الحملة المصرية على الأحساء

الحملة المصرية على الأحساء (1837) بدأت بإرسال محمد علي باشا خورشيد باشا للزحف على فيصل بن تركي في الأحساء وجنوب نجد. وقام خورشيد بفك تحالف مصر مع آل علي وقبل بولاية آل رشيد على إمارة جبل شمر. ولم تكن تلك خيانة من أمير شمر (حائل) الأمير عبد الله الأول بن علي آل رشيد بل على العكس استمر في دعم آل سعود.[1]

وفي نوفمبر 1838، اعتقلت القوات المصرية فيصل بن تركي آل سعود وشقيقه جلوي وأبناءه محمد وعبد الله ، وتم نفيهم إلى السجون المصرية التي كانت تعج بأمراء آل سعود.

وعقب نفي فيصل بن تركي آل سعود، قام خورشيد بمد النفوذ المصري إلى شواطئ الخليج العربي عبر دخول الأحساء. كما خضع له حكام البحرين والكويت وعُمان.

من أرشيف رئاسة الوزراء المصرية، خط همايون رقم الوثيقة 23133-أ تاريخ 5 شوال 1254هـ:

Cquote2.png في 22 ديسمبر 1838: الموقف في البحرين هادئ جداً في الوقت الحاضر وليس هناك شيء مهم يستحق الكتابة، وإن العساكر المصريين يقيمون في الأماكن التي تسيطر عليها قبيلة قصيم (كذا بالأصل) منذ ستة أشهر كاملة وأنهم يعانون من نقص الذخائر والمواد الغذائية ويحاول سر عسكر مصر خورشيد بك تأمين الذخائر من سواحل الفرس وبعث رجلاً حول الموضوع إلى البحرين للتفاوض مع المسؤولين لشراء ثلاثة أردب من الحنطة وثلاثة أردب من الشعير كل أردب عن ثمانية عشر أوقية ولكن محاولته فشلت مما اضطر سر عسكر المذكور السفر صوب الرياض ثم قرية ديلم وبما أن القرية المذكورة من توابع فيصل بن سعود تركي فقد قام الأخير بالهجوم عليه ودار بينهما قتال شديد ولم يتمكن القائد المصري من نصب خيامه واضطر الابتعاد عن المنطقة بإمداد فيصل بالجنود والعتاد وأمد أمير الأحساء بألف من جنود الفرسان. Cquote1.png

—أرشيف رئاسة الوزراء، خط همايون
رقم الوثيقة 23133-أ تاريخ 5 شوال 1254 هـ[2]

ولكن التواجد المصري بدويلات الخليج لم يستمر طويلاً، إذ أن المجتمع الدولي بدأ يتحرك حيال التوسع المصري، فترك خورشيد شبه الجزيرة العربية، بعد أن عيّن على كل إمارة حاكماً موالياً لمصر. فحكم أنقاض الدولة السعودية الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز بن سعود، مما شجع عبد الله الأول بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود على البدء في التمرد. فهرب الأمير خالد إلى الأحساء، ودخلها الأمير عبد الله الأول بن ثنيان آل سعود حاكماً في 1841، كما مد نفوذه إلى الأحساء في العام التالي.

لكن الوضع لم يهدأ في الجزيرة العربية، فقد أرادت مصر أن تضرب آل سعود مجدداً حتى لا يعاودوا تنفيذ المخططات البريطانية لتقويض التواجد المصري في الجزيرة العربية. لذلك قام عباس بن أحمد طوسون بن محمد علي (عباس باشا فيما بعد، ثالث حكام مصر من أسرة محمد علي) بالإشراف بنفسه على خطة تهريب الأمير السابق فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود عام 1843.

وفوراً اتخذ الأمير فيصل من حائل مقراً له لما لديه من صداقة مع عبد الله الأول بن على آل رشيد حاكم حائل. ودخل الأمير فيصل العاصمة السعودية الرياض في مايو 1843، وحاصر قصر الحكم إلى أن نجح في أسر الأمير عبد الله الأول بن ثنيان آل سعود ومات الأخير في المعتقل بعد أقل من شهر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

  1. ^ إيهاب عمر (2008). الخليج البريطاني - كيف صنعت بريطانيا دول الخليج العربي. دار الحياة للنشر والتوزيع. pp. 31–32.
  2. ^ بشار الحادي (2011-02-06). "خورشيد باشا يحاول شراء طعام للجيش المصري من البحرين عام 1254هـ". مدونة بشار الحادي.