المقاومة السرية أثناء العدوان الثلاثي

د. يحيى الشاعر
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956 عملت المقاومة السرية المسلحة وفق تنظيم محكم، تحت إشراف الرئيس جمال عبدالناصر. الوثائق أدناه، صدرت بموافقة البكباشى عبدالفتاح أبو الفضل وتحت إشرافه ، ووقعت من كل من الصاغ أ.ح سعد عفرة، مبعوث الرئيس عبد الناصر، لتولى قيادة المرحلة الثانية من المقاومة، التى تتميز برفع مستوى عمليات المقاومة المصرية.

الغارات الوحشية علي بورسعيد
جثث الشهداء تملأ الشوارع
عبد الناصر وسط ميدان المسلة

ولقد إنعكست تلك المرحلة في خطف الضابط أنطونى مورهاوس، إبن عمة الملكة اليزابيث ملكة إنجلترا ، وإغتيال الماجور جون وليامز ، رئيس مخابرات القوات البريطانية في بورسعيد "وقد قام بهذه العملية السيد عسران"، علاوة على عملية مهاجمة معسكر الدبابات البريطانى بالصواريخ - وهى عملية مشتركة مع مجموعة الصاعقة ، تولى قيادتها الملازم إبراهيم الرفاعى، وعملية مهاجمة مقر كتيبة بريطانية في مبنى مدرسة الوصفية نهارا، بالاضافة إلى زيادة عمليات الكمائن بالقنابل اليدوية لدورياتهم الراكبة والسائرة في المدينة.

  • أولا: أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراره الجمهورى بتشكيل المقاومة السرية الشعبية وتعيين البكباشى عبدالفتاح أبو الفضل فيما بعد مسؤولا عن المقاومة الشعبية في بورسعيد "نائب رئيس المخابرات العامة فيما بعد".
  • ثانيا: عين الرئيس جمال عبد الناصر الصاغ كمال الدين حسين (من أعضاء مجلس قيادة الثورة ومن الضباط الأحرار الذين قامو بالثورة يوم 23 يوليو 1952)، ليقود المقاومة الشعبية في الاسماعيلية حيث كان كمال الدين حسين مسئولا عن كافة تشكيلات الحرس الوطنى، فتوجه كمال الدين حسين إلى الاسماعيلية، وبقى في مسؤلية هناك حتى إنتهى العدوان وغادرت القوات الأنجلوفرنسية المعتدية أرض مصر فرجع إلى القاهرة.
  • ثالثا: كان يشارك كمال الدين حسين في قيادة المقاومة الشعبية كل من المسئولين التالين تحت إشراف البكباشى زكريا محيى الدين رئيس المخابرات العامة والمشرف العام على المقاومة في جميع أنحاء الوطن العربى:

1 - الصاغ محمد كمال ألدين رفعت القائد ألعام لتجمعات المقاومة السرية في منطقة القنال والمنسق العام للمقاومة في ألوطن العربى والعمليات والمخابرات الخاصة بالمقاومة والمسئولون المباشرون عن قواعد التدريب والإمداد والتسليح.

2 - البكباشى محمد عبد الفتاح أبو الفضل مسئولية تحقيق مهمتة التاريخية قائد المقاومة والمنفذ للعمليات السرية والعسكرية ضد قوات الإحتلال في بورسعيد) بناء على أوامر الرئيس جمال عبد الناصر.

3 - كان يصاحب البكباشى عبد الفتاح أبو الفضل كل من ضباط المخابرات التالى أسمائهم.

أ - اليوزباشى سمير محمد غانم "قائد العمليات الفدائية والمقاومة والتنسيق مع قوات الصاعقة.

ب - الملازم فرج محمد فرج قائدا للإتصالات اللاسلكية في بورسعيد وخارج بورسعيد "كان مسؤلا عن جهاز اللاسلكى المخبأ في منزل يحى الشاعر، للاتصال برئاسة الجمهورية وإدارة المخابرات العامة في القاهرة".

ج - الصاغ أ. ح. سعد عبدالله عفرة " قائد المرحلة الثانية في المقاومة السرية" وقد تسلل الى بورسعيد متنكرا في زى رجال الأسعاف ليتولى قيادة المقاومة بدلا من البكباشي عبدالفتاح ابوالفضل الذى أستدعى الى القاهرة للاشراف على جميع عمليات المقاومة في القنال".

د - الصاغ محمود حسين عبدالناصر "مدير مكتب رئيس الجمهورية أنور السادات فيما بعد من المسئولون عن مجموعة ألتخطيط وتزويدنا بالأسلحة.

هـ - اليوزباشى محمد فائق ك"وزير الإعلام فيما بعد" من القادة المسئولون عن مجموعة التخطيط وتزويدنا بالأسلحة "وقد تسلل الى بورسعيد وغادرها مع البكباشى عبدالفتاح أبو الفضل".

بدأت المخابرات العامة المصرية تتخذ الاجراءات اللازمة لانشاء تشكيلات المقاومة السرية الشعبية المسلحة وتدعيمها بالأسلحة والمعدات وتولى ذلك الصاغ محمد كمال الدين رفعت القائد العام لتجمعات المقاومة السرية في منطقة القناة والمنسق العام للمقاومة في الوطن العربى والعمليات والمخابرات الخاصة بالمقاومة والمسئولون المباشرون عن قواعد التدريب والإمداد والتسليح.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تخطيط أركان حرب متقدم لعملبات المقاومة

 
الشكيل القيادي للمقاومة المصرية
 
التشكيل التنفيذى التنظيمي لقيادة عمليات المقاومة السرية الشعبيه المسلحة في بورسعيد

اتبعت المخابرات العامة في قيادتها لنا ، مبدأ المرونة الميدانية في توجيه عمليات المقاومة المسلحة للتشكيلات أو العمليات السلبية للمقاومة الشعبية مبدأ تنفيذ العمليات الميدانى الذاتى والتحرك المستقل المعتمد على أسس حرب المقاومة السرية المسلحة وذلك لتسهيل أمر التنفيذ الميدانى المتناسق للوضع في حينه ، وقد تم تنفيذ هذا المبدأ العسكرى المتقدم خلال الأيام الأولى من حرب أكتوبر العظيمة ...

وكانت التعليمات والأوامر التى تصل الينا باللاسلكى تحدد القيام بنوع معين من المقاومة دون التدخل في طرقة التنفيذ أو في تحديد تفاصيل كيفية القيام بالعملية أو مهاجمة الهدف نفسه وذلك محافظة حرية تحركنا الميدانى وعلى مبدأ السهولة في الحركة مبدأ المرونة وحرية التحرك الذاتى

ولقد استثنى من ذلك ، عملية الهجوم على معسكر الدبابات على الشاطئ التى حدد فيها الهدف منذ البداية

" معسكر الدبابات البريطانى على طرح البحر " بالذات وضرورة أخذ العديد من العوامل التاكتيكية العسكرية في الأعتبار والتى استدعت وحتمت ضرورة تنسيق ووضع خطة عسكرية كاملة على أساس مبادىء أركان الحرب في عملية الهجوم بالأشتراك مع مجموعات المقاومة السرية المسلحة وتغطية ظهر الصاعقة ".... أنظر الكتاب للتفاصيل... "


وقد إنعكس احترام القاهرة لمبدأ المرونة وحرية التحرك الذاتى على سبيل المثال

أولا: في طلب الرئاسة القيام بأختطاف ضباط من قوات الأحتلال الأنجليزية دون تحديد الهوية أو الرتبة أو الوحدة أو مكان الأختطاف مع تفضيل أن يكون الضباط المختطفين ذوى الرتب العليا

ثانيا : طلب مكتب الرئاسة مواصلة استمرار مهاجمة سيارات الداوريات المسلحة في المدينة

ثالثا : تعليماتهم بالقيام بعملية هجوم مجموعات فدائيين ليلية على دشن الحراسة في منطقة الجمرك وهكذا

وكانت فائدة وميزة الحرية الذاتية ومرونة الحركة في التنفيذ العملى الميدانى تتناسب مع أختيار الهدف في ضوء الوضع السائد في حينه وهو المبدأ الأساسى لعمليات حرب الفدائيين المسلحة المعروفة بأسم حرب مجموعات الفدائيين السرية لان القيادة الميدانية التنفيذية تتواجد في الموقع وتحيط بكافة التفاصيل المحيطه بها مما يسهل لها التحرك التاكتيكى التنفيذى ويمكنها من تفادى تعريض أعضاء التشكيل للخطر سواء في العمليات العسكرية أو السلبية

وتعتبر عملية اختطاف أنتونى مورهاوس أو مهاجمة الضابط وليامز أو مهاجمة المدرسة اليونانية أوالعمليات اليومية الأخرى من أفضل الأمثلة عن نجاح نظام القيادة الذاتى المتبع


الخطوط الدفاعية

 
التقدم االبريطاني داخل احياء المدينة وإختراق كتائب الكوماندو رويال مارين البريطانة لها ، بتدعيم الدبابت

الخط الدفاعي التعطيلي الأول: طرح البحر-شارع الكورنيش.]]

كان الخط الأول، الدفاعى التعطيلي، يقع على الشاطىء مباشرة ويمتد الى الخلف إعتبارا من خط المياه ،.حتى. شارع "كتشنر ، أو أعتقد أن إسمه الآن 23 يوليو "....

ولقد استعمل بعض المدافعين الكبائن ، كساترا لهم للأختفاء ..بل نصبت تحت بعضهم ... مدافع مضادة للطائرات "رشاشة عيار 20 ملم" ... في مواجهة "سور ميناء الصيد ... وطابية السلام ...بالقرب من عمارة حمزة ..

وتواجد تحت الكبائن الخشبية .. وفى الغرف المبنية من الطوب الموجودة أسفل بعضهم ... بعض جنود المشاة .. وجنود الجيش ... والعدد الكبير من أفراد الحرس الوطنى مواطنى المدينة الذين كانوا يعلمون كيفيةأستعمال السلاح ... جنود مسرحين وخلافه ... الذين

ولما قامت الطائرات ... منذ صباح يوم الأحد 4 نوفمبر 1956 بمهاجمة الشاطىء بالمدافع الرشاشة ، رفعت حدتها يوم الأثنين بأستعمال قنابل النابالم الحارقة ...

دعم البعض كمائنهم تحت الكبائن .. التى هوجمت يوم الأثنين وأحرق العديد منهم ... غير أن البعض قد تبقى وأصبح .... نقط مقاومة شرسة ... أنتظارا للأنزال البرمائى المتوقع ....

وعندما بدأ الأنزال البرمائى في الصباح المبكر "الساعة السادسة وأربعون دقيقة ..يوم الثلاثاء 6 نوفمبر ... كانت نقاط القناصة كمينا قاتلا ... وقتل العديد من لجنود الكتيبة 40 والكتيبة 42 " كـوماندو رويال مارين" البريطانية ...

ولما كانت الدبابات ... والدبابات البرمائية حاملات الجنود من طراز LVT)) بافالو أو الأسم العسكرى الصحيح L V T Landing Vehicle Tracked غير محصنة ، وكانت الدبابات السنتورين ماركة 4 قد بدأت تنزل في المنطقة سييرا الخضراء ... أمام كازينو البحر ...، طلب كل من قادة جنود الكتيبة 40 والكتيبة 42 " كـوماندو رويال مارين" مساعدة الدبابات البريطانية ... لحـــصـــد وتحطيم الكبائن وأسكات من فيهم من مقاومون.

أبطال المقاومة

لم تنسي المدينة الباسلة العديد من ابطال وفدائي المقاومة الشعبية اللذين سجلوا باسمائهم وبدمائهم باحرف من نور تاريخ بورسعيد والتى يجب ان يخلدهم التاريخ ومن هؤلاء ضابط المخابرات اليوزياشي سمير محمد غاتم يحيى الشاعر وشقيقه محمد هادي الشاعر وضابط الجيش الملازم فرج محمد فرج عثمان ضالط اللاسلكي المسئول عن الإتصالات مع كل من رئاسة الجمهورية المخابرات العامة والصاغ محمود حسين عبدالناصر والفدائئن محمد حمد اللة واحمد هلال ومحمد سليمان وعلى زنجير الذين القوا القبض على الضابط الانجليزى (انتونى مور هاوس ) وقاموا بتسليمة الى ضابطي الشرطة "البوليس" الملازم اول محمد سامى خضير والملازم عز الدين الامير وتم وضعة في صندوق باحد المنازل وبعد انتهاء الحصار وجدوة ميتا داخل الصندوق والسيد عسران الصبى الذى لم يتجاوز السابعة عشر عاما والذى فجر ضابط الاتصال البريطانى (الميجر وليامز ) بقنبلة وضعها في الرغيف .

وهناك ايضا مجموعة ضباط الصاعقة جلال هريدى ومحمد احمد الجيار واحمد عبد اللة ونبيل الوقاد وطاهر الاسمر وفاروق الأسمر ومدحت الدرينى ومصطفى عبد الوهاب والسيد صبحى الكومى وضابط المخابرات الصاغ سعد عبد اللة عفرة و ضابطي الشرطة "البوليس" اليوزباشى مصطفى كمال الصياد واليوزباشي منير على الالفى

ولم ينسي التاريخ البطل يحيى الشاعر الذي قام مع السيد البوص بددفن جثة الملازم أنطوني مورهاوس ، لتفادي إكتشاف البريطانيين لجثته ، ةالتمويه علي موته ، حتي لا ينفذ الجنرال هيوج ستوكويل تعديده بنسف حي العرب في المدينة ، وكذلك قيام يحي الشاعر وشقيقه عبد المنعم الشاعر بنسف وتفجير تمثال ديليسبس وانزالة من على قاعدتة وساعدهما جاويش المظلات حسني عوض

ولم ننسي الشهيد جواد حسنى الطالب بكلية الحقوق الذى تطوع في الحرس الوطنى وتم تعذيبة حتى يدلى باية معلومات الا انة رفض فاطلقوا النار علية ليخط باخر قطرة من دمائة الطاهرة على الجدار داخل سجنة سيرتة الذاتية وكتب (عاشت مصر حرة )

ولم ننسي التلميذ حسن سليمان حمودة الذى كان في الثانية عشر من عمرة وكان طالبا بمدرسة القناة الاعدادية بنين وخرج على راس مسيرة ضخمة حشد فيها رفاقة ليهتفوا لمصر ويسخرون من الاعداء فاطلق الجنود الفرنسيين رصاصاتهم واردوة قتيلا .

ولم تنسي بورسعيد الفدائى الوطنى محمد شاكر مخلوف من حزب مصر الفتاة ببورسعيد (انذاك )والذى اشتهر بطبع اول منشور بمطبعتة بعنوان (سنقاتل ..سنقاتل ) ثم منشورات اخرى (لاتلقى سلاحك ) (وارفع راسك يااخى ) و(العربات قادمة في الطريق ) كما انة كان يحدد الاهداف الحيوية للفدائيين لضربها كما اصدر العدد الاول من جريدة الانتصار يوم 9 ديسمبر عام 1956 وقامت القوات البريطانية بتحطيم مطبعتة .

ولن تنسي بورسعيد بقية أفراد مجموعات الفدائيين للمقاومة السرية المسلحة ( المقاومة الشعبية) والعدد الكبير من أهل بورسعيد ، أعضاء المقاومة السلبية

من عمليات المقاومة المسلحة

انظر أيضا

المصادر