عملية السلام في الصحراء الغربية

عملية السلام في الصحراء الغربية تشير إلى الجهود الدولية لحل صراع الصحراء الغربية، لم يتم حل الصراع أو إنهائه بسلام دائم بين المغرب و پوليساريو (أعلنت جبهة پوليساريو نفسها كالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية). ومن ضمن المسائل التي تقف عقبة أمام عمليات السلام هي لاجئو حرب الصحراء الغربية و(وخاصة مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر)، وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية واحتلال المغرب للصحراء الغربية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

عام 1884، أعلنت إسپانيا الحماية على الساحل الممتد من رأس بوجادور حتى الرأس الأبيض. لاحقاً، وسعت إسپانيا منطقة سيطرتها هذه. عام 1958، دمجت إسپانيا إقليمي الساقية الحمراء (في الشمال) ووادي الذهب (في الجنوب) ليشكلا إقليم الصحراء الإسپانية.

دفعت الغارات والتمردات التي شنها السكان الصحراويين الأصليين القوات الإسپانية بالبقاء لفترة طويلة خارج الكثير من الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسپانية. الشيخ ماء العينين القلقمي القائد الصحراوي الموالي للمغرب في تندوف والسمارة، الذين عينه السلطان المغربي، تزعم انتفاضة ضد الفرنسيين عام 1910 رداً على المحاولات الفرنسية لتوسيع منطقة نفوذهم وسيطرتهم في شمال-غرب أفريقيا. توفي ماء العينين القلقمي في أكتوبر 1910، وخلفه ابنه الهيبة. هُزمت قوات الهيبة أثناء حملة فاشلة لغزو مراكش، وانتقاماً لذلك قامت القوات الاستعمارية الفرنسية عام 1913 بتدمير مدينة السمارة المقدسة.[1] سرعان ما أُعيد بناء المدينة[بحاجة لمصدر]، واستمرت المقاومة الصحراوية على مدار العشرين عام التالية. في النهاية تم إخضاع المناطق المتمردة عام 1934، بعدما قامت قوات إسپانية-فرنسية مشتركة بتدمير السمارة للمرة الثانية. عام 1956، كانت حرب إفني، التي شنها جيش التحرير المغربي، بمثابة تجديد للنزاع في المنطقة؛ بعد عامين من الحرب، استعادة القوات الإسپانية سيطرتها، بمساعدة فرنسية أيضاً. ومع ذلك، فقد استمرت الفوضى بين سكان المنطقة، وظهرت حركة التحرير عام 1967 لمقاومة الحكم الإسپاني سلمياً. بعد أحداث انتفاضة زملة عام 1970، عندما قامت الشرطة الإسپانية بحل المنظمة بالقوة و"اختفى مؤسسها محمد باصيري، اتجه القومية الصحراوية مرة أخرى للمقاومة العسكرية.


جبهة الپوليساريو

عام 1971، بدأ مجموعة من الطلبة الصحراويين الشباب في جامعات المغرب بتنظيم ما أصبح يُعرف بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. بعد محاولة عبثية الحصول على دعم من عدة حكومات عربية، بما في ذلك الجزائر والمغرب نفسه، نجحت الحركة فقط في الحصول على الدعم من ليبيا وموريتانيا. نتيجة لهذا التناقض، انتقلت الحركة في نهاية المطاف إلى الصحراء الغربية التي تسيطر عليها إسپانيا لبدء التمرد المسلح. النساء في الصحراء الغربية هن أعضاء بارزون في جبهة الپوليساريو كجنود وناشطات.[2]


التاريخ

وقف إطلاق النار

عام 1991 تم التوقيع رسمياً على وقف لإطلاق النار لإنهاء الأعمال العدائية. وقد بذلت محاولات أخرى منذ ذلك الحين لحل النزاع، ولكن لم يتم التوصل إلى حل دائم حتى الآن.


الاستفتاء واتفاقية هيوستن

كان الهدف من الاستفتاء، الذي كان من المقرر إجراؤه عام 1992، هو إعطاء السكان المحليين في الصحراء الغربية الخيار بين الاستقلال أو تأكيد الاندماج مع المغرب، لكنه سرعان ما توقف.[3] في عام 1997، حاولت اتفاقية هيوستن إحياء اقتراح الاستفتاء، لكنها لم تحقق نجاحاً أيضاً. اعتباراً من 2010، لم تسفر المفاوضات حول شروط أي استفتاء محتمل عن أي إجراء جوهري. في قلب الخلاف، يكمن السؤال في تحديد من يحق له التصويت كناخب محتمل. أصرت الپوليساريو على السماح فقط لأولئك الذين المدرجين في قوائم التعداد الإسپاني لعام 1974 (انظر أدناه) بالتصويت، في حين أصر المغرب على أن التعداد كان معيباً بالتهرب وسعى إلى ضم أفراد القبائل الصحراوية الذين يهربون من الغزو الإسپاني إلى شمال المغرب بحلول القرن التاسع عشر. ونتيجة لذلك، يلوم كلا الجانبين بعضهما البعض على توقف الاستفتاء، ومن المرجح أن يتم إحراز تقدم ضئيل في المستقبل القريب.

لم تنجح الجهود التي بذلها مبعوثو الأمم المتحدة لإيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين. بحلول عام 1999، حددت الأمم المتحدة حوالي 85.000 ناخب، نصفهم تقريباً في المناطق التي يسيطر عليها المغرب في الصحراء الغربية أو جنوب المغرب، والآخرون متناثرون بين مخيمات تندوف للاجئين وموريتانيا وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم. قبلت جبهة الپوليساريو قائمة الناخبين هذه، كما فعلت مع القائمة السابقة التي قدمتها الأمم المتحدة (كلاهما مبني أصلاً على التعداد الإسپاني لعام 1974)، لكن المغرب رفض. مع بدء المرشحين الناخبين المرفوضين إجراءات الاستئناف الجماعي، أصرت الحكومة المغربية على أن يتم فحص كل طلب على حدة. أدت الخلافات المستمرة بين الفصيلين مرة أخرى إلى توقف العملية.

تبعاً لوفد بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية التابعة للناتو، فقد ذكر مراقبو الانتخابات في البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية في عام 1999 أنه "إذا لم يرتفع عدد الناخبين بشكل كبير، فستكون الاحتمالات لصالح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية قليلة".[4] وبحلول عام 2001، وصلت العملية إلى طريق مسدود، وطلب الأمين العام للأمم المتحدة من الأطراف للمرة الأولى استكشاف حلول أخرى. وبالفعل، بعد فترة وجيزة من اتفاقية هيوستن (1997)، أعلن المغرب رسمياً أنه "لم يعد من الضروري" إدراج خيار الاستقلال في الاقتراع، بدلاً من ذلك، تقديم الحكم الذاتي. إريك جنسن، الذي لعب دوراً إدارياً في بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، كتب أن أياً من الطرفين لن يوافق على تسجيل الناخبين الذي يعتقدون أنه سيخسرون فيه.[بحاجة لمصدر]

خطة بيكر

خطة بيكر (خطة السلام لتقرير مصير شعب الصحراء الكبرى سابقاً)، كانت مبادرة أممية بقيادة جيمس بيكر لمنح حق تقرير المصير للصحراء الغربية، وصيغت في عام 200. كانت تهدف لتحل محل خطة التسوية لعام 1991 واتفاقية هيوستن لعام 1997، التي فشلت إلى حد كبير في تحقيق أي تقدم دائم. منذ مطلع عام 2005، لم يشر الأمين العام للأمم المتحدة إلى الخطة في تقاريره، ويبدو الآن أنها قد تلاشت إلى حد كبير. ومع ذلك، لا توجد خطة بديلة، ولا تزال هناك مخاوف من أن الفراغ السياسي سيؤدي إلى تجدد القتال. يواصل المغرب اقتراح الحكم الذاتي للإقليم كحل للنزاع، بينما تصر جبهة الپوليساريو على أي شيء آخر غير الاستقلال الكامل.

المبادرة المغربية ومفاوضات مانهاست

عام 2006، اقترح المجلس الاستشاري للشئون الصحراوية خطة حكم ذاتي للصحراء الغربية وقام بزيارات لعدد من البلدان للتوضيح وحشد الدعم لمقترحه. استشهاداً المنهج الإسپاني للحكم الذاتي الإقليم، تخطط الحكومة المغربية لصياغة أي اتفاق مستقبلي بعد حالات جزر الكناري أو بلاد الباسك أو الأندلس أو كتالونيا. تم تقديم الخطة إلى مجلس الأمن الدولي في أبريل 2007،[5] وحصلت على دعم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.[6]

في 30 أبريل 2007، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 1754، الذي حث الأطراف المعنية على "الدخول في المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة وبحسن نية". ومددت بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية حتى 31 أكتوبر 2007. ونتيجة لهذا القرار، اجتمعت الأطراف المعنية في مانهاست، نيويورك لمحاولة تسوية النزاع مرة أخرى. اعتبرت المحادثات بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو أول مفاوضات مباشرة منذ سبع سنوات بين الطرفين، وتم الترحيب بها كخطوة هامة في عملية السلام.[7] كما حضر المفاوضات البلدان المجاورة للجزائر وموريتانيا، وهي إشارة إلى الدور الذي تلعبه في النزاع المستمر. عقدت الجولة الأولى من المحادثات يومي 18 و19 يونيو 2007،[8] اتفق خلالها الطرفان على استئناف المحادثات في 10-11 أغسطس. بعد جولة أخرى غير حاسمة من المحادثات، اتفق الطرفان أخيراً، يومي 8 و9 يناير 2008، على "ضرورة الانتقال إلى مرحلة مفاوضات أكثر زخماً وموضوعية".[9] وعقدت جولة إضافية من المحادثات في الفترة من 18 إلى 19 مارس 2008، ولكن مرة أخرى لم يتم التوصل إلى اتفاق كبير.[10] أشرف على المفاوضات پيتر ڤان والسوم، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى [الصحراء الغربية]].[11] حتى الآن، فشلت جميع المفاوضات في حل النزاع.


الوضع الحالي

 
طرق إظهار الصحراء الغربية على الخرائط.

المناطق الواقعة تحت سيطرة الپوليساريو

 
على اليسار، سيارة تابعة لمهمة الأمم المتحدة للإشراف على استفتاء الصحراء الغربية، على اليمين نقطة تابعة لجبهة الپوليساريو، 2017، في جنوب الصحراء الغربية.

تسيطر جبهة الپوليساريو على حوالي 20-25% من أراضي الصحراء الغربية،[12] حيث تطالب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بالسيادة على كامل إقليم الصحراء الغربية. أعلنت جبهة الپوليساريو في 27 فبراير 1976، في بير ليهلو، الصحراء الغربية، الجمهورية الصحراوية. تطلق الپوليساريو على الأراضي الخاضعة لسيطرتها الأراضي المحررة أو المنطقة الحرة، بينما يسيطر المغرب على باقي الأراضي المتنازع عليها ويطلق عليها هذه الأراضي الأقاليم الجنوبية. تعتبر حكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأراضي الخاضعة للسيطرة المغربية، في حين يعتبر المغرب أن المنطقة الأصغر التي تسيطر عليها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هي منطقة عازلة.[13]

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع جبهة الپوليساريو بسيطرة مستقلة كاملة على مخيمات اللاجئين الصحراويين. أقيمت مخيمات اللاجئين في ولاية تندوف بالجزائر عام 1975-1976 لإيواء اللاجئين الصحراويين الفارين من القوات المغربية خلال حرب الصحراء الغربية. بما أن معظم اللاجئين لا يزالون يعيشون في المخيمات، فإن وضع اللاجئين هو من بين الأكثر طولاً في جميع أنحاء العالم.[14][15] يتم إدارة معظم الشؤون وتنظيم الحياة داخل المخيم من قبل اللاجئين أنفسهم، مع القليل من التدخل الخارجي.[16] النساء "مسؤولات عن معظم أعمال إدارة المخيمات".[2]

الجدار المغربي

الجدار المغربي، هو جدار أنشأته القوات المسلحة الملكية بأمر من الملك الراحل حسن الثاني لحماية قواته المرابضة بالصحراء الغربية من هجمات جبهة الپوليساريو. طوله 2.360 كيلومتر وارتفاعه 6 أمتار، ساعدت الولايات المتحدة المغرب في إنشائه وهو مزود بكاميرات مراقبة ومدفعيات ومحمي بجدار ألغام. أدى الجدار إلى منع هجمات جبهة الپوليساريو وقبولها لوقف إطلاق النار مند عام 1991 ودخولها بمباركة من الجزائر الدخول في مفاوضات من أجل التوصل إلى حل سلمي.

وتقع شرق الجدار المنطقة الحرة وهي تحت سيطرة الپوليساريو. وقد ثبـَّت الجدار هذا التقسيم في وقف اطلاق النار عام 1991 بين البوليساريو والمغرب، والتي وافق عليها الطرفان معاً كجزء من خطة التسوية. وبمقتضاها يسيطر المغرب على المناطق غرب الساتر، التي تضم معظم السكان المتواجدين في الصحراء. ويشرف على وقف اطلاق النار قوات مينورسو التابعة للأمم المتحدة، والمكلفة بحفظ السلم في المنطقة وتنظيم استفتاء على الاستقلال.[17]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تطورات 2020

 
معبر الكركرات بعد إغلاقه من قبل جبهة الپوليساريو، أكتوبر 2020.
 
افتتاح مكتب تمثيل بوركينا فاسو في مدينة الداخلة بالصحراء الغربية، 23 أكتوبر 2020.

في 23 أكتوبر 2020، أغلقت جبهة الپوليساريو معبر الكركرات، ورفعت علم الجمهورية الصحراوية عليه. المعبر هو المنفذ الوحيد للمغرب إلى بقية أفريقيا.[18]

في الوقت نفسه افتتحت بوركينا فاسو وقبلها مباشرة غينيا الإستوائية وغينيا بيساو، مكاتب تمثل لها في الداخلة، عاصمة إقليم وادي الذهب في الصحراء الغربية/المغربية.[19] ويتزامن افتتاح تلك المكاتب التمثيلية مع وصول مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأدنى، ديڤد شنكر، وهو المختص حصريا بالتطبيع.


في 9 نوفمبر 2020، هدّدت جبهة الپوليساريو بإنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع المغرب إذا أدخلت المملكة عسكريين أو مدنيين إلى منطقة الكركرات العازلة الواقعة عند الحدود بين موريتانيا والصحراء الغربية. وقالت الجبهة: "قوات الاحتلال المغربي بدأت منذ ليلة أمس في عملية جلب أعداد كبيرة من قوات الدرك وأجهزة أمنية أخرى" إلى منطقة الكركرات.

وحذّرت الپوليساريو من أنّ "دخول أي عنصر عسكري أو أمني أو مدني مغربي" إلى هذه المنطقة العازلة الخاضعة لسيطرة جنود القبعات الزرق "سيُعتبر عدواناً صارخاً سيكون على الطرف الصحراوي أن يردّ عليه بكل حزم دفاعاً عن النفس وعن السيادة الوطنية، وهو ما سيعني أيضاً نهاية اتفاق وقف إطلاق النار وفتح الباب أمام اشتعال فتيل حرب جديدة في كامل المنطقة".

وحمّلت الجبهة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالخصوص مسؤولية ضمان سلامة وأمن المدنيين الصحراويين". في أوائل نوفمبر 2020، وجّه 200 سائق شاحنة مغربي نداء استغاثة إلى سلطات المملكة المغربية وموريتانيا، قالوا فيه إنّهم عالقون في معبر الكركرات الواقع بين موريتانيا والصحراء الغربية، وفق وكالة الوئام الوطني للأنباء الموريتانية.[20]

وجاء في بيان السائقين أنّهم عالقون في الجانب الموريتاني بعدما "منعتهم ميليشيات تابعة للانفصاليين" من عبور منطقة الكركرات أثناء عودتهم عبر الحدود البرية مع موريتانيا، على مسافة نحو 380 كلم شمال نواكشوط، وهي تقع في منطقة عازلة تجري فيها قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة دوريات بانتظام. وسبق أن شهدت منطقة الكركرات توترات حادة بين بوليساريو والمغرب خصوصاً في مطلع العام 2017. وتحتجّ جبهة بوليساريو على عبور هذه النقطة التي يعتبرها الجانب المغربي حيوية للتبادل التجاري مع إفريقيا جنوب الصحراء.


في 13 نوفمبر 2020، أعلنت وزارة الخارجية المغربية أن الرباط قررت التحرك عسكرياً لمواجهة ما قالت أنه "استفزازات ميليشيا الپوليساريو الخطيرة". وذكرت تقارير إعلامية إن الجيش المغربي باشر بعملية عسكرية في منطقة الكركرات بالصحراء الغربية بعد توتر متصاعد في المنطقة منذ أسابيع. وأكدت الخارجية المغربية أن "تحركات الپوليساريو في الصحراء المغربية ينسف فرص إطلاق العملية السياسية".[21]

ونقلت صحيفة هسپرس المغربية عن بيان الخارجية المغربية أنه "أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له". وأضافت الصحيفة أنه "بعد أن التزم المغرب بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمامه خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري".

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الصحراوية أنه "في خرق سافر لوقف إطلاق النار قامت قوات الاحتلال المغربي اليوم الجمعة بفتح ثلاث ثغرات جديدة في جدار العار العسكري المغربي لمهاجمة المتظاهرين السلميين الصحراويين المعتصمين بالكركرات". وأضافت بأن قوات "جيش التحرير الشعبي" قامت بـ: "الرد المناسب" على ما وصفته بالاعتداء السافر.

في 14 نوفمبر 2020، أعلن الزعيم الصحراوي إبراهيم غالي رسمياً في مرسوم رئاسي، التخلي عن الالتزام بقرار الأمم المتحدة القاضي بوقف إطلاق النار مع المغرب الصادر سنة 1991. جاء قرار إبراهيم غالي بمرسوم رئاسي حسب بيان الرئاسة الصحراوية الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية الصحراوية على موقعها الإلكتروني.[22]

وجاء في البيان أن المملكة المغربية "خرقت اتفاق وقف إطلاق النار .. أمام ثغرة الكركرات". وتابع البيان أن الأمين العام لجبهة الپوليساريو إبراهيم غالي "أصدر مرسوما رئاسياً، تم بموجبه إعلان نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار الذي نسفه الاحتلال المغربي وما يترتب عليه من استئناف العمل القتالي دفاعاً عن الحقوق المشروعة لشعبنا". ودعا البيان إلى"إتخاذ الإجراءات والتدابير المتعلقة بتنفيذ مقتضيات حالة الحرب".

 
إعلان الولايات المتحدة عن خريطة المغرب التي تضم الصحراء الغربية.
 
الخريطة التي اعتمدتها الولايات المتحدة للمغرب تضم الصحراء الغربية، ديسمبر 2020.

في 16 نوفمبر 2020، وقع تبادل لإطلاق النار على امتداد الجدار الأمني بين الجيش المغربي ومقاتلي جبهة الپوليساريو. وحسب وكالة الأنباء المغربية، أن ذلك جاء رداً على ما وصفته باستفزازات الپوليساريو، وأضافت أن المناوشات لم تسفر عن أي أضرار مادية في صفوف الجيش، وأنها أسفرت تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمني بمنطقة المحبس.[23]

وتقع المحبس شمال الجدار الأمني، الممتد على حوالى 2700 كيلومتر، والذي يفصل منذ نهاية الثمانينات القوات المغربية عن مقاتلي الپوليساريو، وتحيط به المنطقة العازلة وعرضها خمسة كيلومترات من الجهتين.

وتحدثت الپوليساريو، استمرار المعارك بشكل متصاعد في أقصى جنوب الإقليم، بدون تقديم تفاصيل، مؤكدة أن آلاف المتطوعين يتم تجنيدهم للالتحاق بالقوات المسلحة الصحراوية.

ويصعب التحقق من صحة الأنباء المتعلقة بالمواجهات المسلحة من مصادر مستقلة، كما يصعب الوصول إلى المناطق المعنية بالنظر لموقعها الجغرافي. ولا تسمح الرباط من جهتها للصحافيين بالتنقل في المنطقة بحرية حتى في الأوقات العادية.


في 13 ديسمبر 2020، اعتمدت الولايات المتحدة خريطة رسمية جديدة للمغرب تضم الصحراء الغربية المتنازع عليها، خلال حفل نظم في السفارة الأمريكية في الرباط.

وقال السفير الأمريكي في الرباط ديڤد فيشر: "هذه الخريطة هي التجسيد المادي لإعلان الرئيس دونالد ترمپ الجريء قبل يومين، والذي اعترف فيه بسيادة المغرب على الصحراء، وذلك قبل أن يوقع الخريطة الرسمية الجديدة لدى الحكومة الأمريكية للمملكة المغربية".[24]

وأضاف السفير الأمريكي أن القرار الجديد بخصوص الخريطة المغربية هو واحد من بين حزمة من القرارات سيجري الإعلان عنها الأسبوع المقبل في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية.[25]


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ <Ofozoba Chinonso: 2014>Cities, Western Sahara. "Smara :: History of the town". www.sahara-villes.com (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2018-05-12.
  2. ^ أ ب Morris, Loveday (16 July 2013). "Women on Frontline in Struggle for Western Sahara". The Guardian. Retrieved 17 October 2016.
  3. ^ Editorial, Reuters. "TIMELINE: Western Sahara, a 50-year-old dispute". U.S. (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2018-05-12. {{cite news}}: |first= has generic name (help)
  4. ^ iBi Center. "NATO PA – Archives". Nato-pa.int. Archived from the original on 28 سبتمبر 2011. Retrieved 13 نوفمبر 2011.
  5. ^ full text of the plan: http://moroccanamericanpolicy.com/MoroccanCompromiseSolution041107.pdf
  6. ^ "News – Africa - Reuters.com". Reuters. Archived from the original on 11 مايو 2008. Retrieved 1 يناير 2012.
  7. ^ "Morocco and Polisario Front to hold second meeting to resolve 32-year dispute" (PDF). International Herald Tribune. Retrieved 13 August 2007.
  8. ^ Report of the Secretary General on the status of the negotiations on Western Sahara, 29 June 2007
  9. ^ "Western Sahara: UN-led talks end with parties pledging to step up negotiations". UN News Centre. Retrieved 9 January 2008.
  10. ^ afrol News – W. Sahara talks continues
  11. ^ "Secretary-General appoints Peter van Walsum of the Netherlands as Personal Envoy for Western Sahara" (PDF). United Nations. Retrieved 13 August 2007.
  12. ^ Cuadro de zonas de división del Sáhara Occidental (in إسپانية)
  13. ^ "Numerous reports from the Official Portal of the Government of Morocco refer to the area as a "buffer zone"".
  14. ^ "UNHCR Algeria Factsheet". UNHCR. 1 August 2010.
  15. ^ Eric Goldstein; Bill Van Esveld, ed. (2008). Human Rights in Western Sahara and in the Tindouf Refugee Camps. Human Rights Watch. p. 216. ISBN 978-1-56432-420-7.{{cite book}}: CS1 maint: multiple names: editors list (link)
  16. ^ Danielle Van Brunt Smith (أغسطس 2004). "FMO Research Guide, Western Sahara. IV. Causes and consequences". FMO, Refugee Studies Centre, University of Oxford. Archived from the original on 11 أكتوبر 2008. Retrieved 1 يناير 2012.
  17. ^ http://www.un.org/Depts/dpko/missions/minurso/ MINURSO homepage Accessed May 21, 2006
  18. ^ "Pro-Polisario Sahrawis Set Up Blockade at El Guerguerat Border, Halt Moroccan Exports". moroccoworldnews.com. 2020-10-23. Retrieved 2020-10-23.
  19. ^ "Burkina Faso Opens Consulate General in Morocco's Dakhla". moroccoworldnews.com. 2020-10-23. Retrieved 2020-10-23.
  20. ^ "الصحراء الغربية: "بوليساريو" تهدد بوقف العمل باتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب". مونت كارلو الدولية. 2020-11-10. Retrieved 2020-11-10.
  21. ^ "المغرب يطلق عملية عسكرية في الكركرات بالصحراء.. والبوليساريو تعلن عن "رد مناسب"". روسيا اليوم. 2020-11-13. Retrieved 2020-11-13.
  22. ^ "إبراهيم غالي يعلن رسميا تخلي الصحراويين عن اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب". روسيا اليوم. 2020-11-14. Retrieved 2020-11-14.
  23. ^ "نزاع الصحراء الغربية: تبادل لإطلاق النار بين الجيش المغربي ومقاتلي "بوليساريو"". مونت كارلو الدولية. 2020-11-16. Retrieved 2020-11-16.
  24. ^ "الولايات المتحدة تعتمد خريطة رسمية جديدة للمغرب تضم الصحراء". روسيا اليوم. 2020-12-12. Retrieved 2020-12-13.
  25. ^ "الولايات المتحدة تعتمد خريطة للمغرب تضم الصحراء الغربية (صور)". إرم نيوز. 2020-12-12. Retrieved 2020-12-13.