أخبار:السيخ يستغيثون بالهند لمهاجمة آخر معابدهم بأفغانستان

المعبد السيخي في كابول بعد هجوم 18 يونيو 2022.
صورة من المعبد السيخي في كابول بعد هجوم 18 يونيو 2022.

في 19 يونيو 2022، أعلنت الحكومة الهندية إصدار مئة تأشيرة طوارئ لأشخاص من السيخ في أفغانستان بعد يوم واحد من هجوم استهدف آخر معبد لهم في العاصمة الأفغانية كابول، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه. وقالت تقارير إن حكومة الهند تعكف على مراجعة 40 طلبا أخرى تقدم بها أفراد من تلك الطائفة في أفغانستان التي ناشد أفرادها السلطات الهندية مساعدتهم في مغادرة البلاد.[1]

وقُتل شخصان على الأقل، أحدهما متعبد من طائفة السيخ والأخر أحد مقاتل من حركة طالبان، أثناء محاولة التصدي لمسلحي تنظيم الدولة الأسلامية الذين نفذوا الهجوم. وأدان رئيس وزراء الهند نارندرا مودي الهجوم "البربري الجبان".

وشهد معبد السيخ في العاصمة الأفغانية كابول هجوماً صباح يوم السبت 18 يونيو، إذ فتح مسلحون النار وواصلوا تقدمهم داخل المكان مستخدمين قنابل يدوية وسط محاولات من جانب بعض مقاتلي طالبان، الذين تواجدوا في نقطة تفتيش بالقرب من موقع الهجوم، للتصدي لهم.

كما انفجرت قنبلة كانت مخبأة داخل سيارة بالقرب من نقطة تفتيش طالبان، مما أدى إلى مقتل قائد النقطة وألحق أضرارا بالغة بالمتاجر والمنازل في محيط الانفجار. ونُفذ الهجوم قبل حوالي ساعة من بداية صلوات الصباح في المعبد التي كانت من المفترض أن يجتمع لأدائها عدد أكبر من الناس مقارنة بالعدد الذي كان موجوداً وقت الهجوم. وأعلن تنظيم الدولة الإسلاميّة اليوم التالي مسؤوليّته عن الهجوم.

وقال التنظيم إنّ الهجوم جاء انتقاماً بعد تصريحات مسيئة أدلت بها في مطلع الشهر الحالي رداً على تصريحات المتحدثة باسم الحزب الهندي الحاكم المسيئة للنبي محمد. وفي بيان نشره موقع وكالة "أعماق" التابعة له، قال التنظيم إنّ هجوم السبت "استهدف الهندوس والسيخ والمرتدّين" وإنه جاء "نصرةً لرسول الله". وعقب الهجوم قال خالد زدران المتحدث باسم شرطة كابول لبي بي سي إن استهداف المدنيين يظهر الطبيعة "الجبانة" للمهاجمين.وأضاف: "لقد ضحى رفاقنا بأرواحهم من أجل طائفة السيخ، فمن حقهم في ظل دولة إسلامية أن تتم حمايتهم".

كولجيت سينغ خالسا أحد أفراد طائفة السيخ، قال لبي بي سي: "منزلي أمام گوردوارا (المعبد) ، بمجرد أن سمعت إطلاق نار نظرت من النافذة، كان الناس يقولون إن المهاجمين بالداخل". "كانت الفوضى، ثم فجأة وقع انفجار من الخارج". وأعرب أفراد من طائفة السيخ عن امتنانهم لمساعدة طالبان في إنهاء الهجوم ، لكنهم لا يشعرون بالأمان ويريدون مغادرة البلاد.وقال سوخبير سينغ خالسا: "لقد ناشدنا الحكومة الهندية كثيرا لإيجاد طريقة لمنحنا التأشيرات، ولا نريد العيش هنا بعد الآن". "نحن هنا فقط لأننا ليس لدينا تأشيرات، ولا أحد يريد البقاء هنا. لقد حدث هذا الآن، وغدًا سيحدث مرة أخرى، ثم مرة أخرى بعد ذلك."

ويستهدف تنظيم الدولة بشكل متكرر أيضا الأقليات الشيعية والصوفية من المسلمين. ورغم أن قوة التنظيم تبدو متواضعة مقارنة بقدرات طالبان ومع أنه لا يسيطر على أي مناطق في أفغانستان، إلا أنه تمكن من تنفيذ عدد من أكثر الهجمات دموية في تاريخ أفغانستان.

وشهد معدل العنف في البلاد تراجعا كبيرا منذ أن استولت طالبان على السلطة - وتوقفها عن شن هجمات في البلاد - لكن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال شوكة في حلق الحركة المسلحة ويحول دون إنجازها وعودا أطلقتها بإرساء السلام في أفغانستان. وكان عدد السيخ في أفغانستان يُقدر بعشرات الآلاف. لكن بعد عقود من العنف، لم يتبق منهم سوى عدد قليل يسعى أغلبهم لمغادرة البلاد. ويعيش نحو 200 من أفراد طائفة السيخ حاليا في أفغانستان بعدما كان عددهم نحو نصف مليون في السبعينات.

وشهدت أفغانستان العديد من الهجمات الانتحارية التي نفذتها عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية منذ سيطرة طالبان على البلاد في العام الماضي. وتعرض معبد للسيخ في مدينة جلال آباد الشرقية في أفغانستان لتفجير انتحاري عام 2018. كما تعرض معبد سيخي أفغاني آخر لهجوم في 2020.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "الهند تستجيب لمناشدة السيخ في أفغانستان بإجراء سريع". بي بي سي. 2022-06-19. Retrieved 2022-06-19.