پرگامون

(تم التحويل من پرگاموم)

پرگامون أو بِرْجَامُوم Pergamon، Pergamum، أو Pérgamo (باليونانية: Πέργαμος 39°7′N 27°11′E / 39.117°N 27.183°E / 39.117; 27.183) هي إحدى المدن القديمة الشهيرة في غربي آسيا الصغرى (تركيا حاليًا). ومن المحتمل أن تكون قد أُسست قبل مئات السنين من التاريخ الذي صارت فيه مركزًا مهمًّا للثقافة الإغريقية خلال القرن الثالث قبل الميلاد، حكمت أسرة أتاليدس برجاموم بعد عام 263 ق.م، وقد دعوا إلى البلاط الملكي الفلاسفة والأدباء والفنانين، وأنشأوا مكتبة فخمة بها. كما شجَّعوا التجارة ونشروا صناعة النسيج المقصب، والجلود أو مايُعرف برق الكتابة. وطوَّر النحاتون البرجاموميون أسلوبًا متميزًا طبَّقوه في نحت وإقامة مذبح شهير لتُقَدَّم فيه القرابين لزيوس رب الأرباب في الأساطير الإغريقية. ولكن المدينة لم تبلغ أوج مجدها وازدهارها إلا خلال فترة حكم يومينيس الثاني، التي امتدت من عام 197 إلى 159 ق.م.

پرگامون
Ancient Greek City
Bergama 20 06 07.jpg
معبد تراجان (المعاد تشييده) في پرگامون
Pergamon is located in تركيا
Pergamon
Pergamon
پرگامون

تحالف الأتاليون مع روما وبذا أصبحت برجاموم تحت سيطرة الرومان منذ عام 133 ق.م.. وقد جعل الرومان منها مركزًا رئيسيًا للصناعات والتعليم؛ حيث أنشأوا بها في ذلك الوقت مدرسة لتعليم الطب وعددًا من المنشآت الفخمة. ومن المعروف أن الطبيب الشهير جالينوس عاش في هذه المدينة. خلال القرن الثاني الميلادي، كانت المدينة أيضًا مركزًا للمسيحية في عهودها الأولى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

 
مملكة پرگامون (باللون الزيتوني)، في أقصى اتساع لها في 188 ق.م.

لقد كان امتصاص آسية لليونان امتصاصاً تدريجياً سبباً في ضعف قوة الدولة السلوقية، ونشأة ممالك مستقلة على أطراف العالم الهلنستي. فقد أقامت منذ عام 280 بلاد أرمينية، وكبدوكيا وتيتس، وبيثينيا ممالك مطلقة مستقلة؛ ولم تلبث المدن اليونانية القائمة على شواطئ البحر الأسود أن خضعت لحكم الأسيويين. وانفصلت بكتريا وسجديانا من حكم السلوقيين حوالي عام 250؛ وفي عام 247 اغتال أرسسيز زعيم البارني Parni-وهي قبيلة إيرانية بدوية- حاكم بلاد الفرس السلوقي، وأنشأ مملكة بارثيا التي قُدر لها أن تنازع رومة سلطانها عدة قرون. [1]

وفي عام 282 استولى فلاتيروس Philataerus على تسعة آلاف وزنة من المال، وكان ليسماخوس Lysemachus قد ائتمنه عليها، كما استولى على تل برجموم الحصين في آسية وأعلن استقلاله عن الدولة السلوقية. وضم ابن أخيه أمنيز الأول Eumenes إلى ملكه پيتانه Pitane وأتارنيوس Atarneus وجعل برجموم مملكة مطلقة مستقلة ذات سيادة (262). وكان لأتالوس الأول Attaus I فضل كبير على آسيا اليونانية لأنه صد عنها الغاليين الذين اخترقوا هذه الأصقاع حتى وصلوا إلى أسوار مدينته (230).


وكانت پرگموم يتلألأ فيها المذبح العظيم، والمباني الفخمة التي شادها ملوكها من أسرة أتالوس Attalus، وأنفقوا عليها من الخزائن التي امتلأت بالمال من كدح العبيد في غابات الدولة، وحقولها، ومناجمها، ومصانعها.


وواصل يومنيز الثاني أكبر أبنائه حكم أبيه الحازم، ولكنه أثار دهشة اليونان بأن استغاث برومة لتحميه من أنتيوخوس الثاني؛ وبعد أن هزم بمعونتها أنتيوخوس عند مجنيزيا ترك له الرومان جميع بلاد آسية الصغرى تقريباً؛ وخلفه على العرش أخوه أتالوس الثاني، وكان يرتاب في مقدرة أبنائه على أن يحتفظوا بحرية برجموم، فأوصى بملكه وهو على فراش الموت في عام 133 ق.م. إلى روما.

غير أن أرستنكس ابن الملك يومنيز الثاني من إحدى المحظيات نفض الوصية وقال إن أتالس أرغم عليها؛ ثم حرّض العبيد والأحرار الفقراء على الثورة، وهزمَ جيشاَ رومانياً (132)، واستولى على عدد كبير من المُدن، ووضع قواعد دولة اشتراكية بمعونة بلوسيوس Blossius معلّم أبنى جراكس. وانضم إلى روما ملكا بيثينيا وبنتس المجاورتين لبرجموم، كما إنضم إليها طبقات رجال الأعمال في المُدن المحتلّة، فأخمدت روما بمعونتها هذه الثورة ومات أرستنكس في أحد السجون الرومانية. وعاقت الثورة والحروب المثرداتية حياة برگامون الثقافية مدى نصف قرن من الزمان، ونهبَ أنطونيوس مكتبتها الشهيرة ليُعوّض بها الإسكندرية عن الكتب التي احترقت منها أثناء إقامة قيصر فيها. وما من شك في أن برگامون قد انتعشت قبيل عهد ڤسپازيان، وشاهد ذلك أن بلني الأكبر حكم بأنها أكثر مدائن آسية ازدهاراً وقامت فيها أيام الأنطونينيين حركة بناء جديدة، ونشأت في الإسكالبيوم مدرسة طبيّة خرج منها جالينوس ليُداوي أمراض العالم.

وبذلت الدولة الصغيرة كل ما في وسعها لتكفر عما أحاط بمولدها ونشأتها من غدر وخيانة، فأخذت تنافس الإسكندرية بوصفها مركزاً للعلم والفن؛ فلم تنفق كل ما عاد عليها من خيرات المناجم، والكروم، وحقول الغلال، ومن نسيج الصوف وصناعة رقائق الجلد والعطور، والآجر والقرميد، ومن سيطرتها على تجارة بحر إيجة، نقول إنها لم تنفق كل ما عاد عليها من هذا في إنشاء جيش وأسطول قويين بل أنفقت جانباً كبيراً منه في تشجيع الأدب والفن؛ ذلك أن ملوك برجموم كانوا يؤمنون بأن الحكم والأعمال التجارية والمالية الخاصة تستطيعان أن تتنافسا تنافساً يؤتي خير الثمرات، وأن تقضيا على كثير من أسباب العجز والشره. فقد كان الملك يستخدم العبيد في زرع مساحات واسعة من الأرضين، ويدير كثيراً من المصانع، والمحاجر والمناجم، وإن لم يكن ذلك بطريق الاحتكار. وبهذه الطريقة الفذة ازدادت الثروة وتضاعفت، وأضحت برجموم حاضرة مزخرفة، اشتهرت بمذبح زيوس، وبقصورها الفخمة، وبمكتبتها الجامعة، ودار تمثيلها العظيمة، وبما كان فيها من مساحات رياضية وحمامات؛ بل إن ما كان فيها من دورات مياه عامة ليشهد بفضل إدارتها البلدية(11). ولم تكن مكتبتها الجامعة يفوقها في عدد مجلداتها، وفي شهرة علمائها الواسعة إلا مكتبة الإسكندرية وحدها، وكان معرض صورها يحتوي على مجموعة عظيمة من الرسوم الملونة يتردد عليها الزائرون ليستمتعوا بجمالها. وظلت برجموم خمسين عاماً أنضر زهرة في الحضارة الهلينية.

وكان بيت سلوقس في هذه الأثناء آخذاً في الاضمحلال والفناء. ذلك أن قيام الممالك المستقلة في أنحاء الإمبراطورية السلوقية كان يقصر سلطان الملوك السلوقيين على سوريا وبلاد الجزيرة. وأخذت بارثيا وبرجموم، ومصر، ورومة تعمل جاهدة في صبر وأناة لإضعاف هذه الأسرة، يساعدها على هذا المدعون الذين كانوا يطالبون بعرش البلاد كلما انتقل هذا العرش من ملك إلى ملك، كما تساعدها الحزازات والانشقاق والحرب الأهلية. وبينما كان دمتريوس الأول يعيد القوة والنشاط للحكومة السلوقية، إذ جيشت رومة في عام 153 جيشاً من مرتزقة الجند جاءت بهم من كافة الأنحاء لتأييد مغامر من أهل أزمير في مطالبته الباطلة بعرش البلاد. وانضمت برجموم ومصر في الهجوم على دمتريوس، فقاوم هذا الملك جيوش أعدائه مقاومة الأبطال، وخر صريعاً في ميدان القتال، وآلت سلطة السلوقيين إلى يدي رجل حقير خامل يدعى ألكسندر بالاس Alexander Balas، كان ألعوبة في أيدي عشيقاته ورومة.

السلطان العثماني مراد الثالث أمر بنقل جرتين عملاقتين من الألباستر من أطلال برجامون ليوضعا على جانبي صحن مسجد أيا صوفيا في إسطنبول.[2]


أهم مبانيها

الأكروپوليس الأعلى

 
المذبح الأكبر في پرگامون، معروضاً في متحف پرگامون في برلين، ألمانيا
 
نموذج للأكروبوليس في متحف پرگامون في برلين
 
تخيل مبدئي لپرگامون القديمة


أعلام المدينة

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  2. ^ E.J. Brill's first encyclopaedia of Islam, 1913-1936‎ - Page 526

المراجع

  • Grewe, Klaus; Özis, Ünal (1994), "Die antiken Flußüberbauungen von Pergamon und Nysa (Türkei)", Antike Welt 25 (4): 348–352 
  • Hansen, Esther V. (1971). The Attalids of Pergamon. Ithaca, New York: Cornell University Press; London: Cornell University Press Ltd. ISBN 0-8014-0615-3.
  • Kosmetatou, Elizabeth (2003) "The Attalids of Pergamon," in Andrew Erskine, ed., A Companion to the Hellenistic World. Oxford: Blackwell: pp. 159–174. ISBN 1-4051-3278-7.
  • Nagy, Gregory (1998). "The Library of Pergamon as a Classical Model," in Helmut Koester, ed., Pergamon: Citadel of the Gods. Harrisburg PA: Trinity Press International: 185-232.
  • Nagy, Gregory (2007). "The Idea of the Library as a Classical Model for European Culture," http://chs.harvard.edu/publications.sec/online_print_books.ssp/. Center for Hellenic Studies

وصلات خارجية