أزمة شمال كوسوڤو 2021

أزمة شمال كوسوڤو، اندلعت في سبتمبر 2021 على اثر قرار حكومة كوسوڤو حظر لوحات تسجيل المركبات الصربية، كما فعلت صربيا. بدأت سلسلة من الاحتجاجات من قبل الصرب في شمال كوسوڤو- والتي شملت في معظمها عرقلة حركة المرور بالقرب من المعابر الحدودية. كان الحظر يعني أن الأفراد الذين يمتلكون مركبات تحمل لوحات تسجيل صربية في كوسوڤو [a]كان عليهم التبديل إلى لوحات تراخيص كوسوڤوية في مركز تسجيل المركبات الحكومي. كان القصد من الحظر أن يعكس الحظر المفروض على لوحات ترخيص كوسوڤو التي كانت صربيا قد فرضتها منذ عام 2008. لا تعترف حكومة صربيا باستقلال كوسوڤو وتعتبر حدود كوسوڤو وصربيا مؤقتة.

أزمة شمال كوسوڤو 2021
جزء من أزمة كوسوڤو
خريطة توضح تظهر مواقع المتاريس وحواجز المرور بالخط العريض، بينما تظهر مواقع المكاتب التي تعرضت للهجوم بالخط المائل، في پريشتينا عاصمة كوسوڤو.
التاريخ20 سبتمبر – 2 أكتوبر 2021
(1 أسبوع و 5 يوم)
المكان
السببمعارضة قرار حكومة كوسوڤو بمنع لوحات المركبات الصربية
الأهدافتشريع لوحات المركبات الصربية
الطرق
أسفرت عنالاتفاقية في بروكسل:
  • انسحاب شرطة كوسوڤو من يارينيه وبرنياك
  • بدء دوريات KFOR في شمال كوسوڤو
  • الاتفاق على نظام المصقات
    • تشريع اللوحات الصربية مرة أخرى في كوسوڤو، تشريع اللوحات الكوسوڤية في صربيا، طالما أن الرموز الوطنية مغطاة بملصق
  • نهاية الاحتجاجات
أطراف الصراع الأهلي

 كوسوڤو

الشخصيات الرئيسية
العدد
مئات المحتجين المدنيين

خلال الأزمة، أضرم المحتجون الحرق المتعمد في مركزان حكوميان لتسجيل المركبات في زڤيچان و[[زوبين پوتوك]. تسببت الاحتجاجات في تفاقم العلاقات بين صربيا وكوسوڤو - والتي كانت تتحسن - وأدت إلى القوات الصربية المسلحة توضع القوات على درجة عالية من الاستعداد. واتهم الجانبان الآخر بالتوسع الكبير. دعت القوى الدولية، ولا سيما الاتحاد الأوروپي والناتو، إلى التهدئة، فيما انتقدت روسيا كوسوڤو.

في 30 سبتمبر، تم التوصل إلى اتفاقية لإنهاء حظر لوحة الترخيص، والتي تدخلت حيز التنفيذي في 4 أكتوبر. في المقابل وافق المتظاهرون على التفرق. وفقًا لشروط الاتفاقية، فإن لوحات ترخيص كوسوڤو في صربيا ولوحات ترخيص صربيا في كوسوڤو تحتوي الآن على رموزها الوطنية ورموز الدول الخاصة بها مع ملصق مؤقت.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

لم يعد الغرب وحيداً في منطقة البلقان. صارت ساحة صراع بين القوى الكبرى، لا سيما أنها بوابة جنوب أوروپا بالنسبة لروسيا. تعهدت موسكو بمنع انضمام المزيد من دول غرب البلقان إلى الناتو. وبينما يتجه كل طرف إلى قطبٍ مختلف في العالم، تزداد المخاوف من حرب وشيكة في القارة الأوروبية، لكن لمصلحة من ذلك؟

منذ وصول ڤلاديمير پوتن إلى السلطة، بدأ في إعادة بناء تحالفاته مع الحلفاء السابقين للإتحاد السوڤيتي، بما في ذلك الصرب. ومع الوقت، أصبحت صربيا قاعدة متقدمة لروسيا في أوروپا حتى أن بلگراد نظمت احتجاجات تُندد بالعقوبات الغربية ضد روسيا، غداة حرب أوكرانيا. تتمتع صربيا بعلاقات قوية مع القوميين الصرب في البوسنة والهرسك ويمكن أن تؤثر عليهم لزعزعة استقرار البوسنة وهذا ما حدث. كما لدى بلگراد مشكلة مع اقليم كوسوڤو المنشق عنها عكس ارادتها والتي تواجه أيضاً مشكلة قديمة جديدة معه لا يمكن فصلها عن مسار التطورات التي أفرزتها حرب أوكرانيا. تاريخياً، وتحديداً خلال الحقبة السوڤيتية، كان الاتحاد اليوغوسلاڤي جزءاً من المعسكر الشرقي (حلف وارسو) بقيادة الاتحاد السوڤيتية. وعقب انهيار الأخير، في مطلع التسعينيات، سار الاتحاد اليوغسلاڤي على الطريق إياه. حرب مدمرة مزقت يوغوسلاڤيا وجعلتها دويلات متصارعة. إرتكبت مجازر مروعة إضافةً إلى تشريد الملايين من السكان، وانتهت تلك الحرب بتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي دك العاصمة الصربية بلغراد ما سمح بظهور دول جديدة منها البوسنة والهرسك التي تكونت من أقليات كبيرة كالمسلمين البوشناق، الصرب الأرثوذكس، والكروات الكاثوليك، الذين توافقوا على تقاسم السلطة من خلال مجلس رئاسي ثلاثي لقيادة البوسنة والهرسك.[3]

  بعد شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، هدّد السفير الروسي في سراييڤو إيگور كالپوخوڤ البوسنة والهرسك بمصير أوكرانيا نفسه إذا قررت سراييفو الانضمام إلى حلف الناتو، وهذا التهديد جاء قبل موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، وهذا يعني أن التهديد الروسي أصبح الآن أكثر جدية.  

بدأت التوترات بين صرب البوسنة وباقي المكونات في منتصف عام 2021 عندما رفض ميلوراد دوديك، العضو الصربي في الرئاسة الثلاثية للبوسنة، تجريم إنكار الإبادة الجماعية في التسعينيات. كما هدد دوديك بانفصال جمهورية صربسكا والمقصود بها صرب البوسنة، فكان أن تحركت الجمعية الوطنية لجمهورية صربسكا للانسحاب من مؤسسات القضاء والأمن والدفاع في البوسنة، إضافةً إلى تهديد دوديك بطرد القوات المسلحة البوسنية من جمهورية صربسكا، الأمر الذي دفع مندوب البوسنة لدى الأمم المتحدة للمطالبة بتدخل دولي لمنع تفكك البلاد، وخرج دوديك مهدداً بأن أي تدخل غربي سيقابل بتدخل من حلفاء صربيا. وهذا يعني تحويل البلاد إلى ساحة معركة بين الروس وحلف شمال الأطلسي، وهذا ما أضاف شبحاً جديداً يلقي بظله الثقيل على أوروپا المُربكة في التعامل مع ملف الحرب الروسية ـ الأوكرانية. بعد شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، هدّد السفير الروسي في سراييڤو إيگور كالپوخوڤ البوسنة والهرسك بمصير أوكرانيا نفسه إذا قررت سراييڤو الانضمام إلى حلف الناتو، وهذا التهديد جاء قبل موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، وهذا يعني أن التهديد الروسي أصبح الآن أكثر جدية، ذلك أن الروس لن يتساهلوا مع انضمام المزيد من دول الجوار إلى حلف شمال الأطلسي، خاصة في دولة يملكون نفوذاً وازناً فيها مثل البوسنة. بالمقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون، إنه لا يمكننا أن نسمح لغرب البلقان بأن يصبح ملعباً جديداً للرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن، مؤكداً أن بلاده سترسل خبراء عسكريين إلى غرب البلقان لمواجهة ما أسماه النفوذ الروسي هناك. جمهورية صربسكا، إحدى المنطقتين المستقلتين اللتين تشكلان البوسنة والهرسك وتغطي حوالي نصف أراضي البلاد، يقودها ميلوراد دوديك منذ 12 عاماً تقريباً وهو من دعاة الانفصال عن البوسنة والهرسك. وتمر بعض أكبر الاستثمارات الروسية عبر جمهورية صربسكا. كما أن شركة گازپروم نفط إشترت شركة الصناعات البترولية الصربية مقابل 450 مليون دولار. في مقابل هذا الاتفاق، استخدمت روسيا حق النقض في مجلس الأمن لمنع استقلال كوسوڤو عن صربيا، التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. على الورق، يضمن الاتحاد الأوروپي وحلف شمال الأطلسي السلام في البوسنة والهرسك، لكن هذا لا يحدث على أرض الواقع، وقد حاول كلاهما التغلب على هذه الأزمة من خلال مضاعفة عدد قوات حفظ السلام في البوسنة، لكنها تبقى قوة قليلة العدد مع استمرار حالة عدم الاستقرار الداخلي والتي ظهرت بعدة أشكال، كالقيام بتدريبات عسكرية في مناطق جغرافية حساسة قامت بها بعض وحدات الشرطة الصربية، وتنظيم احتفالات بيوم الاستقلال لجمهورية صربسكا الذي يحظرها القانون الاتحادي لجمهورية البوسنة والهرسك، وسن قوانين انفصالية من قبل برلمان جمهورية صربسكا تمهد الطريق للإنفصال عن المؤسسات المركزية. الأمر المخيف في هذا السيناريو هو أن الانقسام في واحدة من أكثر الدول تسليحاً في أوروپا على صعيد السكان سيكون مكتوباً بالدم والدمار ويمكن أن يجر البوسنة والهرسك إلى حرب أهلية دموية. يأتي ذلك في وقت تخلت فيه البوسنة والهرسك عن كل أمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروپي أو الناتو كطريقة أخيرة للبقاء موحدة، لكن الحرب في أوكرانيا غيّرت المعادلة.

وفي المقلب الآخر من البلقان الصربي، اشتدت الحماوة بين صربيا المدعومة من موسكو واقليم كوسوڤو التي تصفه بلگراد بانه صنيعة واشنطن وحلف شمال الاطلسي، والمشكلة الرئيسية تأتي من وجود الناتو في كوسوڤو الذي تعادل مساحته مساحة لبنان (10800 كم²). فقد خرجت تقارير من روسيا تؤكد وجود الناتو في الإقليم من خلال قوات حفظ السلام في المنطقة، وهو ما لم ينفه أي من الطرفين. وجاء بيان رسمي للناتو ليؤكد وجود قوات له في الإقليم بعد أن قال الحلف إن الوضع الأمني في شمال كوسوفو متوتر وأكدت تقارير غربية أن بعثة الناتو يصل تعدادها إلى 3770 جنديا يتحركون بعنوان قوات حفظ السلام في كوسوڤو. الخلاف بين الجانبين ليس الأول من نوعه. إقليم كوسوڤو الذي تتكون الأغلبية الساحقة فيه من السكان الألبان، انفصل عن صربيا في عام 1999 وأعلن الاستقلال رسمياً في عام 2008. ومع ذلك، استمرت صربيا تعتبر كوسوفو جزءاً من أراضيها، خاصة في ظل وجود أقلية صربية في المنطقة. يوجد حوالي 50 ألف صربي في شمال البلاد وما زالوا يستخدمون الوثائق الصربية ويرفضون الاعتراف بالمؤسسات التابعة لكوسوڤو. على الرغم من اتفاق السلام الموقع بين البلدين في عام 2013 الذي ظل حبراً على ورق إذ أن بلگراد ما زالت تعتبر بريشتينا جزءاً من أراضيها، وتدعم الأقليّة الصربية في كوسوڤو.

  قد يكون البلقان ساحة خصبة للصراع. وفي هذا الصدد، تقول الأكاديمية الروسية إيكاترينا إنتينا:"مساعدة روسيا الآن لصربيا غير واردة حالياً لا سيما في ظل الهجوم الاوكراني المضاد في خيرسون ومناطق اخرى، بالإضافة إلى تعزيز الوجود في الأراضي التي تمت السيطرة عليها في الدونباس. وتالياً لن يساعد أحد بلغراد".  

وبرغم التهدئة الشكلية في الاقليم نتيجة جهود تركية أوروپية روسية، فان الكثير من المؤشرات تشي بأنّها هدنة مؤقّتة حيث تعلن قيادات الأطلسي أنّها مستعدّة لدخول كوسوڤو إذا ما تعرّض الاستقرار فيها للخطر، خصوصاً أنّ الرئيسة الكوسوڤيّة ڤيوزا عثماني تتهم روسيا ببذل جهود حثيثة من أجل زعزعة استقرار غرب البلقان بكامله، وهو ما دفع موسكو إلى تحميل بريشتينا مسؤولية زيادة التوتّر بسبب القواعد التمييزية التي لا أساس لها، التي تفرضها سلطات كوسوفو على الصرب في الشمال. السبب الحقيقي، كما يرى البعض، هو زيارة رئيسة كوسوڤو ڤيوزا عثماني إلى العاصمة الأمريكية وإجتماعها بنظيرها الأمريكي جو بايدن ومطالبتها له بدعم جهود انضمام بلادها إلى حلف شمال الأطلسي والمجموعة الأوروپية، باعتبار أنّ هذا الانضمام فرصة استراتيجية لمواجهة التهديد الروسي. لكنّ أسباباً كثيرة، سياسية وأمنيّة وعرقية، تجعل النار مختبئة تحت الرماد في بقعة جغرافية يصعب العيش المشترك فيها بين أقلّيّات دائمة التناحر.. تاريخياً. أوروبا تقول انها تبذل جهوداً كبيرة لمنع إشتعال النيران في البلقان، وتتهم موسكو بانها تنوي إشعال شرارة الحرب خصوصاً مع رغبة الناتو في الافادة من مزايا هذه البلدان وضمها للحلف ومنها البوسنة والهرسك، وفي مقابل ذلك تحتاج بلگراد إلى روسيا للبقاء في قلب المشهد البلقاني. كما أن موسكو تتهم الغرب بانه يسعى الى تشتيت القوّة الروسية وإقحامها في أكثر من جبهة توتّر عسكري وسياسي واقتصادي. بهذا المعنى، قد يكون البلقان ساحة خصبة للصراع. وفي هذا الصدد، تقول الأكاديمية الروسية ايكاترينا إنتينا: مساعدة روسيا الآن لصربيا غير واردة حالياً لا سيما في ظل الهجوم الاوكراني المضاد في خيرسون ومناطق اخرى، بالإضافة إلى تعزيز الوجود في الأراضي التي تمت السيطرة عليها في الدونباس. وتالياً لن يساعد أحد بلگراد. هذا الوضع يمنح الغرب ورقتين رابحتين: الأولى، القول إن الروس تخلوا عنكم، والثانية، الترويج لفكرة أنه لو لم تكن هناك أوكرانيا، لما خسرت صربيا كوسوڤو. وأياً كانت الاحتمالات، فان اسم البلقان يجسد قلقا في الذاكرة الجماعية الأوروپية والعالمية نظراً لتاريخ هذه المنطقة المثقل بالحروب والاوجاع والآلام.. والدماء.


الاحتجاجات

 
لافتة وضعها الصرب لدعم الاحتجاجات في شترپتسه ونوڤو بردو ورانيلوگ، تقول: "مرحباً بكم في تجمع بلديات الصرب"[4]


ردود الفعل الحكومية

صربيا

كوسوڤو

الاتفاقية على إنهاء الحظر

ردود الفعل الدولية

الهوامش

a. ^ Kosovo is the subject of a territorial dispute between Serbia and the local Albanian majority. The Assembly of Kosovo declared its independence on 17 February 2008, a move that is recognised and the Republic of China (Taiwan), but not by Serbia, which claims it as part of its sovereign territory.

المصادر

  1. ^ "Srpska lista: Odbijeno da se sklone specijalci, a da ostane odluka o tablicama". www.slobodnaevropa.org (in الصربية). Radio Free Europe. 28 September 2021. Archived from the original on 2 October 2021. Retrieved 2 October 2021.
  2. ^ "Albania Defends Kosovo's Sovereignty, Criticizes Serbia's Military Maneuvers". Exit News. 27 September 2021. Retrieved 29 September 2021.
  3. ^ "البلقان.. برميل بارود". 180 پوست. 2022-08-11. Retrieved 2022-08-16.
  4. ^ "I u Štrpcu policija sklonila plakat sa porukom "Dobrodošli u Zajednicu srpskih opština"". Kosovo Online. Archived from the original on 24 September 2021. Retrieved 5 January 2022.