قبل بضع سنوات. وزعمت ملكتا جالة المتنافستان، وركيت وموستيات، اللذان تحالفا مع البريطانيين، السيطرة على الحصن التي تم فتحه كمكافأة. فضل ناپير كثيرًا تسليم مجدلة إلى حاكم لاستا المسيحي، واجشوم جوبيزى، لأنه إذا كان مسيطرًا على الحصن، فسيكون جوبيزى قادرًا على وقف تقدم قوات الجالا المسلمة وتحمل مسؤولية أكثر من 30.000 لاجئ مسيحي من معسكر توضروس. ومع ذلك، نظرًا لعدم استجابة جوبيزى لهذه المبادرات، فضل كثيرًا الحصول على مدافع توضروس، ولم تتمكن ملكتا جالة من الوصول إلى اتفاق، قرر ناپيير تدمير الحصن.[40]

دخل البريطانيون العاصمة وسمح السير روبرت لجنوده أن ينهبوا ويحرقوا مجدلة، بما فيها كنائسها، كعقاب، قبل أن يغادروا من الحبشة.[41] وبدأ جيشه يتقفى خطوات مجيئه عائداً إلى زولا، "وكانت مسيرة مهيبة، صاحبتها الموسيقى العسكرية وتتقدمها الأعلام البريطانية، إلا أن الجيش سرعان ما علم أنه لم يكسب امتنان أحد في الجبشة؛ فقد عوملوا كقبيلة محاربة مارة، وأنها ماداموا راحلين مثلهم مثل الضعفاء والمهزومين فسيكونوا هدفاً واضحاً للغارات."[42] وفي صنعفى، كافأ البريطانيون الراس كساي لخدماته بكم كبير من العتاد، يقدرها ماركوس بقيمة "نحو £500,000 جنيه استرليني": ست مدافع مورتار، ونحو 900 بندقية، وكميات من الذخيرة تضم 585,480 مقذوف صوت، وإمدادات وسلع أخرى.[43] وقد ساعد ذلك العتاد لاحقاً في أن يصبح امبراطوراً، ضد منافسين مهرة مثل وگشوم گوبزه ومنليك من شوا.

وفي زولا، كلف ناپيير تشارلز گودفلو، بالنيابة عن المتحف البريطاني، بالقيام بحفريات في عدوليس المجاورة، التي كانت ميناءً لمملكة أكسوم القديمة. Several artifacts were uncovered including pottery, coins and stone columns. This marked the first archaeological excavation of the ancient city of Adulis, a key African port of antiquity which served as a hub for trade along the Red Sea.[9]

وبحلول 2 يونيو، كان ناپيير قد وصل زولا، وبينما كان رجاله يركبون السفن، تم فك المعسكر القاعدة؛ وركب ناپيير السفينة فيروز في 10 يونيو، وأبحر إلى إنجلترة عبر قناة السويس.

في ملاحظة جانبية مثيرة للفضول، كان العديد من الرهائن غير راضين عن طلب ناپيير مغادرة البلاد. جادل العديد من الرهائن بأنهم ابتعدوا منذ فترة طويلة عن وطنهم القديم في أوروپا ولم يعد لديهم أي فرصة لبناء حياة جديدة لعائلاتهم هناك. كتب المراقب الألماني يوزيف بيشتنجر، الذي رافق الحملة:

لم يكن معظمهم، بدلاً من شكر بروفيدنس لإنقاذهم النهائي، سعداء بالتحول الجديد للأحداث. لقد كانوا ساخطين، مستائين، لمغادرة الحبشة. "ماذا قالوا،" هل من المفترض أن نفعل في أوروپا الآن، ما الذي يفترض بنا أن نفعله الآن مع زوجاتنا وأطفالنا في وطننا - الذي أصبح غريبًا علينا؟ كيف يفترض بنا أن نعيش الآن بين الناس الذين أصبحت غريبة علينا ولم نعد نحبهم؟ ما الذي يفترض بنا أن نعيش عليه؟

وذكر بيشتنجر أن العديد منهم عادوا في نهاية المطاف إلى وطنهم الجديد الذين اختاروه، السويس، عن طريق مصوع.[44]

وفي لندن، أصبح ناپيير البارون ناپيير من مجدلة، عرفاناً بإنجازه. وفي جبل طارق، حيث خدم كحاكم من 1876 حتى 1883، توجد بطارية مدفعية مسماة على اسمه تكريماً له، بطارية ناپيير من مجدلة.


بقي الجندي كيركهام في إثيوپيا وعمل في النهاية مستشارًا ليوحنس الرابع. كان كيركهام فعالاً في تدريب القوات الإثيوپية على المعايير العسكرية الغربية، وتدريب وتشكيل ما أصبح يعرف باسم قوة الإمبراطور المنضبطة. لعبت قوات كيركهام دورًا رئيسيًا في هزيمة منافس يوحنس على العرش الإثيوپي، واجشوم جوبيزى، حيث قاتلت بنجاح واضح في معركة آسام بتاريخ 11 يوليو 1871. كان كيركهام قد ضحى بالحق في الحماية البريطانية من خلال خدمته. يوحنس، الأمر الذي عاد ليطارده عندما تم سجنه في مصوع من قبل القوات المصرية أثناء الحرب الإثيوپية المصرية. على الرغم من اكتشافهم من قبل مجموعة من البحارة البريطانيين من السفينة "تيزر"، لم يُسمح للبحارة بالمساعدة في تحريره. توفي كيركهام في الأسر عام 1876.


السياسة الحبشية

كان توضروس قد طلب من زوجته الإمبراطورة تيروورك ووبى، في حالة وفاته، أن تضع نجله عالمايهو تحت حماية البريطانيين. يبدو أن هذا القرار قد اتخذ خوفًا من أن يقوم أي شخص يطمح إلى إمبراطورية الحبشة بقتل عالمايهو. وفقًا لهذه الرغبات، نُقل عالمايهو إلى لندن حيث قُدم إلى الملكة ڤيكتوريا، التي أبدت إعجابًا بالصبي الصغير. درس عالمايهو لاحقًا في كلية شلتنهام ومدرسة رجبي وأكاديمية ساندهرست العسكرية الملكية. ومع ذلك، اهتمت كل من الملكة وناپير لاحقًا بالتطور اللاحق للأمير الشاب، الذي أصبح وحيدًا وغير سعيد ومكتئب بشكل متزايد خلال هذا الوقت. عام 1879، توفي الأمير بعد إصابته بذات الجنب عن عمر يناهز 19 عاماً. ودُفن بالقرب من كنيسة القديس جورج، قلعة ونزر وأمرت الملكة ڤيكتوريا بوضع لوحة تكريماً لذكراه.[9]

بعد انسحاب البريطانيين، احتدم القتال من أجل خلافة عرش توضروس في إثيوپيا من عام 1868 حتى 1872. وفي النهاية ، كان داجاماتش كاساي من تيجراي، لأسباب ليس أقلها الأسلحة البريطانية التي منحها إياه سحب حملة المجدلية التي استطاعت توسيع سلطته والانتصار على منافسيه. في يوليو 1871، انتصر في معركة آسام، بالقرب من عدوة، على الرغم من أنه كان لديه عدد أقل بكثير من القوات التي هزمت منافسه القديم واجشوم جوبيزى من لاستا. كان كاساي نفسه قد توج إمبراطورًا لإثيوپيا، متخذًا الاسم يوحنس الرابع.

تكريم المحاربين بالمعركة

أدى نجاح التجريدة إلى تأسيس وسام معركة، الحبشة Abyssinia، والذي مُنـِح إلى وحدات من الجيش الهندي البريطاني التي شاركت في الحملة. الوحدات التي شاركت في الحملة كانت جميعها، باستثناء مستنزفو مدراس، من جيشي رئاستي البنغال وبومباي.

الغنائم المنهوبة

استولت التجريدة البريطانية على كم كبير من الكنوز والمخطوطات والعديد من الأغراض الدينية مثل التوابيت التي يُحفظ فيها الأغراض المقدسة، بعضهم الآن في حوذة أفراد بريطانيين والبعض الآخر يمكن مشاهدته في مختلف المتاحف والمكتبات في اوروپا. أشعلت المخطوطات اهتماماً بالدراسات الإثيوپية في الغرب. وقليل من تلك الأغراض قد أعيد إلى إثيوپيا. أهم تلك الأغراض المعادة كان تاج توضروس الثاني، الذي قدمه جورج الخامس (الملك-الامبراطور البريطاني) شخصياً كهدية للامبراطور المستقبلي هايله سلاسي بمناسبة زيارته لإنگلترة في 1925.

أرسل المتحف البريطاني أحد العاملين كجزء من الرحلة التجريدة.[45] بعد انتهاء تجريدات مجدلة، وجدت العديد من الأشياء المنهوبة والتحف الثقافية والقطع الفنية طريقها إلى المجموعات الحكومية والخاصة، والممتلكات العائلية، وأيدي الجنود العاديين. ذهبت معظم الكتب والمخطوطات إلى المتحف البريطاني أو مكتبة بودليان في جامعة أكسفورد، بينما ذهب القليل منها إلى المكتبة الملكية في قلعة ونزر والمجموعات البريطانية الأصغر. انتهى المطاف بالأشياء المنهوبة الأخرى في متحف ڤيكتوريا وألبرت ومتحف البشرية ومتحف الجيش الوطني. عام 20198 وافق متحف الجيش الوطني على إعادة خصلة شعر توضروس والتي تم التقاطها أثناء التجريدة.[46] حفزت جميع عمليات الاستحواذ العلمية والمقالات التي تمت مصادرتها لبتجريدة مجدلة وعززت اهتمامًا متزايدًا بتاريخ وثقافة إثيوپيا بين الباحثين الأوروبيين والجمهور المتعلم.[بحاجة لمصدر] كان هذا بمثابة حجر أساس للدراسات الإثيوپية، وكذلك الأبحاث المتعلقة بمملكة أكسوم القديمة.[بحاجة لمصدر]

من وقت لآخر، كان يعاد جزء من الكنز المنهوب إلى إثيوپيا. على سبيل المثال، أعيدت نسخة من كبرا ناجاست جنبًا إلى جنب مع أيقونة لصورة المسيح متردياً إكليك الشوك إلى الإمبراطور يوحنس الرابع في سبعينيات القرن التاسع عشر. عام 1902، أوصت الليدي ڤاليري ميوكس بتوريث مجموعتها من المخطوطات الإثيوپية إلى الإمبراطور منليك الثاني، لكن وصيتها تغيرات بعد وفاتها بوقت قصير عام 1910.

عام 1924، أعيد للإمبراطورة زوديتو أحد تاجي توضروس المنهوبين ، لكن التاج الذهبي الأكثر قيمة احتفظ به متحف ڤيكتوريا وألبرت. في الستينيات، أعادت الملكة إليزابيث الثانية رداء توضروس الملكي وختمه إلى الإمبراطور هيله سيلاسي أثناء زيارتها الرسمية لإثيوپيا.[9]

عام 1999، ساهمت العديد من الشخصيات البارزة في بريطانيا وإثيوپيا في تأسيس جمعية إعادة كنوز مجدلة الإثيوپية (AFROMET) التي أطلقت حملة إعلامية وكسب التأييد لرؤية جميع الكنوز التي نُهبت أثناء التجريدة وإعادتها إلى إثيوپيا.

في الأدب

عام 1868 شكلت التجريدة خلفية لرواية جورج مكدونالد فريزر Flashman on the March ورواية ماسون مكان سميث عندما يموت الامبراطور.

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Brereton & Savory 1993, p. 184.
  2. ^ أ ب Rubenson 1966, p. 89.
  3. ^ Harold G. Marcus, The Life and Times of Menelik II: Ethiopia 1844–1913, 1975 (Lawrenceville: Red Sea Press, 1995), p. 32
  4. ^ Donald Crummey, Priests and Politicians, 1972 (Hollywood: Tsehai, 2007), p. 134
  5. ^ Sven Rubenson, King of Kings: Tewodros of Ethiopia (أديس أبابا: Haile Selassie I University, 1966),p. 84
  6. ^ The former diplomat Paul B. Henze points out more was involved than simple indifference: "الرسالة كانت بالأمهرية and was sent to Germany for translation." Paul B. Henze, Layers of Time, A History of Ethiopia (New York: Palgrave, 2000), p. 138
  7. ^ Wanderings among the Falashas (London: Wertheim, Macintosh, and Hunt, 1862), p. 62
  8. ^ Crummey, Priests and Politicians, p. 135
  9. ^ أ ب ت ث ج ح Matthies 2012.
  10. ^ Stern 1862, p. 62.
  11. ^ Crummey 1972, p. 135.
  12. ^ Crummey, Priests and Politicians, p. 137. The exception were a group of German artisans who remained on good terms with the Emperor and were never subjected to imprisonment.
  13. ^ Crummey, Priests and Politicians, p. 138
  14. ^ Alan Moorehead, The Blue Nile, revised edition (New York: Harper and Row, 1972), pp. 232f
  15. ^ Hormuzd Rassam, Narrative of the British Mission to Theodore, King of Abyssinia (London, 1869), vol. 2 p. 22.
  16. ^ Moorehead, The Blue Nile, p. 262
  17. ^ Moorehead, The Blue Nile, p. 266
  18. ^ Moorehead, The Blue Nile, p. 270
  19. ^ Moorehead, The Blue Nile, reprints the letter to Tewodros on p. 271, and that to "the Governors, the Chiefs, the Religious Orders, and the People of Ethiopia" on pp. 271f.
  20. ^ Moorehead, The Blue Nile, p. 284
  21. ^ Rubenson, King of Kings, p. 81
  22. ^ Marcus, Menelik II, p. 31
  23. ^ Sven Rubenson, The Survival of Ethiopian Independence (Hollywood: Tsahai, 2003), p. 261
  24. ^ Hormuzd Rassam, Narrative of the British Mission, vol. 2 pp. 269ff.
  25. ^ Moorehead, The Blue Nile, p. 288
  26. ^ Rubenson, King of Kings, p. 89.
  27. ^ Rubenson, Survival, p. 268
  28. ^ Brereton & Savory 1993, p. 189.
  29. ^ Porter 1889, p. 8.
  30. ^ Rubenson 1966, p. 268.
  31. ^ ^ Pankhurst, Richard. "Maqdala and its loot". Institute of Ethiopian Studies. Retrieved July 8, 2008.
  32. ^ Moorehead 1972, pp. 309-.
  33. ^ British Library Website
  34. ^ "Collection online: Capt. Tristram C. S. Speedy". British Museum. Retrieved 2017-02-18.
  35. ^ "Collection online: Sir Stafford Henry Northcote, 1st Earl of Iddesleigh". British Museum. Retrieved 2017-02-18.
  36. ^ "Collection online: Sir Richard Rivington Holmes". British Museum. Retrieved 2017-02-18.
  37. ^ "Collection online: Textile – Religious/Ritual equipment – Hanging". British Museum. Retrieved 2017-02-18.
  38. ^ "Collection online: Club". British Museum. Retrieved 2017-02-18.
  39. ^ Moorehead, The Blue Nile, pp. 309f
  40. ^ Matthies, Volker (2010). The Siege of Magdala: The British Empire Against the Emperor of Ethiopia. Princeton, New Jersey: Markus Weiner Publishers.
  41. ^ Moorehead, The Blue Nile, pp. 309f
  42. ^ Moorehead, The Blue Nile, p. 310
  43. ^ Marcus, Menelik II, p. 32
  44. ^ Bechtinger 1870.
  45. ^ Gunning, Lucia Patrizio; Challis, Debbie (2023). "Planned Plunder, the British Museum, and the 1868 Maqdala Expedition". The Historical Journal (in الإنجليزية): 1–23. doi:10.1017/S0018246X2200036X. ISSN 0018-246X. S2CID 256131750.
  46. ^ Maasho, Aaron (4 March 2019). "British museum to return royal hair seized in Ethiopia 150 years ago". Reuters.

وصلات خارجية