كريم مروة (و. 1930 - ت.10 يناير 2024) كاتب وصحفي وسياسي لبناني وأحمد أبرز أعلام الحزب الشيوعي اللبناني.

كريم مروة
كريم مروة.jpg
وُلِدَ1930
توفي10 يناير 2024
العمل البارز
الشيوعيون الاربعة الكبار، أزمة النظام العربي وإشكاليات النهضة، الفكر العربي وتحولات العصر، البحث عن المستقبل
المنطقةالعالم العربي
الهيئاتالجامعة البنانية
الاهتمامات الرئيسية
التعليم، الماركسية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والأسرة

 
كريم مروة بصغرة مع والده[1]

وٌلد كريم مروة في 1930 في بلدة حاريص بجنوب لبنان، والده هو الشيخ أحمد مروة ووالدته خديجة مروة. ختم القرآن وهو في عمر الثامنة، وفي سن السابعة عشر، أي عام 1947، أرسله والده الشيخ أحمد مرة إلى النجف لمتابعة دراسته فيها مع ابن عمه حسين مروة الذي كان قد تخلّى عن العمامة، فتبعه وانضم إلى الحزب الشيوعي العراقي في عام 1948. وأثناء وجوده في العراق وشارك في الانتفاضة العراقية ضد معاهدة بورت سموث وأصبح يُعدّ من الشيوعيين العراقيين، وشارك في وثبة 1948، قبل أن يعود إلى لبنان.


السيرة

 
كريم مروة

بعد فشل وثبة 1948 عاد إلى لبنان في 1949 وانتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني، وعمل معلّما لمدة سنتين في بلدة شمسطار في البقاع. في 1952 دخل دار المعلمين وانتسب إلى الجامعة اللبنانية في قسم الأدب العربي. وترأس في نفس العام وفد (الشبيبة الديموقراطية اللبنانية السورية) إلى المؤتمر العالمي ل(اتحاد الشباب الديموقراطي)، وأصبح عضوا في اللجنة التنفيذية وفي الهيئة القيادية اليومية للإتحاد. في اواخر الخمسينيات عمل في تحرير جريدة النور التي كان يصدرها الحزب الشيوعي في سوريا، وكان وقتها الحزب الشيوعي موحدا بين سوريا ولبنان. وعندما وقعت الانتفاضة في بيروت في 1958، ترك سوريا والعمل في الجريدة وتوجه إلى لبنان وشارك بالأعمال العسكرية وكان مسؤولا عن مستودعات الأسلحة في بيروت. وعندما تأسست جريدة النداء اللبنانية عمل فيها حتى صار رئيساً لتحريرهاً. ثم عاد وتركها بعدما أصبح السكرتير الثاني للحزب الشيوعي. إثر انفصال الحزب الشيوعي السوري عن الحزب الشيوعي اللبناني تم تعيينه عضوا مرشحا في المكتب السياسي. وفي 1966 أصبح عضواً أصيلاً في مكتب الحزب وفي أمانته. وعلى خلفية تدخّل السوفيات في قرارات الحزب، انفجرت أزمة بينه وبين جورج حاوي من جهة وبين الحرس القديم في الحزب الشيوعي من جهة ثانية وكذلك بعد خلافات بشأن فهم النصوص الاشتراكية والماركسية، تقرّر إرساله إلى موسكو لإعادة تأهيله في مدرسة الحزب الأممية هناك.

عمل خلال المؤتمر الثاني والثالث أعوام 1966 و 1972 في الحزب الشيوعي اللبناني على إصدار قرارات تاريخية منها استقلالية الحزب عن الاتحاد السوفياتي في تحديد السياسات المتعلقة بالشأن اللبناني وبالشأن العربي مع البقاء في الأممية الشيوعية برئاسة الحزب الشيوعي السوفياتي.[2] وإعادة النظر ببعض مفاهيم ماركس، والتخلّي عن دكتاتورية البروليتاريا واعتبارها غلطة تاريخية، والتأكيد على أن الاشتراكية هي ديموقراطية في أساسها، كما عمل في هذين المؤتمرين على إعادة الاعتبار للقضية القومية والفلسطينية.

في المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي في 1999 قرر عدم ترشيح نفسه لأي مقعد في الحزب وتفرّغ للكاتبة ونقد التجربة السابقة.

الأعمال والمؤلفات

 
كتاب اعترافات نهاية القرن – كريم مروة (للمطالعة انقر الصورة)

له ما يزيد على 20 مؤلفاً مطبوعاً منها:

  • الحزب الشيوعي اللبناني: سياسته واهدافة – وزع مع جريدة المحرر اللبنانية – 1969
  • كيف نواجه الأزمة في حركة التحرر الوطني العربية – دار الفارابي – 1974
  • ماذا بعد حرب تشرين – دار الفارابي – دار الفارابي – 1974
  • المقاومة أفكار للنقاش – دار الفارابي – 1985
  • حوارات حول الاشتراكية والديموقراطية والقومية والدين – دار الفارابي – 1990
  • جدل الصراع مع إسرائيل وجدل السلام معها – 1994
  • الوطن الصعب والدولة المستحيلة – حوار بين كريم مروة وكريم بقرادوني – دار الجديد – 1996
  • حوار الإيديولوجيات – 1997
  • من ذاكرتي الفلسطينية – مجلة الطريق – 1998
  • نحو جمهورية ثالثة – دار الفارابي – 2002
  • كريم مروة يتذكر – حوار صقر أبو فخر – دار المدى – 2002
  • عشية أفول الأمبروطورية – دار الفارابي – 2003
  • جورج حاوي (بالاشتراك مع آخرين) – دار النهار – 2005
  • الفكر العربي وتحولات العصر – دار الفارابي – 2006
  • أزمة النظام العربي وإشكاليات النهضة – دار الانتشار العربي – 2006
  • الظاهرة العراقية – دار المدى – 2007
  • الشيوعيون الاربعة الكبار – دار الساقي – 2008
  • البحث عن المستقبل – دار الساقي – 2009.[3]

الآراء

يقول كريم مرُوِّة عن فترة الحرب الأهلية اللبنانية في سيرته الذاتية: "تحولت الى مواطن لبناني عربي وسميت نفسي قومياً عربياً. وأعطيت لقوميتي صفة مختلفة عما كان سائداً عن الكثيرين من القوميين العرب، صفة إبتعدت فيها عن التمييز والتمايز والقوميات الأخرى. الأمر الذي جعلني من دون قرار محدد أقرب الى الشيوعيين مني الى القوميين العرب المعروفين، لا سيما من أصدقائي ومن أساتذتي. وكانت في أساس قوميتي تلك وطنيتي اللبنانية ومشاعري القومية العربية. وصارت فلسطين ،بحكم تماس قريتنا مع شمال فلسطين، وفي ذلك التاريخ والعلاقة الوطيدة بين أهل بلدتنا وأهالي المدن الفلسطينية صارت جزءاً من وجداني".

وأورَدَ في كتابه، أفكار حول تحديث المشروع الإشتراكي، أفكارًا بالغة الأهمية، كان على رأسها ما جاء في سَرده المترابط للقضايا العشرين التى كان يراها خليقةً بأن تُدرج على برنامج التحديث في فترة ما بعد ثورات الربيع العربي. كانت تلك القضايا هى: بناء الدولة، المجتمع المدنى ومؤسساته المختلفة، المسألة الوطنية، شروط تحقيق التقدم الإقتصادي، الموارد الطبيعية، التنمية الإجتماعية، الضمانات الإجتماعية، التعليم والثقافة والمعرفة، البحث العلمي، التراث الثقافي والإجتماعي، الشباب، المرأة، النضال ضد التطرف، قضايا البيئة، وسائل الإعلام، الأقليات، التكامل بين البلاد العربية، العلاقة بالعالم، قوى التغيير، ثم القضية الفلسطينية. كانت الغاية من وضع هذه القضايا، بما يرتبط بها من مهمات متباينة تتعلق بما هو مباشر وما هو بعيد المدى في طرح واحد، هي الربط بين الحاضر والمستقبل، حيث يمنح مثل هذا الربط، الأمل للناس جميعاً بغض النظر عن إختلاف مستويات وعيهم وإختلاف مواقع تموضُعِهِم الإجتماعى. شَكَلَ الربط بين الحاضر والمستقبل، عاملًا مُؤسِسًا في رؤية كريم مروة، إدراكًا منه لضرورة صياغة برنامج يحترم المراحل، إذ كان يعتبر أن إحترام المراحل هو الضامن لإمكان تحقق أهداف كل مرحلة وفقًا لشروطها الموضوعية. فَحَرّق المراحل -أو القفز عليها حسب تعبيره- يبدد إمكانية تحقيق أهدافها، فالمستحيل تحقيقه لا يمكن أن يكون جزءاً من برنامج حقيقي للتغيير في مرحلةٍ ما، حيث الفارق كبير بين أن يكون البرنامج واقعيًا وبين أن تكون عناصر النجاح في تحقيقه مضمونة. كما كان يدرك -بحُكم فهمه العميق للواقع- معنى الإشتراكية العلمية، لا الطوباوية، من زاوية كونها مُنتَجًا إنسانيًا مَرنًا، وهى على هذا النحو، ليست تعاليم مقدسة لا تقبل النقد أو النقض، فقام بتقديم نقدٍ عظيم الشأن للتجربة السوفيتية مُستندًا إلى قوانين الجدل الثلاث: التراكم الكمي والتغيير النوعي، والتناقض، ونفي النفي. تلك القوانين التي بلورها هيجل، ليأتي ماركس فيعكس الصورة، حيث الفكر لا يخلق الواقع، لكن الواقع هو الذي يحدد الأفكار ويزيد من درجة الوعى بما هو قائم، بُغيَة تغييره في سياق الممكنات المتاحة. وحظيت القضية الفلسطينية ضمن العشرين قضية التي عرضها ، بنصيب مُعتبرٍ من التناول في كتابه، حيث تصدى -في تركيزٍ شديد- لأسباب إستمرار القضية الفلسطينية دون حلٍ يُجَنب الشعب الفلسطيني ما يدفعه من ثمن باهظ عبر السنين. فقال أن أحد عوامل عدم حل القضية الفلسطينية إنما يرجع إلى الغطرسة الإسرائيلية وهمجيتها وعنصريتها وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تخاذل وتواطؤ وعجز الدول الكبرى والمجتمع الدولي عن العمل الجاد والحقيقي لحل المشكلة. ثم ذهب إلى أن العامل الأساس في عدم حل المشكلة، يكمن في الواقع الفلسطيني وفي الواقع العربي. فأشار إلى إنه إذا كانت الدول العربية تتحمل المسئولية، منذ البداية، سواء فيما يتعلق بقرار التقسيم، أم بحرب عام 1948 التى إنتهت إلى النكبة، أم بالحروب التى تلتها وقادت إلى هزائم متواصلة، فإن الجريمة الكبرى التى إرتكبتها الدول العربية بالإستيلاء على القرار الفلسطيني وبمنع الشعب الفلسطيني من إقامة دولته وفق قرار التقسيم. وكان أصل المشكلة يتمثل، بحسب مروة، في الخلل الذي ساد ولا يزال في الحركة الوطنية الفلسطينية ذاتها، فتلك الحركة التى توحدت في فترات معينة في أشكالٍ هَشة -حسب وصفه شخصيًا- بإسم منظمة التحرير، لم تستطع أن ترتقي بالوحدة بين فصائلها إلى ما هو ضروري للنضال من أجل الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، بل هي على العكس من ذلك، إنقسمت على ذاتها وتفككت وتصارعت، وما تزال تتصارع فيما بينها، حول المواقف السياسية، وحول أشكال النضال، وحول رؤية كل فصيل للحل العادل للقضية الفلسطينية. خَلَص المفكر الكبير إلى أن لا سلام مع إسرائيل من دون تحرير الأراضى العربية المحتلة كلها في فلسطين ولبنان وسورية، إلا أن لهذا الهدف الكبير شروطه الواقعية في الإختيار الصحيح لأشكال النضال التى يأتي على رأسها ضرورة توصل الفصائل الفلسطينية إلى تحقيق الوحدة فيما بينها حول برنامج وطني واقعي وحول قرار وطني مستقل عن أي طرف خارجي تحت أية ذريعة.[4]

وفاته

في 10 يناير 2024 رحل المناضل والكاتب اليساري اللبناني كريم مروة، عن عمر يناهز الـ93 عاماً قضاها في العمل السياسي والصحافي، ووُصف خلالها بـ«مجدد» الحزب الشيوعي اللبناني منذ عام 1968 إلى جانب جورج حاوي.[5]

المصادر

  1. ^ "المفكر اليساري كريم مروة: الاشتراكية كانت كذبة كبيرة". الفيصل.
  2. ^ "رحيل كريم مروة... مجدّد «الحزب الشيوعي اللبناني»". الشرق الأوسط.
  3. ^ "المفكر «الشيوعي العاملي» كريم مروة.. تاريخ يترجل!". جنوبية.
  4. ^ "Raied Salama". فبسبوك.
  5. ^ "رحيل كريم مروة... مجدّد «الحزب الشيوعي اللبناني»". الشرق الأوسط.