انتفاضة نوگاي كوبان

انتفاضة نوگاي كوبان في 1783ن وكانت آخر محاولة جادة يقوم نوگاي كوبان لمقاومة التوسع الروسي. مهدت هزيمتها الطريق أمام الاستعمار السلاڤي للأراضي الواقعة شمال القوقاز وكانت خطوة مبكرة في الفتح الروسي للقوقاز. نتج ذلك عن ضم الامبراطورية الروسية لشبه جزيرة القرم والخطط القيصرية لإعادة توطين النوگاي في جبال الأورال. قُمعت الانتفاضة بوحشية في غضون أشهر قليلة من قبل القوات الروسية تحت قيادة ألكسندر سوڤوروڤ.

سهوب كوبان، شرق بحر آزوڤ وشمال القوقاز

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخلفية

لما يقرب من 300 عام، كانت أراضي النوگاي الواقعة شمال البحر الأسود تخضع نظريًا لخانية القرم التي كانت بدورها تابعة للأتراك العثمانيين. كونهم بعيدين إلى الشرق، كانو نوگايكوبان أكثر استقلالية من المجموعات القريبة. توسعت روسيا ببطء جنوباً لتدفع النوگاي نحو الجنوب. نتيجة للحرب الروسية التركية 1768-1774، أصبحت خانية القرم مستقلة عن العثمانيين، لكنها في الواقع أصبحت محمية روسية (1774 حتى 1783). لم يحظ شاهين گيراي الذي عينته روسيا بشعبية بين النوگاي وكان لابد من دعمه من قبل الروس. ظل النوگاي كوبان معادين للحكومة الروسية. عام 1781 بدأ النوگاي بالتحريض على كوبان، الأمر الذي فُسرت على أنه معدات لخان القرم الموالي لروسيا. بحلول يوليو 1782، انتشرت الانتفاضة في شبه جزيرة القرم. قُمعت هذه الانتفاضة من قبل القوات الروسية في نهاية عام 1782.[1][2]


التمرد

 
 
ييسك
 
نبع ييا
 
مصب
لابا
 
 
 
 
 : نهر كوبان

في 8 أبريل 1783، أصدرت الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية بيانًا أعلن بموجبه أن القرم وتامان وكوبان ممتلكات روسية.[3] تم تفسير ذلك على أنه نقل للنوگاي من شبه جزيرة القرم إلى روسيا. اختار نوگاي البحر الأسود (يديسان، دژمبويلوك، إديشكول) الهجرة إلى كوبان، غير راغبين في أن يكونوا رعايا روس.

في أوائل صيف عام 1783 حاول ألكسندر سوڤوروڤ، قائد فيلق كوبان، عن طريق الإقناع والأوامر إقناع نوگاي كوبان بقسم الولاء للإمبراطورية الروسية. في الوقت نفسه، وبأمر من گريگوري پوتمكين، أقجريت الاستعدادات لإعادة توطين النوگاي في جبال الأورال، وكذلك في محافظتي تامبوڤ وساراتوڤ (جنوب غرب الأورال). في 28 يونيو 1783، أدى ميرزات كوبان ونوگاي البحر الأسود قسم الولاء لروسيا بالقرب من ييسك عند مصب نهر ييا. بدأت إعادة التوطين تحت حراسة القوات الروسية والقوزاق، الذين قاموا بسد جميع معابر نهر يايا.

رداً على ذلك، في 30-31 يوليو 1783، قام غالبية النوگاي الذين رفضوا الانتقال، بانتفاضة في كوبان. فجر 1 أغسطس، هاجم المتمردون (7-10 آلاف رجل) الموقع عند ملتقى نهري أوراك يلگاسا (أوراي إيلگاسا) ويا (الموقع؟)، حيث كان يوجد جزء من أفواج بوتيرسكي وڤلاديمير،[4][5] بقيادة الملازم ژيدكوڤ. ودارت معركة شرسة. جاءت أسراب بقيادة الفريق روتسيوس وكيكواتوڤ لمساعدة فوج بوتيرسكي. انتهت المعركة التي امتدت أرضها إلى دائرة نصف قطرها 30 كيلومتر، بهزيمة ثقيلة للنوگاي، ومع ذلك، اخترق بعضهم القوات الروسية وتوجهوا جنوباً إلى منطقة نهر لابا، وهو أحد روافد نهر كوبان المتدفق شمالًا. تمكنت القوات الروسية من أسر ميرزا مورزابيكوڤ وميرزا كليمبت وعدة ميرزات آخرين.[بحاجة لمصدر].

مساء 23 أغسطس، قامت فرقة قوامها 5000 فرد من فرسان النوگاي بشن هجوم على مدينة ييسك، حيث أخرجت مفارز القوزاق حول ييسك وقطعت الاتصالات. صدت حامية ييسك هجومين. بمعرفة أن مجموعة كبيرة من فرسان النوگاي كانت تتحرك لمساعدة المهاجمين من بحر آزوڤ، وسحب أ. م. ليشكيڤيتش وحداته من القلعة وتفرقة المهاجمين بالمدافع. كان من بين القادة الذين هاجموا يسك 40 مرزا وأغا، معظمهم من النوگاي الأرستقراطيين الشباب. لم يكن من الممكن الاستيلاء على ييسك لأن المدافع الروسية كانت عقبة خطيرة أمام سلاح الفرسان النوگاي المسلحين بأسلحة خفيفة. عانى النوگاي من خسائر فادحة.

مساء 1 أكتوبر 1783، عبرت أجزاء من فيلق كوبان ودون القوزاق تحت قيادة سوڤوروڤ سراً نهر كوبان ودخلت على المعسكر الرئيسي للمتمردين بالقرب من كرمنشيك على نهر لابا، على بعد 12 كيلومترًا من التقاؤه مع نهر كوبان.[6] في هذه المعركة الحاسمة، هزم سوڤوروڤ قوات النوگاي بالكامل.[5] وقُتل في المعركة زعماء قبائل الإديشكول والكاساڤ والناڤروز.

في نهاية السنة، أرسل سوڤوروڤ حملات استكشافية عبر نهر كوبان ضد مجموعات فردية من النوگاي.

النتائج

بالنسبة للنوگاي، سقط في المعركة قرابة 7000 من محاربي النوگاي، وأُسر أكثر من 1000 مقاتل، باستثناء النساء والأطفال. نتيجة لذلك، عرضت غالبية زعماء النوگاي طاعة سوڤوروڤ واعترفت أخيرًا بانضمام شبه جزيرة القرم وأراضي النوگاي إلى الإمبراطورية الروسية. في المقابل، تخلت السلطات الروسية عن خططها الأصلية لإعادة توطين النوگاي في جبال الأورال. انتقل جزء من نوگاي كومبا إلى ساحل بحر قزوين، حيث يعيش العديد من النوگاي في حتى يومنا هذا. انتقلت جحافل الدژمبويلوك واليديسان إلى منطقة نهر مولوتشنا شمال غرب بحر آزوڤ.

تكبد النوگاي خسائر كبيرة أثرت على الشعب كله. لقد فقد أخيرًا الاستقلال السياسي لجحافل البدو الرحل. من قبل العديد من منظمات النوگاي الاجتماعية الحديثة، يُنظر إلى قمع الانتفاضة على أنه عمل من أعمال الإبادة الجماعية. وفقًا للأرقام التي قدمتها بعض منظمات النوگاي، أثناء قمع الانتفاضة، قُتل عدة عشرات الآلاف من الأشخاص، ومنهم النساء والأطفال.

بالنسبة للإمبراطورية الروسية، أصبح الطريق مفتوحًا الآن لاستعمار سهوب شمال القوقاز.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Российские военные и дипломаты о статусе Крыма в период правления Шагин-Гирея". Archived from the original on 2016-09-11. Retrieved 2019-07-13.
  2. ^ Владимир Гутаков. Русский путь к югу (мифы и реальность). Часть вторая
  3. ^ "Высочайший Манифест от 8 апреля 1783 года о принятии полуострова Крымского, острова Тамана и всей Кубанской стороны под Российскую Державу (СПб., 1783) - РуссПортал. Историческая библиотека русской цивилизации" (in الروسية). www.russportal.ru. Retrieved 2017-03-10.
  4. ^ "Василий Каширин: Вступление русских войск в Бессарабию и ликвидация Буджакской татарской орды в начале русско-турецкой войны 1806-1812 гг. - ИА REGNUM". ИА REGNUM (in الروسية). Archived from the original on 2017-03-12. Retrieved 2017-03-10.
  5. ^ أ ب Гутаков В. Русский путь к югу (мифы и реальность). Ч. 2. // Вестник Европы, 2007, № 21.
  6. ^ Картины сражений и портреты Генералиссимуса