الإسلام في روسيا

يعود تاريخ الإسلام في روسيا إلى ما قبل أكثر من 1400 سنة تقريباً. فقد اعتنق الدين الإسلامي في منطقة حوض الڤولگا رسمياً قبل قرن من إعلان الأرثوذكسية دينا لروسيا. ويعتبر الإسلام الآن في روسيا هو الدين الثاني في البلاد بعد المسيحية الأرثوذكسية. يعيش في روسيا في الوقت الحاضر وفقاً لتقييمات الخبراء من 11 إلى 24 مليون مسلم.[1] ويتركزون تقليدياً في وسط وجنوب حوض الڤولگا ومنطقة الأورال وشمال القوقاز وسيبيريا. ويوجد عدد من المسلمين في موسكو وسانت پطرسبورگ ومدن كبرى أخرى. يتوزع المسلمون في روسيا على 40 قومية أكبرها التتر، إذ يبلغون 5 ملايين مسلم (تشكل نسبتهم حوالى 4% من السكان). وهذا يعني أن التتر يحتلون المرتبة الثانية بعد الروس من حيث عدد السكان في روسيا. يأتي بعدهم البشكير (حوالي مليون شخص)، والشيشان الذين يشكلون مليون مسلم تقريبا، وفقا للإحصاءات الرسمية الروسية التي أجريت مؤخراً. يوجد أيضا في روسيا مجلس المفتين الذي أسس في عام 1996. يضم هذا المجلس عدداً من الإدارات الدينية للمسلمين وينسق نشاطاتها. والجدير بالذكر أن روسيا أصبحت في عام 2005 عضواً مراقباً في منظمة المؤتمر الإسلامي.

جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد

IslamicWorldNusretColpan.jpg
 ع  ن  ت

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ الإسلام في روسيا

 
مسجد في موسكو.

كان أول الشعوب المسلمة في روسيا هم شعب داغستان (اقليم دربنت) بعد الفتوحات العربية في القرن الثامن. كانت أول ڤولگا بلغاريا هي دولة مسلمة في روسيا عام 922، ثم دخل التتر الإسلام. بعدها دخلت معظم الشعوب التركية في أوروبا والقوقاز الإسلام.[2]

الفترة ما بين فتح قزان عام 1522 حتى تولي كاثرين العظمى الحكم عام 1782، تميزت بالقمع الممنهج للمسلمين عن طريق سياسات الإقصاء والتمييز وكذلك تدمير الثقافة الإسلامية بالقضاء على المظاهر الخارجية للإسلام مثل المساجد. في البداية أظهر الروس الرغبة في السماح بانتشار الإسلام ودُعي رجال الدين المسلمين للدعوة للإسلام في مختلف المناطق الروسية، وخاصة الكازاخ الذين كان الروس ينظرون إليهم باحتقار.[3][4] ومع ذلك، فقد تغير السياسة الروسية تجاه الإسلام بطرح عوامل الوعي الجماعي قبل الإسلام.[5] مثل هذه المحاولات شملت أساليب مدح الشخصيات التاريخية قبل الإسلام وترسيخ الشعور بالدونية بإرسال القزخيين لمؤسسات النخبة العسكرية الروسية.[5] رداً على ذلك، حاول الزعماء الدينيون القزخيون تأجيج الحماسة الدينية بتبني القومية التركية، ومن ثم فقد تعرض الكثير منهم للإضطهاد.[6]

في الوقت الذي تم طردهم في دول مسيحية أخرى مثل إسپانيا، الپرتغال وصقلية، فلم يمكن من الممكن الوصول لتركيبة سكانية أرثوذكسية روسية متجانسة، سياسات أخرى مثل منح الأراضي وتشجيع الهجرة من للروس الآخرين والسكان غير المسلمين إلى أراضي المسلمين، الأمر الذي أدى إلى تشريد الكثير منهم، مما جعلهم أقليات في بعض مناطق منطقة جنوب الأورال، في المقابل نجد أنه مناطق أخرى مثل تركيا العثمانية، حدثت إبادة تقريبية للشراكسة، تتار القرم، مسلمي القوقاز. قام الجيش الروسي بجمع السكان المسلمين ونقلهم من قراهم إلى موانئ على البحر الأسود، حيث كانت في إنتظارهم سفن تم جلبها من الدولة العثمانية. كان الهدف الروسي الصريح هو طرد الجماعات المعنية من أراضيها.[7] كان لديهم الخيار في المكان الذي سيطونون فيه: في الدولة العثمانية أو في روسيا بعيداً عن أراضيهم القديمة. انتهت الحرب الروسية القوقازية بتوقيع قسم ولاء من القادة الشراكسة في 2 يونيو 1864. بعدها، عرضت الدولة العثمانية إيواء الشراكسة الذين لم بقبلو حكم الملك المسيحي، وهاجر كثيرون إلى الأناضول، قلب الدولة العثمانية وإنتهى بهم المطاف في تركيا المعاصرة، سوريا، الأردن، إسرائيل، العراق، وكوسوڤو. اتفق مختلف المؤرخين الروس، القوقاز، والغربيين على أن سكان قوقاز المرتفعات والبالغ عددهم ح. 500.000 نسمة قامت روسيا بترحيلهم في ستينيات القرن التاسع شعر. توفت أعداد كبيرة منهم في الطريق بسبب الأمراض. أما من لا يزالون موالون لروسيا، فقد تم توطينهم في الأراضي الوطيئة، وعلى الضفة الغربية لنهر كوبان. إتجاه الترويس استمر في أماكن مختلفة في بقية الفترات القيصرية والسوڤيتية، ولذلك نجد اليوم أن هناك أعداد أكبر من التتار يعيشون خارج جمهورية تترستان أكثر من داخلها.[2]

في ظل الحكم الشيويع، مثل الديانات الأخرى في الاتحاد السوڤيتي، كان المسلمين يتعرضون للظلم والاضطهاد.[when?] الكثير من المساجد (في بعض التقديرات،[8] أكثر من 83% في مساجد تترسان) تم إغلاقها. على سبيل المثال، مسجد ماركاني، كان هو المسجد الوحيد الموجود في قازان في ذلك الوقت.


الإسلام اليوم

 
مناطق روسية ذات أغلبية مسلمة.

كان هناك الكثير من الأدلة على التسامح الرسمي تجاه الإسلام في روسيا في التسعيينات. أعداد المسلمين سمحت بخروج الحجاج إلى مكة والتي تزايدت بشكل ملحوظ بعد إنتهاء فترة الحظر السوڤيتية عام 1991.[9] عام 1995 تأسس اتحاد المسلمين في روسيا، بزعامة الإمام التتري الخطيب المقدس، والذي بدأ بتنظيم حركة تهدف إلى تعزيز التفاهم العرقي وإنهاء سوء التفاهم العالق لدى الروس تجاه الإسلام. اتحاد المسلمين في روسيا هو الخليفة المباشر اتحاد المسلمين قبل-الحرب العالمية الأولى، والذي كان له فصيل خاص به في الدوما الروسية. قام اتحاد ما بعد الشيوعية بتشكيل حزب سياسي، حركة نور لمسلمي عموم روسيا، والتي كانت تعمل بالتنسيق مع الأئمة المسلمين للدفاع عن الحقوق السياسية، الاقتصادية، والثقافية للمسلمين والأقليات الأخرى. المركز الثقافي الإسلامي في روسيا، والذي يضم مدرسة دينية، أُفتتح في موسكو عام 1991. في التسعينيات، تزايد عدد المنشورات الإسلامية. من بينها كانت هناك مجلات قليلة بالروسية، منها: "Ислам" (الإسلام)، "Эхо Кавказа" (إخو كاڤكازا ) و"Исламский вестник" (إسلامسكي ڤستنيك)، صحيفة باللغة الروسية "Ассалам" (إسلام)، و"Нуруль Ислам" (نور الإسلام)، وكانت تطبع في محج قلعة، داغستان.

قازان بها أعداد كبيرة من المسلمين (ربما هي الثانية بعد التجمع الحضري للمسلمين في موسكو وأكبر جماعة أصلية في روسيا) وبها الجامعة الروسية الإسلامية في قازان، تترستان. التدريس باللغة الروسية والتترية. توجد نسخ من القرآن متاحة للقراءة، وتم بناء الكثير من المساجد في المناطق التي تتواجد بها أعداد كبيرة من المسلمين.

في داغستان، هناك عدد من الجامعات والمدارس الإسلامية، ومن أشهرها: جامعة داغستان الإسلامية، معهد التوحيد والعلاقات الدولية، ويترأسه مقصود صادقوڤ الذي أُغتيل في 8 يونيو 2011.[10]

طلعت تاج الدين كان المفتي الأعلى في روسيا. منذ العصور السوڤيتية، قسمت الحكومة الروسية روسيا إلى عدد من المديريات الروحية الإسلامية. عام 1980 أصبح طلعت تاج الدين مفتي لقسم الاتحاد السوڤيتي الأوروپي وصربيا. منذ 1992 أصبح رئيساً للادارة الروحية المركزية أو المشتركة لعموم روسيا.

الديموغرافيا

غالبية مسلمي روسيا من السنة. حوالي 5% منهم شيعة. في مناطق قليلة، أشهرها داغستان والشيشان، هناك أعداد من السنة وصوفية، أدخلتها المدرسة النقشبندية والشاذلية، حيث يتوافد على زعيمهم الروحي الشيخ سيد أفندي الشرقاوي مئات الزوار يومياً.[11] كان الأذريون ولا يزالون من المسلمين الشيعة، وبعد إنفصال جمهوريتهم عن الاتحاد السوڤيتي، هاجرت أعداد كبيرة من أذربيجان إلى روسيا بحثاً عن عمل.

حسب وسائل الإعلام العربية، فإن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية أنها قلقة بالأعداد المتزايدة للمسلمين التي في طريقها لأن تصبح أقلية ذات نمو متسارع وربما أغلبية بحلول 2050.[12][13][14][15] في الوقع الذي تزعم فيه مختلف المصادر الإسلامية أن الإسلام هو دين الأسرع نمواً في روسيا وأن هناك أعداد كبيرة من الروس دخلت الإسلام.[16] من أشهرهم ڤياتشسلاڤ پولوسين،[17] ڤلاديمير خودوڤ، وألكسندر لتيڤيننكو، المنشق عن المخابرات الروسية، وقد دخل الإسلام وهو على فراش الموت.[18][19]

الحج

في 2006، أدى فريضة الحج في مكة المكرمة حوالي 18.000 مسلم روسي.[20] في 2010، كان عدد الحجاج الروس المسلمين 20.000 على الأقل، وأرسل الزعماء المسلمون الروس خطابات إلى ملك السعودية يطالبون فيه منح تأشيرات لدخول 25.000-28.000 مسلم روسي.[21] بسبب زيادة أعداد الحجاج الروس، فقد طلب المفتون في 25 يوليو 2011 مساعدة الرئيس الروسي السابق ديمتري مدڤديڤ بزيادة المساحة التي خصصتها السعودية لحجاج ڤلاديكاڤكاز.[22] عُقد المؤتمر الدولي الثالث للحجج بحضور 170 ممثل عن 12 بلد، في قازان، من 7-9 يوليو 2011.[23]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "معلومات عن روسيا". روسيا اليوم. Retrieved 2013-06-19.
  2. ^ أ ب Shireen Tahmasseb Hunter, Jeffrey L. Thomas, Alexander Melikishvili, "Islam in Russia", M.E. Sharpe, Apr 1, 2004, ISBN 0-7656-1282-8
  3. ^ Khodarkovsky, Michael. Russia's Steppe Frontier: The Making of a Colonial Empire, 1500-1800, pg. 39.
  4. ^ Ember, Carol R. and Melvin Ember. Encyclopedia of Sex and Gender: Men and Women in the World's Cultures, pg. 572
  5. ^ أ ب Hunter, Shireen. "Islam in Russia: The Politics of Identity and Security", pg. 14
  6. ^ Farah, Caesar E. Islam: Beliefs and Observances, pg. 304
  7. ^ Kazemzadeh 1974
  8. ^ А.Хабутдинов, Д.Мухетдинов. Ислам в СССР: предыстория репрессий قالب:Ru-icon
  9. ^ History of Hajj in Russia from 18th to 21st century
  10. ^ Muslim teacher killed in Russia's North Caucasus
  11. ^ Biography of Shaykh Said Afandi al-Chirkawi ad-Daghestani
  12. ^ Russian Muslims allege persecution
  13. ^ Islam to become Russia’s predominant religion by 2050?
  14. ^ http://www.asiantribune.com/index.php?q=node/211
  15. ^ http://www.danielpipes.org/blog/2005/08/predicting-a-majority-muslim-russia
  16. ^ Russia in search of itself. By James H. Billington, pg. 182
  17. ^ Polosin Ali Vyacheslav - My journey to Islam
  18. ^ "Litvinenko converted to Islam father says". The Times. London. 2006-12-08. Retrieved 2010-05-05.
  19. ^ Litvinenko's Father Says Son Requested Muslim Burial - RADIO FREE EUROPE / RADIO LIBERTY
  20. ^ Russian Pilgrims Number Exceeds 18,000, Ministry of Hajj, Saudi Arabia.
  21. ^ Russian Muslims on Hajj to Saudi Arabia
  22. ^ Muslims in Russia ask for increased Haj quota
  23. ^ Muslims in Russia prepare for Hajj

وصلات خارجية