الدرب (محافظة)

(تم التحويل من الدرب)

الدرب، هي إحدى محافظات منطقة جازان في جنوب غرب السعودية. وتقع الدرب في الجزء الشمالي من منطقة جازان وتتبع لها إدارياً وتبعد مسافة 125 كم تقريباً عن مدينة جازان. ويحدها من الشرق (مركز مربه) ومن الغرب (مركز الشقيق) ومن الشمال (مركز ريم) ومن الجنوب (مركز عتود).

الدرب
مدينة ومحافظة
الدرب is located in السعودية
الدرب
الدرب
موقع الدرب في منطقة جازان.
الإحداثيات: 16°35′50″N 42°56′38″E / 16.59722°N 42.94389°E / 16.59722; 42.94389
البلد السعودية
المنطقةجازان
منطقة التوقيتتوقيت السعودية

توسعت الدرب بصورة سريعة بفضل موقعها المتميز جدا على مسنوى المنطقة الجنوبية باكملها حيث انها تقع على مفترق طرق دولية هامة جدا، بل ان التقاطع المسمى (المثلث) كل مابه من منشئات تجارية وخدمية ومطاعم وخدمة سيارات لا تنام ابدا لوجود المسافرين على مدار الساعة بالليل والنهار وقد زاد من ذلك السياح من اهالي منطقة عسير والمتمركزين في حي الكدرة. سميت دربا في القديم كانت تسمى درب الملاح بشد اللام وذلك نسبة إلى رجل طاغية كان يسكنها ويدعى أملاح.. عاث ذلك الرجل بالدرب حتى تمت شكوته للإدريسي قبل الحكم السعودي. وأزيح من مكانه سميت أخيرا بالدرب.وهي تبعد عن جازان مائة وثلاثون كيلو متر. تتبع لجازان إدارياً وبكل عاداتها، وهي مسقط رأس المطرب السعودي محمد عبده.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

الدرب تعاقبت عليه التبعية الإدارية حيث أنه من توابع المخلاف السليماني، وعند تولي الادارسة الحكم في المنطقة وكان مركزهم في صبيا تبع الدرب لحكم الادريسي، واستمر ذلك حتى حكم الملك عبد العزيز منطقة جازان بكاملها سنة 1351 هـ وبدأت النهضة في هذه المحافظة، وتضم محافظة الدرب عدة مراكز إدارية تتبع لها وهي (الشقيق - عتود - ريم) واهم مدينتين هي مدينة الدرب ومدينة الشقيق، وتعتبر المحافظة مشتى هام جدا وتعتبر الواجهة الشمالية لمنطقة جازان، إذ يتضاعف عدد سكانها في الربيع ليصل إلى اضعاف كثيرة.

وقد كانت الدرب تعرف باسم (درب بني شعبة) ويعود تاريخها إلى مئات السنين حيث كانت تعرف قبل ذلك بدرب ملوح نسبة إلى قبيلة ملوح التي كانت تسكنها آنذاك ثم عرفت بعد ذلك بدرب بني شعبة نسبة إلى قبائل بني شعبة, ومن ثم سميت بمحافظة الدرب في هذا العهد الزاهر حيث إن قبائلها تتكون من تسعه عشر قبيلة وهم:أل شار بن مرعي-أل محمد بن شار –السادة-أل زيد بن مرعي-أل أحمد بن مرعي- الشرفاء أل حدره –أل هيازع أل يأس-الجناح أل حدره –أل على بن مرعي- الإشراف أهل القضب –الصبانية- الاشراف أهل رملان-أل جابر بن مرعي –أل نخله-دستني أل حدرة-السادة أل هادي بن على –الرهاوية-الصبخاء-وغيرهم من القبائل ومنذ قيام المملكة العربية السعودية انضمت هذه المدنية وقبائلها إلى الملك عبدا لعزيز طيب الله ثراه وبايعته وسلمت له عهد الولاء والطاعة فنعمت كغيرها من مدن المملكة بالاستقرار.


الجغرافيا

الموقع

هي مدينة من مدن منطقة جازان جنوب غرب السعودية. وتقع الدرب في الجزء الشمالي من المنطقة وهي تتبعها إداريا وتبعد مسافة 125 كلم تقريبا. وللدرب تاريخ قديم حيث كانت ممرا للقوافل التجارية القادمة من تهامة والحجاز وعسير والمتجهة إلى صبيا والى اليمن حيث كان الناس يتوجهون إلى صبيا على الجمال والحمير بتجارتهم حتى تحسنت الأوضاع وتطورت الأحوال فأصبحوا يتوجهون لها بالسيارات بعد اختراعها وكانوا يسلكون الطريق المعروف حاليا بطريق جيزان – الدرب. وحدود الدرب من الشرق آل حبيب الذين يسكنون مركز الفطيحه التابع لمحافظة بيش ومن الغرب مركز الشقيق التابع لمحافظة الدرب والتي من قراه " الشعف والزبارة والهجنبة والشعوف والكنة والدملج وخبت أبو جبران والمحرق "ومن الشمال مركز ريم ومن قراه "عرج حنشه وكادوم والسبله وجندلة والرصاصة والرهوه والحمه والعرق "ومن الجنوب مركز عتود ومن قراه "العرق ومنشبه ويليها جنوبا قرية سمره إلى وادي سر. كل ماقيل عن حدود الدرب هي جزء من الدرب بل الحدود الطبيعية للدرب هي شرقا الجنبين ومربة السفلى والعاينة وغرباكماهوصحيح ومن الشمال صحيح مضاف اليه الرهوة وجنوبا وادي سر الدرب يضم عدد كبير من القرى من أهمها " قرية الدرب وحي المنتزه والمسامير وأبو السداد والقايم الأعلى والقايم الأسفل وبحره والطائف وعتود ونخب والقضب ورملان والحروف وماضي ومنشبة ومحبل وهيجة رملان وقايم الصرح والغريف والقومه وقرار والزور والكدره والمديري..... الخ.

المناخ

حار صيفا معتدل شتاءً وتسقط الأمطار في فصل الشتاء.


التقسيمات الادارية


الديموغرافيا

يبلغ عدد سكان المحافظة اكثر من (69000)تسعة وستين الف نسمة, ويتضاعف هذا العدد مرات كثيرة في الربيع مع وجود السياح من اهل السراة، وقديما لم يكن الناس بصفة عامة في منطقة جازان وبصفة خاصة في الدرب يملكون المساكن الفخمة الكبيرة التي انتشرت هذه الأيام من عمارات وبيوت كبيرة محاطة بالأسوار الكبيرة والتي تزينها الأنوار والأحواش والألوان والرخام والجبس والزينات والفرش والكنب الفخم، إنما كانوا يسكنون في البيوت الصغيرة التي تكون مكونة من السهاوي (جمع سهوة) أو العشش التي تتكون من اللبن والطين فبعض الناس يكون بيته مكونا من عشة وبعضهم سهوة والبعض من عشتين وبعضهم أكثر من ذلك ولم توجد للإنارة طريق عندهم إنما كانوا يعتمدون على إنارتهم على الفوانيس الصفراء التي تعبأ من القاز ثم يتم إشعال الفتيل ليعطي نارا تعطي الضوء الذي يستهدي به الناس وقد كانت عيشتهم عادية جدا حيث أنهم لم يحتاجوا لمظاهر الترف والنعيم الحالية لأنهم يقومون في الفجر ويصلون ثم يذهبون للعمل حتى الليل ثم يذهب الناس لبيوتهم وهم منهكين من التعب لينام الإنسان بسرعة من التعب وكانوا يفكرون في قوتهم وقوت عيالهم اليومي، وقد كانت العشش والسهاوي التي يسكنون فيها غير آمنة من الغبار والهواء الطلق ولم توجد لها الأبواب، كما كانوا يبنون الدكاكين التجارية من اللبن والطين ليضع التجار فيها تجارتهم ويبيعونها للناس. (من لقاء مع المعمر الوالد جابر المغربي).

المعالم السياحة

يوجد في المحافظة منتجعات سياحية وشقق مفروشة وفنادق جهزت بوسائل الراحة ولاسيما وجودها بالقرب من البحرالأحمر الذي يضفي على المكان رونقاً وجمالاً، كما يوجد بها عدد من المطاعم الشعبية وهي سمة غالبة على مطاعم محافظة الدرب ولها شهرتها التي يقصدها الذواقون من أماكن بعيدة ويوجد كذلك أسواق لكل السلع ولكافة المتطلبات اليومية.

الاقتصاد

الزراعة

كان الناس قديما يعتمدون على الزراعة في معيشتهم فهي تعد مصدر الرزق الأول لهم وتسمى الأرض الزراعية عندهم بمسمى (الزهب). وكانوا يزرعون فيها الحب الذرة والدخن خاصة في فصل الصيف أما في فصل الشتاء فكانوا يساقون بعد نزول الأمطار ويستخدمون آلات قديمة مثل الفأس والمحش وغيرها، ويحرثون الأرض عن طريق الثور حيث يضعون آلة خاصة بحرث الأرض ويجرها الثور، وبعد أن تزرع ويأتي الحصاد يقوم المزارع بقطع هذا الحب أو الذرة أو غيرها عن طريق المحش حيث كان اعتمادهم بكثرة على هذه المحاصيل حتى يعيشوا منها، فالرطل من الأرز يباع بريال. وتعد الأمطار مصدر من مصادر المساعدة لزراعة الأرض حيث تعيش عليها النباتات وتشرب منها وذلك عن طريق السيول التي تروي الأرض الزراعية ومنها يخرج الحب والذرة والأرز والدخن وغيرها. كذلك كان الناس في القدم وحتى الآن يبيعون القصب فراعي الدكان أو أصحاب الدكاكين يبيعون الرز بـ (4.5) ريال والحبوب أنواع منها الأبيض والأحمر وكان من ضمن ما يزرعونه الجلجلان (السمسم) وأما الغلف والشدخ وغيرها فكانت تخرجها الأرض دون الحاجة لزراعتها وتوضع على الحنيذ ولكنهم في أيام الجفاف فإنهم يضطرون لأكله..

التجارة

تعد التجارة مصدراً من مصادر الرزق منذ القدم وكان الناس يتاجرون في بيع الخضروات والفواكه والشاي والأرز والبذور والحيكان حيث كان سعر اللحف بـ 3 ريالات والجرفي بـ 5 ريالات. وكانت تجارتهم في دكاكين ما زال بعضها موجوداً إلى الآن في الدرب. وسوق الدرب يوم الخميس حيث يعتبر من أكبر أسواق المنطقة، والآن انضم يوم الأريعاء وأصبح سوقاً مصغراً يختصر على بيع المواشي من بهيمة الأنعام.

وكانت صبيا تعد المركز التجاري قديماً وسوقها يوم الثلاثاء ونذكر من تجار صبيا الشيخ / محمد بن بحبى وكذلك الخواجية. وقديماً كان من لديه 200 فرنسي يعد تاجراً..

الرعي

كان الناس وما زالوا حتى الآن يقومون برعي الحيوانات سواء غنم أو بقر أو إبل ويكثر رعي الحيوانات عند البدو خاصة أنه يعد مصدر رزق لهم سواء كان للبيع أو عندما تهطل الأمطار وتكثر الحشائش يذهب الرعيان بالحيوانات حتى يأكلوا منها أو تجد البعض منهم يشتري القصب وغيره. وبما أن البدو يرعون الحيوانات فتجد عندهم أعداد هائلة منها تفوق المئة والمئتين من الرؤوس والآن أصبح الرعاة يعتمدون على الشعير طعاما لحيواناتهم. وفي موسم عيد الأضحى المبارك تجدهم يبيعون الرأس من الغنم بسعر قليل حتى يكسبوا منه المال نظرا لحاجته الماسة للمال حتى يعيش منه هو وأولاده وتجده أي الراعي منهم يتجه خلف الماء والكلأ حتى تأكل منه الحيوانات ويستفيد الراعي من لبن هذه الحيوانات..

الخدمات

التعليم

لم يكن العلم في السابق متطورا كما هو الحال في الوقت الحاضر ولم تكن هناك مدارس كثيرة ومتنوعة كما هو الحال الآن، إنما كان العلم مقتصرا في السابق على القرآن الكريم فقط ثم تطور بعض الشيء إلى الأحاديث الشريفة وبعض الكتب الدينية إلا أن التركيز كان على القرآن، فقد كان أهل الدرب يدرسون على يد الشيخ يحيى بن أحمد بن حاضر – رحمة الله عليه - وحتى الدراسة كانت متواضعة وبدائية ليس فيها تجويد أو تدبر لآيات الله وعظمتها إلا أنه كان الشخص الوحيد الذي يتعلم منه أهل الدرب وقد كان الفخر والاعتزاز لمن أتم قراءة جزء عم حيث أن الشيخ يجعل طلابه الذين أتموا قراءة جزء عم من القرآن يبشرون بأنفسهم وبالشيخ ويجمعون ما يحصلون عليه من هدايا وجوائز وأموال ويعطونها للمعلم يحيى بن أحمد بن حاضر مكافأة له. كما كانوا يقومون بحمد الله وشكره بطريقتهم الخاصة والتي يقولون فيها (الحمد لله الحميد البندي – سبح له الطير الهوي والرعد – والحوت في البحر وكل عبد – جزاك الله ربي جانب الأحسن – كما علمتني من آية القرآن – علمتني القرآن من كمال – والخط في اللوح كما الهلال – وأنت يا أمي فنعم الوالدة – جزاك ربي جنة وفائدة – بين النساء زائدة حتى أراك في الجنان خالدة – مع نساء المصطفى مشاهدة – ثم على حوض النبي واردة..) ثم جاء الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي لمنطقة جازان وسكن بمنطقة صامطة، وتوجه طلاب العلم من أهل الدرب لصامطة والتقوا بالشيخ وتعلموا على يديه القرآن وتدبر آياته والتجويد والحديث وبلوغ المرام والآجرومية في النحو.. وقد أتم الطلاب حفظها ابتغاء وجه الله، وقد كان الطلاب يحصلون على مكافأة شهرية لدراستهم (3 ريالات) ومن يتم الدراسة يتخرج ليصبح معلما في منطقة من مناطق جازان ويحصل الدارس على شهادة يذكر فيها أن المدرسة السلفية بالجنوب تشهد بأن فلان قد أتم الدراسة فيها وتخرج، ليتم تعيينه معلما بعد ذلك بـ (120) ريالا، وقد أرسل المتخرجين إلى عدة مدارس تم افتتاحها من قبل المدرسة السلفية فأرسل الشيخ علي عز الدين المنذري لمدرسة رملان والشيخ علي بن أحمد جبلي لمدرسة القائم الأسفل وأرسل المعلمون المتخرجون من المدرسة السلفية بالجنوب إلى مدرسة القضب وأبو السداد وقرار..الخ وكلها تم إنشاؤها من قبل المدرسة السلفية. وكان معلموها تابعون للشيخ القرعاوي .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الصحة

يوجد في محافظة الدرب مستشفى عام يخدم خمسة مراكز صحية بالدرب وابو السداد والشقيق وعتود ومنشبة بالإضافة لإستقباله عدد من المراجعين المحولين من المراكز الصحية التابعة لمنطقة عسير حيث بلغ عدد المراجعين للطوارئ والعيادات الخارجية بالمستشفى (64631) مراجع خلال الأشهر الأولى من عام 1425هـ ويتزايد عدد المرجعين في فصل الربيع لكثرة السواح والزائرين للمحافظة كما يوجد مشروع توسعة للمستشفى تحت التنفيذ لتصل سعته إلى 82 سريراً بها قسم طوارئ وقسم للعناية المركزة وقسم للحضانة جميعها تحت الإنشاء في الوقت الحاضر.


المطبخ

لم يتوفر عن الناس القدامى ما توفر في الوقت الحالي من مظاهر الترف والنعيم والخير في كل الأمور وخاصة الطعام، فقد كان اعتماد الناس في الأكل على الدخن – الذرة – الخضير – الحب – اللحم والسمك وفي الشرب على الماء واللبن، وبصفة عامة على منتجات الأرض وكل ما يزرعونه وهو صالح للأكل يأكلونه فيقومون بجمع الدخن أو الخمير أوالذرة أو الحب ويتم طحنها على الآلة الخاصة بالطحن والتي تسمى (المطحنة) ثم يتم خبزه ووضعه في (الموافية – جمع ميفا) التي كانت بمثابة المخبز عندهم ولا يكاد بيت يخلوا منها وكانوا يقومون بتحضير الأكل على ثلاث فترات الإفطار والغداء والعشاء وهكذا، وقد كان هناك بعض الخبازين الذين يقومون ببيع الخبز والخمير على الناس فكان سعر البر (نصف ريال) وسعر الخمير ريال كما أنه توجد عندهم أكله محببة وهي (الخمير المفحس) والذي يتم عمله بعد الطحين والخبيز حيث يجمع ثم يهرس حتى يصبح هريسا ليرش عليه بالإيدام المطبوخ والقطيبة المحبوبة ثم يتم أكله وكذلك كانوا يعملون المعصوب ((المرسة)) من البر والسمن والموز إن وجد والسكرأو العسل، ولم تكن مظاهر الحلوى موجودة عندهم بشكل كبير باستثناء بعضها كالمشبك – الزنبطية (ما يسمى حاليا بالحلوى البحرينية) – المبروم وهي لا تتجاوز في سعرها (ريال) واحد، وقد كانوا يشربون إما الماء أو اللبن فالماء هو المصدر الأول للمعيشة سواء للأراضي أو للحيوان أو الإنسان وكانوا يقومون بجلب الأغنام والإبل والأبقار ويجمعون حليبها ويشربونه إما بالتسخين أو دون تسخين كما وجدت عندهم جرة الماء وهي باردة. أما بالنسبة للمأكولات في رمضان فهي ثلاث وجبات أيضا إلا أنها تختلف عن الأيام العادية في أوقاتها نظرا للصيام طوال النهار فتوجد وجبة الإفطار ووجبة العشاء ووجبة السحور. (1) وجبة الإفطار : وكان الناس يعانون من سوء الحالة المادية، لذلك فوجبة الإفطار عند الفقراء لا تتعدى حبات التمر أو أقراص الخبز المصنوعة من خمير الذرة وصحن (القطيبة)، فإذا توفر ذات يوم لحم أوسمك فذلك فضل من الله، أما أصحاب الحالة المادية الجيدة فإن فطورهم يضم العديد من المأكولات كالتمر وخبز خمير الذرة واللحوح والشوربة واللحم والمهلبية والمطبق والسنبوسة. (2) وجبة العشاء : وهي بعد صلاة العشاء والتراويح والأكلة المفضلة في جازان وضواحيها هي المرسة والهريسة هذا سابقا أما الآن فإن الأرز سيطر على المائدة في كل بيت إلى جانب ما يتيسر من أطباق أخرى حسب الإمكانيات المتاحة لكل أسرة.. (3) وجبة السحور : وغالبا ما تكون عند أهل جازان وضواحيها وصبيا من الحليب وخبز الذرة الحلو ولا يوضع عليها خميرة حيث يوضع الحليب على النار حتى يغلي ثم يفت الخبز بالحليب ويوضع السكر عليه وتسمى هذه الأكلة (الثريد) هذا ويستخدم السكان حليب البقر وحليب الإبل أما الآن فيستخدم الناس الحليب المبستر الموجود في الأسواق بكثرة وبأرخص الأثمان بل إن بعضا من الناس والسكان حاليا يكتفون بلقيمات من كبسة الأرز باللحم لخفة الأرز على المعدة أو بصحن من المهلبية ليستعين بها على الصيام.

  • اللباس والزينة : من المعروف أنه في كل منطقة وفي كل مكان لباس خاص بالرجال ولباس خاص بالنساء، إلا أنه في السابق لم يكن هناك لباس مختلف إلا شيئا بسيطا وذلك

للفقر والحاجة التي يمر بها الناس وقلة الموارد المعيشية فمن اللباس كانت الأحواك – الكرت الوزر – المصانف – السدر – السمج – القطائع – الطفاش – القوابع (وهي من الطفي) وقد كانت كثيرا من هذه الأمور التي تلبس يشترك فيها الرجال والنساء ويشتركون في الأحذية والوزر والسدر والتي تعمل من الطفي وكذلك يلبسون الأحذية من الطفي وتسمى الوضائن وقد كانت تباع الملابس بأسعار رخيصة جدا فالسمج بريال والمصانف بريال ونصف وكانت ملابس النساء من الكرت والسدر وأيضا القطائع الصفراء (المصار) التي كانت توضع على الرأس والنساء الكبار يلبسون الطفائ على رؤوسهن للإتقاء من حرارة الشمس، وقد كان النساء يستخدمن الزينة والحلي من الفضة حيث الذهب لم يكن متوفرا في ذلك الوقت كالبناجر والحجول والمسك وأوضاح وعلجة وخرصان وكلها من الفضة أما الرجال فإنهم يتزينون بالخضر والبعيثران الذي يوضع فوق الرأس ويستخدمه النساء أيضا وخاصة في مناسبات الزواج (المكعوس) أما في الوقت الحاضر فقد أصبح القليل من الناس الذي يستخدم الملابس القديمة لوجود الزي الرسمي من ثوب وشماغ إلا أنه لا يخلوا بيت من الملابس القديمة.

العادات والتقاليد

كان الناس قديما في هذه المنطقة وغيرها يشتهرون بالكرم والجود وكذلك حسن الخلق فإذا جاء ضيف عند شخص فإن الناس يكرمونه ويجودون له بما يستطيعون حيث يذبحون له الذبائح ويعملون ما يستطيعون حتى يكونوا كرماء معه فهم ذو أخلاق عالية مع الناس جميعا وخاصة فيما بين القبائل. وكان الجيران يتعاملون فيما بينهم بالمعاملة الحسنة، حتى أنه إذا عمل شخص فطورا أو نحوه قبل الآخر فإنه يدعوا جيرانه للمجيء عنده لتناول الفطور. وأما خلق الصدق فمشهور عندهم فإنهم كانوا يتحلون به ولا يتكلمون إلا بصدق ويعلّمون الآخرين الفضائل وحسن الأخلاق.

ومما اشتهر عنهم أنه إذا حدثت مشكلة فيما بينهم يحاولون حلها قدر المستطاع فإن لم يستطيعوا ذهبوا إلى عند من عرف عنه رجاحة العقل وحسن الأخلاق وصدقه في القول وعلمه ومعرفته في هذه الأمور وحلها الحل المناسب.

الزواج

عادات الزواج في الدرب هي نفسها في المنطقة الجنوبية كلها، حيث نبدأ بالبحث عن شريكة الحياة، فإذا ما وقع الاختيار على المكان الذي توجد فيه هذه الشريكة المناسبة، بعث الشاب إحدى النساء القريبات له لمشاهدة هذه البنت فإذا وجدتها مناسبة أشارت عليه بالزواج منها، فيتقدم لخطبتها من ولي أمرها، يرافقه عند الخطبة ولي أمره وشخصان من أقاربه أو أصدقائه، أما إذا كانت البنت التي يرغب في الزواج منها من أقاربه كابنة عمه أو خاله - مثلا – فإنه لابد أن تكون لديه فكرة عنها، فيتقدم لخطبتها مباشرة فإذا وافق ولي أمر البنت على تزويج هذا الشاب وضعت الشروط على الفور من مهر وحلي وثياب وغير ذلك، فيدفع الشاب المهر في الحال، أما باقي الشروط فتدفع في الوقت المحدد للزواج. وقد كان الزواج في الماضي بعيدا عن التكاليف والمظاهر، نتيجة للوضع المادي الصعب الذي كان يعانيه أغلب المواطنون ،، فالمهر - مثلا – لا يتعدى عشرة ريالات على أكثر تقدير، والمصاغ لا يتعدى خصلتين أو ثلاث من الفضة لا يتجاوز ثمنها أربعين ريالا، ومن الثياب خمس أو سبع قطع، قد لا تصل قيمتها إلى خمسة عشر ريالا على الأكثر. عقد القران يتم حيث يوجد المأذون الشرعي في بيته أو في المسجد، أو في أي مكان آخر، وليس كما هو متبع حاليا، حيث توجه الدعوة إلى المأذون الشرعي للحضور مع دفترة إلى ولي أمر البنت لعقد القران هناك كما توجه الدعوة إلى مجموعة كبيرة من أقارب وأصدقاء الجانبين – الشاب وولي أمر البنت - لحضور عقد القران، وتناول طعام العشاء الفخم الذي أعد لهذه المناسبة وقد تؤجل الوليمة إلى غداء في يوم آخر بعد الزواج، وتقدم للمدعوين بدلا من ذلك في ليلة عقد القران الحلوى والمرطبات، كما لم تكن في السابق شبكات كهربائية تتلألأ أنوارها في سماء بيت العروسين ولا يوجد مسرح منمق مكلف آلاف الريالات لتجلس عليه العروس ليلة عرسها لكي تراها الحاضرات من النساء ولا ذبائح للنساء المشاركات في الحفل كما هو الحال في هذا الوقت. كل ما كان في الحفل هو أن تجلس العروس على كرسي خشبي يكون مرتفعا بعض الشيء عن الأرض لتراها ولو بعض الحاضرات من النساء وقد لبست بعض الثياب المتواضعة ومن المصاغ ما تيسر منه كـ (الحودل) وهي خصلة فضية توضع وفوق المرفقين " وشيلة " (حلق) من الفضة توضع في الأذنين (وحجلين) من الفضة إن أمكن يوضعان فوق الكعبين من الرجلين أما الحفل فيبدأ بقرع الطبول من قبل نساء متخصصات وترتفع الزغاريد (الغطارف)، ويغنين بعض النساء أغان خاصة بهذه المناسبة ويرقصن ويستمر الحفل لمدة ساعتين أو أقل ثم ينصرفن حتى لا يبقى في بيت العروس إلا أهلها.

ويستمر الحفل حوالي ساعتين أو أقل ثم ينصرفن حتى لا يبقى في بيت العروس إلا أهلها، فتوضع العروس في مكان خاص ثم يأتي العريس ومعه أمه أو من في مكانة أمه، فتدخله على عروسته ثم تنصرف، ويتم الزواج وتسمى هذه الليلة ليلة (الدخلة) أما اليوم فقد تغير الحال نتيجة توفر المادة عند بعض الناس فأغرتهم المظاهر وحب الظهور فزادوا في تكاليف الزواج بصورة أعجزت الكثير من الشباب الذين لا يملكون المادة التي تمكنهم من الوصول إلى ما يطمحون إليه من الحصول على زوجة وبيت يضمهما في سعادة. وأعتقد أنك – أيها القارئ الكريم - لست في حاجة إلى أن أشرح لك تكاليف الزواج في صبيا والدرب في وقتنا الحاضر لأن المشكلة لا تعاني منها صبيا والدرب فقط أو تنفردان بها ولكنها مشكلة مشتركة تعاني منها كثيرا من المدن والقرى في المملكة الحبيبة، وانعكست أثارها على كل شاب ضئيل الدهل يريد الزواج، ووقفت له عائقا في طريق زواجه ومع ذلك فللحقيقة أقول : إن الواعين من أهل صبيا والدرب مدركين للنتائج التي قد تترتب على هذه التكاليف الباهظة والتي حالت دون زواج الشباب والشابات، أخذوا في التخلص من هذه التكاليف وبدؤوا بأنفسهم فخفضوا منها إلى حد يستطيع معه الشاب حمل التكاليف، فالمهر مثلا لا يأخذ أحدهم أكثر من خمسة آلاف ريال، ولا يطلب من المصاغ والثياب إلا ما يستطيع الشاب الخاطب احتماله واستبعدوا الكثير من التكاليف التي ترهق أهل الزوج ولا تفيد الزوجة في شيء وأخذوا يحثون الآخرين على الاقتداء بهم، ويفهمونهم أن أي تخفيض في التكاليف هو لمصلحة الشباب جميعا، وقد كان لعملهم وتوجيههم هذا أثره الطيب على بعض المواطنين فمن أدركوا أن الزواج ليس مجالا للبيع والشراء أو للطمع وإملاء الشروط فأخذوا يخفضون من التكاليف بصورة ساعدت بعض الشباب على الحصول على زوجات.. ومن الزواج إلى ليلة الشدود : ويطلق على ليلة انتقال الزوجة إلى بيت زوجها (ليلة الشدود) وقد جرت العادة في صبيا والدرب أن تستعد أهل الزوج بالحلوى والقهوة والشاي والطيب لإكرام العروس ورفيقاتها عند وصولهن إلى بيت الزوج أما في بيت العروس فيجتمعن بعض نساء الحي من الأقارب والمجاورين لمرافقة العروس إلى بيت زوجها، وفي هذه الليلة تتزين العروس بما لديها من الملبس والمصاغ والطيب فإذا كان بيت زوجها قريبا تذهب العروس ورفيقاتها مشيا على الأقدام أما إذا كان بيت الزوج بعيدا كن يكون في مدينة أو قرية خارج مقر الزوجة فإن الزوجة ورفيقاتها عندما تصل إلى مقربة من باب دار زوجها فإنه يستقبلها زوجها ووالده فيمدان اللحاف في الأرض أمام الزوجة ويقول والده مرحبا بزوجة ولده ورفيقاتها: أرحبوا على الرأس والعين * * أرحبوا على عدد حبات المطر أرحبوا على عدد التراب * * أرحبوا من ما جئتم حتى هنا وعلى الرغم من قرب باب الدار فإن الزوجة تتأخر عن الدخول بعض الوقت لأنها كلما تقدمت إلى الباب خطوة أرجعنها المرافقات لها أربع خطوات إلى الوراء، وهكذا حتى تدخل البيت بعد مضي بعض الوقت، وفي ليلة الشدود لا يرافقها أحد من أهلها ويتم ذلك بعد مضي وقت قصير ذلك في الماضي أما في الوقت الحاضر فقد توافرت السيارات في أكثر البيوت في المدينة والقرية على حد سواء فلا داعي للسير على الأقدام ولا ركوب الجمال. (محمد محسن محمد مشاري - المرجع السابق – ص 110)

الطلاق

فمن المعروف أنه أبغض الحلال عند الله وهو يتم ثلاث مرات ويحق للرجل إرجاع زوجته ما لم تتم هذه الثلاث مرات أما بعدها فلا يحق له إرجاعها حتى تنكح رجلا غيره، والطلاق يتم بين الرجل وزوجه إذا وصلت درجة المعيشة والتفاهم بينهما لطريق كبير ومسدود، وإذا كثرت المشاكل بينهما، فإن أشخاص من أهل الزوج وأشخاص من أهل الزوجة يحاولون التدخل لحل المشاكل بين الطرفين وتقريب وجهات النظر فإن تم حلها. بها ونعمة، وإلا فالطلاق هو الحل الوحيد، وقد كان الطلاق سابقا قليل جدا نظرا لأن المعيشة الصعبة تجعل العائلة من زوج وزوجة يصبرون على الفقر والحاجة، حتى أن الأهل إذا جاء أحد منهم ليخطب ابنتهم فإنهم يفرحون لأن ذلك سيوفر عليهم وفي نفس الوقت سيكون الستر من نصيب ابنتهم ويعتبر الطلاق من العادات السيئة سابقا ولم يكن منتشرا لأن الناس كانوا ينظرون له بعين العيب والخجل، فالمرأة المطلقة يكرهها الناس وينظرون لها على أنها سيئة وإلا لما تركها زوجها ولذلك فإن النساء يصبرن على شظف العيش وفقره حتى تتحسن الأوضاع ونجد أنه حتى الأهل يكرهون ابنتهم إذا جاءتهم مطلقة، أما الآن فقد انتشر الطلاق لدرجة أنه أصبح أضعاف الزواج. (من لقاء مع الشيخ علي عز الدين منذري في منزله - الجمعة 5/6/1421 هـ).

المقابر

كان الناس قديما إذا مات شخص يدفنونه على الطريقة الإسلامية حيث يحفر القبر ويوضع للميت اللحد ثم يدفنونه لكن بعد الدفن يضعون الحجارة حتى يعرف الناس قبر من، ومع مضي الزمن اختفت الحجارة حتى أصبح الناس لا يميزون هذا القبر هل هو لرجل أو لامرأة. ولم يكن للمقابر قديماً أسواراً تحميها من السيول والحيوانات ؛ وحتى الآن توجد في الدرب وقراها بعض هذه المقابر القديمة التي ليس لها أسوار.


المصادر

وصلات خارجية