أخبار:اعتزال المرجع الحائري يجرد الصدر من الشرعية

الصدر (يمين) قال إن قيادته ورثها عن والده ولا فضل للحائري في ذلك.

ما ورد في رسالة كاظم الحائري المزعومة يشير إلى محاولة إيرانية لضرب التيار الصدري من الداخل بعد تنامي شعبيته. وتتطابق الرسالة المنسوبة للحائري بشكل كامل مع رؤية إيران الساعية إلى التخلص من قيادة التيار الصدري الذي بات العقبة الوحيدة أمام نفوذ طهران المتعاظم في العراق.

في 29 أغسطس 2022، في بيانه الذي أعلن فيه اعتزال العمل المرجعي بسبب المرض وتقدم العمر، والتوصية باتباع مرجعية المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، انتقد الحائري -المقيم في مدينة قم الإيرانية- الصدر واتهمه ضمناً "بالسعي لتفريق أبناء الشعب العراقي والمذهب الشيعي باسم المرجعين الشيعيين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر، والتصدّي للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعية فهو -في الحقيقة- ليس صدريّاً مهما ادعى أو انتسب".

ولم يتردد الصدر في الرد على الحائري، وقال في تغريدة له على تويتر:

Cquote2.png "يظن الكثيرون بمن فيهم السيد الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلا، إن ذلك بفضل ربي أولا ومن فضل والده محمد صادق الصدر الذي لم يتخلَّ عن العراق وشعبه". Cquote1.png

وقال الصدر إن اعتزال الحائري "لم يكن بمحض إرادته"، مضيفاً: "إنني لم أدعِّ يوماً العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر بالمعروف وناه عن المنكر… وما أردت إلا أن أقربهم إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته"، في إشارة إلى القوى السياسية الشيعية المنضوية فيما يعرف بـ"الإطار التنسيقي".[2]

فعقب إعلان الحائري أصدر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بياناً أعلن فيه بدوره اعتزاله العمل السياسي نهائياً، ملمحاً لإمكانية تعرضه للاغتيال، ومشككاً أيضاً في أسباب اعتزال تلميذ والده الحائري.

ويترك اعتزال الصدر المشهد السياسي في العراق مفتوحاً على سيناريوهات شتى، بعد أن أثبت قدرته خلال الأسابيع الأخيرة في لجم الشارع العراقي الغاضب من النخب الحاكمة.

قال الحائري في بيانه إن من ضروريات القيام بهذه المسؤولية العظيمة هو توفر الصحة البدنية والقدرة على متابعة شؤون الأمة، ولكن اليوم إذ تتداعى صحتي وقواي البدنية بسبب المرض والتقدم بالعمر، صرت أشعر بأنها تحول بيني وبين أداء الواجبات الملقاة على كاهلي -كما اعتدت على النهوض بها سابقاً- بما لا يحقق الكمال والرضى".

وأضاف "لذا أعلن عدم الاستمرار في التصدي لهذه المسؤولية الثقيلة والكبيرة، وإسقاط جميع الوكالات والأذونات الصادرة من قبلنا أو من قبل مكاتبنا وعدم استلام أية حقوق شرعية من قبل وكلائنا وممثلينا نيابة عنا".

وفي وصيته الخامسة قال الحائري "على أبناء الشهيدين الصدرين (..) أن يعرفوا أن حب الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقي لأهدافهما التي ضحيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرد الادعاء أو الانتساب، ومن يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدرين (..)، أو يتصدى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعية فهو -في الحقيقة- ليس صدرياً مهما ادعى أو انتسب.

كما أوصى الحائري العراقيين بالحفاظ على الوحدة والانسجام فيما بينهم وعدم التفرقة، كما طالبهم بتحرير العراق من أي احتلال أجنبي ومن أي تواجد لأية قوة أمنية أو عسكرية، وخصوصاً القوات الأمريكية.

ودعا الحائري المتصدين للمناصب والمسؤوليات للقيام بوظائفهم الشرعية والتي عاهدوا الشعب على تحقيقها، والابتعاد عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، التي جرت الويلات على أبناء الشعب العراقي المظلوم.

وطالب أيضاً العلماء وطلبة الحوزة الدينية والنخب الثقافية والكتاب الواعين والمخلصين العمل على توعية أبناء الشعب، حتى يميزوا بين العدو والصديق ويدركوا حقيقة مصالحهم.

كما أكد على ضرورة إبعاد البعثيين (نسبة إلى حرب البعث العراقي الذي قاد البلاد خلال حكم الرئيس العراقي صدام حسين) عن المناصب والمسؤوليات في البلاد.

الصدر يشكك

وشكك الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أسباب اعتزال حائري، قائلاً في بيانه "وعلى الرغم من تصوري أن اعتزال المرجع (الحائري) لم يكن من محض إرادته.. وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضا (بغير إرادته)، إلا إنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي".

وأوضح في تغريدة على حسابه بموقع تويتر:

  "ما أردت إلا أن أقوم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية، باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم إلى شعبهم، وأن يشعروا بمعاناته..".  

ملوحاً بإمكانية تعرضه للاغتيال، قال الصدر:

  "الكل في حل مني، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء..".  

ويستبق إعلان الصدر اعتزاله السياسة، قراراً مهما من القضاء العراقي، ينتظر في 30 أغسطس، بشأن إمكانية حل البرلمان.

وكان الصدر وجه أتباعه وأنصاره المرابطين في احتجاجات المنطقة الرئاسية بتنظيم دعاوى رسمية تتضمن المطالبة بحل البرلمان، وتقديمها إلى القضاء حتى يتسنى للأخير التحرك "دستورياً" إزاء هذا الأمر.

بعد إعلانه المفاجئ اعتزال العمل السياسي في العراق بصورة نهائية.

وقال المكتب في بيان إنه "يمنع منعاً باتاً التدخل باسم التيار الصدري في جميع الأمور السياسية والحكومية".

وأضاف أنه يمنع منعاً باتاً رفع الشعارات والأعلام والهتافات السياسية وغيرها باسم التيار، كما حظر المكتب استعمال اسم التيار في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء البيان في أعقاب إعلان الصدر، في 29 أغسطس، اعتزاله النهائي للسياسة، وإغلاق المراكز التابعة له.


مرئيات

ما ورد في رسالة كاظم الحائري المزعومة يشير إلى محاولة إيرانية لضرب التيار الصدري من الداخل بعد تنامي شعبيته. 29 أغسطس 2022


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ فراس الناصر (2022-08-30). "على خلفية الحرب الكلامية بين الحائري والصدر.. ما طبيعة الصراع بين المرجعيات الشيعية في العراق وإيران؟". www.aljazeera.net.
  2. ^ العين الإخبارية (2022-08-30). "كاظم الحائري.. الوصايا السبع تربك المشهد العراقي". al-ain.com.