أحمد عجيل الياور

الشيخ أحمد عجيل الياور، ((1925 - 1972)) أمير قبيلة شمر في العالم العربي:ولد في الجمهورية العراقية - الموصل– منطقة الجزيرة الفراتية المحاذية للحدود العراقية – السورية بين محافظة الحسكة ومحافظة الموصل العراقية. تربى في حجر والده الأمير عجيل الياور شيخ مشايخ قبيلة شمر،[1]

أحمد عجيل عبدالعزيز الياور
احمد الياور.jpg
أمير قبيلة شمر السابق
في المنصب
1948–1972
سبقهصفوك عجيل الياور
خلـَفهمحسن عجيل الياور
تفاصيل شخصية
وُلِد1925
الموصل، Flag of Iraq (1921–1959).svg المملكة العراقية
توفي1972
الموصل،  العراق
الأنجالعجيل احمد الياور
انور احمد العجيل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشاته

ولـد أحمــد عجيــل اليـــاور في باديـة الجزيـرة (ما بين النهريـن) ودرس في مدرسـة (شمَّر عجيل الابتدائية) مع اخوته مشعل ومحمد ثم انتقلوا للدراسـة في مدينـة الموصل حاضرة شمَّر. وكان والدهم قد هيـأ لهم مدرسين لتعليمهم فقـه الدين واللغـة العربيـة بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية والآداب العامـة واللياقـة البدنيـة [2]


 
احمد عجيل الياور في ايام طفولته الثلاثينات القرن الماضي
 
من اليمين مشعل عجيل الياور ومن اليسار أحمد عجيل الياور في الثلاثينات

هوايته

وكانوا في الصيف يذهبـون إلى الباديـة وفي وسط عشائرهم، وكان هنالك أحـد رجال والدهم يقوم بتدريبهم على ركوب الخيل والفروسية والرمايـة، وكان الشيخ عجيل الياور يهتم بابنه احمد اهتماما خـاصا لفطنته ونباهته. ثم أرسلـه والده هو وأخيـه مشعل للدراسـة في كليـة فكتوريـا بالإسكندرية (التي يدرس فيها أبناء الملوك والأمراء).

سفره الى اوروبا

أخـذه والده معه في جولة لدول أوربا عام 1936م في زيارات رسميـة. وبعد وفاة والده ترك الدراسة (1942م) وأصبح مساعداً لأخيـه الأكبر صفـوك شيخ مشايخ شمَّر وكان يعتمد عليه بكثير من الأمور (على الرغم من صغر سنـه). فانغمس في حياة العمل والجهد وأصبح عضواً مهماً في إدارة تلك الإمبراطوريـه (المادية والمعنوية) التي تركها المرحـوم الشيخ عجيل الياور، فلقد ترك لهم مساحة أرض من حدود مدينة بغداد إلى الحدود السورية العراقية [ قدرت أراضي الشيخ عجيل الياور حين وفاتـه بمليون دونـم (الدونم = 2500 متر مربع) من الأراضي الزراعية ونقـداً بما يعادل ميزانية الحكومة العراقية في ذلك الوقت].

وبعد عام 1946م أصيب الشيخ صفوك العجيل بعدة أمراض فلم يستطع القيام بمهامه على أكمل وجـه. فزادت مسؤوليات الشيخ أحمـد رحمـه الله، وفي عام 1948م تنازل الشيخ صفوك العجيل رسمياً عن مهام شيخ مشايخ شمَّر لأخيـه أحمد العجيل. فمنذ ذلك الحين بـدأ بكل طاقته وقدراته لإثبات مكانته ومكانـة عشائره في كل المستويات وظهرت رجاحتـه وذكائـه في أقوى مراحلهـا.

علاقته الاجتماعية

كان الشيخ أحمد عجيل الياور ذو نظرة سياسيـة ثاقبة ورجل اقتصاد متميز بالإضافة إلى كونـه يرأس أكبر قبيلـة في العراق. كذلـك كان على علاقـة مع أكثر الزعماء العرب من ملوك وأمراء ورؤساء. وكان على علاقات طيبـة مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود والأمراء السعوديون.

 
الملك حمد آل خليفة ملك البحرين و الشيخ احمد عجيل الياور و حردان التكريتي وزير الدفاع العراق الاسبق

كان لأحمــد عجيــل اليـــاور دوره في مجلس النواب العراقي وكان كل همـه مُنصب على توطين القبائل وتثقيفهم لتأهيل أبناءها بالعلم لريادة المجتمعات في العصر الحديث. فقـام عام 1952م بتوزيع قسم من أراضي آل عجيل الياور على عشائر شمَّر وطلب منهم زراعتها وقدم لهم الأموال اللازمة لذلك، وطالبهم بالاعتماد على أنفسهم والاستفادة من خيرات الأرض.

وطالب الحكومة بحفر الآبار الارتوازية لكي تكون مراكز قرى لعشائر شمَّر وافتتح المدارس والمستوصفات الطبية بمساعدة الحكومة وبدعم مادي منـه. وكان حلمه الذي حاول جاهداً تحقيقـه في بناء مدينة حديثـة لتصبح حاضرة لشمَّر في جزيرة ما بين النهرين فيها مدارس ومستشفيات ومصانع تمويلها من مستثمرين هم من زعماء شمَّر. ولكن لسلبيات التفكير وقصر النظر عند البعض لم يكتمل المشروع.

ثورة الشواف

ثورة الشواف هي امتداد لثورة 14 تموز 1958م، بعد انفراد الزعيم (العميد) عبد الكريم قاسم (1914 - 1963) بالسلطة بتأييد من الحزب الشيوعي العراقي واستحواذه على مناصب رئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع.

قامت ثورة الشواف في فجر يوم 8 آذار من عام 1959م في مدينتي الموصل وكركوك ضد حكم رئيس الوزراء العراقي الزعيم عبد الكريم قاسم، واعلن الثورة آمر موقع الموصل العقيد عبد الوهاب الشواف وشارك معه عدد من كبار ضباط الجيش العراقي في بغداد وكركوك مثل رئيس جهاز المخابرات آنذاك العقيد رفعت الحاج سري (رئيس التنظيم) والعميد ناظم الطبقجلي قائد الفرقة الثانية في كركوك. وفشلت الثورة منذ بدايتها بمقتل الشواف بعد قصف مقره في الغزلاني ثم الإجهاز عليه، وأعقب الثورة أعمال قتل وسحل للجثث ثم تعليقها على أعمدة الكهرباء وحرق ونهب بيوت العديد من المواطنين الأبرياء. وتم اعدام عشرات المواطنين المدنين والعسكريين في الموصل وكركوك وبغداد.

  • الشيخ أحمـد العجيل وثورة الشواف:

شاركت شمَّر بقيادة الشيخ أحمـد العجيل في ثورة الشواف بقوة وفاعلية وكان من المشاركين الشيخ محسن العجيل الياور الذي يحمل لقب (الذيب الحمر) والشيخ نوري الفيصل الـجربا وشيوخ آخرون، وكانت شمَّر وقيادتها هي العشيرة الوحيـدة في العراق التي ساهمت فعليا بتلك الثورة.

كان مجموعة من شيوخ شمَّر في بغداد ومعهم من اهالي الموصل الشيخ يونس آغا و السناجره وتوجهوا جميعاً الى الموصل وحين وصلوهم اعتقلت الحكومة كل من الشيخ احمد العجيل والشيخ نوري الفيصل والشيخ يونس آغا في سجن (الدمرماجة ) خارج مدينة الموصل وبعد مدة خرج من السجن الشيخ احمد العجيل والشيخ يونس آغا وبقي الشيخ نوري الفيصل. ثم اُبعد الشيخ نوري الفيصل الى مدينة (تلعفر) وقتل هناك.

وكان الشيخ احمد العجيل وآخرون متوجهون الى الكسك 70 كيلو/ م يبعد عن الموصل متوجهين نحو ديارهم ولسوء الحظ تعطلت سيارتهم بالقرب من السيطرة الامنية وكان في المقدمة الشيخ محسن العجيل فأشغل السيطرة ولكن سرعان ما انقلبوا عليهم وبدأت معركة داميه بين شيوخ شمَّر الجربان والحكومة وقتل كل من الشيخ نوري الحروش العبد العزيز والشيخ بنيان ذياب الشلال والشيخ هادي العليان الجار الله وأحد عبيدهم حسن الشطي.

في اعقاب ثورة الشواف نزحت قبيلة شمَّر وتركت العراق إلى سوريا (التي كانت متحدة مع مصر تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة). وطاردت الطائرات العراقية الشيخ احمد العجيل وهو بسيارته وقصفته بعدة صواريخ ولكن لم يصبه أذى. وحوكموا غيابيـاً وحُكم على الشيخ احمد العجيل بالإعدام. وصادرت الحكومة العراقية أموال الشيخ أحمـد العجيل وجميع أخوتـه المنقولـة وغير المنقولـة، ومن طرفها توعدت شمَّر بأنها لن تعود حتى يتم تحرير العراق. واحتضنت شمَّر المناهضين للسلطة آنذاك وجرت مواجهات دامية بين رجال قبيلة شمَّر والقوات الحكومية التي تكبدت فيها خسائر كبيرة، فأرسل اليهم الزعيم مطالباً الجربا وقبيلة شمَّر بالعودة والعفو ومن ثم نزع السلاح، ولكن الرد اتى من الشيخ أحمد العجيل الياور بالرفض القاطع.ومن سوريا أجرى الشيخ أحمـد العجيل اتصالات مع رجال الحكم في سوريا وأيضاً مع الرئيس جمال عبد الناصر ونائبه أنور السادات وكانت له علاقات قوية واقتراحاتـه المسموعـة. وبعد الانفصال بين سوريا ومصر، غادر الشيخ أحمـد العجيل إلى ألمانيـا وبقي هناك لحين مقتل عبد الكريم قاسـم في 8/2/1963م.

الشيخ أحمـد العجيل في العراق من جديد

عـاد الشيخ أحمـد العجيل إلى أرض الوطن بعد غياب دام حوالي أربع سنوات ورفض أن يدخل حدود العراق راكبـاً بل سـار على قدميـه لعشرات الكيلومترات. وبعد استقراره في العراق طالب الحكومة بإدخال أفراد عشائر شمَّر في سلك العسكرية (قبل ذلك كان أبناء الباديـة معفيين من الخدمة العسكرية) فهو يرى بأن خدمـة العَلم شرف لابد لأبناء العشائر من نيلـه بالإضافـة إلى أنهم سوف يخدمون بلدهم وعشائرهم من كل النواحـي. وكان الشيخ أحمد العجيل يذهب بنفسـه إلى المدارس التي يدرس بها أبناء شمَّر في قراهم ويشجعهم ويمنحهم الهدايا والمحفزات ويدخلهم الكليات والمعاهد على نفقتـه الخاصـة.

وفي عام 1967م وبعد نكبـة فلسطين قدم التبرعات للمجهود الحربي وبالذات لمنظمة التحرير الفلسطينيـة. وفي عام 1969م قام بزيارة لدول الخليج (السعودية والكويت والبحرين وأبو ظبي) بزيارة رسمية وبموافقة الحكومـة العراقيـة وذلك لشرح فكرتـه بتأسيس جيش وأتحاد كامل من تلك الدول مع العراق ويكون تمويله من واردات النفط للمجموعة كلها (وهي فكرة مجلس التعاون الخليجي الحالي)، ولكن المشروع لم يلاقي تجاوبا كافيا.

  • ذكراتي الخاصة :

إنتقل سكن عائلتي من محلة العزة في الميدان الى الدواسة خارج منذ سنة 1957 وكان بالقرب منا قصر الشيخ أحمـد العجيل وجامعه الجميل الذي يقع بين الدواسة خارج ومحلة الطيران وعلى غربه الغزلاني (محلة الطيانة). وكان للشيخ أحمـد العجيل كراج كبير على شارع الدواسة خارج يضم مكائن زراعة وحاصودات وكذلك حنطة وشعير. وخلال ثورة الشواف تعرض الكراج الى النهب الكامل ولم يبقى منه شيئا.

أما قصر الشيخ أحمـد العجيل، ففي أثناء ثورة الشواف غادره الشيخ وجماعته جميعا ما عدا أحد العبيد الذي بقي يحرس القصر واتخذ له من مكان حصين على الدرج موقعا له ووضع فيه كميات من العتاد والماء والطعام وبقى ثلاثة ايام لا يسمح لأحد بدخول القصر وضربت القوات الحكومية قبة الجامع بقذيفة فثقبتها. وبعد معارك ضارية استطاعوا قتل العبد ثم قاموا بسحل جثته وتعليقها على عمود كهرباء في باب الجديد.

وبعد عودة الأمور الطبيعية عاد الجامع الى سابق عهده وكنتُ في أحيان كثيرة أصلي صلاة الجمعة في ذلك الجامع الجميل. وبقينا هناك حتى سنة 1986 حيث تم استملاك بيت أهلي لوقوعه ضمن مقتربات الجسر الرابع الذي تم انشائه في ذلك الوقت.

وفاته

  • الشيخ أحمـد العجيل في ايامه الأخيرة:

في عام 1970م صار هناك فتور بين الشيخ أحمـد العجيل وبين الحكومة العراقية فغادر البلاد إلى إيطاليـا، وفي مطلع عـام 1972م أظهرت نتائج فحوصات دوريـة يجريها سنوياً إصابتـه بداء سرطان الكبد، فتقبل ذلك بكل شجاعـة وإيمان وقرر أن يمضي بقيـة أيامـه بين أبناء قبيلتـه في وطنه العراق، وعاد في أيامـه الأخيرة التي قضاها في المستشفى في بغداد وسط كم هائل من أبناء مختلف شرائح المجتمع العراقي من عرب وأكـراد وسنة وشيعة ومسيحيين على مختلف مذاهبهم السياسية وزيارات معظم أعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب لـه، وكان رحمه الله قد هزل جسمه ولم يبق من مظهره الوسيم سوى الابتسامة التي بقيت على شفتيه حتى فارق الحياة يوم الجمعـة 23/6/1972م.

  • وصيته

كتب الشيخ أحمـد العجيل وصية عامة قبيل وفاته لأبناء شمَّر بخـط يـده تعتبر من ثوابت تماسك القبيلة وإخلاصهـا. ومما تضمنته الوصية التأكيد على أن يبقى الإيمان بالله ودينه راسخ قوي في القلوب والعقول، وكذلك حب الوطن والأمة وفدائهما الأرواح والأموال، ودعوته الى التكاتف والتعاون والحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة، والتأكيد على ضرورة الدراسة بالمدارس. كما أوصى بإيجاد حل سريع وحاسم للسياق (المهر) وقال: "المهر أصبح تجارة وعيب أن تكون البنت الشمَّرية سلعة تباع وتشترى بالمزاد، لذا أملي أن يحدد سياق (مهر) البنت بشراء بسيط". واستلم أمانـة المسؤوليـة من بعـده الشيخ محسن عجيل الياور الذي كانت له صولات وجولات في ثورة الشواف.[3]

مراجع


وصلات خارجية