البطالة في الجزائر

وفقا لتقديرات دولية، يفوق مستوى البطالة في الجزائر نسبة 13% ويصل إلى أكثر من 20% بين فئة الشباب، مقابل 10% حسب البيانات الحكومية، بينما يقدر عدد السكان الناشطين بنحو 10 ملايين شخص من مجموع 35 مليونا، أي بنسبة تشغيل تصل إلى 27.2%.[1]

شباب جزائريون عاطلون يحتجون أمام وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي.

وتأمل الحكومة تقليص نسبة البطالة إلى 9% بحلول العام 2013، وخلق ما بين 350 و450 ألف منصب شغل سنويا، مما يسمح بزيادة التوظيف بين الشباب إلى مستويات تقارب 33% مقابل 12.3% حاليا.

ورغم إطلاق برامج استثمارية ضخمة وعودة السلم والاستقرار، وهي عوامل محفزة لقيام اقتصاد قوي، فإن حال من هم من أمثال الشاب عبد الرزاق تخالف الصورة تماما.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مشكلات التوظيف

ويحصر الخبير الاقتصادي عبد الحق لعميري العراقيل التي تواجه عملية التوظيف في الجزائر بعجز في اليد العاملة المؤهلة وضعف التطور بالنسبة للحِرف وعدم التوافق بين دفعات التكوين واحتياجات العمل وضعف الوساطة في سوق العمل.

ويضيف أيضا غياب شبكة وطنية لجمع المعلومات عن الوظائف وانعدام المرونة في المحيط الإداري والمالي الذي يشكل عائقا أمام الاستثمار.

من جهته يرى الخبير الدولي مالك سراي أن نسب النمو الاقتصادي المحققة في الجزائر على مدار السنوات الخمس الماضية التي تراوحت نسبتها ما بين 4.5 و5% غير كافية لتوظيف أكثر من 280 ألف شاب يقبل على سوق العمل سنويا.

ويرى أن البلاد بحاجة إلى نسبة نمو مستقرة عند معدل 6% في غضون السنوات الخمس القادمة للحد من "معضلة" البطالة.


جهود الحكومة

ويقول الأمين العام للوكالة الجزائرية لدعم تشغيل الشباب -أكبر جهاز حكومي للتوظيف- إن الوكالة ساهمت بقوة في تقليص مستوى البطالة إلى 10%، أي ما يعادل 1.7مليون عاطل عن العمل بعدما بلغ عددهم عام 2001 أكثر من خمسة ملايين.

ويكشف محمد الطاهر شعلال أن نسبة البطالة بلغت 8.1% لدى الرجال و19.1% لدى النساء، وتمس بشكل خاص فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما. وتسجل البطالة أعلى مستوياتها في المناطق الداخلية، لا سيما في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما.

ويعتبر شعلان أن مقاربات النمو سجلت طفرة عام 2010، حيث تم في العام الماضي استحداث نحو 22 ألف مشروع مقابل عشرة آلاف فقط عام 2008، و20 ألفا عام 2009.

من جهته يكشف وزير العمل الجزائري الطيب لوح عن توظيف 130 ألف شاب حاصل على شهادة جامعية من أصل أكثر من 530 ألف منصب وفر للشباب العام الماضي، وأن سوق العمل يستقبل سنويا 120 ألفا من حاملي الشهادات، بينما 72% من طالبي العمل تقل أعمارهم عن 30 عاما.

منحة 2022

 
طوابير من الشباب في انتظار التسجيل لمنحة الشباب، مارس 2022.

في 28 مارس 2022، بدأت الجزائر في صرف منحة البطالة لأول مرة في 28 مارس لتشمل أكثر من 30.00 شاب من طالبي العمل. وكانت الوكالة الوطنية للتشغيل قد شرعت في 25 فبراير، في دراسة ملفات المرشحين للحصول على هذه الإعانات، ووضعت منصة رقمية لاستقبال ومعالجة طلبات الوافدين لأول مرة على سوق الشغل. تم تسجيل 49 مليون مشاهدة منذ افتتاح هذه المنصة واستطاع 3 ملايين شخص من الولوج إليها فيما تم حجز أكثر من 657.000 موعد. كما أكد المتحدث باسم الوكالة بأن مصالحه أعطت موافقتها الى غاية اليوم لأكثر من 747، 125 ألف ملف على مستوى مختلف الوكالات على المستوى الوطني. [2]

وبخصوص التدابير المتخذة لضمان تسهيل صب هذه المنحة لمستحقيها في القريب العاجل، كشف المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل عن إمضاء اتفاقية مع مؤسسة بريد الجزائر تقضي بتسهيل فتح حسابات بريدية جارية لطالبي العمل المسجلين لدى الوكالة، موضحابأن مصالح البريد قامت لحد الآن بفتح أكثر من 100 ألف حساب بريدي والعملية متواصلة.

المؤهلون لتلقي المنحة

في 8 مارس 2022، أدرجت الوكالة الوطنية للتشغيل عددا من الأسئلة المتكررة حول منحة البطالة. في المنصة الرسمية لتقديم طلبات الاستفادة من المنحة. وتدور الأسئلة المنشورة على المنصة مع أجوبة الوكالة عليها. حول طريقة التسجيل، وأسباب رفض الطلبات، مع بعض التفاصيل عن شروط الاستفادة من منحة البطالة. أهّم الأسئلة المتكررة حول منحة البطالة.. مع أجوبتها

  • هل يمكن التسجيل ببطاقة التعريف الورقية ( الخضراء )؟: نعم ، يمكن ذلك. على أن يتمّ استعمال نفس الرقم المدرج في منصة “وسيط” . أو التنقّل للبلدية لمعرفة رقم التعريف الوطني الخاص بالمواطن والتسجيل به.
  • مامعنى طالب عمل لأول مرة؟ : كل شخص لم يتم تأمينه في الصندوق الوطني للتأمينات للعمال الاجراء كأجير.
  • لماذا يتلقى البعض ردّا بالرفض بسبب مزاولة الدراسة على الرغم من عدم تمدرسهم ؟ : لأن تأمين الشخص كطالب في الجامعة أو في مراكز التكوين المهني لا يزال ساري المفعول. في حال التخرّج أو إنهاء الدراسة ، ينصح بالتنقّل إلى مصالح الضمان الاجتماعي لإلغاء التأمين.
  • هل تمنع الاستفادة من عقد في إطار المساعدة على الإدماج المهني DAIP أو CTA الاستفادة من منحة البطالة ؟: نعم.
  • هل يمكن توقيف المنح في إطار التضامن الوطني من أجل الاستفادة من منحة البطالة؟ : لا ، لا يمكن ذلك.
  • هل يستفيد كلا الزوجان من منحة البطالة في حالة توفرهما معا على الشروط ؟: لا ، يمكن لأحدهما فقط أن يستفيد من المنحة.
  • ماذا يقصد بإثبات الوضعية إزاء الخدمة الوطنية ؟ : يقصد بها الإحصاء، أو التأجيل، أو الإعفاء، أو التأدية.
  • هل يمكن استقبال المستفيد بملحقة الوكالة في موعد مختلف عن الموعد التي تحصّل عليه من المنصة ؟: لا، يجب احترام الموعد المحدّد، وفي حالة التغيّب عنه، يمكن الحصول على موعد آخر.


صرف المنحة

في وقت سابق، صدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية (العدد 11 )، قرار وزاري مشترك يحدّد كيفيات منح منحة البطالة. القرار وقّعه وزراء العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، والمالية، والداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والتكوين والتعليم المهنيين. وينصّ القرار المؤرخ في 21 فيفري الجاري على أن يتقاضى المستفيدون من منحة البطالة، مِنَحهُم الشهرية إلى غاية تنصيبهم في مناصب شغل. وتتولى الوكالة الوطنية للتشغيل انتقاء المستفيدين من منحة البطالة. مع الاعتماد على قواعد بيانات الصناديق الوطنية للضمان الاجتماعي. من أجل إعداد بطاقية وطنية بالمستفيدين المؤهلين. مع تحديد وضعيتهم عن طريق البطاقية الوطنية للحالة المدنية. وسيتمّ إبرام اتفاقية شراكة مع مصالح بريد الجزائر. لتسهيل عمليات دفع منحة البطالة، بموجب ذات القرار.

كما يحدّد القرار الوزاري المشترك الوثائق التي يشتمل عليها الملف المطلوب لطلب الاستفادة من منحة البطالة كالآتي:

  • تصريح شرفي،
  • نسخة من استمارة الموعد،
  • صك بريدي مشطوب. أو نسخة من شهادة حجز الحساب البريدي الجاري،
  • نسخة من الشهادة الجامعية أو شهادة التكوين المهني،
  • شهادة عائلية،
  • ونسخة من الوثيقة التي تثبت الوضعية تجاه الخدمة الوطنية.

كيفية التسجيل

في 25 فبراير ، طالبت الوكالة الوطنية للتشغيل الراغبين في الاستفادة من منحة البطالة والذين تعذّر عليهم إتمام عملية التسجيل بسبب وجود تأمين ساري المفعول التوجه إلى مصالح الضمان الاجتماعي لتسوية وضعيتهم. وأفاد بيان للوكالة الوطنية للتشغيل، أنه يجب على خريجي الجامعات ومعاهد ومراكز التكوين الذين لا زال تأمينهم ساري المفعول، التوجه إلى مصالح الضمان الاجتماعي أو الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء من أجل تسوية وضعيتهم وتوقيف الانتساب. وأضاف البيان أن هذا الإجراء سيسمح للراغبين من الاستفادة من منحة البطالة من إتمام عملية التسجيل بنجاح عبر الموقع المخصص (اضغط هنا)

ودخلت منصة التسجيل الخاصة بمنحة البطالة حيز الخدمة يوم 25 فيفري 2022، ويتم عبرها التعرف على كل ما يتعلق بالمنحة وطريقة التسجيل وشروط الاستفادة. وأوضحت الوكالة الوطنية للتشغيل، ان هذه المنصة تسمح للشباب بالتسجيل الأولي عبر موقع minha.anem.dz وحجز موعد أو تعديله لدراسة ملفكم لدى الملحقات المحلية للتشغيل وذلك حرصا من الوكالة الوطنية للتشغيل على التكفل الأفضل بطالبي العمل و تقديم خدمات ذات جودة.كما أشارت الوكالة الوطنية للتشغيل إلى أن المنصة مفتوحة على مدار 24 ساعة وطيلة أيام السنة.

وفي 23 فبراير 2022، أعلنت الوكالة الوطنية للتشغيل انه يتوجب على طالبي العمل المعنيين بالاستفادة من منحة البطالة والذين لا يملكون حسابا بريديا جاريا التقرب من مكاتب بريد الجزائر. وجاء في بيان للوكالة الأربعاء “تنهي الوكالة الوطنية للتشغيل إلى كافة طالبي العمل المعنيين بالاستفادة من منحة البطالة والذين لا يملكون حسابا بريديا جاريا انه يتوجب عليهم التقرب من مكاتب بريد الجزائر مرفوقين بشهادة التسجيل الأولي محينة كطالبي عمل بالملحقة المحلية للتشغيل التابعين لها”. وتابع البيان “وفيما يخص المسجلين الذين تلقوا رسالة نصية تعلمهم برقم تسجيلهم في الملحقة المحلية للتشغيل، يمكنهم كذلك التوجه إلى مكاتب البريد لفتح حساب بريدي جاري”.

وأشار المسؤول الأول عن القطاع إلى أنه بعد تحديد تاريخ وموعد لاستقبال المعني سيتعين عليه التوجه إلى الوكالة مصحوبا بوثيقة الموعد وكذا إلتزام يتم ملؤه بالإضافة إلى صك بريدي مشطوب وشهادة عائلية في حال ما إذا كان متزوجا ووثيقة تثبت الوضعية اتجاه الخدمة الوطنية.

حالات سحب المنحة

كشف وزير العمل والتشغيل يوسف شرفة، الأربعاء، عن ثلاث حالات لسحب منحة البطالة من المستفيدين، نافيا تحديد مدة الاستفادة بـ 6 أشهر فقط، حيث ستبقى حسبه قائمة مادام الشاب يبحث عن منصب عمل.

وقال شرفة خلال حصة “ضيف التحرير” بالاذاعة الثالثة، إن هناك 3 حالات فقط يتم فيها سحب منحة البطالة من المستفيد هي:

1- عرض فرصة عمل على المستفيد، وفي حال رفضها يُعاد عرض فرصة ثانية عليه، وإذا رفضها مرة أخرى يصدر قرار بوقف الاستفادة.

2- توفير تكوين قصير المدى للمستفيد، يتناسب مع تخصصه بالدرجة الأولى، لادماجه في منصب عمل، وفي حال رفض هذه الفرصة أو انسحب بعد الالتحاق بالتكوين، يتم توقيف استفادته من المنحة، مؤكدا إن هناك اتفاقية مع وزارة التكوين المهني لتوفير تربصات تكوينية للمستفيدين.

3- الأشخاص الذين يحصلون على دخل ويلتحقون بمناصب عمل، يتم آليا سحب الاستفادة من منحة البطالة منهم.

من جهة أخرى، نفى وزير العمل، تحديد مدة الاستفادة من منحة البطالة بـ 6 أشهر، مؤكدا أنها ستبقى قائمة مادام الشاب لم يحصل على منصب عمل دائم. منحة البطالة… وكالة التشغيل تنشر خطوات التسجيل

ويوم 21 فبراير، كشفت الوكالة الوطنية للتشغيل إلى أن الاستفادة من منحة البطالة تتم عبر التسجيل لدى مصالح الوكالة من قبل الشباب طالبي الشغل عبر الموقع الرسمي لها.

وذكرت الوكالة الوطنية للتشغيل في بيان لها الاثنين، جملة من الخطوات التي يتوجب على الشباب طالبي الشغل القيام بها قبل الاستفادة من المنحة.

وفي رده عن سؤال حول أسباب سحب هذه المنحة أوضح شرفة أن عدم استجابة الشخص المسجل لاقتراح العمل مرتين سيترتب عليه الإقصاء، بالإضافة إلى رفض عرض تكوين قصير المدى أو التوقف عنه.

قيمة المنحة

في 27 نوفمبر 2021، كشف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن القيمة المالية لمنحة البطالة التي تم استحداثها بموجب قانون المالية 2022 “تقارب” الأجر الوطني الأدنى المضمون ويستفيد منها البطال إلى غاية حصوله على منصب شغل.وأوضح الرئيس تبون خلال لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية, أنه “لابد من التكفل بالبطالين” ولذلك وضعت الدولة “منحة البطالة وهي قريبة من الأجر الوطني الأدنى المضمون، وسيبقى البطال يستفيد منها الى غاية حصوله على منصب شغل”. وأوضح رئيس الجمهورية أن صرف هذه المنحة “يتطلب آليات ورقابة” حتى يستفيد منها البطالون الحقيقيون.

للإشارة تضمن قانون المالية لسنة 2022 الذي صادق عليه مؤخرا البرلمان بغرفتيه، استحداث منحة للبطالة تمنح للبطالين طالبي الشغل المبتدئين المسجلين لدى مصالح الوكالة الوطنية للتشغيل. منحة البطالة: المدير العام لوكالة التشغيل يكشف تفاصيل جديدة

وفي 15 نوفمبر 2021، قال المدير عام للوكالة الوطنية للتشغيل عبد القادر جابر، إن منحة البطالة ستمس حاليا حوالي 800 ألف بطال. وأوضح المدير العام للوكالة خلال نزوله ضيفا على برنامج المورنينغ” أن قيمة المنحة ستتراوح بين 8000 دج و15 ألف دينار جزائري أي حوالي 91 دولار أمريكي. كما كشف المتحدث ذاته عن استحداث جهاز جديد لمتابعة الفئات التي ليس لها تكوين ويصعب إدراجها في سوق العمل، مشيرا إلى توقيع اتفاقية مع مجمع سوناطراك لإدراج طلبات العمل.

نقد المنحة

في ظل حالة الركود وتعثر الاقتصاد الجزائري، وتصاعد الاحتجاجات بين الشباب، وخاصة من العاطلين، يُنظر أن المنحة بمثابة محاولة من الحكومة لتهدئة الشباب، حيث سيتسلم الشاب ما يعادل 91 دولاراً، ويتمتع بالتأمين الصحي كبقية الموظفين، لحين حصوله على وظيفة. وتشكل قيمة هذه المنحة حوالي 60% من معدل قيمة الأجور الشهرية الوطنية، والتي لا تغطي مصاريف أسبوع لشاب بلا عمل.[3] كما سيكون توظيف العاطل متلقي المنحة، بتقديم جهة العمل التي سيوظف لديها بطلب إلى الوكالة الوطنية للتشغيل لتتم من خلالها عملية التوظيف، والتي يتهمها الكثيرون بعملية يشوبها الكثير من المحسوبية.

ويعرف القانون الجزائري العاطل عن العمل بأنه شخص يبلغ من العمر ما بين 16 و50 سنة، من دون عمل وصرح بأنه قادر على العمل وكان يبحث عن عمل في فترة المسح الوطني. لكن، تم تحديد المستفيدين من المنحة على أن يتراوح عمرهم بين 19 و40 عاماً، وأن يكونوا مسجلين كطالبي عمل للمرة الأولى لدى الوكالة الوطنية للتشغيل، منذ ما لا يقل عن 6 أشهر...

وتؤكد الحكومة عبر تصريحات الوزراء أنّ البطالة لا تزال مستقرة ولكن من دون الكشف عن رقمٍ صريحٍ، وذلك منذ أيلول 2019، حين كانت آخر مرة أعلنت فيها وزارة العمل عن أرقام تفصيلية لتظهر أن البطالة سجلت 11.6% في الثلث الأول من سنة 2019، إذ بلغ عدد العاطلين عن العمل 1.456 مليون شخص منهم 35% من حاملي الشهادات الجامعية. وفي مارس 2021، أعلن وزير العمل حينها الهاشمي جعبوب أنّ نسبة البطالة في الجزائر 11.5%. لكنّ التصريحات الرسمية ورغم ضبابيتها، تجد الكثير من المشككين فيها، خصوصاً أنّها ترتبط بمرحلة بلغت فيها الأزمة المالية والركود الاقتصادي الذروة، ما يجعلها بالنسبة للعديد من خبراء الاقتصاد مجرد أرقام "سياسية" أكثر منها اقتصادية.

ورأى أستاذ الاقتصاد في جامعة وهران عبد الحق تيزرتي، أنّ "توقعات الحكومة، وهنا لا نقول أرقاما لأنها تتستر عليها، مغلوطة وغير حقيقية، فالتقارير الحكومية تحتسب فقط العاطلين عن العمل الذين يتقدمون إلى مكاتب التشغيل لتسجيل أنفسهم، بالإضافة إلى أنّها لا تحتسب الأشخاص الذين تجاوزت سنهم 50 عاماً ممن لا يملكون وظائف ثابتة، فكم عاطلا عن العمل لم يذهب ليسجل نفسه في مكاتب التشغيل؟". وتابع تيزرتي قائلاً: "كيف يمكن أن ترتفع البطالة بنسب ضئيلة جداً، في وقت يعيش فيه الاقتصاد الجزائري انكماشاً كبيراً وتراجعت فيه نسبة النمو بـ 2.5%، من 4% إلى 1.5% باعتراف الحكومة، بسبب مخلفات جائحة كورونا وتواصل سياسة التقشف؟".

ومما يزيد ضبابية في المشهد الجزائري، وتزعزع الثقة بين الجزائريين وبين الدولة والحكومة من جهة أخرى، هو الخوف من المستقبل الذي لا تلوح منه أي إشارة عن تحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، فكل التوقعات والمؤشرات تنذر بتواصل الأزمات لسنوات قادمة، ما يزيد من قلق الشارع الجزائري خصوصاً فئة الشباب التي تمثل 70% من المجتمع.

وحسب توقعات معاهد الدراسات الجزائرية، فإنّ نسبة البطالة ارتفعت إلى ما فوق عتبة 22% في نهاية 2021، بسبب ركود الاقتصاد والجائحة الصحية وتراجع الإنفاق الحكومي الذي يعد محرك الاقتصاد، وهي أرقام تناقض الخطاب الرسمي الذي يقر بانتعاش سوق الشغل خلال الفترة الأخيرة.

من جانبه توقع صندوق النقد الدولي أن تسجل الجزائر معدلات غير مسبوقة للبطالة، والسبب هو ارتفاع عدد الشباب الباحثين عن فرص عمل، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تتخبَّط فيها البلاد بعد تهاوي أسعار النفط، وذلك قبل الصعود الأخير للأسعار. وفي السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد القادر شكلام إن "إحصائيات الحكومة حول العاطلين عن العمل غير واقعية، وهناك ملايين من الشباب عاطلون عن العمل، فالسلطات تتحدث عن 12 مليون ناشط في سوق العمل، في حين أن الحقيقة التي تخفيها هي أن الجزائر يوجد بها 23 مليون مواطن دخلوا سن العمل".

وكثيرا ما تلجأ الحكومة الجزائرية عند ارتفاع ضغط الجبهة الاجتماعية إلى فتح التوظيف في قطاعات حكومية كثيرة لامتصاص جزء من عدد طلبات العمل، خصوصاً في السنوات الأخيرة، حيث تُفتح مسابقات في التعليم والإدارة العمومية، وحتى في الأسلاك النظامية كالشرطة والدرك الوطني والحماية المدنية، بمعدل توظيف يلامس 70 ألف منصب عمل، رغم تحذيرات الخبراء. وفي السياق، قال المستشار الحكومي والخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول إن "الحكومة تراوغ في الكثير من الأحيان وتلجأ إلى فتح مسابقات توظيف من دون دراسة لواقع القطاع، فهل يُعقل أن يوظف قطاع التعليم والتربية أكثر من 140 ألف معلم منذ 2015، وأكثر من 160 ألفا في الشرطة، وغيرها من الأرقام في قطاعات أخرى". وأضاف أنّ هناك "في الإدارات العمومية والمحلية تخمة في الموظفين، فنجد 3 إلى 4 موظفين في مكتب يحتاج بالأكثر إلى موظفين اثنين فقط، والمؤسف أنّ هذا التوظيف المُقنع يأتي في قطاعات غير إنتاجية".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ البطالة بالجزائر.. أزمة مستمرة..الجزيرة نت، 25/3/2011 م
  2. ^ "منحة البطالة: مدير وكالة التشغيل يكشف عن عدد المستفيدين في الدفعة الأولى". جريدة الشروق الجزائرية. 2022-03-03. Retrieved 2022-03-29.
  3. ^ "منحة البطالة في الجزائر: شجرة لا تخفي غابة الأزمة". مجلة العربي الجديد. 2022-03-27. Retrieved 2022-03-29.


وصلات خارجية


الكلمات الدالة: