ارفص القطة
ارفص القطة أو اركل القطة (Kick the cat، أو اركل الكلب (Kick the cat)، هو مصطلح يصف سلوك شخص يتعرض لضغط أو ظلم من جهة أقوى منه، فيفجّر غضبه على طرف أضعف لا علاقة له بالمشكلة. يشمل هذا سلسلة من ردود الأفعال السلبية التي تبدأ عادةً بغضب شخص في موقع سلطة تجاه شخص آخر أدنى منه، والذي بدوره قد يفرغ هذا الإحباط على شخص أضعف منه. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، قد يوجه المدير غضبه إلى موظف، ومن ثم يقوم الموظف بتوجيه غضبه نحو موظف آخر أقل درجة منه في العمل، أو حتى قد يقوم بذلك مع شخص خارج دائرة العمل أو حتى نحو حيوانه الأليف.
ويُعدّ هذا السلوك مثالاً واضحاً على ما يُعرف في علم النفس بإزاحة الغضب أو السلوك العدواني المتسلسل، حيث تنتقل الإساءة عبر سلسلة من الأطراف، من الأقوى إلى الأضعف، بدل أن تُواجه عند مصدرها الحقيقي. لذا يتكرر استخدام المصطلح في سياقات بيئات العمل الاستبدادية، والتنمر في المدارس، والضغوط الأسرية.
أصل المصطلح
تعود بدايات استخدام مصطلح إلى الأدب والنكات الشعبية البريطانية في القرن التاسع عشر، حين كانت القطة تُصوّر رمزاً للطرف الأضعف الذي يتلقى الضربات بلا قدرة على الدفاع عن نفسه. كما استخدم أيضاً في الولايات المتحدة في نهاية القرن التاسع عشر.[1] وفي القرن العشرين، انتقل التعبير إلى الخطاب النفسي والاجتماعي، وأصبح يُستعمل لوصف آلية إزاحة الانفعالات عند البشر. ثم اكتسب حضوراً واسعاً في دراسات الإدارة والسلوك المهني مع الاهتمام بظاهرة سلسلة العدوان داخل المؤسسات، حتى بات اليوم استعارة عالمية تُستخدم لانتقاد تفريغ الغضب المكبوت على من لا ذنب له.
في الاستخدام الحالي، يُصوّر الاسم حالة موظف غاضب أو مُحبط يعود من العمل باحثاً عن وسيلةٍ ما للتنفيس عن غضبه، لكن الشيء الوحيد الموجود هو القطة. يُسيء الموظف معاملة القطة جسدياً كوسيلةٍ لتخفيف الإحباط، رغم أن القطة لا علاقة لها به.[2]
السياق الاجتماعي
في السياق الاجتماعي، يرتبط المصطلح بفكرة الإساءة الغير مبررة وتجاه أشخاص لا علاقة لهم بأصل المشكلة، فعلى سبيل المثال، يتعرض شخص ما للظلم أو الانتهاك أو الإساءة أو الغضب من شخص أقوى منه، فلا يستطيع مواجهته فيوجّه طاقته السلبية إلى الطرف الأقل قوة (سواء شخص أو حيوان أليف). وهذا السلوك يُعد مثالًا واضحًا على إزاحة الغضب أو الإسقاط السلوكي في علم النفس.
سياق الأعمال والتعليم
أما عند استخدام المصطلح في بيئات العمل الاستبدادية، أو المؤسسات التعليمية، فيشمل ذلك، تفريغ غضب الشخص الذي تعرض للظلم من شخص أقوى منه، عادة رئيسه أو رب عمله، على موظف أقل درجة منه، والذي لن تسبب الإساءة إليه في أي أذى. أما في المدارس أو الجامعات على سبيل المثال، قد يتعرض طالب للتنمر من قبل زملائه ويخشى مواجهتهم والرد عليهم، فيفرغ غضبه على زميل آخر مُستضعف، أو حتى على أشقائه في المنزل.
النظريات النفسية
يُنظر إلى ركل القطة بشكل غير مرغوب فيه ويعتبر علامة على سوء إدارة الغضب.[3] يزعم المؤلف ستيڤ سوندرمان أن "الرجال يوجهون 90% من مشاعرهم من خلال الغضب"، قائلاً إنهم قد "يركلون القطة" كبديل عن الحزن أو القلق أو المشاعر الأخرى.[4] يقترح مؤلف علم النفس راج پرسود أن الناس "يركلون القطة" كوسيلة للتطهير لأنهم يخشون التعبير عن مشاعرهم الكاملة لأقرانهم وزملائهم.[5]
تعبيرات مشابهة
في كندا خاصة، تستخدم عبارة مشابهة وهي "kick at the cat" أو "kick at the dog" في إشارة إلى فرصة لتجربة أو فعل شيء ما.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "Journal of Proceedings of the ... Annual Convention of Young Men's Christian Associations of the United States and British Provinces, Volume 14". 1869: 35.
{{cite journal}}: Cite journal requires|journal=(help) - ^ Glass, Lillian (1999). The Complete Idiot's Guide to Verbal Self Defense. Penguin. p. 80. ISBN 978-1-440-65074-1.
- ^ Whiteley, H. Ellen (1994). Understanding and Training Your Cat or Kitten. Sunstone Press. p. 147. ISBN 978-1-611-39080-3.
Learn to handle anger or quit the job
- ^ Sonderman, Steve (2010). Mobilizing Men for One-on-One Ministry: The Transforming Power of Authentic Friendship and Discipleship. Bethany House. p. 168. ISBN 978-1-441-21376-1.
- ^ Persaud, Raj (2011). Staying Sane. Random House. ISBN 978-144-811106-0.
