المنطقة الآمنة (سوريا)

منطقة حظر الطيران في سوريا، هي مقترح لإنشاء منطقة حظر طيران في سوريا، تمتد 90 كم بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين، على الحدود مع تركيا. هناك مقترحان؛ يتضمن الأول إقامة منطقة آمنة على الأرض ويتضمن الآخر إضافة منطقة حظر طيران، والتي يمكن أن تمتد حتى خمسين كم في عمق سوريا.

منطقة حظر الطيران، التي اقترحتها تركيا في 28 يوليو 2015، وأيدتها فرنسا، وبموافقة خجولة من الولايات المتحدة.
منطقة حظر الطيران المقترحة في سوريا، في يوليو 2013.[1]
منطقة حظر الطيران المقترحة في سوريا، في أكتوبر 2015.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

في التسعينيات، كان هناك خطط لإقامة مناطق آمنة في العراق والبوسنة لحماية المدنيين من الجيش العراقي والجيش اليوغسلاڤي. وكان هناك خطة لإنشاء منطقة حظر طيران اقترحها التحالف الدولي بقيادة أمريكية في كردستان العراق والمناطق ذات الأغلبية الشيعية في العراق بعد حرب الخليج. سربرنيتشا، زيپا، سراييڤو، گورازده، وبيهاتشه تم ضمهم للمناطق الآمنة التابعة للناتو بعد عملية القوة المتعمدة في البوسنة. أيضاً، أسست القوات الأمريكية مناطق آمنة صغيرة لقوات التحالف داخل العراق. المنطقة الخضراء تم تأسيسها لحماية المسئولين وجنود التحالف الغربيين من المخاطر أثناء حرب العراق.

بعد تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا، إثر إندلاع الحرب الأهلية في 2011، ووسط المساعي الدبلوماسية والمساعدات العسكرية، وارتفاع أعداد الضحايا، اقترحت الحكومة التركية والمعارضة السورية في 2013 إقامة منطقة آمنة تشمل بعض المناطق في شمال سوريا، إلا أن الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى لم تقبل بهذه الخطط.[2][3] بعهد تقدم داعش في العراق، ناقشت تركيا والولايات المتحدة اتفاقية لإنشاء منطقة آمنة، وفي الوقت الذي قبلت فيه الولايات المتحدة تأسيس منطقة خالية من داعش، تردد المسئولين الأمريكيين في قبول إنشاء منظمة حظر طيران.[4][5]


المفاوضات حول إنشاء منطقة آمنة

 
المنطقة الآمنة المقترحة في سوريا بين عين العرب (بالوردي) وعفرين (بالأزرق الفاتح).

وبعد تطور الأحداث، وارتفاع حدة أزمة المهاجرين السوريين، حيث أشارت تقديرات منظمة الهجرة الدولية إلى أن نحو 150 ألف مهاجر وصلوا إلى سواحل أوروبا بحراً في 2015، أي ضعف العدد الذي قُدر في 2014، أبدت نخبة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة استعداداً للقيام بشيء ما لحماية الشعب السوري؛ حيث يقترب الجنرالات، والدبلوماسيون، ومسؤولو الأمن القومي، والمشتغلون بالعمل في مجال التنمية من التوصل إلى إجماع لصالح إقامة منطقة آمنة، والتي يحظر فيها الطيران على طول أحد الحدود في سوريا.[6]

في أغسطس 2015، ذكرت صحيفة حريات التركية، أن الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة على السماح للطائرات الأمريكية باستخدام قاعدة أنجرليك جنوب تركيا، لشن هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ضمن التدخل العسكري الدولي بقيادة أمريكية، يتضمن إقامة منطقة حظر طيران على أجزاء من سوريا على الحدود مع تركيا.[7]

وبناء على هذا الاتفاق -الذي جاء بعد أشهر من المفاوضات- فلن تتمكن طائرات النظام السوري من التحليق في منطقة حظر الطيران، وسيتم استهدافها إذا فعلت ذلك، بينما ستعمل المنطقة الآمنة على منع تسلل المسلحين، والتخفيف من تدفق المزيد من اللاجئين إلى تركيا.

وقالت حريات إن قوات التحالف بقيادة أمريكية ستقوم عند الضرورة بطلعات استطلاع وضربات في المنطقة، مضيفة أن الاتفاق ينص على أن الطائرات الأمريكية المجهزة بقنابل وصواريخ ستكون قادرة على استخدام القاعدة الجوية، لشن غارات ضد تنظيم الدولة، بينما ستقدم تركيا الدعم لتلك الغارات بالمدفعية.

وفي 30 سبتمبر 2015، جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دعوته للمجتمع الدولي بضرورة فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا لحماية المدنيين. أكد خالد خوجة رئيس الائتلاف أن إقامة منطقة حظر طيران من شأنها إنقاذ حياة المدنيين وإبطاء تدفقات اللاجئيين وزيادة فاعلية الحرب ضد تنظيم داعش وإنعاش فرص التوصل إلي حل سياسي للأزمة.[8]

ردود الفعل

  •   ألمانيا: أعلنت رئيسة الوزراء الألمانية أنگلا مركل معارضة بلادها لمساعي القيادة التركية في إقناع المجتمع الدّولي لإقامة مناطق حظر للطيران داخل الأجواء السورية وخاصّة في الأقسام الشمالية منها.[9]
  •   فرنسا: في 30 سبتمبر 2015، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن مساع لإنشاء منطقة حظر طيران شمالي سوريا، بالتنسيق مع تركيا وفصائل من المعارضة السورية. وأضاف: "سيبحث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الأيام القادمة حدود هذه المنطقة وكيف يمكن تأمينها وما الذي يفكر فيه شركاؤنا".[10]
  •   إيران: رفض مسؤول ايراني رفيع المستوى فكرة فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، قائلاً أن إقامة هذه المنطقة سيكون خطأ وسيفشل في اعادة الأمن في المنطقة.[11]

المصادر

  1. ^ "المساعدات الأمريكية للمعارضة السورية تشمل منطقة حظر طيران". جريدة الرياض. 2013-06-15. Retrieved 2015-10-01.
  2. ^ http://www.aljazeera.com/news/europe/2013/05/201351076615828.html
  3. ^ http://www.aljazeera.com/news/middleeast/2012/08/2012812233833353319.html
  4. ^ http://www.theguardian.com/world/2015/jul/27/syrian-safe-zone-us-relents-to-turkish-demands-border-crisis-kurd-uk-military
  5. ^ http://www.hurriyetdailynews.com/us-and-turkey-agree-to-forge-isil-free-zone-in-syria-official-confirms.aspx?pageID=238&nID=86010&NewsCatID=510
  6. ^ "منطقة حظر طيران من أجل سورية". الغد. 2015-10-01. Retrieved 2015-10-01.
  7. ^ اتفاق على منطقة حظر طيران فوق سوريا، الجزيرة نت
  8. ^ "لائتلاف السوري يجدد مطالبته المجتمع الدولي بفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا". جريدة القدس العربي. 2015-09-30. Retrieved 2015-10-01.
  9. ^ "ألمانيا تعلن معارضتها لإقدام تركيا على إقامة مناطق حظر الطيران في سوريا". ترك پرس. 2015-10-01. Retrieved 2015-10-01.
  10. ^ "هولاند: سنبحث إنشاء منطقة حظر طيران شمالي سوريا". نبض الشمال. 2015-09-30. Retrieved 2015-10-01.
  11. ^ "ايران ترفض اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا". مراسل سوري. 2015-05-28. Retrieved 2015-10-01.