جهم بن صفوان

جَهْم بن صَفْوان Jahm bin Safwan هو عالم وفقيه ومفكر إسلامي، عاش في الفترة الأموية وهو مؤسس الطريقة الجهمية التي سُميت على اسمه. خلال حياته كان على علاقة وطيدة ب الحارث بن سريج، المنشق عن خراسان. واعدم عام 745 على يد سلم بن أحوز.[1]

جَهْم بن صَفْوان
Jahm ibn Safwan
وُلِدَ696
توفي745
العصرالحضارة الإسلامية
المنطقة{{{منطقة}}}
المدرسةجهمية
الاهتمامات الرئيسية
علم الكلام  · فلسفة
الأفكار البارزة
مؤسس المدرسة الجهمية · الجبرية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

ولد جهم في 696 (78 هـ) في الكوفة وهو من موالي بني راسب ويعود أصله إلى مدينة في ترمذ، التي تقع حاليا في أوزباكستان على الحدود الأفغانية (إحدى قبائل الأذر).[2] نشأ واستقر في خراسان في ترمذ. وتعلم على يد الجعد بن درهم.

كان الجعد بن درهم معلماً لآخر الخلفاء الأمويين مروان الثاني، واتهم بأنه ظاهري وزنديق لكونه أول من قال أن الله لا يتكلم، ولذلك فإن القرآن مخلوق.[3] وهو أول مسلم تحدث عن خلق القرآن وأنكر صداقة إبراهيم مع الله و حديث موسى مع الله.[4] وسُينسب اسم جهم بن لاحقاً إلى الحركة اللاهوتية المعروفة بـالجهمية.[5] عمل جهم مساعداً لـالحارث بن سريج أثناء ثورة الأخير على الوالي الأموي نصر بن سيار. وقُتل جهم خلال المحاولة الأولى للاستيلاء على مرو عام 746، لكن ثورته أضعفت قوة الأمويين بشكل كبير وساهمت بشكل غير مباشر في نجاح الثورة العباسية.[6]


تعاليمه

يصعب تحديد مضمون تعاليم ومذاهب جهم، لأن أفكاره تُعاد صياغتها عادةً باختصار وتبسيط شديدين، يحث تبدو آراءه من النوع الذي يستحل التحقق منه. ويقال بأنه يعتبر أن عدداً قليلًا فقط من الصفات يمكن أن تُنسب إلى الله، مثل الخلق والقدرة الإلهية والعمل، بينما لا يمكن إسناد صفات أخرى مثل الكلام. ولذلك رأى أنه من الخطأ الحديث عن كلمة القرآن الخالدة، لأن الله ليس هو المتكلم أصلاً.[7]

وكان جهم من دعاة الجبرية المتطرفة، التي ترى أن الإنسان لا يتصرف إلا مجازياً، فمثلاً عنما يُقال بها أن "الشمس تغرب" يرى يهم أن هذا تقليد لغوي وليس وصفًا دقيقا، لأن في الواقع، فإن الله هو الذي جعل الشمس تغرب.[8]

إرثه

صُنفت آراء الجهم في صفات الله، كفرع من فروع المعتزلة، الذين كانوا يطلق عليهم أحياناً اسم الجهمية من قبل خصومهم. واعتقد المعتزلة أن القرآن مخلوق، وهذه الفكرة تتوافق مع آراء جهم.

ورغم أن جهم لم يترك أي مؤلفات، ولكن الكثير من علماء المسلمين كتبوا عن مذاهبه، وكتب عنه دراسات قليلة من قبل علماء الحديث.[9][10]

الانتقادات

معاصروه

يُعد مقاتل بن سليمان، أحد المفسرين الأوائل للقرآن، والذي ييعده المسلمون السنة أنه النقيض لجهم،[11] وكان معاصراً لجهم وكان ينتقده بشكل كبير، ودار جدل عقائدي وسياسي حاد بين الرجلين في مسجد مرو حول الصفات الإلهية وأيضاً حول القادة السياسين الذين يتبع إليهما الرجلان. وانتهى كل منهما بتأليف كتاب يدحض آراء الآخر، واستخدم مقاتل صلاته السياسية لطرد جهم من بلخ وإرساله إلى ترمذ.[12] وأسس مقاتل فرقة مناهضة للجهمية عُرفت باسم المقاتلية، وعرّف المسلمون السنة أنفسهم بأنهم يقعون بين ما يعتبرونه هذين اطرفين المتطرفين. ووأدين مقاتل نفسه من علماء عصره مثل أبو حنيفة ومكي بن ​​إبراهيم (مُعلم البخاري).[13][12][14]

وكان أبو حنيفة (ت 150هـ) يتقد جهم بشدة، إلى جانب انتقاده للمقاتلة. وذهب أبو حنيفة إلى حد تكفير الجهم.[15][16][17]

العلماء اللاحقون

كتب عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280هـ)، وهو من علماء أهل السنة، ردوداً على آراء الجهم، كما كتب رداً كبيراً على بشر المريسي أحد أبرز أتباع الجهمية، وفي رده اعتبر الدارمي أن المريسي كافر.[18] وتلقى عثمان بن سعيد الدارمي نفسه انتقادات تشبه التي تلقاها مقاتل بن سليمان وكان هناك علماء اعتبروه يذهب إلى الطرف المعاكس لجهم، كونه "مجسماً". وأبرز المنقدين له كان الحديث السني الحاكم الترمذي (ت. ~ 280 هـ) الذي كتب ردًا علر الدارمي.[19][20][21]

كما كتب العديد من علماء الحديث ردوداً على مذهب الجهم بن صفوان، ولا سيما أحمد بن حنبل (ت 241هـ) وتلاميذه مثل البخاري (ت 256هـ) و أبو داود السجستاني (ت 275هـ).[22]وتبنى البخاري مذهب المحدث وعالم الكلام ابن كلاب والحسين الكرابيسي في مسائل العقيدة، وهما اللذان ينقضان ويبرأن من الجهمية. واستمر بعد ذلك علماء الكلام من أهل السنة في انتقاده، ولا سيما أبو الحسن الأشعري (ت 324هـ) وأبو منصور الماتريدي (ت 333هـ)، واستمر ذكره ونقده بعدهما.[23][24][25][26][27]

See also

References

  1. ^ موسوعة الإسلام الأقصر ص 83، ليدن 1974
  2. ^ van Ess, Joseph. "JAHM B. ṢAFWĀN – Encyclopaedia Iranica". www.iranicaonline.org (in الإنجليزية). Encyclopedia Iranica. Retrieved 11 February 2017.
  3. ^ Abdus Subhan, al-Jahm bin Safwan and his philosophy p. 221 in: Islamic Culture 1937, W. Montgomery Watt, Early Discussions about the Qur'ān p. 28 in: The Muslim World 1950, al-Dahabi, Mizan al-I'tidal 1:185.
  4. ^ W. Madelung, The Origins on the Controversy concerning the Creation of the Qur'ān p. 505 in: Orientalia hispanica sive studia F.M. Pareja octogenario dicata, Leiden 1974.
  5. ^ W. Montgomery Watt, Encyclopedia of Islam II, q.v. Djahm b. Ṣafwān.
  6. ^ Hawting, G. R. (2002-01-04). The First Dynasty of Islam: The Umayyad Caliphate AD 661-750 (in الإنجليزية). Routledge. ISBN 978-1-134-55058-6.
  7. ^ Clinton Bennett, The Bloomsbury Companion to Islamic Studies, p. 126. ISBN 1441138129.
  8. ^ P. W. Pestman, Acta Orientalia Neerlandica: Proceedings of the Congress of the Dutch Oriental Society Held in Leiden on the Occasion of Its 50th Anniversary, 8–9 May 1970, p. 85.
  9. ^ Sources on the Jahmiyya are largely tendentious, as is the case with all heresiographies of the past. For modern studies see: Jamal al-Din al-Qasimi, Tarikh al-Jahmiyyah wa'l-Mu'tazilah, Yasir Qadhi, and Maqalat al-Jahm ibn Safwan wa Atharuah fi al-Firaq al-Islamiyya.
  10. ^ Richard M. Frank (1965). "The Neoplatonism of Ğahm ibn Ṣafwān". Le Muséon (68): 395–424.
  11. ^ Tohe, Achmad. Muqatil ibn Sulayman: A neglected figure in the early history of Qur'ānic commentary. Diss. Boston University, 2015. pp. 12, 34.
  12. ^ أ ب Sirry, M., 2012. Muqātil b. Sulaymān and Anthropomorphism. Studia Islamica, 107 (1), pp. 38-64.
  13. ^ Ibn Rajab al-Ḥanbalī, Bayān Faḍl ‛ilm al-Salaf ‛alā ‘Ilm al-Khalaf,ed. Muḥammad ibn Nāṣir al-‘Ajmī (Beirūt: Dār al-Bashā’ir al-Islāmiyyah, 2003), p. 55.
  14. ^ Tohe, Achmad. Muqatil ibn Sulayman: A neglected figure in the early history of Qur'ānic commentary. Diss. Boston University, 2015. pp. 12, 33-34.
  15. ^ Al-Khaṭīb al-Baghdādī, Tārīkh, 15/212.
  16. ^ Ibn Ḥajar al-‛Asqalānī, Tahdhīb, 10/281.
  17. ^ Mamat, M.A., Akib, M.M.M. and Husin, B., 2014. Prinsip-Prinsip Ahl al-Sunnah wa al-Jamaah: Pengenalan dan Terjemahan Melayu Wasiyyah Imam Abu Hanifah. Jurnal Akidah & Pemikiran Islam, pp. 11-12.
  18. ^ Refer to: al-Radd 'alā'l-Jahmiyyah and Naqd 'Uthmān b. Sa'îd 'alā al-Mārisî al-Jahmî al-'Anîd fi Iftirā 'alā Allāh fî al-Tawhîd, Riyad 1999.
  19. ^ Bin Sadiq al-Hanbali, Yusuf. Hashiyah Al-Muqaffaq 'Ala Luma'ah Al-Muwaffaq. Kuala Lumpur: Apologia PLT, 2020. p. XV
  20. ^ AL-GEYOUSHI, MUHAMMAD IBRAHEEM. "Al-Hakim Al-Tirmidhi: his works and thoughts." Islamic Quarterly 14.4 (1970): 159.
  21. ^ Al-Tirmidhi, Al-Hakim. Ms. جواب كتاب عثمان بن سعيد من الري. Zahiriyyah Library.
  22. ^ They wrote respectively: al-Radd 'alā al-Zanādiqah wa'l-Jahmiyyah and Khaql Af'āl al-'Ibād wa'l-Radd 'alā al-Jahmiyyah wa-Ashāb al-Ta'tîl
  23. ^ Hussain, Mohammed Yusoff. "[en] Al-Ash'ari's Discussion of God's Knowledge." Islāmiyyāt 10 (1989).
  24. ^ Jarullah, Z. H. 1969. Tarikh-i-Mutazila, tr. S. Raees Ahmed Jaffari. Karachi.
  25. ^ Stapa, Zakaria. "Kedudukan Pemikiran al-Ash'ari dan al-Maturidi dalam Mazhab Ahli Sunnah Waljamaah/The Position of al-Ash'ari and al-Maturidi's Thoughts in the Ahli Sunnah Waljamaah School." Islamiyyat 33 (2011): 37.
  26. ^ "Ibn Kullāb — Brill". Brill Online Reference Works.
  27. ^ Wahab, Muhammad Rashidi, and Syed Hadzrullathfi Syed Omar. "Peringkat Pemikiran Imam al-Ash’ari Dalam Akidah." International Journal of Islamic Thought 3 (2013): 58-70. "Disebabkan itu, al- Bukhari dalam kebanyakan perkara berkaitan dengan persoalan akidah dikatakan akan mengambil pendapat Ibn Kullab dan al-Karabisi (al-'Asqalani 2001: 1/293)".