رومانيا الكبرى

(تم التحويل من رومانيا العظمى)

رومانيا الكبرى (رومانية: România Mare؛ إنگليزية: Greater Romania) تشير إلى أراضي مملكة رومانيا بين 1919 و 1940. ففي 1918، إثر نهاية الحرب العالمية الأولى، اتحدت ترانسلڤانيا، بوكوڤينا وبسارابيا مع مملكة رومانيا القديمة. وكان ذلك أكبر تمدد جغرافي للدولة الرومانية وأكبر امتداد لها في زمن السلم على الإطلاق (295,049 كم²).

الأراضي التي يقطنها رومانيون قبل الاستحواذات الإقليمية في 1918.
الخريطة العرقية لرومانيا بين الحربين (1930)
المناطق التاريخية لمملكة رومانيا (1918–1940)
خط زمني لحدود رومانيا بين 1859–2010

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاسم

المصطلح الروماني الأصلي، "România Mare"، أو رومانيا الكبرى، حمل نبرة وطنية توسعية، واستُخدم ليعني اعادة تكامل الأراضي التي تتشارك في اللغة والثقافة الرومانية. وقد أصبح المصطلح أكثر شيوعاً بعد معاهدة ڤرساي، حين حدث ضم ترانسلڤانيا إلى مملكة رومانيا نتيجة معاهدة تريانون. وبذلك، فإن مملكة رومانيا في عهد الملك فرديناند الأول أصبحت تضم كل المقاطعات ذات الأغلبية من العرق الروماني، بالمقارنة بالمملكة القديمة الرومانية في عهد الملك كارول الأول، التي لم تضم مقاطعات ترانسلڤانيا، بسارابيا وبوكوڤينا.


التاريخ

إذا كانت المناقشات حول رسم حدود يوجوسلافيا صعبة وطويلة فإن مسألة حدود رومانيا أثارت جدلاً كبيراً وواسعاً أكثر مما أثارته حدود يوجوسلافيا, وفي هذا الخصوص علينا أن نتذكر أن رومانيا إنضمت إلى الحلفاء في عام 1916 مقابل وعد بحصولها على إقليمي ترانسلفانيا وبانات، لكن بعد هزيمتها في الحرب إضطرت لتوقيع صلح منفرد مع القوى المركزية. وما لبثت أن دخلت الحرب مرة أخرى في العاشر من نوفمبر 1918 بعد أسبوع من إستسلام النمسا وقبل يوم واحد من إستسلام المانيا. وفي تلك الأثناء أقدم فرديناند ملك رومانيا على طرد رئيس وزرائه مرجيلون الموالي لألمانيا كما سبقت الإشارة وإستدعي في 21 ديسمبر إيون براتيانو Brătianu رئيس الحكومة السابق الذي عزم على ضمان تنفيذ شروط إتفاقية 1916 رغم إخلال الحكومة السابقة بشروطها بمجرد عقدها صلح منفرد. على أن براتيانو لم يكن ينوي أخذ ترانسلفانيا وبوكوڤينا وبانات فقط، بل كان يأمل في الحصول على بسارابيا ومعظم دوبروديا، وأن يعامل الحلفاء بلاده على قدم المساواة أثناء مفاوضات الصلح.

لقد كان براتيانو يتكلم من موقع حيث كان الجيش الروماني يحتل كثيراً من البلاد التي يطالب بها, والحلفاء منقسمون على أنفسهم تجاه تلك المطالب, فضلاً عن أن الثورة الروسية-وهذا له أهميته القصوى- أضافت عنصراً جديداً فس مشهد أوروبا الشرقية، ذلك أن الأمر لم يعد يقتصر على إستيلاء البلاشفة على الحكم في روسيا بل لقد تولت الحكم في المجر حكومة شيوعية بزعامة بلا كون Bela Kun مما أثار رعب الحلفاء وتخوفهم من أن هذه الموجة الثورية سوف تساعد رومانيا في مطالبهم في كل من المجر وبساربيا. وأكثر نم هذا فإن "لجان القومية الأراضي" في بعض الأقاليم كانت تؤيد التوحد مع المملكة الأم شأن حالة "اليوجوسلافية". وفي هذا الخصوص كان أعظم المشاهد تأثيراً ما حدث في "ألبا إيوليا" في أول ديسمبر 1918 حين أعلن مئات الآلاف من الرومانيين الترانسلفيين في إجتماع عام عن رغبتهم في الإنضمام إلى رومانيا. وصدرت إعلانات مماثلة في بوكوفينا من قبل في 28 نوفمبر, وفي بسارابيا في العاشر من ديسمبر, وفي يناير 1919 إتخذ الألمان-السكسون نفس القرار, وكان الجيش الروماني يحتل كل هذه الأماكن.

والحقيقة أن الحصول على إقليمي بانات وترانسلفانيا كان أقصى جائزة يحلم بها براتيانو لبلاده وقد سبقت الإشارة إلى وضع رومانيا في بانات التي كان سكانها حوالي مليون ونصف نسمة منهم طبقاً للإحصاءات الرومانية 600 ألف روماني، 358 ألف ألماني, 358 ألف صربي, 240 ألف مجري. وقد أعربت رومانيا عن رغبتها في المحافظة على وحدة الإقليم وتذرعت بأن الألمان الذين يعيشون فيه يفضلون حكم رومانيا على حكم يوجوسلافيا. وعلى هذا إقترح براتيانو إجراء إستفتاء عام بين السكان, لكن الحلفاء لم يكونوا يريدون تعريض بلجراد (العاصمة المقترحة ليوجوسلافيا) لمصير غامض في حالة حصول رومانيا على كل إقليم بانات. ومن ناحية أخرى كانت قوات الصرب تحتل ضاحية تورونتال Torontal وسكانها من الصربيين وسوف يكون من الصعب إخراجهم منا, ولكل هذه الإعتبارات إعتمد الحلفاء خطة التقسيم.

والحق إن مشكلة الترانسلفانيين لم تجد حلاً منصفاً لها وكانت التوصيات الأخيرة في معاهدة تريانون Trianon (أحد معاهدات تسويات الحرب العالمية الأولى وكانت معها المجر) قد انتهت بترك مليوني مجري في بلاد رومانيا وكانت تلك النهاية ترجع إلى أن المجريين كانوا يتركزون في شرق وسط ترانسلفانيا المحاطة بشرقي وجنوب جبال كارباثيا وغابات بيهور Bihor, وأما سكان غرب تلك المنطقة فكانوا يخضعون لرومانيا, وبهذا أنعزلت المجموعة الرئيسية من المجريين عن بلادها. ورغم أن حكومة المجر لم تكن ترغب في التخلي عن الشعوب التي تحكمها إلا أن أكثر المناقشات سخونة تلك التي تناولت الأماكن في الغرب حيث يعيش الرومانيون والمجريون معاً على إمتداد مدن آراد Arad, وأوراديا Oradea (نايڤاراد Nagyvard), وكاري Carei (ناگي‌كارولي Nagykaroly), وساتو مارى Satu mare والتي تربط بينها جميعاً خط سك حديدية من يسيطر عليه يتحكم في إقتصاديات المنطقة, وتلك المدن كانت مجرية بشكل عام لكن الريف المحيط بها كان روماني الطابع, وعلى هذا أصبح من المحتمل أن إيجاد مناطق متاخمة عرقياً قد تشطر خط السكك الحديدية هذا أصبح من المحتمل أن إيجاد مناطق متاخمة عرقياً قد تشطر خط السكك الحديدية هذا في عدة أماكن.

غير أن خطط براتيانو كانت تتجاوز مسألة التوصل إلى إتفاق بشأن مناطق تخوم عرقية, إذ كان يسعى إلى أن يكون حد نهر تشيزا الذي منحت رومانيا إياه بمثابة الجزء الشرقي للمجر. لكن هذا المطلب وإقتراحات أخرى كانت من وجهة نظر الحلفاء تمثل عبئاً ثقيلاً عليه. على حين كان برشيانو يعتقد أن الحلفاء لم يقدروه حق قدره, وأن بلاده رومانيا ينبغي أن تكافا على دورها في إنقاذ تسالونيكتو وفي تهدئة الأوضاع في ڤردوا Verdua, وإيقاف خطر البلشفية.

ورغم ما يمكن توجيهه من إنتقادات لمطالب براتيانو إلا أن حكومته كانت تتمتع بميزة نسبية في مفاوضات الصلح بسبب موقف الحلفاء تجاه التهديد الشيوعي الظاهر. ومن ذلك أنه عندما إستولى الثوريون على الحكم في بودابست بزعامة بيلا كون في مارس 1919 بادر براتيانو فوراً بإرسال فرقة عسكرية للمجر إحتلتها في الرابع من أغسطس (1919), وحينئذ أعلن براتيانو أن جيشه "حما الحضارة الأوروبية من موجة البلشفية المدمرة", وإستحسن الحلفاء قمع حكومة بيلا كون لم يستحسنوا الإجراءات التي قامت بها رومانيا فيما بعد وخاصة عندما طلبت تعويضاً يتلخص في أن تتنازل المجر عن حوالي نصف مراكبها النهريةو ونصف عربات قطارات خط السكك الحديديةو وحوالي ثلث ثروتها ومصانعها و35 ألف علربة محملة بالغلال. وقد إحتج الحلفاء على هذه المطالب بشدة لدرجة أن المندوب الأمريكي في مفاوضات الصلح إقترح إرسال قوات بحرية لكبح جماح الرومانيين.

أما براتيانو فقد تشابكت لديه شخصياً مسألة حدود المجر مع مسألة معاملة الأقليات ولما كان واضحاً أن الحدود الجديدة المقترحة قد يترتب عليها وجود أقليات داخل كل من رومانيا والمجر وفي كل بلد من بلاد البلقان فقد طلب الحلفاء من حكومات تلك البلاد التوقيع على معاهدات يتعهد فيها كل منها بإحترام الحقوق السايسية والحريات الشخصية للأقليات. غير أن يوجوسلافيا ورومانيا إعترضتا على هذه التعهدات من حيث المبدأ لأنها تبدد سيادة كل منهما خاصة وأن الدول الكبرى لن تقبل شروطاً مماثلة. وقد تولى براتيانو في رومانيا قيادة المعارضة لهذه الترتيبات وفي سبتمبر إستقال من منصبه, وخلفه الجترال آرثر فايتويانو Vaitoianu أحد معاونيه المخلصين ثم أجريت الإنتخابات في نوفمبر حيث هزم الحزب الليبرالي وفاز الحزب القومي الترانسلفاني وهو حزب جديد, وكذا أحزاب الفلاحين من القوى السياسية في المملكة القديمة. وفي الشهر نفسه أرسل الحلفاء إنذار لحكومة رومانيا بالجلاء عن المجر إلى الحدود المتفق عليها, والتوقيع على تعهد حقوق الأقليات, والتقدم بطلب التعويضات إلى لجنة من الحلفاء لبحثها, وإذا لم تستجب إلى هذه الشروط فسوف تقطع العلاقات معها. ورغم اللهجة الخشنة في الإنذار إلا أن الحلفاء لم يتصرفوا بشكل فوري ذلك أنه في ديسمبر 1919 قام الملك فرديناند بتعيين ألكسندر فايدا-فويفود Vaida-Voievod رئيساً للوزراء وهو ترانسلفاني ومن ثم رأى الحلفاء إيداء حسن النية للرجل الجديد وتسهيل مهمته حيث بدا لهم انه لديه إستعداداً للتفاهمز

ورغم أن فايدا-فويفود وافق متمنعاً على معاهدة حقوق الأقليات إلا أنه ولأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية تردد في الإنسحاب من المجر وظل الأمر كذلك حتى نجح لويد جورج (رئيس وزراء إنجلترا) في كسر جمود الموقف حين إقترح أن يعترف الحلفاء بإستيلاء رومانيا على بساربيا بعد أن تسحب قواتها من المجر, وهو ما حدث فعلاً في مارس 1920 أثناء حكومة ألكسندر آفريشكو. وهكذا تخلت رومانيا عن إدعاءاتها في الأراضي المحازية لنهر تشيزا ولكنها حصلت على مناطق نخوم خط آراد-أوراديا-ساتو ماريه. وفي الوقت نفسه إقتسمت إقليم مارموريس Maramures مع تشيكوسلوفاكيا حيث كان نصيبها الثلث الجنوبي من الإقليم الذي يسكنه رومانيون وكذلك مدينة ساتو ماريه.

كما حصلت رومانيا على تسوية مرضية في مكانين آخرين وهما بوكوفينا وبسارابيا وكان الحلفاء قد وعدوها في معاهدة بوخارست 1916 بالحصول على ثلثي إقليم بوكوفينا الذي تسكنه أغلبية رومانية, وأما الثلث الآخر بسكانه الروثينيين Ruthenian فيذهب إلى روسيا, ولكن فور ثورة البلاشفة طالبت رومانيا بكل الإقليم وأسرعت بإحتلاله. ورغم إعترضات الولايات المتحدة القوية, إلا أن رومانيا حصلت على معظم الإقليم وأخذت بولندا جزء من شماله.

أما بسارابيا فكانت كما سبقت الإشارة إقليماً مثار إختلاف شديد بن رومانيا وروسيا حيث كانت شأن ترانسلفانيا تشتمل على عناصر رومانية متطرفة في قومتيها. وخلال مفاضاوضات رومانيا مع دول الوسط وقبل أن تتفاوض مع الحلفاء, كانت بسارابيا هي الجائزة الوحيدة التي يمكن أن تحصل عليها من دول الوسط الثلاث مقابل الحياد أو أن تقتسمها فيما بينها. غير أن ثورة البلاشفة في نوفمبر 1917 أوقعت بسارابيا في فوضى عامة ومن ثم طلب القوميين الرومانيون في الإقليم من خلال مجلس حكمهم المعروف بإسم "مجلس الأرض" Sfat Tarii من رومانيا حمايتهم من تدخل البلاشفة والأوكرانيين. وعلى هذا بادرت رومانيا بإحتلال بسارابيا وعقدت في القوت نفسه هدنة مع دول الوسط, وبهذا إكتسبت مسألة بسارابيا أهمية كبيرة في مفاوضات الصلح. وكانت معاهدة بوخارست في مارس 1918 قد سمحت برومانيا بإحتلال بسارابيا, وفي ديسمبر 1918 وافق "مجلس الأرض" على إتحاد بسارابيا مع رومانيا في وحدة كاملة. ورغم ذلك فإن الحلفاء وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لم يتحمسوا للنظر في الموضوع, وكل ما هنالك أنهم أعربوا عن شكوكهم حول طبيعة "مجلس الأرض" في تمثيل روماني الإقليم, وكذا حول دور جيش رومانيا في إتخاذ ذلك القرار. كما لم يتحمسوا لتناول مسألة بسارابيا التي كانت إقليمياً روسيا حتى ثورة البلاشفة رغم أن الرومانيين كانوا يمثلون 60% من سكانها. وأخيراًوكما رأينا إرتبطت مشكلة بسارابيا مع موضوع المجر, وفي يناير 1920 وافق الحلفاء على منح رومانيا كل الأراضي المتنازع عليها.

وهكذا أصبح بإمكان رومانيا تحقيق أقصى أمانيها عن طريق دبلوماسييها الذين إستغلوا المخاوف من ثورة البلاشفة حيث إستولت على كل تراانسلفانيا وبسارابيا وهو أمر كان غير ممكن عام 1912 أثناء حروب البلقان, ومستحيل تماماً في القرن التاسع عشر. وبهذا الإستيلاء أصبحت الأقليات في رومانيا الجديدة تمثل 30% فقط ولو أنها أصبحت تمثل مشكلة في مستقبل الأيام. وكان على حكام رومانيا والحال كذلك أن يقرروا السياسة التي سوف يتبعونها في علاقاتهم بالإقليمين الجديدين (بسارابيا وترانسلفانيا) وكل منهما له تاريخ وتقاليد مختلفة عن الآخر مثلما كان على الصرب أن تحدد علاقاتها بعد الحرب. ولم يكن أمام رومانيا إلا تطبيق نظامها السياسي على الإقليمين مثلما فعلت الصرب في البلاد التي ضمتها. غير أن أسوأ رد فعل حدث نتيجة لتلك السياسة جاء من ترانسلفانياو ففي التصويت الذي جرى في ألبا آيوليا في ديسمبر 1918 بشأن الوحدة مع رومانيا لم يعتبر قادة ترانسلفانيا أن الوحدة تمر دون شروطو إذ كانوا يأملون في أن يحصلوا من رومانيا مقابل الوحدة ما لم يحصلوا عليه من المجر عندما كانوا تحت سيطرتها, ومن ثم طالبوا بضمانات قوية لحقوق كل القوميات والأديان في ترانسلفانيا, وكذا الحقوق المدنية كحرية الصحف وحرية تكوين الجمعيات والروابط وإستخدام لغاتهم المحلية في الإدارة والتعليم والقضاء. كما طلبوا بالسماح بإقامة حكم محلي ريثما يتم تكوين جمعية تأسيسية تشريعية. وقد إختارت الجمعية مجلس إدارة ومجلس وزراء من خمسة وزيراً برئاسة يوليوس مانيو Maniu الذي بدا آنذاك كأقوى سياسي ترانسلفاني وقد أبرق إلى رومانيا معلناً الموافقة على الوحدة معها وفي الشهر نفسه إنضمت شخصيات ترانسلفانية إلى حكومة رومانيا مثل فايدا-فويفود.

على كل حال ففي نوفمبر 1919 جرت إنتخابات للجمعية التشريعية في رومانيا وربما كانت أول إنتخابات حرة جرت هناك وكانت نتيجتها صدمة لحزب براتيانو الليبرالي الذي حصل فقط على 93 مقعداً من أصل 244 مقعداً, وذهبت الأغلبية إلى الحزب القومي الذي يرأسه مانيو, وفايدا-فويفود الذي تحالف مع أحزاب الفلاحين القائمة في رومانيا من قبل. ورغم كراهية الملك (فرديناند) للتحزب مع براتيانو كما سبق أن رأينا, إلا أنه قام بتعيين فايدا رئيساً للوزراء لكن سرعان ما حل محله الجنرال آفريشكو في مارس 1920, وأجريت إنتخابات جديدة في مايو حيث بدا أن سياسات رومانيا عادت إلى قواعدها التقليدية السابقة فالحزب الليبرالي عاد إلى التقليد القديم القائل بأن المجموعة التي في الحكم تكسب الإنتخابات فنراه يحصل على 209 مقعداً من 319. وآنذاك كان قد تم إلغاء "مجلس الأرض" في ترانسلفانيا. وفي ديسمبر 1921 ترك الجنرال آفريشكو الحكومة وخلفه في يناير 1922 براتيانو وبهذا سيطر الحزب الليبرالي على سياسات رومانيا حتى عام 1928.

وفي الإنتخابات التي أجريت في مارس 1922 زادت مقاعد الحزب الليبرالي إلى 260 مقعداً وقدمت الجمعية الجديدة التي أصبحت تحت سيطرته مسودة دستور أقل شأناً بكثير من دستور 1866. ولقد بدت الروح المركزية لدى الحكومة في النص في الدستور على أن رومانيا "دولة متحدة وغير منقسمة", وإحتفظ الملك بسلطات مطلقة. وظل تنظيم الحكومة دون تغيير كما كان قبل الوحدة.

وآنذاك ظهرت أعراض رد الفعل القوي تجاه الأوضاع السياسية الجديدة وخاصة من ناحية ترانسلفانيا. والحاصل أن الحكومة المركزية في بوخارست أدارت شؤون الأقليم الجديدة بواسطة مسئولين من الممكلة القديمة, كما ظل الجيش والوظائف الإدارية العليا والمناصب الدبلوماسية في يد أهالي ولاشيا ومولدافيا (أصل رومانيا). وقد بدت مشاعر عدم الرضا أثناء حفل تتويج الملك فرديناند في أكتوبر 1922 في ألبا إيوليا, إذ لم يحضره الحزب القومي أقوى ألأحزاب في ترانسلفانيا, وأيضاً قادة زعماء الأقاليم الجديدة الذين كانوا مسئولين عن تحقيق الوحدة. وكما حدث في يوجوسلافيا أصبح تقرير سياسات رومانيا في يد الحكومة المركزية والأقاليم الأكثر تقدمية.

انظر أيضاً

للاستزادة

  • Leustean, Lucian N. (September 2007). ""For the Glory of Romanians": Orthodoxy and Nationalism in Greater Romania, 1918–1945". Nationalities Papers. 35 (4): 717–742. doi:10.1080/00905990701475111.
  • Suveica, Svetlana, Bessarabia in the First Interwar Decade (1918–1928): Modernization by Means of Reforms, Chișinau: Pontos, 2010, 360 p. (Romanian)ISBN 978-9975-51-070-7.

الهامش

للاستزادة

  • Gerhart Luetkens. "Roumania To-Day," International Affairs (Sep. – Oct., 1938), 17#5 pp. 682–695 in JSTOR

وصلات خارجية