ثروة الأمم

(تم التحويل من Wealth of Nations)

بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها، أو ثروة الأمم The Wealth of Nations، من أعظم أعمال الاقتصادي والفيلسوف الأخلاقي الإسكتلندي آدم سميث. نُشر لأول مرة عام 1776، وكان له تأثيراً كبيراً على الاقتصاد في بداية الثورة الصناعية وروج لأن اقتصاد السوق الحرب أكثر انتاجية وربحية للمجتمعات التي تمارسه. ويعد الكتاب عملاً أساسياً للاقتصاد الكلاسيكي.

ثروة الأمم
Wealth of Nations title.jpg
المؤلفآدم سميث
البلدإسكتلندة
الصنفاقتصاد
الناشرهـ. ستراهان وت. كادل، لندن.
تاريخ النشر
1776

كان ثروة الأمم هو أول عمل كامل عن الاقتصاد السياسي، وقد تناول كتابه وبالأساس قضية النزعة التجارية. وقد حاول من خلاله البرهنة على ان الفردية تؤدي إلى الانسجام الاجتماعي ويرى أن التجارة الحرة بعيدة عن القيود والرسوم التي تفرض على الحرية الفردية في التجارة سينتج عنها التقدم البشري والاجتماعي وكان يطالب برفع يد الحكومة عن التجارة ويوجه انتقاداته بشكل أساسي إلى قيود نظام النزعة التجارية البريطانية على الحرية الفردية في التجارة ويرى انها ليس من واجباتها فرض القيود والرسوم وإنما الدفاع عن العدالة وحرية اللأمة، وهذا ما كان يعتمد عليه ويعتبره حجة للمطالبة بسياسة الفردانية التجارية وعدم تدخل الحكومة في التجارة. فكانت أفكاره محطة بالغة الأهمية في نشوء مذهب الليبرالية الاقتصادية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

كتاب ثروة الأمم. لقراءة الكتابة اضغط على الصورة.
الترجمة العربية للدكتور عبد المنعم الطناملي

نُشر كتاب ثروة الأمم لأول مرة في 9 مارس 1776، أثناء التنوير الإسكتلندي والثورة الزراعية الإسكتلندية. وأثر الكتاب على عدد من المؤلفين والاقتصاديين، بالإضافة إلى تأثيره على الحكومات والمنظمات. على سبيل المثال، تأثر ألكسندر هاملتون بجزء من ثروة الأمم عند كتابته تقرير عن المصانع، الذي جادل فيه الكثير من سياسات سميث. ومن المثير للاهتمام، أن اعتمد هاميلتون في أجزاء كبيرة من التقرير على أفكار جان-باتيست كولبير، وكان هذا الجزء يضم أفكار كولبير التي رد عليها سميث في كتابه ثروة الأمم.

تأثير الكثير من المؤلفين بالكتاب واستخدموه كنقطة بداية لكتبهم، منهم جان-باتيست ساي، داڤيد ريكاردو، توماس مالثوس، ولودڤيگ فون ميزس. ويشير الشاعر الوطني الروسي ألكسندر پوشكين إلى ثروة الأمم في رواية نشرها عام 1883 بعنوان إوجين أونجين.


استعراض الكتاب

في هذا الكتاب يستعرض سميث تحليله حول أصل وازدهار بعض البلدان، مثل إنگلترا والبلدان الإسكندنافية.[1]

وفيه يحلل النظريات الاقتصادية حول تقسيم العمل، والسوق، والنقد، وطبيعة الثراء، وسعر البضائع، والأجور، والأرباح، وتراكم رأس المال.

 
نص الترجمة العربي لكتاب ثروة الأمم - ادم سميث انقر على الصورة للمطالعة

وفيه يشرح مختلف أنظمة الاقتصاد السياسي، ولا سيما المركانتيلية، والفيزيوقراطية، ويحلل أيضاً فكرة النظام الطبيعي، ونظام الحرية الطبيعية، الناتجة عن الفائدة الشخصية التي تتحول إلى فائدة عامة، من خلال لعبة المؤسسة الحرة، والتنافس الحر، وحرية التبادلات.

وإذ يندرج في تيار الليبرالية الاقتصادية، يُبيّن سميث أنّ التنافس والتبادل الحر يُساهمان في تحسين مصير الجميع.

إن السوق المنسق ما بين المصالح الفردية لا ينبغي أن تبلبله الدولة التي يقتصر دورها في الدفاع عن المواطنين وحمايتهم.

إشكالية كتاب "ثروة الأمم" إشكاليةٌ مزدوجة: فمن ناحية، يشرح الكتابُالأسباب التي تجعل المجتمع القائم على المصلحة الشخصية مجتمعاً يمكن أن يستقر ويبقَى، ومن ناحية أخرى، يصف الكيفيةَ التي ظهر بها "نظام الحرية الطبيعية"، والكيفية التي يسير بها هذا النظام.

آدم سميث، بالفعل، يستعمل بشكل منهجي، المعطيات التجريبية (الأمثلة، والإحصائيات) في تأكيد صحة المبادئ التي يعرضها. وإذا كان يتحدث بلهجة متفائلة عن موضوع النمو الاقتصادي، فهو في الوقت نفسه يحذر من مخاطر الارتهان الذي قد يسببه تقسيم العمل.

يعتبَر كتاب ثروة الأمم، في تاريخ الفكر الاقتصادي، كتاباً ثورياً، فهو يوجه ضربة قاسية للنظريات ما قبل الحديثة، وللمركانتيلية (الجشع)، والفيزيوقراطية، ويمنح لمؤلفه لقب أب الاقتصاد السياسي.

ففيه نجد بذور العديد من النظريات التي جاءت فيما بعد، مثل "قانون أسواق العمل" لـ "ساي"، والنظرية الريكاردية" حول الريع الزراعي، وقانون السكان لـ"توماس مالتوس".

وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الاقتصاديين في القرن التاسع عشر، يذْكرونه كسندٍ لمواقفهم المختلفة.

تجدر الإشارة إلى أنّ بعضاً من مبادئ سميث، مثل "قيمة العمل"، التي طوّرتها المدرسة الكلاسيكية، ظلت هي المبادئ المهيمنة خلال القرن الذي تلا ظهور هذا الكتاب، ولغاية "ثورة المُهمّشين" التي حدثت العام 1870.

والحال أن فكرة قيمة العمل الموضوعي، تشكل نقطة خلاف جوهري بين النيوكلاسيكيين والماركسيين، حيث رفض الماركسيون الاعتراف بأن قيمة العمل يمكن أن تُبنى على خيارات ذاتية فردية.

وجديرٌ بالملاحظة أيضاً أنه إذا كان سميث معروفٌ اليوم على الخصوص كاقتصادي، فقد كان يعتبِر نفسَه قبل كلّ شيء، أستاذاً للفلسفة الأخلاقية. وهكذا، فإن كتابَه "ثروة الأمم"، لا يعالج الاقتصاد فقط (بالمعنى الحديث للكلمة)، بل يتناول أيضاً الاقتصاد السياسي، والحقوق، والأخلاق، وعلم النفس، والسياسة، والتاريخ، وكذلك التفاعل القائم ما بين جميع التخصصات المعرفية.

ويشكِّل هذا الكتاب المتمحور أساساً حول مبدأ الفائدة الشخصية، مجموعةً متكاملة مع كتابه طبيعة المشاعر الأخلاقية التي يعرض فيها المودة المرتبطة بالطبيعة البشرية.

أقسام الكتاب

  • القسم 1: أسباب تقدم قوى الانتاج العمالية
  • القسم 2: طبيعة، تراكم، توظيف الأسهم
  • القسم 3: تفاوت درجات الثراء بين مختلف الأمم
  • القسم 4: أنظمة الاقتصاد السياسي
  • القسم 5: العوائد السيادية أو الكومنولث

التأثير

سر إنجاز سميث الكبير في كتابه ثروة الأمم، ليس في أصالة تفكيره بقدر ما هو في التمكن من بياناته والتنسيق بينها، وفي غنى مادته التوضيحية، وفي التطبيق المنير للنظرية على الأحوال الجارية، وفي أسلوبه البسيط الواضح المقنع، وفي نظرته العريضة التي رفعت الاقتصاد من مرتبة "العلم الكئيب" إلى مستوى الفلسفة. وكان كتابه علامة عصر لأنه محص وفسر-ولم ينتج بالطبع-الحقائق والقوى التي أخذت تحول الإقطاعية والتجارية إلى الرأسمالية والمشروعات الحرة. وحين خفض بت الثاني الضريبة المفروضة على الشاي من 199% إلى 2slash1 12% وحاول عموماً أن يحقق للتجارة حرية أكبر، اعترف بدينه لكتاب "ثروة الأمم". ويخبرنا اللورد روزبري في حديثه عن حفلة عشاء حضرها بت، كيف أن الحاضرين على بكرة أبيهم قاموا وقوفاً حين دخل سمث وقال بت "سنظل واقفين حتى تجلس، لأننا جميعاً تلامذتك". وقد تنبأ السر جيمس مري-بلتني بأن كتاب سمث "سيقنع الجيل الحاضر ويحكم الجيل القادم".[2]

نقد

يظل هذا الكتاب حتى اليوم، واحداً من المؤلفات الأكثر أهمية في هذا المجال، إذ يرى أمارتيا كومار سين، الاقتصادي البنغالي، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1998، إنّ هذا الكتاب هو أهم وأعظم كتاب كُتب عن الحياة الاقتصادية في التاريخ؛ فهو الوثيقة المؤسِّسة للنظرية الكلاسيكية في الاقتصاد، وفي الليبرالية الاقتصادية على السواء، ويكمن مصدر ثراء البلدان في العمل، وأساسا في قيمة الممتلكات المتبادلة.

بعد مرور أكثر من قرن من الزمان، صرّح واحد من عمالقة المدرسة النيوكلاسيكية، أفريد مارشال، الاقتصادي البريطاني الذي يعدّ هو أيضاً واحداً من الآباء المؤسسين للاقتصاد السياسي، في موضوع كتابه، قائلا: "كل شيء موجودٌ في سميث".

انظر أيضاً

قراءات إضافية

  • An Inquiry into the Nature and Causes of the Wealth of Nations: A Selected Edition Adam Smith (Author), Kathryn Sutherland (Editor), 2008, Oxford Paperbacks, Oxford, UK; ISBN 978-0-19-953592-7
  • Adam Smith's The Wealth of Nations: A modern-day interpretation of an economic classic. Karen McCreadie, 2009, Infinite Ideas, Oxford, UK; ISBN 978-1-906821-03-6

المصادر

  1. ^ فيليب جوديل وإيمنويل بلانك. "أبحاث حول طبيعة وأسباب ثروة الأمم". جريدة الغد. Retrieved 2012-08-13.
  2. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.


وصلات خارجية

اقرأ نصاً ذا علاقة في

The Wealth of Nations