الحوض المرصود

الحوض المرصود ناووس (تابوت) قديم من الجرانيت الأسود على جوانبه نقوش هيروغليفية لم يتمكن أحد من تفسيرها يوم عـُثر عليه. وقام أحد بكوات المماليك بوضعه أمام جامع سنجر في حي السيدة زينب بالقاهرة ليستخدمه الأهالي في سقاية المياة؛ ثم سرت شائعة ان من يرتوي منه يشفي من امراض العشق والهوى.[1]

الحوض المرصود.jpg

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأسطورة

 
لوحة حوض العشاق والمسجد المجاور - مجموعة مشاهد من مصر- للرسام لويجي ماير.

تقول الدكتورة رضوى زكي، الباحثة بمركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية، في بحث لها بعنوان "النقوش الهيروغليفية بآثار القاهرة الإسلامية في ضوء لوحات المستشرق لويجي ماير" وذلك ضمن أعمال فعاليات المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العام للآثاريين العرب الذى انعقد مؤخرا بمقره بالشيخ زايد. رصدت الدكتورة رضوى اليوم الخميس بأنها رصدت من خلال دراستها أسطورة توضح حقيقة الحوض المرصود الاسم المشهور بمنطقة السيدة زينب والذى يشفى من آلام الحب، وقد نسجت حول تابوت جرانيتي من عصر مصر القديمة أعيد استخدامه بأحد مساجد مدينة القاهرة كحوض أو مسقى للمياه حيث أشار لهذه الأسطورة المؤرخ المملوكي بن إياس موضحا أن هذا التابوت كان مستخدما كسفينة.[2]

وأضافت أن الدراسة رصدت كذلك ملامح بعض آثار ومنشآت القاهرة الإسلامية ومن ضمنها الآثار الفرعونية المعاد استخدامها في بعض العمائر الإسلامية من خلال اللوحات المائية الذى رسمها المستشرق الإيطالي ماير والتي صورت مجموعة من الآثار الإسلامية بدقة بالغة وكأنما التقطتها عدسات مصور محترف.

ومن جانبه ، أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام الاتحاد العام للآثاريين العرب أن الأسطورة كما جاء فى الدراسة أشارت إلى تابوت يستخدم سفينة فى قديم الزمان وكان يركب في هذه السفينة أربعة أشخاص يعبرون بها النيل من ضفة إلى أخرى فإذا ركبها خمسة فلابد أن تغرق بهم لأن الكهنة القدماء طلسموها هكذا ، ولقد بادر كافور الإخشيدي إلى جمع علماء مصر لديه وكلفهم بقراءة النقوش الهيروغليفية المدونة على هذا التابوت فعجزوا عن ذلك فاضطر كافور إلى اعادة السفينة إلى شاطئ النيل لاستعمالها كسابق عهدها حتى غرقت المركب بهم في النيل لفساد الطلسم وهى نقوش السفينة ومنذ ذلك الحين ألقى التابوت بجوار أحد مساجد قلعة الكبش.

وأضاف إن أوليا جلبي الرحالة التركي الذي زار مصر في القرن السابع عشر الميلادي روى تفاصيل أكثر عن تلك الأسطورة فقد رأي أن هذا الحوض مملوء بماء زلالاَ براقا يستسقي منها الرائح والغادي من الإنسان والحيوان ليل نهار دون أن ينقص من مائه شيء فهي مفعمة دائما ولا يفهم من أين يأتى إليها هذا الماء ومنذ ذلك الحين كما ترى الباحثة استخدم هذا التابوت كحوض أو مسقى للمياه ولكن مياه هذا التابوت كان لها قدرات سحرية فهي تشفي من آلام الحب.

وتابع أن الدراسة أشارت إلى أن علماء الفرنسية نظروا لهذا التابوت باعتباره يسمى "ينبوع العشاق" وأوضحوا أن هذه الأسطورة كانت على أرض الواقع حقيقية ورسموا التابوت وبه ثقب من أحد جوانبه لتصريف المياه التي به وكان ذلك سبباً فى تسمية المنطقة الواقعة بأحد شوارع منطقة قلعة الكبش باسم شارع الحوض المرصود وقد سجل علي باشا مبارك في خططه التوفيقية قصة هذا التابوت والذي سمي الشارع باسمه قبل نقله إلى المتحف البريطاني ليستقر هناك كتابوت مصري فرعوني وسط مجموعة من الآثار المصرية الأخرى وقد كان مقدراً لهذا التابوت أن ينتقل إلى فرنسا بعد أن نقله أعضاء لجنة العلوم والفنون المرافقة للحملة إلى الإسكندرية في طريقه إلى باريس لكن انتقل بموجب اتفاقية الإسكندرية 1802 مع العديد من الآثار المصرية الأخرى كحجر رشيد إلى بريطانيا.

وأوضح أنه رغم خروج التابوت من مصر ظلت أسطورة هذا التابوت عالقة في أذهان المصريين فقد تعجب المستشرق الإنجليزي إدوارد وليم لين عن خرافة أخرى منسوجة حول هذا التابوت كان قد سمعها بالرغم من أن التابوت كان قد نقل للمتحف البريطاني في وقته ففي يوم الاحتفال بذكرى عاشوراء يظهر الجن في هيئة الانس أمام ناووس قديم يسمي "الحوض المرصود" وكان كل من يصادفه حظه فيمر بسوق الجن ويشتري شيئا من الفاكهة والكعك أو الخبز يري ما اشتراه قد تحول إلى ذهب في الحال والآن يطلق اسم الحوض المرصود على مستشفى للأمراض الجلدية بمنطقة السيدة زينب.


الحملة الفرنسية

عندما دخلت حملة نابليون القاهرة استمع الفرنسيون الى الحكايات والاساطير المحيطة بالحوض الذى اطلق عليه سكان القاهرة اسم "الحوض المرصود" بمعني المسحور و قام الفرنسيون بتجربه مياهه وسجل علماء الحملة وصفه فى كتاب وصف مصر واطلقوا عليه اسم ينبوع العشق والغرام.

عند عودة الحملة الى فرنسا سنة 1801 قام علماء الحملة بنقل التابوت الي باريس مع حجر رشيد و ٱثار اخري عديدة ، الى أن وقعت هزيمة نابليون بونابرت فقامت انجلترا بنقل تلك الاثار الى المتحف البريطاني بلندن ومازال التابوت (الحوض المرصود) هناك حتى اليوم.

مستشفى الحوض المرصود

لم يتبق في القاهرة منه سوي الاسم (الحوض المرصود) للمستشفي التي انشئت في نفس المكان فى عهد محمد على وجعلها كلوت بك متخصصة فى الامراض الجلدية والتناسلية ، وكانت مقر اجراء الفحوص الطبية على البغايا من النساء للحصول على ترخيص بالعمل الى ان اصبحت تلك المهنة محظورة رسميا.

المصادر

  1. ^ "الحوض المرصود". تويتر. 2020-12-20. Retrieved 2020-12-20.
  2. ^ علاء المنياوي (2015-11-19). "باحثة آثار تكشف حقيقة "الحوض المرصود" الذى يشفى من آلام الحب". صحيفة صدى البلد.