الكوميونة commune (كلمة فرنسية ظهرت في القرن 12 من لاتينية العصور الوسطى كوميونيا، وتعني مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يتشاركون حياة مشتركة؛ من اللاتينية communis، الأشياء المشتركة المجمعة) [1]، هي مجتمع متعمد به مجموعة من الأفراد يعيشون مع بعضهم البعض لهم اهتمامات مشتركة، يتشاركون في الملكية والممتلكات والموارد وفي بعض الكميونات العمل والدخل. بالإضافة للاقتصاد الجماعي، هناك إجماع في إتخاذ القرار، والبِنيات لَيست هَرَمِية والحَياة بِشَكل بِيئيء أصبح واحد من أهم المبادئ الأساسية. كَتَبَ أندرو جاكوبس الصحفي بجريدة النيويورك تايمز أنه على عكس المفاهيم الشائعة الخاطئة فإن " معظم كميونات التسعينات ليست لجوءاً للحب الحر ولكنها مجتمع منظم جيداً والأمور المالية مُذابة بشكل تعاوني حيث العملية تقود اليوم لا المنشطات والمخدرات."[2]

موسيقيون شباب يعيشون في كوميونة مشتركة بأمستردام.

بالنسبة للكيانات السياسية المعتادة واسعة النطاق في النظرية السياسية الشيوعية، انظر الكميونات الاشتراكية، والتي تشبه لكن تختلف عن التنظيمات الاجتماعية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

الحكومات المحلية (القومونات)

أحدثت الثورة الاقتصادية التي تمخض عنها القرنان الثاني عشر والثالث عشر ثورة أخرى في المجتمع ونظم الحكم، شأنها شأن الثورتين اللتين تمخض عنهما القرنان الثامن عشر والعشرون. ذلك أن طبقات جديدة نشأت في عالم السلطتين الاقتصادية والسياسية، وحققت للمدينة في العصور الوسطى ذلك الاستقلال القوي الذي نشأ عنه كثير من النزاع والخصام، والذي بلغ غايته في عصر النهضة. [3]

هذا وإن الجدل الثائر حول الوراثة والبيئة ليمتد أثره إلى نشأة مدن أوروپا كما يمتد إلى نشأة نقاباتها؛ ترى هل نشأت هذه المدن من البلديات الرومانية، أو أنها أثر من آثار التطور الاقتصادي الذي ظل يجري في مجراه زمناً طويلاً؟ الحق أن كثيراً من المدن الرومانية قد حافظت على وجودها المستمر خلال قرون الفوضى والفقر والانحلال؛ ولكن عدداً قليلاً منها في إيطاليا وفرنسا الجنوبية الشرقية هي التي احتفظت بالنظم الرومانية القديمة، ولم يحتفظ بالقانون الروماني القديم إلا أقل من هذا العدد القليل. وأما في شمال الألب فإن قوانين القبائل الهمجية طغت على التراث الروماني، وتسربت بعض العادات السياسية السائدة في القبيلة والقرية الألمانية إلى البلديات القديمة. وكانت الكثرة الغالبة من المدن القائمة في شمال جبال الألب تابعة للأملاك الإقطاعية يحكمها موظفون معينون من قبل سادة الإقطاع وتتحكم إرادتهم في شئونها، ذلك أن النظم البلدية كانت غريبة غير مألوفة عند الفاتحين التيوتون، أما النظم الإقطاعية فكانت هي الطبيعية المألوفة عندهم، ولهذا نشأت مدينة العصور الوسطى خارج إيطاليا من تطور المراكز والطبقات والسلطات التجارية.

وقامت المدينة الإقطاعية عادة على ربوات عالية، عند ملتقى الطرق، أو على ضفاف المجاري المائية الحيوية، أو عند الحدود. وكانت الصناعات والحرف المتواضعة التي تشغل بها سكان المدن قد نشأت ببطيء حول أسوار القصر الإقطاعي أو الدير المحصن؛ ولما خفت وطأة غارات الشماليين والمجر اتسع نطاق هذا النشاط القائم خارج الأسوار، وتكاثر عدد الحوانيت، واستقر التجار والصناع الذين كانوا من قبل أشخاصاً عابرين وأصبحوا من أهل المدن المقيمين الدائمين. غير أن الخوف وعدم الأمان عادا في أيام الحرب إلى ما كانا عليه من قبل، فأنشأ الأهلون المقيمون خارج السور سوراً ثانياً أطول محيطاً من الخندق الإقطاعي ليحتموا في داخله هم وحوانيتهم وبضائعهم. وظل السيد الإقطاعي أو الأسقف يملك ويحكم هذه المدينة التي اتسعت رقعتها بوصفها جزءاً من أملاكه، ولكن سكانها المتزايدين كان يزاد بينهم العنصر التجاري والدنيوي، فأخذوا يتبرمون من الفروض والسيطرة الإقطاعية، ويعملون سراً وعلناً ليستخلصوا للمدينة حريتها.

ونشأت من التقاليد السياسية القديمة والحاجات الإدارية الجديدة جمعية من المواطنين وطائفة من الموظفين؛ وشرعت هذه الحكومة المحلية- الهيئة السياسية- تأخذ على عاتقها شيئاً فشيئاً تنظيم شئون المدينة- البقعة الجغرافية. واستخدم أفراد هذه الهيئة الذكاء الذي هو من طبيعتهم ليثروا سيد على سيد- الشريف على الأسقف، والفارس على الشريف، والملك على كل واحد من هؤلاء الثلاثة أو عليهم جميعاً. وسلك أهل المدن سبلاً كثيرة مختلفة ليحصلوا بها على حريتهم: منها أن يقسموا أغلظ الأيمان أن يمتنعوا عن أداء المكوس والضرائب التي يفرضها عليهم الشريف أو الأسقف، ويقاوموا من يريد جباتها منهم؛ ومنها أن يعرضوا على السيد الإقطاعي مبلغاً محدوداً من المال جملة واحدة أو قسطاً سنوياً يشترون به ميثاقاً ينص على حريتهم. ونال أهل المدن التي تدخل في أملاك الملك الخاصة استقلالهم الذاتي بهبات من المال يؤدونها له أو خدمات يقومون بها في الحرب. ومن المدن ما أعلنت استقلالها دون مبالاة، وثارت ثورات عنيفة دفاعاً عن هذا الاستقلال. فقد حاربت مدينة تور مثلاً اثنتي عشرة حرباً قبل أن تنال حريتها. وباع عدد من سادة الإقطاع المدينين أو المحتاجين، وبخاصة من كان يستعد منهم للحروب الصليبية، مواثيق بالحكم الذاتي للمدن التي يسيطرون عليها إقطاعياً؛ وكانت هذه هي الطريقة التي نالت بها كثير من المدن الإنجليزية الحكم الذاتي من رتشرد الأول. ومن سادة الإقطاع، وبخاصة في فلاندرز، من أعطوا مواثيق بالحرية الناقصة للمدن التي كان نماؤها الاقتصادي سبباً في زيادة دخلهم. وقاوم رؤساء الأديرة والأساقفة هذه النزعة الاستقلالية أطول من غيرهم لأن يمينهم التي اقسموها حين تولوا مناصبهم كانت تحتم عليهم ألا ينقصوا موارد أديرتهم أو كراسيهم الأسقفية، وهي الموارد التي كانوا يعتمدون عليها في أداء واجباتهم الكثيرة، ومن اجل هذا كان كفاح المدن ضد حاكميها من رجال الدين شاقاً مريراً إلى أقصى حد.

وكان ملوك أسبانيا يبسطون رعايتهم على الحكومات المحلية ليتخذوها معولاً لتقويض سلطان الأشراف المشاكسين، ولهذا كانت المواثيق التي منحوها للمدن كثيرة بعيدة المدى في الحرية، وعلى هذا الأساس نالت ليون عهدها من ملك قشتالة في عام 1020 ونالته برگوس في عام 1073، وناجيرا في عام 1076، وطليطلة في عام 1085، ونالته بعدها بزمن قليل، كمپستيلا، وقادس، وبلنسية، وبرشلونة. وأفاد الإقطاع في ألمانيا، وأفادت المدن في إيطاليا، من الضعف الذي حل بالإمبراطورية والبابوية كلتيهما أثناء الحروب التي شبت بينهما بسبب التنازع على المناصب والسلطان وغير ذلك من أسباب الخصام بين الكنيسة والدولة، وكان للمدن القائمة في شمالي إيطاليا من السلطان السياسي ما لا يكاد يعرف له نظير قبل ذلك الوقت او بعده؛ وكما كانت المجاري المتدفقة من جبال الألب تمد بمائها الأنهار العظيمة في لمبارديا وتسكانيا، فتحمل المتاجر وتخصب السهول، كذلك كانت تجارة أقاليم أوربا الواقعة في شمال الألب وتجارة آسيا الغربية اللتان تلتقيان في شمالي إيطاليا سبباً في نشأة طبقة تجارية وسطى استخدمت ثروتها في تجديد المدن القديمة، وتشييد مدن جديدة، وتشجيع الآداب والفنون بالمال الوفير، وبث روح العزة والإباء التي حطمت بها أغلال الإقطاع.

وأخذ الأشراف يشنون من قصورهم الحصينة في الريف حرباً خاسرة على حركة استقلال المدن والحكم الذاتي فيها؛ فلما خضعوا لما لابد من الخضوع له، انتقلوا إلى الإقامة في المدن الكبيرة وأقسموا يمين الولاء لحكوماتهم المحلية. أما الأساقفة، الذين ظلوا قروناً طوالاً الحكام الحقيقيين والحكام القادرين الحازمين لبلدان لمبارديا، فقد خضعوا لهذه الحكومات بمساعدة البابوات، وكانوا قد تجاهلوا هذه السلطة من زمن بعيد. فأخذنا نسمع منذ عام 1080 عن "قناصل" يحكمون لوقا Lucca، ثم نجدهم في عام 1084 في بيزا، وفي عام 1098 في أرزو Arezzo، وفي عام 1099 في جنوى، وفي عام 1105 في بافيا، وفي عام 1138 في فلورنس. وظلت مدائن شمالي إيطاليا حتى القرن الخامس عشر تعترف بسيادة الإمبراطورية الرسمية وتصدر أوراقها الحكومية باسمها؛ ولكنها كانت من الوجهة العملية الواقعية حرة مستقلة، وقد عاد إليها العهد القديم عهد المدينة- الدولة بكل ما فيه من فوضى ومن حافز.

وتطلب تحرير المدن في فرنسا كفاحاً عنيفاً في كثير من الأحيان؛ فقد أفلح الأساقفة الحاكمون في له مان Le Mans (1069)، وكمبرية (1076) وريمس (1139)، بما كانوا يصدرونه من أحكام الحرمان تارة وبالقوة تارة أخرى، أفلحوا في القضاء على الحكومات المحلية التي أقامها الأهلون؛ أما في نوايون Noyon فقد منح الأسقف البلدة عهداً بحريتها من تلقاء نفسه (1108)؛ وحررت سان كنتن St. Quentin نفسها في عام 1080، وبوفيه في 1099، ومرسيليا في 1100، وأمين Amiens في 113، واغتنم أهل لاؤن Laon غياب أسقفهم الفاسد في عام 1115 فأنشأوا حكومة ذاتية؛ فلما عاد رشوه بالمال حتى أقسم أن يحميها، ثم أغرى الملك لويس السادس بعد عام من ذلك الوقت بأن يقضي عليها. ونرى في وصف الراهب جويبرت النوجنتي Guibert of لما حدث بعدئذ مثلاً من عنف ثورة المدن في سبيل الحكم الذاتي:

في اليوم الخامس من أسبوع عيد الفصح... علا صخب مضطرب في جميع أنحاء المدينة، وأخذ الناس ينادون بأعلى أصواتهم "الحكم الذاتي المحلي"!... ودخل أهل المدينة وقتئذ فناء الأسقف، مشرعة سيوفهم، وبلطهم الحربية الصغيرة والكبيرة، وأقواسهم، وعصيهم الضخمة، وحرابهم، وكانوا جماعة جد كبيرة.. وهرع الأشراف من كل فج ليساعدوا الأسقف.. فقاوم هو وبعض أعوانه الأهلين بالحجارة والسهام... وخبأ نفسه في برميل... وأخذ يتوسل إليهم توسلاً يبعث الرحمة والأسى في النفوس، ويعدهم بأنه لن يكون أسقفهم بعد ذلك اليوم، وأنه سيهبهم ثروة لا حد لها، ويغادر البلاد. وبينا كانوا هم يسخرون منه بقلوبهم المتحجرة، إذ رفع رجل منهم يدعى برنار بلطته الحربية، وأطار بها مخ ذلك الرأس المقدس الآثم؛ وانفلت هو من الأيدي الممسكة به، ومات قبل أن يصل إلى الأرض إذ عالجته ضربة أخرى تحت وقب عينه وفوق أنفه. فلما قضي نحبه قطعت ساقاه، وأثحن بالجراح؛ وابصر ثيبوت Thibaut في إصبع الأسقف خاتماً لم يقو على انتزاعه منها، فقطعها.

ودام هذا الكفاح مائة عام؛ وقتل الأهلون في فيزلاي Vezelay (1106) أرنود Arnaud رئيس الدير، وأقاموا فيها حكومة محلية؛ وثارت أورليان في عام 1137، ولكن ثروتها لم تفلح. ومنح لويس السابع مدينة سان Sens عهداً بحريتها في عام 1146، ولكنه ألغي هذا العهد بعد ثلاث سنين بناء على طلب من رئيس الدير الذي كانت تلك البلدة ضمن أملاكه؛ ثم قتل أهل المدينة رئيس الدير وابن أخيه، ولكنهم عجزوا عن إعادة الحكومة المحلية. وواصل أسقف تورناي الحرب الأهلية ست سنين (1190-1196) ليقضي على حكومتها المحلية، وأصدر البابا قرار بحرمان جميع أهل المدينة من الكنيسة؛ وثار أهل رون في يوم أحد الفصح من عام 1194 ونهبوا بيوت قساوسة كنيستها الكبرى، وفي عام 1207 أصدر البابا قراراً الحرمان على المدينة. وفي عام 1235 استولى العامة على الحجارة التي جيء بها إلى المدينة لبناء كنيستها، واتخذوها قذائف ومتاريس في الثورة التي قاوما بها على أكبر رئيس ديني في غالة، وولى هو ومن معه من رجال الدين الأدبار، ولم يعودوا إلا بعد عامين من ذلك الوقت، لما أن حمل البابا لويس السابع على إلغاء الحكومة المحلية. وعجزت كثير من مدن فرنسا على نيل حريتها إلى أن قامت الثورة الكبرى، ولكن الكثرة الغالبة من المدن الفرنسية نالت حريتها بين عامي 1080 و1200، وبدأت أزهى عصورها بفضل ما بعثته فيها الحرية من روح دافعة قوية. وكانت الحكومات المحلية هي التي أنشأت الكنائس القوطية الكبرى.

وضم الملوك في إنجلترا المدن إليهم في كفاحهم ضد الأشراف بأن منحوا هذه المدن عهوداً تحقق لها قسطاً محدوداً من الحكم الذاتي. فقد منح وليم الفاتح مدينة لندن عهداً من هذه العهود؛ ومنح هنري الثاني مدائن لنكلن، ودرهام، وكارليل Carlisle، وبرستل، وأكسفورد، وسلزبري، وسوثمبتن عهوداً شبيهة بهذا العهد؛ وابتاعت كمبردج في عام 1201 لنفسها حقوق الحكم المحلي من الملك يوحنا. ونزل الأشراف الحاكمون في فلاندرز عن كثير من الحقوق لمدائن غنت، وبروج، ودويه، وتورناي، وليل... ولكنهم تغلبوا على جميع ما بذلته المدن من محاولات للحصول على الاستقلال البلدي العام. وحصلت مدائن ليدن Lyden وهارليم Haarlem، ورتردام، ودرودرخت Drodrecht، ودلفت Delft وغيرها من المدن الهولندية في القرن الثالث عشر على عهود بالحكم الذاتي المحلي. أما في المانيا فقد تطلب تحرير مدنها زمناً طويلاً، وكان هذا لاتحرير في الغالب بطريق السلم؛ فقد منح الأساقفة الذين ظلوا عدة قرون يحكمون المدن حكماً إقطاعياً من قبل الأباطرة، إلى مدائن كولوني، وتريير Trier، ومتز، ومينز، واسبير، واسترسبورج، وورمز، ومنحوا هذه المدن حق اختيار موظفيها وسن قوانينها.

ولم تطو صحفية القرن الثالث عشر حتى كانت الثورة القائمة في سبيل الحكم المحلي قد تم لها النصر في أوربا الغربية، فقد خلعت المدن عن عاتقها نير سادتها الإقطاعيين، وتخلصت من الضرائب والمكوس الإقطاعية أو خفضتها، وحددت حقوق رجال الدين في أضيق نطاق، وإن كانت كثرتها الغالبة لم تنل حريتها كاملة. وحرمت المدن الفلمنكية إنشاء أديرة جديدة، والإيصاء بالأرض إلى الكنائس؛ وضيقت نطاق ما كان لرجال الدين من حق في أن يحاكموا أمام المحاكم الكنسية، ونازعتهم حقهم في أن يشرفوا على المدارس الابتدائية. وكان رجال الطبقة الوسطى من التجار هم المسيطرين على الحياة البلدية والاقتصادية، واعترف بنقابات التجار الطائفية في كل الحكومات المحلية تقريباً بأنها هيئات ذات حكم ذاتي. وكانت الحكومة المحلية هي ونقابة التجار الطائفية؛ وليس أدل على هذا من أن نقابات المدينة الطائفية هي التي كانت تختار عمدة Lord Manor لندن؛ ذلك أن امتلاك المال قد أصبح وقتئذ ولأول مرة في مدى ألف عام الآخذ في الازدياد يتحدى سلطان الأشراف ورجال الدين. ووجهت طبقة التجار الوسطى ثروتها، ونشاطها، وقدرتها للحصول على المنافع السياسية ووجهتها بدرجة أعظم مما كانت توجه في الزمن القديم، وإن كان في ذلك عظيماً في ذلك الوقت نفسه؛ فقد حرمت الفقراء في معظم المدن من المجالس والوظائف العامة، واستبدت بالفلاح والصانع، واحتكرت مكاسب التجارة، وأرهقت الأهلين بالضرائب الفادحة، وأنفقت معظم إيراد الحكومة المحلية في المنازعات الداخلية أو الحروب الخارجية التي تبغي بها الاستحواذ على الأسواق والقضاء على المنافسين. وحاولت أن تقضي على هيئات الصناع، وحرمت عليهم حق الإضراب، وإلا تعرضوا للإعدام أو النفي، وكان ما تضعه من القواعد لتحديد الأثمان والأجور يهدف إلى مصالحها هي، والى إلحاق الأذى الشديد بالطبقة العاملة. وحدث وقتئذ ما حدث في أيام الثورة الفرنسية، فكانت هزيمة سادة الإقطاع نصراً لطبقة رجال الأعمال أكثر مما كانت لسائر الطبقات.

غير أن الحكومات المحلية للمدن كانت على الرغم من هذه المساوئ تأكيداً جليلاً للحرية الإنسانية؛ فقد كان سكان المدينة إذا سمعوا دقات الجرس من برجها يسارعون إلى الاجتماع ليختاروا حكامها، وكان للمدن جيشها الإقليمي الخاص بها، تدافع به عن نفسها أقوى الدفاع، حتى استطاعت أن تهزم به جيوش الإمبراطور المدربة في لنيانو (1176)، وحاربت به بعضها البعض حتى أنهكت قواها جميعاً. نعم إن مجالسها الإدارية لم تلبث أن ضعف نظامها حتى أضحت أرستقراطية من التجار، ولكن الجمعيات البلدية كانت أولى الحكومات النيابية منذ عهد تيبيريوس، وكانت هي لا العهد الإنجليزي الأعظم Magns Carta مبدأ الديمقراطية الحديثة؛ وهي التي أحلت مناقشة الشهود مناقشة قانونية منظمة محل البقايا الرجعية للقوانين والقبلية- الأيمان، والمبارزة، والتحكيم الإلهي- واستبدلت بالفداء أو ثمن الدم الغرامات أو السجن، أو العقاب البدني، وهي التي قللت من المماطلة والتأجيل في تطبيق القانون، وأحلت التعاقد القانوني محل العلاقات الإقطاعية والولاء الإقطاعي، ونشأت فيها مجموعة كاملة جديدة من القوانين المنظمة لشئون المال والتجارة قامت على أساسها حياة جديدة في أوربا.

وسرعان ما استحالت هذه الديمقراطية الفتية نظاماً اقتصادياً شبه اشتراكي تحت إشراف الدولة. فكانت الحكومة المحلية للمدينة تسك عملتها، وتنظم الأشغال العامة وتشرف عليها، وتنشئ الطرق، والقناطر، وتشق القنوات، وترصف بعض شوارع المدينة، وتنظم توريد المؤن لها، وتحرم الإجباء ، والاحتكار، وابتياع السلعة كلها من السوق، وأوجدت الاتصال المباشر بين البائع والمشتري في الأسواق والمواسم التجارية؛ وفحصت عن المكاييل والمقاييس، وفتشت السلع، وعاقبت من يغش فيها، وفرضت الرقابة على الصادرات والواردات، وخزنت الحبوب للسنين العجاف، وأمدت السكان بالحبوب بأثمان معتدلة في أوقات الأزمات، ونظمت أثمان الأطعمة الأساسية والجعة. وكانت إذا وجدت أن الثمن الذي حددته لسلعة مرغوب فيها منخفض انخفاضاً يقلل إنتاجها، أجازت لبعض أثمان الجملة أن توازن نفسها بطريق المنافسة، ولكنها أنشأت محاكم أو "جلسات" للخبز والجعة تعمل على بقاء أثمان الأشتات في هاتين السلعتين متناسبة تناسباً دائماً مع أثمان القمح أو الشعير. وكانت بين الفينة والفينة تنشر قوائم بالأثمان المعتدلة، مفترضة أنه لابد أن يكون لكل سلعة "ثمناً عادلاً" يتضمن ثمن المادة المصنوعة منها وأجر العمل اللازم لإنتاجها، وقد أغفلت هذه النظرية عامل العرض والطلب وما يطرأ على قيمة النقد من تقلبات. واحتكرت بعض الحكومات المحلية- مثل حكومة بال Basel وجنوى تجارة الملح، كما احتكرت غيرها مثل حكومة نورمبرج صنع خمورها، ومنها ما كانت تخزن الحبوب في مخازن البلدية. وكانت الضرائب الجمركية الحامية التي تفرضها البلديات تحول دون تداول البضائع، كما كان يعطل هذا التداول أحياناً إرغام أصحاب التجارة العابرة على أن يعرضوا بضاعتهم للبيع في المدينة قبل أن تخرج منها. وكان يحدث في تلك الأيام ما يحدث في أيامنا هذه فيحتال بعض المواطنين المتمردين للخروج على هذه القواعد؛ كما كانت الأسواق السوداء كثيرة العدد، وكانت الأضرار الناشئة من بعض هذه القيود أكثر من نفعها، ولهذا أهملت بعد زمن قليل.

غير أننا يحق لنا نقول بوجه عام أن قامت بها الحكومات المحلية لمدائن العصور الوسطى من أعمال ينطق بمهارة رجال الأعمال الذين كانوا يشرفون عليها وبشجاعتهم. فقد استعملت أوربا بفضل توجيههم الحكيم في القرنين الثاني عشر والثالث عشر برخاء لم تعرف له مثيلاً منذ سقوط روما. وتكاثر سكان أوربا في عهد هذا النظام تكاثراً لم يكن له نظير منذ ألف عام على الرغم من انتشار الأوبئة والمجاعات والحروب. وكان أولئك السكان قد أخذوا يتناقصون في القرن الثاني، وأكبر الظن أنهم وصلوا إلى الحد الأدنى في القرن التاسع؛ ثم أخذ عددهم يزداد مرة أخرى في الفترة الواقعة بين القرن الحادي عشر والموت الأسواد (1349) بفضل انتعاش التجارة والصناعة؛ ويغلب على الظن أن أهل الإقليم المحصور بين الموزل والرين قد تضاعفوا عشرة أضعاف، ولعلهم بلغوا في فرنسا عشرين مليوناً، أي أنهم لا يكادون يقلون عما كانوا عليه في القرن الثاني عشر. وقد كان من آثار الثورة الاقتصادية أن أخذ السكان يهاجرون من القرى إلى المدن. نعم إن القسطنطينية البالغ عدد سكانها 800.000، وقرطبة وبالرم البالغ عدد سكانهما نصف مليون كانتا مزدحمتين بالسكان من زمن بعيد؛ ولكن عدداً قليلاً من المدن القائمة في شمال جبال الألب هي التي كان يسكنها قبل عام 1100 أكثر من ثلاثة آلاف نسمة.

وقبل أن يحل عام 1200 كان في باريس نحو مائة ألف، وفي كل من دويه، وليل، وإيبر، وغنت، وبروج نحو خمسين ألفاً؛ وكان في لندن عشرون ألفاً. وقبل أن يحل عام 1300 كان في باريس 150.000 ألفاً، وفي البندقية، وميلان، وفلورنس مائة ألف، وفي سينا Siene ومودينا 30.000، وفي لوبك، ونورمبرج، وكولوني 20.000، وفي فرانكفورت، وبال، وهمبرج، ونوروك، ويورك 10.000. وغني عن البيان أن هذه الأرقام تقريبية وأنها عرضة إلى الخطأ الكبير. وكان ازدياد السكان نتيجة من نتائج التطور الاقتصادي وسبباً من أسبابه في آن واحد: فأما أنه نتيجة من نتائج هذا التطور فلأن الناس أصبحوا يأمنون على أنفسهم وأموالهم أكثر من ذي قبل، وأنهم صاروا أقدر مما كانوا على استغلال مصادر الثروة الطبيعية بفضل تقدم الصناعة، وأن الأطعمة والسلع قد زاد انتشارها بفضل رواج التجارة وازدياد الثروة. وأما أنه كان سبباً من أسبابه فلأنه أوجد أسواقاً مطردة الاتساع للتجارة والصناعة، للأدب، والتمثيل، والموسيقى، والفن، وكان تنافس الحكومات المحلية وتفاخرها سبباً في توجيه ثروتها إلى بنا الكنائس، وأبهاء المدن، وأبراج النواقيس، والفساقي، والمدارس، والجامعات؛ وعبرت الحضارة البحار والجبال في إثر التجارة؛ فانتقلت من بلاد الإسلام وبيزنطية إلى إيطاليا، وأسبانيا، وتخطت جبال الألب إلى ألمانيا، وفرنسا، وفلاندرز، وبريطانيا. وأصبحت العصور المظلمة إحدى الذكريات الماضية، وتمخضت أوربا مرة أخرى عن حياة فنية نشيطة.

وليس من حقنا أن ندعي أن مدينة العصور الوسطى هي الأمثل الأعلى لما يجب أن تكون عليه المدن. نعم إنها تبدو للناس في هذه الأيام في صورة جميلة، يتوج تَلاًّ فيها قصر منيع، ويحيط بها سور ذو أبراج، فيها بيوت وأكواخ، وحوانيت ذات سقف من القش أو القرميد تزدحم حول الكنيسة أو القصر الحصين أو الميدان العام. ولكننا يجب أن نضيف إلى هذه الصورة أن شوارعها كانت أزقة ضيقة ملتوية، (وتلك أحسن وسيلة للدفاع ومنع وهج الشمس) يسير فيها الناس والماشية على وقع حوافر الدواب وطقطقة الأحذية الخشبية، وأصوات المارة وهم سائرون فيها على مهل في ذلك العصر الذي لم تكن فيه آلات تريح عضلاتهم وتبلي أعصابهم. وكانت تحيط بكثير من مساكن المدينة حدائق، وأخنان الدجاج، وحظائر الخنازير، ومراعي البقر، وأكوام الروث. وكانت لندن من المدن الشديدة على أهلها، فأمرت "كل من يربي خنزيراً أن يحتفظ به في بيته"، أما في غيرها فقد كانت الخنازير تجوس بملء حريتها خلال أكوام الفضلات المكشوفة. وكانت الأمطار تملأ الأنهار من حين إلى حين فتطفي على الحقول والمدن، حتى كان الناس يسيرون بالقوارب تدفعها المجاذيف إلى قصر وستمنستر. وكانت الشوارع تظل بعد المطر مليئة بالوحل عدة أيام؛ وكان للرجال وقتئذ يحتذون أحذية طويلة، وأما النساء فكن يحملن في عربات وكراسي تتقلب من حفرة إلى حفرة. وقد رصفت بعض المدن شوارعها الرئيسية بالحجارة في القرن الثالث عشر، أما الكثرة الغالبة منها فقد ظلت شوارعها غير مرصوفة، تتعثر فيها الأقدام وتنبعث منها الروائح الكريهة. وكانت للأديرة والقصور الحصينة وسائل صالحة لصرف الفضلات، أما الأكواخ فلم يكن لها من هذا، وكانت في أماكن متفرقة من المدينة ميادين كَلِئة، بها مضخة يستقي منها الناس وحوض ترتوي منه الحيوانات المارة.

وكانت بيوت المدن القائمة في شمالي الألب تقريباً من الخشب، ولم يكن فيها بيوت من الآجر أو الحجارة إلا بيوت أغنى الأشراف والتجار، وكانت الحرائق كثيرة، وإذا شبت انتشرت في معظم الأحيان في جميع المدينة لا يعوقها عائق. ولنضرب لذلك مثلاً مدائن رُوَن، وبوفيه، وأراس، وتراوي، وبروفن، وبواتيه، ومواساك Moissac فقد دمرتها كلها الحرائق في عام 1188، ودمرت رون النارست مرات بين عامي 1200و1225، ولم يعتد الناس صنع السقف من القرميد إلا في القرن الرابع عشر، وكانت النار تكافح بالدلاء تستخدمها فرق باسلة عاجزة، وكان في المدينة خفراء مسلحون بخطاطيف طويلة يهدمون بها البيت المحترق إذا كان وجوده خطراً على غيره من البيوت. وإذ كان الأهلون جميعاً يرغبون في السكنى بجوار القصر الحصين ليأمنوا بذلك على أنفسهم وأموالهم، فقد كانت المباني ترتفع عدة أطباق تصل أحياناً إلى ستة، وكانت الأطباق العليا تبرز في الشارع بروزاً يكسيها روعة ويجعلها خطراً يهدد المارة. وكانت المدن تصدر قرارات تحدد بها ارتفاع المباني.

وكان في وسع الأهلين أن يستمتعوا بالحياة في مدينة العصور الوسطى على الرغم من هذه الصعاب التي قلما كان يحس بها الناس، لأنها كانت تعمهم كلهم تقريباً، فقد كانت الأسواق مزدحمة بالناس، وكان حديثهم كثيراً، وأثوابهم وبضائعهم زاهية جذابة، وكان البائعون الجائلون ينادون على سلعهم بأعلى أصواتهم، والصناع لا ينقطعون بتمثيل مسرحية دينية في أحذ الميادين، أو موكب ديني يسير أحياناً في أحد الشوارع يشترك فيه التجار المزهوون، والصناع الأقوياء، ورجال الدين بأثوابهم الوقورة، ورجال الدنيا بثيابهم الزاهية، وترتل فيها الأناشيد. أو تكون كنيسة فخمة تشاد في المدينة، أو تطل فتاة حسناء من شرفة منزل، أو تدق نواقيس برج المدينة تدعو المواطنين إلى الاجتماع أو إلى امتشاق الحسام. وفي المساء تدق الأجراس تهيب بالأهلين أن يعودوا سراعاً إلى بيوتهم، لأن الشوارع كانت محرومة من الأضواء، ما عدا ضوء الشموع يتراءى من نوافذ البيوت وضوء مصباح هنا وهنا أمام ضريح. فإذا أراد كبير من أهل المدينة أن يسير فيها ليلاً سبقه خدمه يحملون المشاعل أو الفوانيس والسلاح لأن رجال الشرطة قلما كان لهم وجود. وكان المواطن الحكيم يبكر في العودة إلى داره فراراً من ملل الليالي الظلماء، وعلماً منه بأن الديكة سوف توقظه بصياحها في مطلع الفجر، وأن العمل في انتظاره يطلب إليه أن ينجزه.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تصنيف الكميونات

صنف بنجامين زابلوكي الكميونات بهذه الطريقة:[4]

المباديء الجوهرية للكوميونات

الخواص المركزية للكمويونات، والتعريف الأساسي للكوميونة لم يتغير عبر السنين. قبل عام 1840، كانت هذه الكميونات تسمى "تَسوِيات شيوعية واشتراكية"؛ وبحلول عام 1860 كانت تسمى كميونية إنگليزية: communitarian وبعام 1920 اُستخدم المصطلح مُجتَمَع مُتَعَمد[5].

وفي بداية السبعينات مؤلف كتاب "الكميونات الجديدة" رون روبرتس صنف الكميونات تحت قائمة اليوطوبيات[6].هناك ثلاثة خصائص أساسية: الأولى المساواة - الكميونات ترفض بالخصوص القيادة الهرمية والتدرجات في الحالة الاجتماعية كضرورة للنظام الاجتماعي، ثانياً مقياس الإنسان -رأى أفراد الكميونات أن مقياس المجتمع أن يكون منظماً على أن يكون كبيراً. وثالثاً، أن تكون الكميونات ضد البيروقراطية.Roberts 1971.

بعد خمس وعشرون عاماً، عَرَفَ بيل ميتكالف في كتابه "رؤى مشتركة، وحيوات مشتركة" الكميونات أنها تتبع مبادئ جوهرية: أن أهمية الجماعة كمعارضة لوحدة العائلة النووية، التتبع الشائع، كمنزل إقامة جَمعِي وإتخاذ قرار والأعمال الداخلية الجَمعِية.[7]. الاشتراك في الحياة اليومية والتسهيلات، الكميونة هي شكل عائلي مِثالي، لعمل نوع جديد من المجموعة الأولية -عموماً أقل من عشرين فرد. أعضاء الكميونة بها روابط عاطفية لتكون مجموعة كبيرة بالنسبة لمجموعة فرعية أخرى، فالكميونة تتعدى عن طريق الخبرة بالمسألة العاطفية عن الاجتماعية (الجمعية).[8]

الكوميونات حول العالم

ألمانيا

إسرائيل

 
قاعة الطعام في كيبوتس مروم گولان، ح. 1968–1972


أيرلندا

روسيا

المملكة المتحدة

 
مراوح الرياح في فيندهورن، والتي تجعل القرية البيئية شبكة مصدرة للكهرباء.


الولايات المتحدة

ڤنزويلا

أمثلة الكوميونات الشهيرة

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Communes of France". Wikipedia. 2014-03-22. Retrieved 2014-03-22. The French word commune appeared in the 12th century, from Medieval Latin communia, meaning a large gathering of people sharing a common life; from Latin communis, things held in common.
  2. ^ Jacobs, Andrew (1998-11-29). "Yes, It's a Commune. Yes, It's on Staten Island.". The New York Times (The New York Times Company): pp. 1. Retrieved 2009-07-21.
  3. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  4. ^ Zablocki, Benjamin (1971). The Joyful Community: An Account of the Bruderhof: A Communal Movement Now in Its Third Generation. Chicago: University of Chicago Press. ISBN 0-226-97749-8.
  5. ^ Stockwell, Foster (1998). Encyclopedia of American Communes.
  6. ^ Roberts 1971.
  7. ^ Metcalf 1996.
  8. ^ Metcalf 1996.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المراجع

  • Curl, John (2007). Memories of Drop City, The First Hippie Commune of the 1960s and the Summer of Love, a memoir. iUniverse. ISBN 0-595-42343-4. Red-coral.net
  • Curl, John (2009) For All The People: Uncovering the Hidden History of Cooperation, Cooperative Movements, and Communalism in America, PM Press. ISBN 978-1-60486-072-6.
  • Fitzgerald, George R. (1971). Communes Their Goals, Hopes, Problems. New York: Paulist Press.
  • Hall, John R. (1978). The Ways Out: Utopian Communal Groups in an Age of Babylon. London: Routledge & Kegan Paul.
  • Horrox, James. (2009). A Living Revolution: Anarchism in the Kibbutz Movement. Oakland: AK Press.
  • Margaret Hollenbach. (2004)Lost and Found: My Life in a Group Marriage Commune. University of New Mexico Press, ISBN 0-8263-3463-6.
  • Roberts, Ron E. (1971). The new communes: coming together in America. Prentice-Hall.
  • Rosabeth Moss Kanter. (1972) Commitment and community: communes and utopias in sociological perspective. Cambridge, Mass., Harvard University Press. ISBN 0-674-14575-5
  • Kanter, Rosabeth Moss. (1973) Communes: creating and managing the collective life. New York, Harper & Row. ISBN 0-06-043476-7
  • Lattin, Don. (2003, March 2) Twilight of Hippiedom. The San Francisco Chronicle. Retrieved March 16, 2008
  • Lauber, John. (1963, June). Hawthorne’s Shaker Tales [Electronic version]. Nineteenth-Century Fiction, Vol. 18, 82–86.
  • Metcalf, Bill; Metcalf, William James (1996). Shared visions, shared lives: communal living around the globe. Scotland: Findhorn Press. ISBN 1-899171-01-0.
  • Meunier, Rachel. (1994, December 17). Communal Living in the Late 60s and Early 70s. Retrieved March 16, 2008, from thefarm.org
  • Miller, Timothy. (1997) "Assault on Eden: A Memoir of Communal Life in the Early '70s", Utopian Studies, Vol. 8, 1997.
  • Roberts, Ron E. (1971). The New Communes Coming Together in America. New Jersey: Prentice Hall inc.
  • Van Deusen, David. (2008) Green Mountain Communes: The Making of a Peoples’ Vermont, Catamount Tavern News Service.
  • Veysey, Laurence R. (1978)The Communal Experience: Anarchist and Mystical Communities in Twentieth Century America
  • Voß, Elisabeth (1996). "Was ist eine Kommune?". Das KommuneBuch (in German). Göttingen: Verlag Die Werkstatt. ISBN 3-89533-162-7.{{cite book}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Wild, Paul H. (1966 March). Teaching Utopia [Electronic version]. The English Journal, Vol. 55, No. 3, 335-337+339.
  • Zablocki, Benjamin. (1980, 1971) The Joyful Community: An Account of the Bruderhof: A Communal Movement Now in Its Third Generation (University of Chicago Press, 1971, reissued 1980), ISBN 0-226-97749-8. (The 1980 edition of the Whole Earth Catalog called this book "the best and most useful book on communes that's been written".)
  • Zablocki, Benjamin. (1980) Alienation and Charisma: A Study of Contemporary American Communes (The Free Press, 1980), ISBN 0-02-935780-2.

وصلات خارجية