أخبار:مصرع 3 جنود إسرائيليين باشتباكات الحدود المصرية

القوات الإسرائيلية تطوق موقع الهجوم، 3 يونيو 2023
الحدود المصرية الإسرائيلية، موقع حدوث عملية الاشتباك
الحدود المصرية الإسرائيلية، من موقع حدوث عملية الاشتباك

في 3 يونيو 2023 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 من جنوده وإصابة رابع خلال اشتباك مسلح وقع على الحدود الإسرائيلية المصرية، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل شرطي مصري أطلق النار على القوات الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إن القتلى هم مجندان ومجندة، وإنه قتل المهاجم داخل الأراضي الإسرائيلية.[1]

الموقع الجغرافي لمكان الاشتباك
الموقع الجغرافي لمكان الاشتباك

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن تبادل إطلاق النار وقع صباحاً ثم تجدد ظهراً ليعلن بعد ذلك أنه قتل المسلح الذي أطلق النار على قواته بالقرب من نقطة الحدود بين مصر وإسرائيل، معبر العوجة-نيتسانا التجاري، المتاخم للقرية المصرية المغتصَبة في سنة 1955 عوجة الحفير (نيتسانا).

من موقع الاشتباك
من موقع الاشتباك

فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن المسلح هو شرطي مصري.

التفاصيل

وفي التفاصيل قالت وسائل إعلام اسرائيلية أنه في تمام الساعة الرابعة والنصف فجراً، رصدت القوات الإسرائيلية نشاطاً على السياج الحدودي بالقرب من نيتسانا، ما استدعى استنفار جنديين جاءا إلى الموقع بآلية (جيب)، حيث أطلق شرطي مصري من حرس الحدود النار عليهما، بعد تسلّله إلى «الأراضي الإسرائيلية»، ليصابا بطلقات نارية أدت إلى مقتلهما. وعندما قُطع الاتصال بالجنديين، أجريت عمليات بحث لتحديد مكانهما. وعند حوالى الساعة التاسعة والنصف صباحاً، عُثر عليهما مقتولين. وبعد مطاردة المهاجم، أطلقت القوات الإسرائيلية عليه النار، ما أدى إلى مقتله، ومقتل جندي ثالث، واصابة رابع، نقل الى مستشفى سوروكا في بئر السبع. وتشير تقديرات الاحتلال، بحسب وسائل الإعلام العبرية، إلى أن الحدث الأمني عبارة عن عملية نفّذها جندي مصري.

وأن الاشتباك تم بعد فترة قصيرة من احباط عملية تهريب كبيرة للمخدرات، ومن بين القتلى جندية تدعا ليا بن نون تبغ من العمر 19 عاما، وتنحدر من ريشون لتصيون. إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان مقتل الجندي والجندي في الحادث الأمني على الحدود مع مصر عند موقع الحراسة لا علاقة له باحباط عملية تهريب المخدرات التي وقعت على مسافة ثلاثة كيلومترات من موقع إطلاق النار.[2]

وإثر الحدث، أجرى وزير الأمن يوآف غالانت، بالتعاون مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وكبار أعضاء المؤسسة الأمنية، «تقييماً للوضع»، وسط حالة إرباك وترقب تعيشها المؤسستان الأمنية والسياسية حتى اللحظة. وأفادت وسائل إعلام بأنه تمّ إبلاغ رئيس المعارضة، يائير لابيد، برسالة مفادها: «مقبلون على أيام صعبة وعلينا أن نتجهز لأي سيناريو»، بعد استدعائه للمشاركة في المشاورات الأمنية.[3] وأشارت هيئة البث الإسرائيلية: أن المصريون أرسلوا رسائل لإسرائيل بأنهم لا يعلمون بنوايا الشرطي ولا صلة لهم بالحادث. فيما قال المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، العقيد غريب عبد الحافظ أن أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية، قام بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن بإختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران مما أدى إلى وفاة عدد 3 فرد من عناصر التأمين الإسرائيلية، وإصابة عدد 2 آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصرى أثناء تبادل إطلاق النيران.

وجارى إتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة وكذا إتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة .

واختتم البيان بتقديم خالص التعازى لأسر المتوفيين وتمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين.[4]

تفاصيل جديدة

في 4 يونيو، كشفت الصحف العبرية عن التفاصيل التالية للعملية، حيث قالت: كان الجندي المصري يحمل رشاش و6 خزائن ذخيرة وسكاكين كوماندوز ومصحف. وأظهرت التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي أن الجندي المصري الذي نفذ هجوم الحدود مشى 5 كيلومتر من موقعه ثم تسلق أحد المرتفعات الصخرية ووصل إلى السياج. بعدها نجح في كسر قفل أحد أبواب الطوارئ، ودخل الأراضي الفلسطينية واقترب من موقع الجنود دون أن يتم التعرف عليه وفتح النار، وحقق إصابات قاتلة ومباشرة.[5]

وبحسب مسار التسلل، عرف الجندي المصري كيفية الوصول إلى تلك النقطة ويبدو أن خطط لمساره وعرف موقع الجنود الثلاث الذين قتلهم على بعد 150 متر من باب الطوارئ، أي أنه درس عمليته بشكل جيد جداً واحترافي. .[6]

وقع إطلاق النار الأول بعد السادسة صباحاً، وكان آخر اتصال عبد اللاسلكي بالجنود بعد الساعة الرابعة فجراً. عند حلول موعد تغيير المناوبة، وصل رئيس الوحدة قبل الساعة التاسعة واكتشف جثث الجنود أمام عينيه، وكانت الصدمة! في المواجهة الأولى بعد الساعة 11:00 بدأ اطلاق النار وأصيب ضابط السرية من مسافة 200 متر، وفي المواجهة الثانية هاجم جنود الاحتلال الجندي المصري بكثافة وارتقى شهيداً.

قبل ارتقاء الجندي المصري طلبت الوحدة التدخل جواً، لكن المروحيات القتالية تأخرت في الوصول، لتتقدم الوحدة بدونها وتخوض اشتباكاً مع الجندي المصري في أمر ووصف بالفشل المتكرر بعد عدم وصول الجندي ونجاحه في الدخول من مدخل الطوارئ وقتل الجنود.

في المواجهة التي تأخرت فيها المروحيات أصيب الرقيب أوهاد دهان برصاص الجندي المصري وقتل، وقد أصيب جندي آخر رغم حجم القوة الكبيرة التي حاولت الاطباق على الجندي المتحصن، وهو ما تصفه يديعوت أحرنوت بالسلوك العملياتي السيء. لم يُكشف عن هوية الجندي المصري وصورته حتى تاريخه.

أسباب الحادث

زعمت قناة سكاي نيوز العربية أن الحادث وقع بينما كانت القوات تحاول إحباط أنشطة تهريب في المنطقة[7]

منطقة العوجة المحايدة

عوجة الحفير هو مفرق طرق قديم قريب من آبار مياه[8] في غرب النقب وشرق سيناء. وكانت المرعى التقليدي لقبيلة العزازمة. المعبر الحدودي بين مصر وفلسطين العثمانية/البريطانية، يقع على بعد 60 كم جنوب غزة، يقع في العوجة. واليوم هي موقع بين معبر نيتسانا وقاعدة كتسيعوت العسكرية في المنطقة الجنوبية لإسرائيل.

حرب 1948

منطقة العوجة المحايدة

وحسب خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين، فإن المنطقة كانت مخصصة كجزء من الدولة العربية. وفي 1948 استخدم الجيش المصري المنطقة كقاعدة عسكرية. وفي معركة العوجة ضمن حرب فلسطين 1948، فقد استولت عليها الكتيبة 89 للكوماندو الميكانيكي، التي كانت تضم فصيلة من المتطوعين من إنگلترة وألمانيا وهولندا وروديسيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة.[9]

الاحتلال الإسرائيلي في 1955

وكنتيجة لاتفاقيات الهدنة 1949، فإن المنطقة المحيطة بالقرية، والمعروفة بإسم منطقة العوجة al-Auja Zone، أصبحت منطقة منزوعة السلاح (DMZ) مساحتها 145 كم²، وتراقب الالتزام هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO). وفي 28 سبتمبر 1953 أسس الجيش الإسرائيلي المستوطنة الحصينة كتسيعوت، المطلة على مفرق العوجة. أول اسم أُطلِق على هذا النحال كان گڤعات راحيل.[10] وبالرغم من المطلب الأممي الأخير بالتزام الهدنة، أعادت إسرائيل عسكرة المنطقة في 21 سبتمبر 1955. واصلت إسرائيل احتلال المنطقة حتى بعد انسحابها من سيناء وغزة، الأمر الذي أنهى العدوان الثلاثي في 1956. بعد ذلك، وحتى حرب 1967، وضعت المنطقة المجردة من السلاح والحدود تحت رقابة قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة. تسيطر إسرائيل على المنطقة منذ عام 1967 حيث يوجد بها قاعدة عسكرية كبيرة و معسكر اعتقال.

الضحايا

الضحايا
صورة الاسم ملاحظات
ليا بن نون مجندة، 19 سنة، من سكان ريشون لتصيون.
الرقيب أول أوهاد دهان، 20 سنة يخدم في كتيبة الفهد، وهو من سكان أوفاكيم.
الجندي يوري إسحاق مقاتل في كتيبة بارديلاس.

حالات مشابهة

أعادت حادثة الاشتباك للاذهان حالات مشابهة حدثت في الماضي، ففي 5 أكتوبر 1985 قام الجندي المصري سليمان خاطر، بإطلاق النار على اسرائيلين تجاوزوا الحدود المصرية، وتمت محاكمته عسكريا، وحكم عليه بالمؤبد، قبل أن يُعلن عن أنه انتحر داخل سجنه.

مرئيات

حادث الحدود الإسرائيلية المصرية 2023، 2 يونيو 2023.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "مقتل 3 جنود إسرائيليين في إطلاق نار على الحدود مع مصر". الجزيرة نت.
  2. ^ "مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في تبادل إطلاق نار مع جندي مصري تسلل من مصر على الحدود الإسرائيلية المصرية". i24news.
  3. ^ "اشتباك «غير عادي» على حدود مصر: مقتل 3 جنود إسرائيليين... والعدو يستنفر". الأخبار.
  4. ^ "المتحدث العسكرى: وفاة فرد أمن أثناء مطاردة مهربين على الحدود الدولية". اليوم السابع.
  5. ^ "تفاصيل جديدة ومثيرة تكشفها الصحف العبرية هذا الصباح حول العملية التي نفذها جندي مصري". تويتر. 2023-06-04. Retrieved 2023-06-04.
  6. ^ "Egyptian policeman kills 3 IDF soldiers in border shootings; is shot dead". تايمز أوف إسرائيل. 2023-06-04. Retrieved 2023-06-04.
  7. ^ "مقتل 3 جنود إسرائيليين ومسلح في هجوم قرب حدود مصر". سكاي نيوز عربية.
  8. ^ Glossary of Israeli Parties and Personalities - 1948-1981 published by the Jerusalem Centre for Public Affairs
  9. ^ Overseas volunteers in Israel's War of Independence Internet Edition 2007 Jerusalem No. 5763 Author: Dr. Yaacov Markovitzky with contributions from Zipporah Porath, Eddy Kaplansky and Joe Woolf. Translation from the Hebrew: Moshe Kohn. Page 32
  10. ^ Morris, Benny (1993) Israel's Border Wars, 1949 - 1956. Arab Infiltration, Israeli Retaliation, and the Countdown to the Suez War. Oxford University Press, ISBN 0-19-827850-0. Page 356.