پروميثيوس المقيد

(تم التحويل من پرومثيوس مصفداً)

پروميثيوس المقيد (باليونانية: Προμηθεύς Δεσμώτης / Promētheus Desmōtēs) تعتبر من أشهر مسرحيات إسخيلوس وأعظمها هي التي تتكون منها مسرحية أورستيا الثلاثية. وقد تكون مسرحية بروميثيوس المقيد هي الأخرى جزءاً من مسرحية ثلاثية وإن لم نجد مؤرخاً قديماً يؤيد هذا الظن. فنحن نسمع عن مسرحية دينية تدعى بروميثيوس جالب النار ، ولكنها كانت تمثل مستقلة عن مسرحية بروميثيوس المقيد في مجموعة أخرى من المسرحيات. ولدينا قطع صغيرة باقية من مسرحية بروميثيوس الطليق من تأليف إسخيلوس ؛ وتكاد هذه القطع أن تكون خالية من المعاني ، ولكن العلماء الحريصين يؤكدون لن أننا لو حصلنا على نص المسرحية كاملاً لوجدنا إسكلس يجيب إجابة مقنعة عن جميع الضلالات التي تُنطق بها المسرحية الحالية بطلها. وحتى لو أخذنا بهذا الرأي فإنا لا يسعنا إلا أن نعجب كيف يطيق النظارة الأثينيون الاستماع إلى تجديف هذا الجبار في حق الآلهة في عيد ديني.

پروميثيوس المقيد
Prometheus Bound
Dirck van Baburen - Prometheus door Vulcanus geketend.jpg
Vulcan Chaining Prometheus by Dirck van Baburen
كتبهاAeschylus (disputed)
الكورسOceanids
الشخصياتCratus
Bia
Hephaestus
Prometheus
Oceanus
Io
Hermes

ونجد بروميثيوس في مستهل المسرحية مشدوداً إلى صخرة في جبال القوقاز شده إليها هفستس Hephaestus بأمر زيوس حين غضب على بروميثيوس لأنه علم الآدميين فن النار ويقول هفستس:

يا ابن ثميس يا حصيف الرأي يا حكيم!

لقد كتب عليك أن تشد بالأغلال

إلى هذه الصخرة العالية التي لا يرقاها إنسان

ولا تسمع فيها صوت آدمي

أو ترى وجه أحد ممن كنت تحبهم ، وحيث تذبل زهرة جمالك

محترقة في حر الشمس اللافح الصافي.

وسيقبل الليل مزادنا بالنجوم

وتتسلى بضلاله ، فإذا طلعت الشمس

بددت بأشعتها صقيع الصباح ؛

ولكن شعورك ببلواك الحاضرة يقض مضجعك

مهما يكن ما تتعرض له من أخطار، لأن أحداً لا يمد يده

لحل وثاقك. إن هذا هو الذي تجنيه من حبك لبنى الإنسان،

لأن زيوس شديد صارم ، ولأن الملوك المحدثين قساة غلاظ الأكباد

وبتحدي بروميثيوس ، وهو معلق في الصخرة لا حول له ولا طول ، رب أولمبيس ، ويعد في زهو وكبرياء الخطوات التي نقل بها الحضارة إلى الخلائق الأولين الذين كانوا حتى ذلك الوقت: يعيشون كالنمل الأخرق تحت الثرى في الكهوف الخاوية التي لا تدخلها أشعة الشمس ، ولا تصل إليها دلائل على حلول الشتاء، ولا يعطرها شذى أزهار الربيع ، ولا تملؤها فاكهة الصيف ؛ ولكنهم كانوا يعملون كل شيء وهم عمى البصائر لا يخضعون لقانون ، حتى علمتهم كيف تشرق النجوم وتغرب في أماكن خافية على عقولهم ؛ واخترعت لهم العدد باعث الفلسفة ، وعلمتهم تركيب الحروف ، ووهبت لهم الذاكرة صانعة كل شيء ، وأم التفكير الحلو الجميل. وكنت أول من ذلل الحيوان لخدمة الإنسان...وأنا دون سواي الذي ابتدعت السفن...وأنا الذي اخترعت كل هذه الفنون لبنى الإنسان لا أجد الآن وسيلة أنجي بها نفسي". وتحزن الأرض كلها لحزنه ، "فإذا تلاطمت أمواج البحر صرخت ، وخرج من أعماق البحار أنين حزين ، وانبعث من كهوف الموتى عويل".

وترسل الأمم كلها تعازيها إلى هذا السجين السياسي ، وتأمره أن يذكر أن الألم يطوف بكل الخلائق ، "فالحزن يسير في الأرض ، ويجلس عند قدمي المخلوقات واحداً بعد واحد" ، ولكنهم لا يفعلون شيئاً لإنقاذه. ويشير عليه "أقيانوس" بالخضوع لزيوس "لأن الذي يحكم ، يحكم بالقسوة لا بالحق" ؛ وتعجب الأقيانوسات بنات البحر ولا تدري هل الإنسانية جديرة بأن يعذب أحد من أجلها فيصلب على هذا النحو ؛ "لقد كانت تضحيتك هذه أيها الحبيب تضحية لا جدوى منها. ألم تر الجنس البشري ضعيفاً في جهده ونشاطه ، يتألف من حالمين خياليين مكبلين بالأغلال؟". ومع هذا فإن تلك البنات يعجبن به إعجاباً يحملهن على البقاء إلى جانبه حين يهدده زيوس بإلقائه إلى طرطروس Tartarus ليواجهن معه الصاعقة التي تقذف به وبهن إلى الهاوية. غير أن بروميثيوس تمنع عنه راحة الموت لأنه من الآلهة ومن أجل ذلك يرفع في الخاتمة المفقودة للرواية الثلاثية من طرطروس ليشد مرة أخرى إلى صخرة جبلية ، ويرسل زيوس نسراً ينخر قلب المارد الجبار. لكن القلب ينمو بالليل بنفس السرعة التي ينخره بها النسر بالنهار ، وبهذه الطريقة يقاسي بروميثيوس العذاب مدى ثلاثة عشر جيلاً من أجيال الآدميين. ثم يقتل الجبار الرحيم هرقل النسر ويقنع زيوس بفك أغلال بروميثيوس ، ويندم هذا على فعلته ويصطلح مع زيوس القادر على كل شيء ، ويضع في إصبعه الخاتم الحديدي رمز الضرورة.

وفي هذه المسرحية القوية يكرر إسكلس موضوع المسرحيات اليونانية - وهو كفاح الإرادة البشرية ضد القدر المحتوم - وموضوع حياة بلاد اليونان في القرن الخامس - وهو الصراع بين الفكر الثائر والإيمان التقليدي. والنتيجة التي يستخلصها نتيجة غير صريحة ، ولكنه يدرك قضية الثائر ويحبوها بعطفه كله ؛ ولسنا نجد حتى في مسرحيات يوربديز مثل ما نجده هنا من النظرة الانتقادية لرب أولمبس ، وما أشبه هذه المسرحية بالفردوس المفقود يحتل فيها الملك الساقط مكان بطل القصة رغم ما يتصف به الشاعر من تقى وصلاح. والراجح أن ملتن كان كثيراً ما يذكر بروميثيوس وهو يؤلف الخطب البليغة التي ينطق بها الشيطان. وكان جوته مولعاً بهذه المسرحية ، واتخذ بروميثيوس أداة يعبر بها عن نزعة الشباب الجامح ؛ أما بيرن فقد اتخذه نموذجاً ينسج على منواله طول حياته ؛ وأعاد شلي Shelley ، وهو الذي كان على الدوام هدفاً لنوب الدهر ، القصة إلى الحياة في قصيدته المشهورة بروميثيوس الطليق التي لا يخضع فيها الجبار الثائر قط. وتنطوي هذه الخرافة على عدد كبير من الاستعارات والتشبيهات: منها أن العذاب هو ثمرة شجرة المعرفة ، ومنها أن معرفة المستقبل تحطم قلب الإنسان كمداً ؛ وأن العذاب والصلب هما جزاء المخلص على الدوام ؛ وأن الإنسان مضطر في آخر الأمر أن يرضى بالقيود Man Muss Enstagen ، وأن عليه أن يحقق غايته داخل نطاق طبيعة الأشياء.

وذلك لعمري موضوع جليل ، يمكن إسكلس بفضل لغته الجزلة من أن يجعل من بروميثيوس مأساة من الطراز العظيم". ولم نر قط الكفاح بين العلم والخرافة ، أو بين الاستنارة والجهل ، أو بين العبقرية والتحكم ، قد صور بأقوى مما صور به هنا ، أو سما في الرمزية أو في الصراحة إلى أسمى مما سما به في هذه المأساة. ويقول شلجل Schlegel في هذا: "إن المآسي الأخرى التي أنتجها المؤلفون اليونان مآس عادية أما هذه فهي المأساة الحقة".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سطور خالدة

  • To sungenes toi deinon he th'omilia. (Kinship and companionship are terrible things.)
  • Homoia morphei glossa sou geruetai. (Your speech and your appearance – both alike.)
  • Tuphlas in autois elpidas katoikisa. (I established in them blind hopes.)
  • Saphos m'es oikon sos logos stellei palin. (Your speech returns me clearly home.)


الهامش

انظر أيضاً

وصلات خارجية