ابن الحداد الأندلسي

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان القيسي، المعروف بابن الحداد ( 1030 - 480 هـ / - 1087م ) هو شاعر أندلسي. له ديوان شعر كبير مرتب على الاحرف الابجدية، وكتاب المستنبط في العروض . أصله من وادي آش سكن المرية وأصبح من شعراء بلاط المعتصم بن صمادح، فأكثر في مدحه، ثم حصلت بينه وبينهم جفوة اضطرته إلى الفرار لسرقسطة سنة 461 هـ فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن بن هود من بعده. وعاد إلى المعتصم، وتوفي بالمرية.

ابن الحداد الأندلسي
وُلِدَسنة 1030
توفيسنة 1087 (56–57 سنة)
المهنةرياضياتي، وموسيقي، وشاعر
العمل البارز
ديوان ابن الحداد الأندلسي
ديوان ابن الحداد الأندلسي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

هوأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان القيسي، المعروف ب (ابن الحداد ) هو شاعر أندلسي.

موهبته الشعرية

حظي هذا الشاعر بفضل السبق في طرحه موضوع جديد على مسرح الشعر العربي، وفن التغزل تحديدا، حيث عني بالتغزل بالمرأة النصرانية، فأثر هذا في لغته الشعرية فجعله يوظف اللغة العقائدية فيكون دقيقا في اختيار ألفاظه من خلال ولوعه بالأجواء التي توحي بعقيدة هذه المرأة النصرانية، كما يعكس هذا الاتجاه في شعر «ابن الحداد» القيمة الإنسانية التي كانت تحظى بها المرأة النصرانية في المجتمع الأندلسي. هذه الفتاة النصرانيّة سمّاها في ديوانه «نويرة».[1] وأوقعه حبّ نويرة في حبّ كلّ رموز النصّرانيّة ورجالها وأماكنها.[2] واتّسع حبّ الشاعر نويرةَ لكلّ ما هو مسيحي : كعيسى والإنجيل، والقساوسة وصلبانهم، والرّهبان وكنائسهم، والنّصارى وأعيادهم إضافة إلى التّثليث ورموزه والطقوس وأناشيدها.[3]


عَسَاكِ بِحَقِّ عِيسَاكِمُرِيحَةً قَلْبِيَ الشَّاكِي
فَإِنّ الحُسْنَ قـَدْ وَلاَّكِ إِحْيَائِي وَإِهْلاكِي
وَأَوْلَعـَنِي بِصُلْبـَانٍوَرُهْبـَانٍ وَنُسـَّاكِ
وَلَمْ آتِ الكَنَائِسَ عَنْهَوًى فِيهِـنَّ لَوْلاكِ

حب الشاعر ابن الحداد الأندلسي لنويرة النصرانية

احب ابن الحداد في صباه فتاة اسبانية هذه الفتاة النصرانيّة سمّاها في شعره (نويرة). واخلص لها الحب وأوقعه حبّ نويرة في حبّ كلّ رموز النصّرانيّة ورجالها وأماكنها واتّسع حبّ الشاعر( نويرةَ )لكلّ ما هو مسيحي كعيسى والانجيل, والقساوسة وصلبانهم, والرّهبان وكنائسهم, والنّصارى وأعيادهم ورموزهم وطقوسهم وأناشيدهم يقول في ذلك :


عَسَاكِ بِحَقِّ عِيسَاكِ مُرِيحَةً قَلْبِيَ الشَّاكِي

فَإِنّ الحُسْنَ قـَدْ وَلاَّ كِ إِحْيَائِي وَإِهْــلاكِي

وَأَوْلَعـَنِي بِصُـــــلْبـَانٍ وَ رُهْبـَانٍ وَ نُســَّـاكِ

وَلَمْ آتِ الكَنَـائِسَ عَنْ هَوًى فِيهِـــنَّ لَوْلاكِ

وهذا الحب والشوق غذى الشعر عند ابن الحداد جعل قصتهما من أشهر قصص الحب في الأندلس في ذلك الوقت اذ انه كان صادقا في حبه وقد عبر عن معاناته في كل قصيدة نظمها في حب هذه الفتاة وإذا كان ذلك الحب الكبير قد بدأ بنظرة للشاعر لذلك الوجه الجميل.. أو ذلك الخد الوردي، فإن تلك النظرة قادته إلى العذاب الذي ربما ينتهي بالموت، وأجمل ما قاله في هذا المعنى:

وقد جرَّحت عينايَ صفحــة خده على خطأ فاختار قتلي على عمدِ

️حتى قال فيها ايضا :

إلى الموت رُجعى بعد حينٍ فإن أمت

فقد خــــــــــلدت خلد الزمان مناقبي

وذكري في الآفاق طـــــــــــــــار كأنهُ

بكل لســــــــــانٍ طيب عــذراءَ كاعبِ

ففي أي علمٍ لم تــــــــــــبرّز سـوابقي

وفي أي فنٍ لم تـــــــــــبرِّزْ كتـــــائبي

الا انه بالرغم من الانفتاح الفكري والديني الذي كان لدى العرب المسلمين في الأندلس، إلا أن ابن الحداد عمد إلى إخفاء ذلك الحب وتكتم على اسم تلك الفتاة التي عشقها ومنحها اسماً اخر رمزياً أقرب إلى الشعر منه إلى الحقيقة.. سماها (نويرة ). و من خلال إحدى قصائده نتعرف على كيفية لقائه بتلك الفتاة لاول مرة ،و كان اللقاء الاول لهما في الكنيسة،فقد رآها بين قومها تصلي فأذهله حسنها وجمالها ووداعتها وذهب بعقله ذلك الوجه الجميل..فقال:

قلبي في ذات الأثيلات رهــــــــين لوعاتٍ وروعاتِ

فوجِّها نحوهم إنهم وإن بغوا قبلـــــــــــــــة بغياتي

وعرّجا يا فتى عـــــــــامرٍ بالفـــــــتيات العيسويات

فإن بي للروم روميـــــــــةٍ تكنس ما بين الكنيسات

وقد تلوا صحف أناجيلهم بحسن ألحــــانٍ وأصواتِ

وناظري مختلسٌ لمحها ولمحها يضرم لوعـــــــــاتي

وفي الحشى نارٌ (نويرية) لقتــــــــها منذ ستيــــاتِ

لا تنطفئ وقتاً وكم رمتها بل تلتظي في كل أوقاتي

إذن وقع هذا الشاعر الأندلسي في غرام تلك الإسبانية، ولم يستطع أن يتخلى عنه، أو يتجاهله.. أحب ابن الحداد القيسي نويرة بكل قلبه، ولكنه على ما يبدو لم يستطع أن يقنعها أو يقنع أهلها بالزواج منه، بسبب اختلاف الدين.. وهذه معاناة اخرى انعكست في شعره وأثارت اهتماماً به كثيرا لان شوقه جعله يقول فيها أصدق الشعر وناتج عن معاناة وعن تجربة حقيقية. فيقول :

حديثك ما أحلى فزيدي وحـــدثي

عن الرشأ الفرد الجمــــــال المثلث

ولا تسأمي ذكـــراه فالذكر مؤنسي

وإن بعث الأشـــواق من كل مبعثِ

وأَقسَمَ بالإنجـــــــــــيل إني لمائنٌ

وناهيــــك دمعي من محقٍ مُحنّثِ

ولابد من قصي على القس قصتي

عســـــــاه مغيث المدنف المتغوث

فلم يأتهم عيسى بدين قســــــاوةٍ

فيقسو على مغنى ويلهو بمكـــرثِ

سيصبح سرّي كالصبــــــاح مشهراً

ويمسي حديثي عرضة المتحــدثِ

ويقول في حبها يشكو هواها ويشبهها :

والنفس فيكَ ثبار الحب طــــالبة

إن كانت العين تجني منك أنوارا

أخفي هـــــواك وأكني عنه نورية

وهل يلام عميـــدُ القلب إن وارى

يا مشبه الملك الجــــعدي تسمية

ومخجل القمــــــــر البدري أنوارا

ولعل المعاناة التي مرر بها وعاشها بسبب الاختلاف في الدين. حيث كان ذلك الخلاف من أهم أسباب ذلك العذاب الذي شعر به ولكنه لم يكن كل شيء.قربما كانت هي نفسها صعبة وغير متاحة.. وهذا ما أجج نار الحب في قلبه وشعره معاً.فيقول:

استودع الرحمن مستـودعي

شوقاً كمثل النار في أضـلعي

أترك من أهوي وأمضي كذا؟

والله ما أمضي وقـلبي معي

ولا نأى شخصك عن ناظـري

حيناً ولا نطــــقك عن قمعي

أو قـــــــــــوله :

إن المدامع والزفير قد أعلنا ما في الضمـــــيرْ

فعلام أخفي ظـــــــــاهراً سقمي عليَّ به ظهيرْ

هب لي الرضى من ساخطٍ قلبي بساحته أسيرْ

وصلات خارجية

المصادر

  1. ^ دراسات أندلسية عدد 14 سنة 1995 ص 38.
  2. ^ دراسات أندلسية عدد 14 سنة 1995 ص 40.
  3. ^ دراسات أندلسية عدد 14 سنة 1995 ص 37.