الإيطوريون Iturians جماعة من العرب سكنت سهل البقاع، ومنطقة المرتفعات الواقعة إلى الجنوب حول الحوض الأعلى لنهر الأردن، ومناطق الجليل في شمالي فلسطين.

الإيطوريون بعد هرود.
بقايا قرية ثغور (حماية) في الجولان.

وتنسبهم المصادر القديمة إلى يطور بن إسماعيل بن إبراهيم. وتصفهم بأنهم شعب صعب المراس يعتمد على الغزو والإغارة لتوفير عيشه. ورد ذكرهم في حصار الاسكندر المقدوني لمدينة صور، إذ هاجموا مؤخرة جيوشه، وكانوا رماة مهرة فاضطروه إلى إرسال حملة لتأديبهم. بعد ذلك ينقطع ذكرهم من المصادر حتى عام 115 ق.م. حين حصل زعيمهم على اعتراف السلوقيين بسلطته، مستغلاً الصراع الذي نشب في ذلك الوقت بين أنطيوخوس الثامن وأنطيوخوس التاسع، وأدى إلى حرب أهلية في المدة بين 116و96 ق.م. أما أشهر حكامهم فهو منايوس الذي يُعتقد أنه كان أول من اعترف به السلوقيون، وفي هذه المرحلة توسعت مناطق سيطرة الإيطوريين كثيراً نتيجة الحروب التي خاضوها، فوصلت هذه السيطرة إلى مناطق يبرود شرقاً وحوران والجولان في الجنوب الشرقي، مما وضع مدينة دمشق بين فكي كماشة وعرَّض تجارتها لتهديد شديد وكاد الإيطوريون أن يستولوا عليها، لولا أن وضع الدمشقيون أنفسهم تحت حماية الأنباط. وحين دخل الرومان سورية كانت سورية الجنوبية مقسمة بين الأنباط والإيطوريين، وكانت بينهم صدامات ونزاعات من أجل السيطرة والسيادة، وانتهت بخسارة الإيطوريين بعض ممتلكاتهم في الجولان. وقد حاول المكابيون فرض اليهودية عليهم إلا أنهم امتنعوا عن ذلك وفضلوا الاكتفاء بمناطقهم السابقة. ويرى بعض المؤرخين القدماء أنه حين أعاد بومبيوس تنظيم هذه المنطقة إدارياً، عامل الإيطوريين معاملة خاصة، حتى إنه أعاد إليهم بعض الممتلكات في الجولان التي كان ـ من قبل ـ ملك المكابيين ألكسندر ينايوس قد انتزعها منهم. لكنه انتزع منهم مدينة واحدة هي قناتا (القنوات). إلا أن أمور الإيطوريين بدأت بالتراجع بعد وفاة بطلميوس، إذ استولى هيرودس الكبير على جزء من أملاكهم. وبعد وفاة زنودورس آخر ملوكهم ضمّ هيرودس ما تبقى من أملاكهم إلى أملاكه، ماعدا بعض الأراضي التي ضُمت إلى مدن بيروت وصيدا وصور ودمشق.

اتخذ الحكام الإيطوريون لقب الكاهن الأعلى، والحاكم وهو لقب مزدوج ديني ومدني في آن واحد. وكانت لهم عاصمتان واحدة دينية هي بعلبك التي اشتهرت بمعبد الشمس. وعُرفت هذه المدينة في المصادر الإغريقية باسم هليوبوليس. أما العاصمة الأخرى فكانت تلك التي عرفها المؤرخ بوليبيوس باسم جرا والتي عرفها المؤرخون العرب باسم عين الجر، وتُعرف اليوم باسم عنجر وبحسب ما يذكر اسطفانس البيزنطي فإن مؤسس هذه المدينة هو مونيكس العربي وربما كان المقصود منايوس المشار إليه آنفاً، وأطلق عليها اسم خلقيس. وأما أهم مراكز الإيطوريين على ساحل المتوسط فكانت عرقة قرب طرابلس التي استمرت إمارة إيطورية حتى بعد أن فقد هؤلاء معظم أملاكهم الداخلية. كما خضعت جيغارته (زغرتا) لهم إضافة إلى مناطق أخرى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  • جباغ قابلو. "الإيطوريون". الموسوعة العربية.


للاستزادة

ـ أ.هـ.م. جونز، مدن بلاد الشام حين كانت ولاية رومانية، ترجمة إحسان عباس (دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان 1987).