نومنيوس الأفامي

(تم التحويل من Numenius of Apamea)

نومينيوس الأفامي (باليونانية قديمة: Νουμήνιος ὁ ἐξ Ἀπαμείας؛ إنگليزية: Numenius of Apamea) أحد الفلاسفة الفيثاغوريين الأفلاطونيين البارزين من مدينة أفامية السورية (على نهر العاصي في سهل الغاب)، التي كانت من أهم مراكز الفلسفة الأفلاطونية الحديثة في العصر الروماني.

Plato-raphael.jpg
جزء من سلسلة عن
الافلاطونية
مثالية افلاطونية
واقعية افلاطونية
افلاطونية وسيطة
افلاطونية محدثة
مقالات في الافلاطونية المحدثة
نظرية المعرفة الافلاطونية
Socratic method
حوار سقراطي
Theory of forms
Platonic doctrine of recollection
Form of the Good
أشخاص
افلاطون
سقراط
ألقبيادس
پروتاگوراس
پرمنيدس
مناقشات لأعمال افلاطون
محاورات افلاطون
مجازية الشمس
تناظر الخط المقسـَّم
مجازية الكهف
جدال الرجل الثالث
Quis custodiet ipsos custodes?
 ع  ن  ت

عاش في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي وكان له تأثير كبير في فلسفة أفلوطين Plotinos ت(204-270م)، ومهد بالتالي للأفلاطونية الحديثة وخاصة في توجهها الصوفي والتوفيقي. لم يبق من مؤلفاته سوى شذرات ومقتطفات متفرقة لدى الفلاسفة المتأخرين الذين استخدموه واستشهدوا بأفكاره.

كان الفيلسوفان يمبليخوس Iamblichos (نحو 250-325م) وپروكلوس Proklos ت(410-486م) ـ وهما من زعماء الأفلاطونية الحديثة ـ أول من سماه فيلسوفاً أفلاطونياً، أما الفلاسفة السابقون والذين عاصروه (ومنهم كلمنس Clemens واوريگنس Origenes ولونگينوس Longinos وفرفوريوس Porphyrios) فكان نومينيوس في نظرهم فيثاغورياً؛ لأنه عندما تقصى جذور الحكمة لدى أفلاطون Platon ت(428-347 ق.م.) وجد أنها تعود إلى فيثاغورس Pythagoras (نحو 582-497 ق.م.) وأن فلسفة كليهما مشتقة من حكمة الهنود والمصريين واليهود، وبالتالي فإن فيثاغورس وموسى كانا مؤسسي الحكمة (Archegeta)، وقد سمى أفلاطون «موسى الناطق بالأتيكية» (أي الإغريقية). وهكذا فإن الفلسفة الأفلاطونية هي امتداد لحكمة الشرق وأن كل الحكماء من الزمن الماضي متفقون في إعلان الحقيقة ذاتها.

ولكن من جهة أخرى فإن نومينيوس كان بلا شك أفلاطونياً، إذ إنه اعتمد دائماً على تعاليم أفلاطون، الذي كان فيما يتعلق بتصوراته الكونية شاهداً مهماً (ولكن ليس الوحيد أو الأقدم)، كما أنه تابع أفكار پلوتارخوس Plutarchos وكلسوس Kelsos، وأعطى الأفلاطونية أفكاراً ونبضات مهمة فاتسع مجالها لتصبح بناء يضم الفلسفة كلها. ولدعم نظريته القائلة إن كل الحكماء في الماضي قد أعلنوا الحقيقة نفسها وضع نومينيوس مؤلفاً عن تاريخ الفلسفة بقي منه مقتطفات مطولة، عنوانه: «حول ابتعاد الأكاديميين عن أفلاطون». يعالج فيه ليس فقط انفصال الأكاديميين عن أفلاطون، وإنما كان يسعى إلى لوم كل الفلاسفة بعد أفلاطون بسبب خصوماتهم، إذ كان يسود قبل ذلك بين الفلاسفة تفاهم وانسجام.

كان نومينيوس ينظر إلى نشأة المدارس ما بعد أفلاطون على أنها تمزيق وتقسيم للوحدة الأساسية، وهذه فكرة شائعة في تاريخ الفلسفة في العصر الامبراطوري الروماني تتكرر لدى فرفوريوس وغيره وأخيراً عند بوئيتيوس Boëthius في القرن السادس الميلادي.

ولنومينيوس كتاب مفقود يعالج فيه اللاهوت والتدين عند أفلاطون، وكيف أنه يتفق مع لاهوت المفكرين السابقين، وله أيضاً مؤلف بقيت منه مستلات مطولة بعض الشيء، يتطابق عنوانه: «عن الخير» Peri tágathon مع محاضرة شهيرة لأفلاطون كان لها تأثير كبير في مفكري الأفلاطونية الحديثة وخاصة بروكلوس، الذي حفظ مقولات مهمة منه.

ومع أن نومينيوس انطلق في هذا الكتاب من ثنائية الفيثاغوريين، فإنه استبعد فقط «إلهه الأول» من كل تشابك مع المادة، أما الإله الثاني الذي سماه الخالق demiurgos فإنه يخلق صورة لذاته وينبغي عليه أن يبقى متطابقاً مع نفسه، ولكن بما أنه يدخل المادة في الخلق فإن هذه (أي المادة) تؤدي إلى فصل العالم عن الخالق. ومن الواضح أن هذه الأفكار متأثرة بتصورات عرفانية غنوصية، إذ يسعى نومينيوس جاهداً إلى وضع «نموذج» يشرح على وجه الخصوص كيف ينبثق العالم من الخالق، من غير أن يقلل في الوقت ذاته من تسامي الإله، الذي يمثل الخير المطلق بذاته auto agathon.

وهكذا بإمكان المرء أن يتعرف بسهولة كيف كان يجري التحضير لأفكار أفلوطين ولماذا يقوم الاتهام بأن أفلوطين لم يتجاوز نومنيوس، وإنما قام بتكرار أفكاره. أما عن بقية كتابات نومينيوس فلا يعرف عنها سوى العنوان، ولكن استشهادات يمبليخوس تسمح بتعرف إسهام مهم حول مسألة هبوط الروح، وهنا يتبدى التأثر بالغنوصية واضحاً مثلما في تعاليم الآلهة الثلاثة «الإله الأول - الإله الخالق للعالم - العالم».

وهكذا فإن نومينيوس سبق أفلوطين في عقيدة الثالوث الإلهي وفي تأكيده الذاتية الممكنة للنفس البشرية مع جذورها الإلهية، ولا يقتصر تأثيره في أفلوطين الذي اتهم بالانتحال منه، وإنما امتد أيضاً إلى اوريگينس وفرفوريوس وإلى الأفلاطونيين المحدثين الآخرين. لقد كان نومينيوس أول من صار عنده عنصر الأفلاطونية (من أصل فيثاغوري، غنوصي) واضحاً والذي سيحدد بصورة عميقة تأثير الأفلاطونية وكيانها في القرنين الثالث والرابع الميلاديين. وكل هذا جعله شخصية تاريخية متميزة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  • محمد الزين. "نومينيوس الأفامي". الموسوعة العربية.
  • This article incorporates text from the public domain Dictionary of Greek and Roman Biography and Mythology by William Smith (1867).


انظر أيضاً

الهامش

ببليوگرافيا

  • The Neoplatonic Writings of Numenius Translated by Kenneth Guthrie Selene Books ISBN 0-933601-03-4

وصلات خارجية