قلعة بربر آغا

(تم التحويل من قلعة إيعال)

قلعة بربر آغا ويطلق عليها أيضاً الباكية أو إيعال بناها الوالي العثماني مصطفى آغا بربر في عام 1816. تقع على بعد حوالى خمسة كيلومترات جنوبي مدينة زغرتا، وعلى يمين الطريق المؤدية الى بلدة مزيارة في القضاء شمال لبنان، مع الزمن، تحولت الباكية إلى ملك خاص. وصاحبها حالياً هو مسعود شيا.

قلعة بربر آغا
القلعة الباكية بربر آغا.jpg
معلومات الموقع
المالكمسعود شيا
تاريخ الموقع
بُني1816
بناهمصطفى آغا بربر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الوصف

بنيت من حجر مقصوب، تحتوي على تسع غرف للسكن، وثلاث فسحات دار مسقوفة، وثلاثة مطابخ، وست غرف مؤونة وست فسحات سماوية، وخمس برك ماء، وفرنا ومدخلين مسقوفين ومدخلا سماويا مكشوفا وعشرين غرفة خراب، بالإضافة لمدافع وأسوارا، وسلالم حجرية، وبقايا أعمدة وقناطر وسراديب، وخمسة أدرجة سلالم حجرية داخلية وعقودا، ومدفنا خاصا، وحدائق تزرع بقولا وفيها أشجار من كل الانواع وخصوصا الزيتون المعمر، اضافة الى عدد من اشجار النخيل والرمان والتين. ويعلو قسما من هذا العقار في الجهة القبلية 8 غرف ومطبخان وفسحة ودار وسجن وقنطرة للشنق، وقبر بربر المهمل مع قبور حاشيته.[1]


التاريخ والتسمية

بربر كان من أسرة فقيرة، مات أبوه وتركه مع أخيه محمد معدمين. فانتقلت بهما والدتهما الى قرية برسا القريبة في الكورة حيث لا يزال الناس يتوارثون أخبار بربر. وتلتقي هذه الاخبار مع ما ذكره القناصل والمؤرخون من ان بربر عمل خادماً لدى بعض الوجهاء في الكورة، ثم ناطوراً لحقول الزيتون، كما عمل في الزراعة وجمع الحطب والبلان وبيعه في طرابلس لأصحاب الافران. ثم انتقل من دار الى دار، مرورا بدور حكام بعض النواحي في الكورة والضنية والزاوية. وقد فتحت أمامه الابواب بعد ان عمل جندياً عند باب الامير حسن شهاب شقيق الامير بشير.

حرص بربر ان يرافق اسمه، بعد ان حكم طرابلس، من مفردات التعظيم والتفخيم كان للتعويض. شقيقه محمد الشقي لقب بعزرائيل، وكان له دور بارز في حكم أخيه وحقق له ثروة وأراضي وممتلكات وقد ترك وقفا باسمه لا يزال يعرف بوقف عزرائيل.

كان بربر قد التحق بالجيش العثمانيّ، وأبدى براعته وحنكته، فأُعجب به الباب العالي، وأوكل إليه قيادة الجيش، وعيّنه لاحقاً والياً على طرابلس في العام 1812.

ولقد امتدّ حكمه من حدود جبل لبنان إلى طرطوس، وكان قد تميّز بشخصيّته الرصينة وبالتقوى والعدالة. اختار بربر بلدة إيعال مركزاً صيفيّاً لحكمه في طرابلس، فبنى فيها قلعة ضخمة، وأقام بداخلها مسجداً، لا يزال المؤمنون يقصدونه حتّى اليوم.

ويستفاد من اقوال المؤرخين، خصوصا نوفل نوفل وجرجي يني الطرابلسيين، ان ابرهيم باشا، الذي اجتاح السلطنة العثمانية في فلسطين والشام ولبنان واحتل مدنها وقلاعها، غضب على بربر رغم انه ساعد في اجهاض محاولة انقلاب ضد العسكر المصري في طرابلس وضد فتنة حاول المتعصبون اثارتها بين المسلمين والمسيحيين في المدينة.

وهذه المحاولة تزامنت مع ثورة الفلسطينيين على ابرهيم باشا في عكا ويافا والداخل. وكان بربر شارك في مقاومة الفتنة وحال نزوله من قلعته في حزيران 1934 الى طرابلس دون ابادة 400 جندي مصري حاول خصومهم المدعومون من الاتراك قتلهم، واثارة فتنة طائفية عن طريق جمع أعيان ووجهاء المسيحيين وذبحهم. وقد اوفد ابرهيم باشا الامير خليل ابن الامير بشير الشهابي الى طرابلس فالتقى قائد الحامية المصرية سليم بك وقبضا على 25 رأساً من المتآمرين وسجنوهم في قلعة طرابلس وعوقب الطرابلسيون على تمردهم بقتل 13 شخصا من وجهاء المدينة طرحت جثثهم في الشارع مدة ثلاثة ايام للعبرة والارهاب.


ولكن بربر الجريء أعلن استنكاره قتل الاعيان وانتقد الضرائب غير المحتملة التي فرضها ابرهيم باشا الذي ابلغه الجواسيس ما يقوله بربر، فأرسل اليه رسالة تهديد وجدت في محفوظاته ختمها الباشا بالآتي: “من يتدخل في ما لا يعنيه لاقى ما لا يرضيه.. احفظ لسانك.. واذا بلغني عنك المزيد فلن أشفق ولن أرحم شيخوختك”.…هذه الرسالة المتوعدة كانت تعني الموت لبربر في كل لحظة، فأسرع يستنجد بالامير بشير الشهابي صديق ابرهيم باشا وحليفه ولاذ بقصره مدة من الزمن حتى تولى يوسف بك الشريف حكم طرابلس، فعاد بربر الى قلعته في ايعال حيث توفي فجأة.

الباكية

 
قلعة بربر آغا من الداخل
 
قلعة بربر آغا من الداخل
 
قلعة بربر آغا من الداخل

سميت القلعة بالباكية ،تشير إلى البكاء، حيث كانت النساء من أمهات وزوجات وشقيقات يزرن الموقع لتفقد أبنائهن السجناء تحت سلطة والي طرابلس في القرن السابع عشر بربر آغا.

لم يكن الوالي رحيماً. كان السجين لأي سبب كان، يسجن في غرفة بلا أبواب منعاً لاحتمال الهرب، لكن فتحة في السقف يناهز ارتفاعها الستة امتار، كانت مدخل السجناء إلى السجن المقفل، ومنها يرمى الطعام والمشرب للسجناء بسلة أو وعاء.

ومتى دخل السجين إلى السجن، لم يعد خروجه سهلاً، هذا إذا لم يعدم. لذلك، كانت النسوة يزرن سجناءهن ويبكين عليهم، فعرف الموقع بـ "الباكية".

علاوة على كونه سجناً، كان الوالي بربر آغا، المقيم في قلعته في إيعال بقضاء زغرتا، ينتقل بين الحين والحين للاستراحة، والاستجمام في الباكية، حيث تحف بها بساتين الزيتون، وأصناف الفاكهة، وتتسم صيفاً بالنسيم يلف جنباتها قادماً من البحر القريب.[2]

بيع وقف بربر آغا

 
الحجة الشرعية لوقف بربر آغا

في 6 سبتمبر 2021 اتّخذه رئيس دائرة التنفيذ في زغرتا قراراً، بعرض وقف بربر آغا الكائن في بلدة إيعال، للبيع بالمزاد العلني في جلسة ستُعقد في 15 يناير 2022، مما أدى لحملة اعتراضات واسعة عليه سواءٌ في داخل البلدة أو من مرجعيات دينية سنّية، انطلاقاً من اعتبار أنّ الوقف لا يجوز بيعه شرعاً في الدّين الإسلامي، مثلما أفتى كثيرون، خصوصاً أنّ الوقف لا يضمّ أراضيَ فقط إنّما يضمّ أيضاً قلعة أثرية كبيرة ومسجداً.

والقرار، جاء بناءً على قرار الحكم الصادر عن القاضي المنفرد في محكمة التمييز، والمنفّذان هما: محمد نبيل فتّال وعبد الرؤوف العرجة كونهما متولّيين عن الوقف.

وتمتدّ مساحة الوقف، الذي أقامه مصطفى بربر آغا (وُلد عام 1767 وتوفي عام 1835)، والي طرابلس في القرن التاسع عشر، وتحديداً في عام 1818، على 8455 متراً مربعاً. وبحسب الصحيفة العقارية، فقد كُتِب تحت عنوان أسماء المالكين: وقف مصطفى آغا بربر/ ذرّي، خيري، يعود إلى ذرّيّة الواقف وفق شروط الوقفيّة المدوّنة في الحجّة المؤرّخة في 25 جُمادى الآخرة سنة 1231هـ، وقد توارثت ذرّية مصطفى بربر آغا هذه الأملاك منذ ذلك الحين.


وظهر دعوات لكل من مفتي الجمهورية وقائمّقام مفتي طرابلس والشّمال والمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى إلى «إيقاف هذه المهزلة والفعل الشنيع»، متهماً متوليَي الوقف بأنّهما «يريدان الاستفادة من عملية البيع كي يحصلا على نسبة 2.5%، وأنّهما بعد التصدّي لهما في القضاء الشّرعي وفي مديرية الأوقاف ذهبا إلى القضاء المدني، علماً أن لا دخل للقضاء المدني في هذا الأمر».

لكنّ متوليَي الوقف، فتّال والعرجة، أصدرا بياناً أوضحا فيه أنّ «دوائر الأوقاف في بيروت وطرابلس وكل لبنان قامت وتقوم ببيع مئات العقارات الوقفية الذرّية عن طريق الاستبدال، فهل وافق المفتون على أمرٍ محرّم شرعاً؟»، ولفتا إلى أنّ «المستحقّين للوقف يطالبون المتولييْن ويلحّون في الطلب، لبيع العقارات الوقفية الذرّية لأنّهم بحاجة إلى ثمنها وخاصّة في هذه الظروف القاهرة، حيث أصبح 90% منهم تحت خطّ الفقر»، مشيرين إلى أنّ «الذين يحتلون هذه العقارات لم يدفعوا قرشاً واحداً منذ عشرات السنين، وأنّ الذين يهاجمون المتوليين ليسوا من المستحقّين، بل هم الذين يحتلون عقارات الوقف الذرّي في إيعال».[3]

معرض الصور

قلعة بربر آغا.
قلعة بربر آغا.

المصادر

  1. ^ "قلعة بربر آغا الأثرية".
  2. ^ "قلعة عرفت في سجونها الظلامات فأُسميت "الباكية"". النهار.
  3. ^ "بيع وقف بربر آغا في إيعال يثير سجالاً: جائزٌ «شرعاً» أم لا؟".