هجرات الأورومو

(تم التحويل من Oromo migrations)

هجرات الأورومو الكبرى، تُعرف أيضاً بتوسعات الأورومو، هي سلسلة من التوسعات في القرنين 16 و17 لشعب الأورومو من جنوب إثيوپيا، منطقتي بورنا وگوزي المعاصرتين، إلى المناطق الشمالية في إثيوپيا. كان لهذه الهجرات تأثيراً عميقاً على الأحداث التاريخية اللاحقة في إثيوپيا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

لأن الأورومو لم يحتفظوا بسجل مكتوب للهجرات، ينبغي أن تشير هذه المقالة إلى المصادر الإثيوپية، الپرتغالية، والعربية للوقوف على أسباب الهجرات. بصفة خاصة، يعتبر راهب الگامبو المسمى بحري من أبرز المصادر عن الهجرات. كتب بالگعزية، كتاب يسمى تاريخ گالا (بالگعزية: ዜናሁ ፡ ለጋላ zēnahu legalla)، "گالا" هو الاسم القديم "للأورومو" الذي يعتبر اليوم تحقيراً. ألف الكتاب عام 1594، ويفصل الكتاب التوسعات التي حدثت من عام 1522 حتى وقت كتابته.. بالإضافة إلى كتابه، يمكن الحصول على مزيد من المعلومات من معاصرين آخرين مثل الراهب الإثيوپي أبا پولوس، فتوح الحبشة لشهاب الدين، خواو برمودس، فرانسسكو دا ألميدا، خرونيمو لوبو، ومختلف السجلات الملكية (مثل سجلات گلاودوس، سرسا دنقل، وسوسنوس الأول، ويعتقد أن سجلات سرسا دنقل قد كتبها بحري).


الهجرات المبكرة

تميزت الهجرات المبكرة بغارات متفرقة شنها الأورومو على حدود المملكة الإثيوپية. بعد الاستيلاء على الماشية وغيرها من الغنائم، تعود الأطراف المداهمة بسرعة إلى أراضيها. ولم تبدأ التسوية الفعلية للأراضي الجديدة حتى تولى مسلي الحكم (اللوبا).[1] اللوبا (بالگعزية ሉባ lūbā) هو الرأس "المُعين" لواحدة من جماعات قبائل الأورومو الخمسة.

ميلبه (1522–1530) ومودنا (1530–1538)

حسب الراهب بحري، حدثت هجرات الأورومو المبكرة قي عهد اللوبا الأورومي ميلبه، في عهد الامبراطور لبنا دنقل. قال بحري أن الأورومو غزو باله المجاورة في جنوب شرق البلاد قبل وقت وجيز من غزوات أحمد ابن إبراهيم الغازي من سلطنة عدل (يُعرف بأحمد گوري) في الشمال. كانت هذه الغارات المبكرة (بالأوروموية: razzia) محدودة، ومع ذلك، عندما عادت الجماعات الغازية إلى أراضيها بالقرب من نهر شبلي بعد كل غارة. استمرت الغارات في عهد مودينا بعد وابي شبلي، لكن هذه الجماعات عادت أيضاً إلى أراضيها بعد قليل.[2]

كيلولي (1538–1546)

بعد وفاة أحمد گوري، استأنف كيلولي غارات سلفه، مخترقاً المزيد في الأراضي الإثيوپية. بعد أن ساعدته ضعف كل من المملكة الإثيوپية وعدل، تمكن من مداهمة حتى مقاطعة دوارو، شمال بالي. مرة أخرى، بعد كل غارة، عاد الطرفان إلى قراهما. ومع ذلك ، قد يكون تأريخ الراهب بحري غير دقيقاً، على الرغم من أن شهاب الدين، الذي كتب قبل عقد من وفاة أحمد گوري، يشير إلى منطقة اسمها ويري كالو، وهو اسم أورومي، في مقاطعة دوارو. ومع ذلك، وافق فرانسسكو دا ألميدا على تأريخ بحري، مؤكدًا أن الگالا بدأوا في الهجرة لأول مرة في وقت غزو أحمد گوري (1527).[3]

بيفولي (1546–1554)

في عهد اللوبا بيفولي، أحرزت هجرة الأورومو أولى نجاحاتها. بينما كانت جميع التحركات السابقة لم تكون سوى غارات محدودة على المقاطعات المجاورة، ففي عهد بيفولي شُنت غارات جديدة بدأت في إضعاف السيطرة الإثيوپية. نُهبت دوارو بالكامل وهوجمت [بفتگار]] لأول مرة.[4] علاوة على ذلك، حسب الراهب بحري، فغن سكان المناطق المنهوبة استعبدوا، وأصبحوا gebrs (Ge'ez ገብር gabr؛ بالأمهرية gebr، بالتيگرانية gebri)، مصطلح يشير بشكل أكثر دقة إلى "عبيد المزارع الذين يدفعون الضرائب"، على غرار عبيد إثيوپيا أثناء العصور الإقطاعية. إلا أن الامبراطور گلاودوس أطلق حملة في الجنوب أسفرت عن هذه الهجمات. حسب سجله، فقد هزم الامبراطور غارات الأورومو وأخضع لحكمه من قام بأسرهم، ومنع المزيد من الهجمات لبعض الوقت، مع تقليل التوغلات الأخرى لتصبح مجرد مناوشات. ومع ذلك، كانت الهجمات الأولية كبيرة، على نطاق أوسع بكثير وأكثر تدميراً للأسرة الإثيوپية. على الرغم من انتقامه، كان گلاودوس مضطرباً وأجبر على توطين اللاجئين في بلدة وج، شمال بحيرة زواي، حوالي عام 1550-1551.[5]

المستوطنات

مسلي (1554–1562)

يمثل عهد مسلي تغييراً جوهرياً في هجرات الأورومو. لم يتم فقط تسوية الأراضي التي تم الاستيلاء عليها مؤخراً بشكل دائم من قبل الأورومو للمرة الأولى، ولكن بدءوا في ركوب البغال والخيول في الركوب لأول مرة. أدى اعتماد ركوب الخيل من الشمال إلى زيادة كبيرة في قوة أورومو القتالية، مما جعلها على قدم المساواة مع القوات الإثيوپية، التي كانت غير مجهزة إلى حد كبير بالأسلحة النارية.[6] في المرحلة الجديدة من هجرة الأورومو في عهد مسلي، هزم الأورومو قوات گلاودوس في جان أمورا، مما سمح لهم بنهب عدد كبير من البلدات. بدلاً من العودة لأراضيهم، ظلوا في الأراضي الجديدة. شن گلاودوس حملة على الأورومو، أسفرت عن هزيمتهم في عصى زنب (غير معروفة حالياً)، لكنه لم يتمكن أبداً من طردهم من المقاطعات الحدودية واستمر في بناء بلدة جديدة في ويج للاجئين الجدد.[5]

لم تكن هجرة الأورومو مقتصرة على الأراضي الإثيوپية، حيث قاموا بأنشطة ضد سلطنة عدل أيضاً. قوات نور ابن مجاهد (حكم 1551/2–1567/8)، أمير هرر، على سبيل المثال، هزمه الأورومو هزيمة مريرة. حسب الراهب بحري، لم يكن هناك "مثل هذا الذبح منذ غزوات الگالا الأولى".[5]

هرموفا (1562–1570) وروبالي (1570–1578)

في عهد اللوبا هرموفا، تقدم الأورمو إلى عمق الأراضي الإثيوپية. باستخدام الخيل، تمكنوا من الهجوم على مقاطعة أمهرة، وأنگوت. حققوا المزيد من التقدم في عهد روبالي، حيث نُهبت شوا وهوجمت گوجام. لأول مرة، كان تقدم الأورومو مدمراً للمقاطعات الإثيوپية الأساسية، في حين كانت هناك توغلات سابقة ضد المقاطعات الحدودية. على الرغم من الهجمات العميقة، ظلت المقاطعات الأساسية تحت السيطرة الإثيوپية، وفي المقابل قام الإمبراطور سارسا دنگل بتجريدة عقابية. إحدى هذه الأعمال الانتقامية في عام 1573 تضمنت هزيمته للأورومو بالقرب من بحيرة زواي في مقاطعة حدودية، وأخذ ماشيتهم وتوزيعها على رعاياه الذين وصفوا في سجله بأنه "أصبحوا أثرياء" نتيجة لذلك.[7]

سلطنة عدل (1562–1579)

في الوقت نفسه، هاجمت جماعات الأورومو البارنتو سلطنة عدل، التي كانت قد ضعفت نتيجة لحروبها مع الأحباش والامبراطورية الپرتغالية مما أدى لعدم مقاومتها. تمكنت بضع جماعات مسلمة صغيرة من الهرب إلى زيلع والنجاة داخل المدينة المحصنة. الجزء الأكبر من سكان عدل المسلمين وخاصة الصوماليين والهرر الشماليين اندمجوا داخل الأورومو.[8]

كانت مدينة ديره داوا تسمى دير دهب وكانت تستخدم كجزء من سلطنة عدل أثناء العصور الوسطى ومعظم سكانها من الدير وهي قبيلة صومالية كبيرة وبعد ضعف سلطنة عدل، انتهز الأورومو الفرصة وتمكنوا من اقتحام المدينة والاستيطان في هذه المناطق وإدماج بعض من أفراد قبيلة الگورگورا المحلية.[9]

عادة ما كانت قبائل الهاويه والدير هم السكان الدائمون لمرتفعات هرارى في العصور الوسطى حتى ضعفت سلطنة عدل فاستغل الأورومو هذا وقرروا غزو واحتلال مرتفعات هرارگه واستيعاب السكان المحللين من القبائل الصومالية المحلية التي كانت تضم جارسكو، أكيشو، گورگورا، نوله، متا، أوبورو وبورسوك التي كانت بطون لقبيلة دير، أبرز قبيلة صومالية في ذلك الوقت، واتحدت لاحقاً مع قبيلة الأورومو، قبيلة عفران قالو.[10]

إلا أن بعض الصوماليين، وخاصة الكرناله لا زالوا بقوتهم وتمكنوا من مقاومة توسع الأورومو بنجاح في أراضيهم وأوقفوهم عند بابيله، ديره داوا، وميسو.

الانتقام في عهد سرسا دنگل

بعد أن أُجبر على قتال العثمانيين في شمال امبراطوريته، انتقل سرسا دنگل لإيقاف انتشار الأورومو في الجنوب خلال سبعينيات القرن السادس عشر. كان أول ذكر لتحركاته في سجله الملكي القصير، الذي يذكر أنه قاتل قوة من أورومو البورانا عند بحيرة زواي، تحت قيادة اللوبا أمبيسا. علماً أنه بعد موسم أمطار 1572، استولى الأورومو على ويج، فجمع الإمبراطور قواته من جميع أنحاء إثيوپيا لتشكيل جيش في جيند بريت. من هناك، اتجاه سارسا دنگل جنوباً، حيث وجد أن أورومو قد استولوا أيضاً على مايا.[7] على الرغم من حجم جيشه، إلا أنه تمكن من هزيمة الأورومو في المنطقة، وأجبرهم على التقهقر إلى فتگار، واستولى على عدد كبير من الماشية. علم سارسا دنگل مرة أخرى عام 1574 بتوغلات الاورومو في أزيج، وأنهم سرقوا الماشية في زيما. أرسل الامبراطور هاليبو برفقة 50 فارس، الذي أجبر الأورومو على الهرب مرسلين 80 رأس من الماشية إلى الامبراطور كغنيمة. اضطر سارسا دنگل مرة أخرى على المضي شمالاً برفقة جيشه لمواجهة بحر نگوس يشاق المدعوم من العثمانيين، لكنه عاد لاحقاً إلى ويج عام 1577-8 لإيقاف تقدم الأورومو في المنطقة.[11] كنتيجة لمعركة وادي موجو (إلى الشرق مباشرة من أديس أبابا المعاصرة) ضد أورومو البورانا، انتشرت الجثث في جميع أنحاء الريف المحيط. ثم تصدى الإمبراطور لهجوم في دمبيا من قبل أورمو الأباتي في مكان يسمى وينه دگعا ونتيجة للمعركة، بحسب الراهب بحري، نجا أقل من عشرة من الأورومو.[12]

بيرماجي (1578–1586)

على الرغم من الحملات العسكرية التي شنها سرسا دنگل، فقد استمرت هجرة الأورومو في الانتشار شمالاً في عهده. كانت تحت زعامة اللوبا بيرماجي الذي كان استخدم الأورومو في عهده درع من جلود الثيران بطول الجسم. سمحت هذه الدروع للأورومو بمقاومة الأسهم ومن ثم هزيمة المايا بنجاح. في تلك الفترة، عادة ما كان الأورومو يدخلون في نزاع مع دهاراگوت، أحد قادة سارسا دنگل، الذي كان دائماً ما ينتصر. كان للجواسيس الإثيوپيين دور في هذه العملية. أحرز الأورومو المزيد من التقدم حول بحيرة تانا ودمبيا وداموت القديمة)، حيث حاصروها واستعبدوا سكانها.[12]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مولعتا (1586–1594)

تحت قيادة اللوبا مولعتا قام الأورومو بغارة كبيرة (بالأوروموية: dulaguto) على گوجام جنوب بحيرة تانا. مع بقاء الوضع العثماني في الشمال تحت السيطرة إلى حد كبير، اتخذ سارسا دنگل مرة أخرى زمام المبادرة ضد الأورومو في الجنوب، حيث أجبر أورومو الداوي (أو الجاوي) في وي على التراجع.[12]

أشاد الراهب بحري بحملة سارسا دنگل، قائلاً أنه "لم يتصرف وفقاً لعادة الملوك أسلافه، الذين، عند شن الحرب كانوا في العادة يرسلون قواتهم إلى المقدمة، ويبقون أنفسهم في الخلف مع اختيار سلاح الفرسان والمشاة، ويمدحون أولئك الذين تقدموا بشجاعة ويعقابون أولئك الذين تخلفوا".[13] على الرغم من إشادة بحري، أُجبر سارسا دنگل على حشد القوات بالإكراه، وأعلن مرسوماً بأن أي شخص لا يستجيب لدعوته إلى حمل السلاح سوف يتم نهب منزله ومصادرة ممتلكاته.[14]

القرن 17

يعقوب

كان يعقوب مرشحاً لتولي عرش الأسرة الإثيوپية الذي كان يتقلده قبله ميناس وسرسا دنگل. كان يقاتل سوسنيوس من أجل العرش.

الامبراطورية الأجورانية

في منتصف القرن السابع عشر، بدأت الأمة [[أورومو (شعب)|الأورومويةي في التوسع من أراضيها حول بحيرة أبايا في جنوب إثيوپيا إلى الساحل الصومالي الجنوبي في الوقت الذي كانت فه امبراطورية أجوران في أوج قوتها.[15][16] أرسل حكام الگارن عدد من التجريدات العسكرية فيما عُرف بحروب الگال مادو ضد المحاربين الأورومو، وكانوا يدخلونا الأسرى إلى الإسلام. أجبر التفوق العسكري الأجوراني غزاة الأورومو على عكس هجرتهم تجاه السليمانيين المسيحيين والعدليين المسلمين، فتدمرت الامبراطوريتين المتحاربتين في هذه العملية.

القرن 18

حوالي عام 1710 قام أورومو الماتشا بغزو مملكة الگونگا في غناريا بمنطقة گيبه.

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Pankhurst 1997, p. 301.
  2. ^ Pankhurst 1997, p. 281–282.
  3. ^ Pankhurst 1997, p. 282.
  4. ^ Pankhurst 1997, p. 282-283.
  5. ^ أ ب ت Pankhurst 1997, p. 283.
  6. ^ Pankhurst 1997, p. 283-284.
  7. ^ أ ب Pankhurst 1997, p. 285.
  8. ^ http://www.worldhistory.biz/sundries/32403-oromo-migration-and-expansion-sixteenth-and-seventeenth-centuries.html
  9. ^ ʻArabfaqīh, Shihāb al-Dīn Aḥmad ibn ʻAbd al-Qādir (2003-01-01). The conquest of Abyssinia: 16th century (in الإنجليزية). Annotation: Dir, According to Huntingford a settlement which may be modern Dire Dawa. Tsehai Publishers & Distributors. p. 24.
  10. ^ Encyclopedia Americana, Volume 25. Americana Corporation. 1965. p. 255.
  11. ^ Pankhurst 1997, p. 286.
  12. ^ أ ب ت Pankhurst 1997, p. 287.
  13. ^ Pankhurst 1997, p. 287–288.
  14. ^ Pankhurst 1997, p. 288.
  15. ^ Cassanelli (1982), p. 114.
  16. ^ Cerulli, Somalia 1: 65–67

المصادر

قراءات إضافية

  • Mohammed Hassen, The Oromo of Ethiopia: A History 1570–1860
  • G. W. B. Huntingford, "The Galla of Ethiopia; The Kingdoms of Kafa and Janjero North Eastern Africa Part II"