أحمد بن ابراهيم الغازي

الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي ( 150721 فبراير 1543م). المشهور بأحمد جران. وأحمد جران هو الاسم الذي اختاره لنفسه بعد أن أسلم. وكان ابنًا لقسيس في مقاطعة أيجو بالحبشة. اتصل بالمسلمين وسمع بعض دعاتهم في مقاطعة عدل، فدخل الإسلام مقتنعًا به، متحمسًا لدعوته. صار أحمد جران أميرًا على مقاطعة عدل. ولا يُعرَف إلا القليل عن حياته، فتاريخه الأول غامض، وكل الذي عُرف عنه، هو جهاده الطويل لنشر الإسلام، وثورته ضد النصارى الأحباش. قام أحمد جران بثورة وشن حربًا على الحبشة، استمرت من عام 935هـ، 1528م حتى عام 950هـ، 1543م، وحقق انتصارات كثيرة، جعلت الكثيرين يلتفون حوله. وانضم إليه زعماء وثنيون، وأسلم معهم أتباعهم، كما انضم إليه نصارى أسلموا وآخرون دفعوا له الجزية. وهكذا ظفر الإسلام في هذه الحركة بأعداد كبيرة، وانتهز الذين أُجبروا على ترك الإسلام وتظاهروا بالنصرانية، هذه الحركة، فرجعوا إلى الجهر بإسلامهم. وبلغ عدد المسلمين الجدد في ذلك الوقت نحو عشرين ألفًا.

أحمد بن ابراهيم الغازي
القرن 16
King Ahmed Gurey Mog.jpg
تمثال أحمد بن إبراهيم الغازي، في مقديشو، الصومال.
تاريخ الميلاد: 1507
تاريخ الوفاة: 21 فبراير 1543
الديانة: الإسلام

أحمد غران بن إبراهيم, زعيم صومالي سيد مدينة هرر، وإمام دولة عَدَل، وقائد الفتح الإسلامي في إثيوبية، في الربع الثاني من القرن العاشر الهجري/ الربع الثاني من القرن السادس عشر الميلادي. ويسميه المسلمون صاحب الفتح، وأحمد الغازي، وأحمد المجاهد، إلا أنه اشتهر باسم: أحمد گران (أو گرانج كما يسميه الأوربيون أحياناً). ويعني هذا اللقب باللغة الأمهرية، الأَشْول، لأنه كان يضرب بالسيف بيده اليسرى. والمصدر الأول في التعرّف به, وتعرّف أعماله, المؤرخ العربي شهاب الدين أحمد بن عبد القادر الملقب ب«عرب فقيه» الذي اشترك معه شخصياً في حركة الجهاد، التي قادها في الحبشة النصرانية، تجاه النجاشيَّيْن لِبْنا دِنْگل (1508-1540م), وابنه كلوديوس (1540-1559م). فقد دون أخباره حتى عام 944هـ /1537م في كتابه «تحفة الزمان», الذي أعطي أيضاً عنوان «فتوح الحبشة».

ولد أحمد في إقليم حوبات من أعمال دولة عدل، في أسرة صومالية عمل أفرادها جنوداً في جيش أمير هرر وهذه الدولة هي إحدى «دول الطراز» الإسلامية التي قامت منذ القرن الثالث للهجرة/ التاسع للميلاد في الصومال وشرقي وجنوبي شرقي الحبشة. وكانت تقع على الساحل الصومالي, مطلة على خليج عدن ومضيق باب المندب، وكانت تحتوي هرر وزيلع وبربرة، وتتاخم في الشمال منطقة الدناقلة. وهي التي ذكرها المؤرخون والجغرافيون العرب تحت اسم سلطنة زيلع. ويبدو أنها قد حلت منذ القرن التاسع الهجري/القرن الخامس عشر الميلادي محل دولة أوفات (إيفات) الإسلامية, التي كانت في القرنين السابع والثامن الهجريين/ الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين, أقوى الدول الإسلامية في الحبشة، لسيطرتها على طرق التجارة, وسعيها المتواصل للتخلص من تبعيتها للحبشة وقيادتها للحركة الجهادية تجاهها, فمنذ أن أفل نجم دولة أوفات في عام 818هـ/1415م على إثر سقوطها بيد النجاشي يسحاق واستشهاد أميرها القوي سعد الدين في حربه معه, وتشتت الأسرة العربية في شبه الجزيرة العربية، برز اسم عَدَل بدل أوفات مع أن هذا الاسم لا يذكره المؤرخون العرب ضمن «دول الطراز».

نشأ أحمد وفي دولة عدل صراع على السلطة, بين الطبقة الأرستقراطية الإسلامية التقليدية, التي تمثلها بصفة خاصة فئة التجار ومن يساندها من العلماء، وكانت هذه تدعو إلى دعم السلام مع الحبشة (إثيوبية) ولو بتأدية الجزية, وذلك لضمان مصالحها الاقتصادية، وبين الفئة العسكرية من الصوماليين المسلمين, التي كانت تسعى للتخلص من التبعية الحبشية عن طريق الجهاد، والتوسع في أرض الحبشة، فبذلك يكسب الصوماليون أراضي جديدة ينتشرون فيها, ويحصلون على الكثير من الخيرات والغنائم، وفي الوقت ذاته ينشرون الإسلام. ورافق هذا الصراع الداخلي، صراع خارجي مع الحبشة، ذلك الصراع الذي لم يتوقف منذ القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. لأن الحبشة كانت حريصة على الحد من النشاط التجاري للمسلمين، وضم بلادهم إليها، ولاسيما أن الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، كانت تفوق في مساحتها أرض مملكة الحبشة النصرانية نفسها. وكانت تلك الأراضي تحيط بها من الجنوب والشرق مما جعلها مطوقة بالمسلمين، إذا ما أضيف إليها من الغرب السودان المسلم أيضاً.

وإلى جانب ذلك, كانت جميع الموانئ على ساحل البحر الأحمر بيد المسلمين، مما عزلها عن العالم الخارجي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

غزو إثيوپيا

 
تمثال أحمد گوري في مقديشو.

أثارت هذه الحركة الجهادية البرتغاليين، الذين كانوا يرغبون في السيطرة على هذه البلاد، فانضموا إلى الحبشة وانتصروا على جران وأتباعه، وقتلوه. وقد كانت ثورته خليقة أن تحول البلاد إلى إقليم مسلم، وكان هو خليقًا بالانتصار لولا تدخل البرتغاليين.

ويبدو أن القدرات العسكرية لأحمد غران قد ظهرت مبكرة، فالأخبار تذكر أنه حضر المعركة التي استشهد فيها الأمير محفوظ حاكم هرر، عام 923هـ/1517 م، وهو لما يتجاوز الثانية عشرة من عمره. وفتح له أخوه گراد آبون - وكان على رأس الحزب العسكري - باب الطموح عندما قام بالاستيلاء على عرش زيلع عام 931هـ/1525م. مع أن الأهالي ثاروا على هذا الأخ وقتلوه, إلا أن أحمد غران كان قد صمم أن يسير في الطريق نفسها. وواتته الفرصة عندما حقق نصراً حاسماً على الأحباش في معركة أديس أو كبوت عام 933هـ/1527م، تلك المعركة التي انتقم فيها لمقتل الأمير محفوظ. فعلى إثرها، التف حوله بنو جلدته من الصوماليين لما أظهره من شجاعة وحنكة عسكرية, وفي الوقت ذاته تزوج من دِبْل مَعْبره ابنة الأمير محفوظ مكافأة له على نصره. وبذلك ضمن عرش هرر وولاء الطبقة العسكرية الصومالية. وشجعه هذا على أن يزيح عن العرش أمير عدل أبا بكر محمد - وهو من أسرة سعد الدين من آل وَلَشْمَع العربية - وأن يقيم بدلاً منه أميراً من الأسرة نفسها, كان أشبه بالدمية في يده. واكتفى هو بلقب إمام مؤكداً بذلك قيادته الدينية الإسلامية الشعبية, وأنه لا مطمح له في الملك, وإنما همه الإصلاح، والجهاد, وخدمة الإسلام، متشبهاً في ذلك بإمام اليمن، وإمام عُمان.

وبعد أن كوّن جيشاً قوياً من الصوماليين البدو الأشداء، أعلن عن رفضه دفع الجزية للنجاشي، وبدأ بذلك حربه الجدية مع الحبشة, التي استغرقت حياته كلها. ويمكن أن يميز في تلك الحرب مرحلتان:

الأولى: وتمتد خمسة عشر عاماً (933-948هـ/ 1527-1541م). وفيها كان أحمد غران والأحباش يتحاربان وحدهما من دون عون من الخارج. وتمكن في أثنائها من هزيمة النجاشي لبنا دنگل، في معركة مهمة في شمبرا كوره Shembra Kuré عام 942هـ/ 1535م، تابع بعدها، لمدة ست سنوات، فتوحاته في أرض الحبشة. فسيطر على الجزء الأكبر منها، وحصل على غنائم كثيرة. إلا أنه لم يفلح في تثبيت انتصاراته، لأن جيشه, المؤلف من صوماليين بداة، لا هم لهم سوى الغزو السريع وكسب الغنائم، لم يكن عوناً له في هذا المجال؛ ناهيك عن نقص السلاح، والاعتماد على الأسلحة القديمة التقليدية.

أما المرحلة الثانية: وهي قصيرة نسبياً لا تتعدى العام إلا قليلاً, فقد تميزت بوصول نجدات للطرفين من الخارج. فقد أرسلت البرتغال إلى إثيوبية النجدة العسكرية التي كان قد طلبها النجاشي منها، لأنها إلى جانب العامل الديني، كانت حريصة على تثبيت أقدامها في موانئ البحر الأحمر، بعد كشفها لطريق الهند.

وكانت النجدة، حملة من أربعمئة جندي ومئة وثلاثين عبداً، بقيادة كريستوفر دا گاما وكانت مزودة بالمدفعية والبنادق. وبالمقابل استنجد أحمد غران بالأتراك العثمانيين في اليمن. وتمكن البرتغاليون في بادئ الأمر من الانتصار, إلا أن أحمد غران عاد فتغلب عليهم، وقتل قائدهم. فأسرع البرتغاليون والأحباش معاً إلى إعادة تنظيم جيشهما، واستطاعا في معركة زنطرا Zantra قتل أحمد غران بطلقة رصاصة، فدب الذعر في صفوف جيشه، وتفرق شذر مذر، وكان ذلك في 17 ذي القعدة 949هـ/ 22 فبراير 1543م.

وعلى الرغم من أن الحرب الجهادية قد توبعت من بعده، من قبل بعض قادته من أسرته نفسها، وأبلت فيها أرملته بلاء حسناً، إلا أن المسلمين أضاعوا ما حققه لهم أحمد غران من فتوح.


المصادر

  • ليلى الصباغ. "أحمد غران". الموسوعة العربية.

الهامش

وصلات خارجية